ذو القرنَين وصناعة السبائك الحديديّة
يحدّثنا القرآن الكريم أنّ ذا القرنَين بلغ في أسفاره في بلاد الشرق قوماً شَكَوَا إليه ما يَلقَون من أذى ( يأجوج ومأجوج )، وسألوه أن يجعل بينهم وبين يأجوج ومأجوج سدّاً، فأمرهم ذو القرنَين أن يجلبوا صخور الحديد، فأتوه بها، فجعلها بين الجبلَين اللذين يفصلان بين أولئك القوم وبين يأجوج ومأجوج، حتّى أصبحت كالسدّ العظيم، ثمّ طلب منهم أن يشعلوا ناراً حامية وينفخوا عليها ( كما يصنع الحدّاد في موقده )، حتّى إذا ذابت قطع الحديد على أثر الحرارة المرتفعة، طلب ذو القرنَين منهم أن يأتوه بصخور القصدير ( ويُدعى بالعربيّة القِطْر )، فحصل من امتزاج الحديد الذائب والنسبة المئويّة القليلة من القصدير سبيكة ذات صلادة عالية عجز قومُ يأجوج ومأجوج عن أن يُحدثوا فيها نقباً، كما عجزوا عن التسلّق فوقها والظهور عليها، قال تعالى في سورة الكهف: حتّى إذا بَلَغ بينَ السدَّينِ وجَدَ مِن دُونِهما قوماً لا يَكادونَ يَفقهون قَولاً * قالوا يا ذا القرنَين إنّ يأجوجَ ومأجوجَ مُفسِدونَ في الأرض فهلْ نَجعلُ لكَ خَرْجاً على أن تجعلَ بيننا وبينهم سَدّاً * قال ما مَكَّنّي فيه ربّي خيرٌ فأعينوني بقُوةٍ أجعَلْ بيَنَكم وبَينهم رَدْماً * آتوني زُبُرَ الحديدِ حتّى إذا ساوى بين الصَّدَفَين قال انفُخُوا حتّى إذا جَعلَه ناراً قال آتوني أُفرِغْ عليه قِطْراً * فما اسْطاعوا أن يَظهروه وما استطاعوا له نَقْباً (67).
اترك تعليق: