إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كلمة موجهة إلى الشباب

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كلمة موجهة إلى الشباب

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اخوتي اخواتي
    هذه كلمة لسماحة اية الله محمد تقي بهجت(قدس سره)
    بيت ان اقلها لكم
    لتحصل لي ولكم الفائدة ان شاء الله
    خصوصا وان هذا العالم من العلماء الروحانيين

    بسم الله الرحمن الرحيم
    على النشء الجديد والشباب أن يلتفتوا بأن عليهم – كما أنهم يتقدمون في العمر وهم في هذا السن يوماً بعد يوم – أن يكون علمهم وإيمانهم فيازدياد مستمر بهذا النحو أيضاً، وبشكل مواز لذلك، فتترقى معلوماتهم من الصف الأول للعلوم الدينية إلى ما فوق، ويكون إيمانهم ملازماً لعلمهم هذا .
    عليكم أن تعلموا بأننا – نحن المسلمين – لا نمتاز على غير المسلمين إلا بالقرآن والعترة، وإلا كنا نحن أيضاً كباقي الناس غير المسلمين.. لو لم نمتلك القرآن لكنا كغير المسلمين، ولو لم نمتلك الارتباط بـالعترة لكنّا مثل سائر المسلمين من غير أهل الإيمان.
    علينا الإلتفات إلى لزوم الترقي في هذين الأمرين يوماً بيوم، فكما يتقدم بنا السن، فكذلك يلزم أن تترقى معلوماتنا بهذين الأمرين..لا نذهبنَّ إلى هذه الجهة أو تلك، وإلا ضعنا.. وما دام هذان الأصلان الأصيلان معنا فلن نضيع أو نضل.
    نقول: إذا كنتم تقولون بأن الإسلام غير صحيح، ولا تقبلون بالقرآن فأتوا بمثل القرآن، بل بسورة من مثله.
    يقولون: لا، فلا يمكننا أن نأتي بذلك، ولن نأتي به، ومع هذا فلن نصبح مسلمين!..
    هذا الإدعاء وهذا الكلام لا جواب له، لأنهم يقولون: "نعلم ولا نعمل".

    وكذلك شأن الذين هم مع القرآن صورياً وليسوا مع العترة.. نقول لهم: هذه آثار العترة، وهذه فضائلهم، وهذه أدعيتهم وأحكامهم، وهذه خطبهم ورسائلهم.
    هذا نهج البلاغة، وهذه الصحيفة السجادية، ائتوا بمثل هذا ممن خالف العترة!.. فإن فعلتم تخلينا عن العترة.
    هذه علومهم وهذه أمورهم العملية، هذا إيمانهم وهذه كراماتهم ومعجزاتهم.. علينا الحذر لئلا يسلبوننا هذين الأمرين.

    هل تعلمون كم يعطوننا من المال لو تخلينا لهم عنهم؟.. سوف يمنحوننا الكثير.. لكن هذا المال لا قيمة له، فغداً يسلبوننا هذا المال من طريقٍ ملتوٍ، وينزلون على رؤوسنا المصائب أيضاً.. إنهم لا يفون لنا، فبمجرد أن ينالوا منا مصالحهم، سوف يوقعون بنا.
    خلاصة الأمر!.. علينا الالتفات.. فلنتعلم القرآن وألفاظه، لنتجنب الغلط في قراءة ما نعرفه منه، لنتعلم قراءته بشكل صحيح.. وكذا تجويده، لتكون قراءتنا في الصلاة صحيحة.
    ولنتعلم كذلك تفسيره بواسطة التفاسير السهلة المبسطة والمعتبرة.
    لنحفظ القرآن لكي يكون دوماً معنا ونحن معه، ولنتحصن به ونجعله الحافظ لنا، والوسيلة لذلك في فتن الدنيا وشدائدها.
    لنسأل الله عزَّ وجلَّ أن لا يفرق بيننا وبين القرآن، كما نسأله أيضاً أن لا يفرقنا عن العترة، إذ العترة مع القرآن، والقرآن مع العترة.. إذا افتقد شخص ما أحد هذين، فقد افتقدهما كلاهما.
    لنلتفت لكيلا يكذبوا علينا، ويسوِّقوا كذبهم لنا، لكيلا نشتري الكذب من أهل الدنيا.
    لا يمكننا الابتعاد عن القرآن والعترة، فلو ابتعدنا عنهما لوقعنا في شباك الذئاب، والله يعلم إن كنّا سننجو بعد ذلك من أيديهم، بعد أن تكسّر الرؤوس، وتقطّع الأيدي، وتحل البلايا المختلفة.
    انتبهوا لئلا يخرجوا أحداً منكم من هذين الأصلين!..
    إنكم تزاولون الدراسة في المدارس، فانتبهوا إلى معلميكم بأن يكونوا في الصراط المستقيم، إذا حرفوا المعلم بواسطة الرشاوى وغيرها.. فإن وضع الطلاب عندئذ سيكون وخيماً، لماذا؟..
    ذلك لأنه سيصدر إليهم باطله، ويغذيهم عليه بشكل مباشر أو غير مباشر.
    انتبهوا، وتوخوا الغاية في الاحتياط!.. وينحصر احتياطكم أيضاً في ألا تتجاوزوا اليقين، بل على الكبار اليوم أن يكونوا كذلك أيضاً.. عليهم أن يسعوا غاية السعي في منعهم من أن يدخلوا غير اليقين ضمن يقينياتنا، ولا يسكبوا الماء في حليبنا فيفسدوه.
    لو نطق شخص ما بألف كلمة حقّ، فلنتأمل هذه الألف كلمة جيداً ونأخذها منه، ثم لنتأمل بعدها هل الكلمة الواحدة بعد الألف، صحيحة أيضاً؟.. أم أنها ظن لا يقين.
    كل كلمة تسمعونها، من أيّاً كان، فليكن سعيكم معرفة هل هي صحيحة وتامة ومتطابقة مع العقل والدين، أم لا؟..
    واعلموا بأن الله تعالى مطّلع علينا في خلواتنا، كما أنه مطلع علينا عندما نكون مع الناس، سواء تكلمنا أم كنا ساكتين.
    بمجرد أن يعلم المرء بأن صاحب هذا البيت وصاحب هذا العالم مطلع على كل فرد، في جميع أفعاله وتروكه، وفي كل نواياه، في كل ما نواه وينويه فيما بعد أيضاً.. بل إنه يكتب نية الخير ويترك نية الشر قبل تحققه رجاء ألا يتحقق، وإذا تحقق الشر أيضاً فإنه يصبر مدة، ليرى هل تاب هذا الشخص أم لا؟.. رجع عن ذلك أم لا؟.. فبمجرد أن يعلم بذلك فقد انتهى الأمر.
    والمقصود أنه بمجرد أن يعلم الإنسان أن الله تعالى يعلم بكل شيء ينتهي الأمر، فلا يؤخر الإقدام، فإنه بذلك يدرك كل شيء إلى الأخير: ماذا عليه أن يفعل أو يترك؟.. ما الذي ينفعه، وما الذي يضره، فالله تعالى يرى كل شيء.. أفهل بمقدورنا أن نتنازع مع بعضنا حال كوننا جلوساً على سفرته.. فنتنازع مثلاً على الأطعمة، ونتسابق على النيل منها، ونتعارك على ذلك؟..
    كل الحروب التي قامت بها هذه الحكومات هي من هذا القبيل.. فإنهم قد جلسوا على سفرة الكريم، وهو تعالى يرى كل شيء أيضاً.
    والأوامر المطلوبة معلومة، وما الذي يرضي الله عزَّ وجلَّ أو يسوؤه: إنه لا يرضى بالأذى بغير الحق، ويحب الإحسان بالحق في محله.. فمع أنه تعالى يعلم بكل هذه الأمور، ونحن أيضاً نعلم أنه أمر بها، وهو يعلم بها ويراها، فهل ترانا نقوم بهذه الأعمال؟..
    إن أحدنا لا يرتكب أي شكل من أشكال المعصية أمام أي فرد عادي من البشر، وقد يكون المرتكب أقوى من المشاهد، فلا يملك المشاهد فعل شيء تجاهه، لكن المرتكب مع هذا يرتدع مخافة أن تسوء نظرة الرائي له، أو يسوء أمره معه، ولربما واتته الفرصة فصفى حسابه معه.. لكن الأمر مع الله تعالى يختلف، فهو قادر وعالم، وقد أصدر أوامره أيضاً، ويعلم من منّا يعرف، ومن منا لا يعرف، فهو يعلم بكل ذلك.
    أفهل بإمكاننا أن نخفي الأمر عليه؟.. أو أن نظهره دون أن نبالي، معولين بأنه عاجز عن فعل شيء تجاهنا؟.. فهل الأمر كذلك؟..
    هل هناك أي فائدة لنا في ذلك، وهل يمكننا إخفاء شيء؟..
    قد تصل الشقاوة بالإنسان أو المكلف إلى حد كأنه لم تطرق هذه الأمور سمعه: من أن لنا إلهاً بصيراً سميعاً عالماً قادراً رحيماً وكريماً.
    قادر على الإثابة على مقدار رأس الإبرة، فيما لو صرف في سبيله.. فهذا هو ربّنا …

    ثم أفاد – دام ظله – في تتمة حديثه :
    على هذا انظروا مدى غفلتنا، كم قد ظلمنا أنفسنا بأن جعلنا الواضحات تحت أقدامنا.. فهذا هو الأمر، وهو دائر هذا المدار.. وتلخيصه: إذا لم نضع معلوماتنا تحت أقدامنا، ولم نطبق مجهولاتنا عملياً، فقد انتهى الأمر، أي تحقق المطلوب.
    يجب ألا توضع المعلومات تحت الأقدام، فهذا يوجب الندم.. إذا عمل الإنسان بمعلوماته، فقد استبصر وتنوّر، ولا توقف في الأمر بعد.
    فإذا رأى أنه قد توقف مع هذا، فليعلم علم اليقين أنه قد داس بقدمه على بعض معلوماته، وأنه قد علق في حذائه حصاة، لم يدقق كما ينبغي في انتزاعها:
    "من عمل بما علم ورّثه الله علم ما لم يعلم".
    بحار الأنوار ، ج 78 ص 189

    و"والذين جاهدوا فينا لنهديهم سبلنا"
    . سورة العنكبوت ، آية :99
    و"من عمل بما علم كُفي ما لم يعلم"
    . ثواب الأعمال 134
    ليس بمقدور أحد أن يقول أني لا أعلم شيئاً، فهذا كذب.. فكل شخص - ثمة غير المعصوم – يعلم أموراً ويجهل أخرى، ولو عمل بتلك الأمور التي يعرفها، لأدرك التي لا يعلمها.
    اعملوا بما تعلمون، وتوقّفوا واحتاطوا منذ الآن فيما تجهلون إلى أن يتضح.. وعندما تعملون بذلك [أي المعلوم] يتضح [المجهول]، فنفس السبب الذي جعل تلك الأمور [المعلومة] تتضح لكم، سيوضح لكم تلك الأمور الأخرى [المجهولة].
    وعليه فانظروا لأي شيء نتوقف.. ما تعلمه إعمل به!.. وما تجهله احتط فيه!.. فلم تندم أبداً.
    زاد الله في توفيقات الجميع.
    ومنَّ على الجميع – إن شاء تعالى – بالسلامة المطلقة الروحية والجسمية.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    اللهم صل على محمد وال محمد​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X