(فمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ }التوبة7
=================================
(( البديلُ القرآني ثقافيا لمقولة النصارى :الوقوف على مسافة واحدة من الجميع))
===================================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
قال تعالى في محكم كتابه العزيز
((إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً)){9}الإسراء
منذُ زمنٍ وأنا اُفكِّر في ضرورة البحث عن بديلٍ ثقافيٍ قرآني لمقولة النصارى والحياديين الذين دائما يُسجّلون مواقفهم على اساس التعاطي بدرجة واحدة مع الجميع دونما أن تكون هناك معيارية قيمية يتم من خلالها التعامل مع الآخرين .
وهذا هو ما إختزلته مقولة الوقوف على مسافة واحدة من الجميع والتي راح البعض ينقنق بها دون وعيها ودرك خطرها على قيم الله تعالى ودينه الأقوم
نحن لانشك أنّ القرآن الكريم وفّرَ لنا قيماً مطلقة فوقانية تخترق الزمان والمكان وتلبي حاجة الإنسان أيّا كان وتوائم روح العصر وجديد الحياة كما توائم الشمس بطاقتها مختلف الكائنات ولاتبخل بضيائها معطاءة ثرّاء تجري لمستقرٍ لها ذلك تقدير العزيز العليم
فكذلك هو القرآن الكريم فهو كتاب الله تعالى الحي القيوم والذي يهدي يقيناً للتي هي أقوم كما عبر هو ذاته بنصوصه الشريفة.
فقوله تعالى
(فمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ }التوبة7
هو الأجدر بأن يكون الثقافة الرائجة في تعاطينا مع الآخرين وهذا النص الشريف يحمل في متنة عقلانية وقيمية الموقف وملاكه
في التعامل مع الآخرين
وهو يعني أننا نكون مع الآخر بقدر مايكون هو معنا في الصراط المستقيم من ضرورة الوفاء بالعهد معه والأستقامة له لطالما وفى وإستقام معنا
فإذا لم يستقم الآخر معنا فلا إستقامة له علينا
وإستقامتنا مع الآخر لن تكون جزافا بل هي تكون وفق ما أراده الله تعالى لنا
لذا قال الله تعالى لنبيه الكريم محمد/ص/
((وإستقم كما اُمِرتَ ولاتتبع أهوائهم)) /5/ الشورى:
فالأستقامة نفسيا أو سلوكيا مع الآخرين يجب أن تكون مأخوذة من فكر الله تعالى لامن فكر البشر الممزوج بالأهواء .
ومن هنا أكّدَ الله تعالى مقولة (فمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ }التوبة7
بقوله تعالى في ذيلها ((إنّ الله يحب المتقين))
فإذن مفهوم الأستقامة والتقوى هما معيارا وقيمتا وملاكا التعاطي مع الآخرين
فأين معيارية وقيمية مقولة النصارى((الوقوف على مسافة واحدة من الجميع))
هل نحسب في حال وقوفنا وتعاطينا مع الآخرين بمقاسات رياضية
كأن أكون مع زيدٍ من الناس بمسافة واحدة بقدر ما أكون مع بكر وهلم جرا دونما أن أضع ضابطة قيمية مقبولة عقلا وشرعا
وهل يعقل عاقل هذا التعاطي الخالي من أي قيمة سوى إرضاء الجميع وأهوائهم
بينما مقولتنا القرآنية أعلاه تنص على الكون مع الآخر بقدر مايكون مستقيما معنا إستقامة تفرض علينا الأستقامة له
بخلاف مقولة النصارى التي تُطالبنا بالكون مع الآخرين حتى ولو لم يستقيموا معنا المهم عندهم الحيادية الجوفاء في نفاقها .
هذا مرورٌ عاجلٌ جدا على التنظير للمقولة الحقة وحريٌ بنا أن ننطلق في حياتنا إنطلاقة قرآنية إلهية التأسيس والتفريع لابشرية الوضع والترصيع.
//مرتضى علي الحلي// النجف الأشرف. /من جوار علي/ع/ الرامز المقدس/
تعليق