إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الرّد على شبهة أن عدد الأئمة ثلاثة عشر الموجودة في بعض روايات الكافي...!!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرّد على شبهة أن عدد الأئمة ثلاثة عشر الموجودة في بعض روايات الكافي...!!

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صلِ على محمد وال محمد


    إن الشبهة المذكورة بخصوص الحديث المروي في الكافي أورده أحمد الكاتب في أحد كتبه وهرطقاته ، وقد أجاد السيد سامي البدري في رد هذا الإشكال في كتابه :شبهات وردود"
    ثم تتكررت هذه الشبهة وتبلورت لتضل طائفة من المؤمنين
    تحت حركة ماتسمى باليماني فاتخذها الدجالين غرضا سنطرح هذه القضية والرد عليها وكل الشكر لكاتبين والعلماء
    ونحن ننقل رده كاملاً للإفــادة



    الرد على شبهة أن الأئمة (ثلاثة عشر) حسب بعض الروايات

    للسيد سامي البدري


    في كتابه

    "شبهات وردود"


    في الرد على شبهات أحمد الكاتب حول الإمام المهدي عليه السلام


    ______________________

    قال السيد سامي البدري في كتابه المذكور ص92 - 96 ما يلي :

    ((نص الشبهة
    قال [ أحمد الكاتب ]: «وعندما نشأت فكرة تحديد عدد الائمة ، بعد القول بوجود وغيبة الامام الثاني عشر (عليه السلام) كان الشيعة الامامية يختلفون فيما بينهم حول تحديد عددهم باثني عشر أو ثلاثة عشر ، إذ برزت في ذلك الوقت روايات تقول ، بان عدد الائمة ثلاثة عشر ، وقد نقلها الكليني في (الكافى) (ج1ص534) ووجدت في الكتاب الذي ظهر في تلك الفترة ونسب إلى سليم بن قيس الهلالي ، حيث تقول إحدى الروايات ، ان النبي (صلى الله عليه وآله)قال لامير المؤمنين (عليه السلام) : (أنت واثنا عشر من ولدك أئمة الحق) .
    وهذا ما دفع هبة الله بن احمد بن محمد الكاتب ، حفيد أبي جعفر محمد بن عثمان العمري ، الذي كان يتعاطى (الكلام) لان يؤلف كتابا في الامامة ، يقول فيه ، ان الائمة ثلاثة عشر ، ويضيف إلى القائمة المعروفة (زيد بن علي) كما يقول النجاشي في (رجاله)» .[انتهى من أحمد الكاتب]


    الرد [على] الشبهة :
    أقول في كلامه عدة مواضع للتعليق :
    أولا :
    قوله : (كادت الشيعة الامامية يختلفون فيما بينهم حول تحديد عددهم باثني عشر أو ثلاثة عشر).
    دعوى منه كاذبة . .
    إذ لم يقل أحد من الشيعة / في ضوء المصادر الشيعية / بان الأئمة ثلاثة عشر إلا هبة الله بن احمد حفيد العمري وقد قال عنه النجاشي : كان يتعاطى الكلام وحضر مجلس أبي الحسين بن أبي شيبة العلوي الزيدي المذهب فعمل له كتاباً وذكر أن الأئمة ثلاثة عشر مع زيد بن علي بن الحسين واحتج بحديث في كتاب سليم بن قيس الهلالي أن الأئمة اثنا عشر من ولد أمير المؤمنين .
    وحفيد العمري هذا كما قال عنه التستري (رحمه الله) «الظاهر ان الرجل إمامي غير ورع أراد استمالة جانب ابن أبي شيبة الزيدي بدرج زيد في الائمة عليهم السلام لا انه زيدي وكيف يكون زيديا والزيدي لا يرى إمامة السجاد (عليه السلام) ومن بعده لانهم يشترطون في الإمامة الخروج بالسيف» (1) .

    ثانيا :
    قوله : (إذ برزت في ذلك الوقت روايات تقول بان الأئمة ثلاثة عشر وقد نقلها الكليني في الكافي ج1 /534).

    أقول :
    روايات الكافي التي يفهم منها ان الائمة بعد النبي (صلى الله عليه وآله) ثلاثة عشر هي خمس روايات نذكرها كما يلي :

    الرواية الاولى :
    رواها الكليني بسنده عن أبي سعيد العصفري عن عمرو بن ثابت عن أبي الجارود عن أبي جعفر قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) «إني واثنا عشر من ولدي وأنت يا علي زر الأرض يعني أوتادها وجبالها . . .» .

    الرواية الثانية :
    رواها عن أبي سعيد العصفري أيضا مرفوعا عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) «من ولدي اثنا عشر نقباء نجباء محدَّثون مفهَّمون آخرهم القائم بالحق يملاها عدلاً كما ملئت جورا» .
    ــــــــــــــــــــــــــــ
    (1) قاموس الرجال ج9/300 .


    وأبو سعيد العصفري اسمه : عَبّاد ؛ له كتاب كما قال الشيخ الطوسي في الفهرست ، والنجاشي في رجاله وكتابه ويقال له (أصل) موجود كما قال صاحب "الذريعة" ، ثم وصل إلى الشيخ النوري وقال عنه : إن فيه تسعة عشر حديثا ، وتوجد نسخة منه في المكتبة المركزية لجامعة طهران ضمن مجموعة بإسم الأصول الأربعمائة .
    وفي هذه النسخة كان لفظ الرواية الأولى كالآتي : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) «إني وأحد عشر من ولدي وأنت يا علي زر الأرض . . .».
    وكان لفظ الرواية الثانية كالآتي قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) «من ولدي أحد عشر نقباء نجباء محدثون مفهمون آخرهم القائم بالحق» .
    وفي ضوء ذلك فإن اللفظ الموجود في رواية الكافي خطأ من النساخ .

    الرواية الثالثة :
    رواها الكليني عن أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام) عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : «دخلت على فاطمة (عليها السلام) وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها فعددت اثني عشر آخرهم القائم» .
    وقد رواه الصدوق في إكمال الدين وعيون أخبار الرضا والخصال بأسانيد ولا ينقلها عن الكافي ثم يجتمع مع سند الكافي إلى جابر ثم يروي عنه انه قال : «دخلت على فاطمة (عليها السلام) وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء فعددت اثني عشر آخرهم القائم . . .». بدون كلمة (من ولدها) ، فهي إذن زيادة من النساخ .!

    الرواية الرابعة :
    رواها الكليني بسنده عن زرارة قال : «سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول الاثنا عشر إماماً من آل محمد (عليهم السلام) كلهم محدث من ولد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن ولد علي (عليهم السلام) فرسول الله وعلي هما الوالدان» .
    وقد نقل هذه الرواية عن "الكافي" الشيخ المفيد في الإرشاد ، والطبرسي في أعلام الورى ولفظهما : «الاثنا عشر الأئمة من آل محمد كلهم محدث علي بن أبي طالب واحد عشر من ولده ورسول الله وعلي هما الوالدان» .

    وفي ضوئه يتضح أن عبارة (علي بن أبي طالب واحد عشر من ولده) وحرف العطف (الواو) بعدها قد سقطت من رواية الكليني ثم أضيفت إلى ما بعد لفظة (رسول الله) الأولى عبارة (ومن ولد علي) وهو من سهو النساخ أيضا ومثله كثير .

    الرواية الخامسة :
    رواها الكليني بسنده إلى أبي سعيد الخدري في قصة سؤالات يهودي ان أمير المؤمنين (عليه السلام) قال : «إن لهذه الأمة اثني عشر أمام هدى من ذرية نبيها وهم مني» .
    وقد روى مضمون هذا الخبر النعماني في كتابه الغيبة ، والصدوق في إكمال الدين : أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال : «ان لهذه الأمة اثني عشر أمام هدى وهم مني» بدون (من ذرية نبيها) (1)، فهي من إضافة النساخ أيضا .

    قال العلامة العسكري :
    «ومع تسلسل الإسناد في جوامع الحديث بمدرسة أهل البيت (عليهم السلام) إلى رسول الله فان فقهاء مدرستهم لم يسموا أي جامع من جوامع الحديث لديهم بالصحيح كما فعلته مدرسة الخلفاء حيث سمت بعض جوامع الحديث لديهم بالصحاح ولم يحجروا بذلك على العقول ولم يوصدوا باب البحث العلمي في عصر من العصور ، وإنما يعرضون كل حديث في جوامعهم على قواعد دراية الحديث ، لان رواة تلك الأحاديث غير معصومين عن الخطأ والنسيان اللذين يعرضان على كل بشر لم يعصمه الله . وفعلا وقع الخطأ في أشهر كتب الحديث بمدرسة أهل البيت (عليهم السلام) وهو كتاب الكافي . مثل ما ورد في الأحاديث المرقمة 7 ، 9 ، 14 ، 17 ، 18 من كتاب الحجة في الكافي باب النص على الأئمة الإثني عشر»
    ثم فصل البحث فيها بما نقلناه عنه مختصراً آنفاً .
    ــــــــــــــــــــــــــــ
    (1)استفدنا اصل البحث في الروايات الخمس من كتاب "قاموس الرجال" للعلامة التستري ج4/2 45-453 ، وكتاب "معالم المدرستين" للعلامة العسكري ج 3/329-333 .



    ثالثا :
    قول صاحب النشرة : (ووجدت روايات يفهم منها ان الائمة بعد النبي ثلاثة عشر في الكتاب الذي ظهر في تلك الفترة ونسب إلى سليم بن قيس منها ان النبي (صلى الله عليه وآله) قال لأمير المؤمنين (عليه السلام) انت واثنا عشر من ولدك أئمة الحق .)

    أقول :
    قد عدَّ ابن الغضائري وجود هذه الرواية في كتاب سليم بن قيس إحدى العلامات على وضعه .
    وأجاب عنه العلامة التستري بقوله «انه من سوء تعبير الرواة وإلا فمثله في الكافي أيضاً موجود»
    ثم ساق الروايات الخمس التي أوردناها آنفاً مع تحقيق الحال فيها .
    ومما يؤكد أنها من سوء تعبير الرواة أو خطأ النساخ سواء كانت في الكافي أو في كتاب سليم هو :
    ان كتاب سليم بن قيس مكرس لبيان العقيدة باثني عشر إماماً مع النص على أسمائهم وكذلك كتاب الكافي .
    ولو فرض أنها لم تكن من خطأ النساخ فهل يعقل من مؤلف كتاب سليم مهما كان أمره وقد كرس كتابه لأجل العقيدة باثني عشر إماماً يفسد خطته فيه بذكر رواية تفيد ان الأئمة ثلاثة عشر ؟
    وهل يعقل من الكليني وهو يريد ان يثبت النص على الاثني عشر إماماً ويعقد باباً يعنونه بذلك ثم يدرج تحته خمسة روايات تنص على أن الأئمة ثلاثة عشر ؟

    الخلاصة :
    اتضح من البحث ان أحداً من الشيعة لم يقل بأن الائمة ثلاثة عشر الا هبة الله حفيد العمري وكان قد قال ذلك طمعاً في دنيا ابن ابي شيبة الزيدي وأراد بالثالث عشر من الائمة زيد بن علي .

    أما دعواه وجود روايات فى الكافي وكتاب سليم تفيد ان الائمة ثلاثة عشر فقد اتضح من خلال البحث انها من اخطاء النساخ الاوائل وقد بحثها المحققون من علماء الشيعة وأشاروا إلى مواضع الخطأ وكان ينبغي على صاحب النشرة ان يشير إلى بحث هؤلاء المحققين ويرد عليه ان كانت لديه أدلة تساعده .)) [انتهى كلام السيد سامي البدري]







  • #2
    بعض الرويات و الرد عليها
    1 - فمنها ما رواه شيخنا ثقة الاسلام أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني - قدس سره - عن محمد بن يحيى ، عن عبد الله بن محمد الخشاب ، عن ابن سماعة ، عن علي بن الحسن بن رباط ، عن ابن أدينة ، عن زرارة ، قال : سمعت أبا جعفر - عليه السلام - يقول : الاثنا عشر الامام من آل محمد - عليهم السلام - كلهم محدث ، من ولد رسول الله - صلى الله عليه وآله - ، ومن ولد علي ، ورسول الله وعلي هما الوالدان - عليهما السلام - الحديث .
    2- ومنها ما رواه الكليني - رضي الله عنه - أيضا عن أبي علي الأشعري ، عن الحسن بن عبيد الله ، عن الحسن بن موسى الخشاب . عن علي بن سماعة عن علي بن الحسن بن باط ، عن أذينة ، عن زرارة قال : سمعت أبا جعفر - عليه السلام - يقول : الاثنا عشر الامام من آل محمد كلهم محدث من ولد رسول الله - صلى الله عليه وآله - ومن ولد علي بن أبي طالب ، فرسول الله - صلى الله عليه وآله - وعلي - عليه السلام - هما الوالدان .
    3 - ومنها ، ما أخرجه ثقة الاسلام - رضوان الله عليه - عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن محمد بن الحسين ، عن أبي سعيد العصفوري ، عن عمر بن ثابت ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر - عليه السلام - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله - : إني واثني عشر من ولدي ، و أنت يا علي رز الأرض يعني أوتادها [ و ] جبالها ، بنا أوتد الله الأرض أن تسيخ بأهلها ، فإذا ذهب الاثنا عشر من ولدي ، ساخت الأرض باهلها ولم ينظروا .
    4 - ومنها أيضا ، ما أخرجه أبو جعفر الكليني بهذا الاسناد ، عن أبي سعيد رفعه ، عن أبي جعفر - عليه السلام - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله - : من ولدي اثنا عشر نقيبا ، نجباء ، محدثون ، مفهمون ، آخرهم القائم بالحق ، يملأها عدلا كما ملئت جورا .
    5 - ومنها أيضا ما رواه عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن ابن محبوب ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر - عليه السلام - عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : دخلت على فاطمة - عليها السلام - وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها ، فعددت اثنى عشر آخرهم القائم - عليه السلام - ثلاثة منهم محمد ، وثلاثة منهم علي . وأخرجه الشيخ قدس سره بسنده عن جابر ين يزيد
    . 6 - ومنها ما رواه أيضا ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن مسعدة بن زياد ، عن أبي عبد الله ، ومحمد بن الحسين ، عن إبراهيم ، عن ابن أبي يحيى المديني ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : كنت حاضرا لما هلك أبو بكر ، واستخلف عمر ، أقبل يهودي من عظماء يهود يثرب ، وتزعم يهود المدينة انه اعلم أهل زمانه ، حتى رفع إلى عمر فقال له : يا عمر ! إني جئتك أريد الاسلام ، فإن أخبرتني عما أسئلك عنه ، فأنت أعلم أصحاب محمد بالكتاب والسنة ، وجميع ما أريد أن أسأل عنه . قال : فقال له عمر : إني لست هناك ، لكني أرشدك إلى من هو أعلم أمتنا بالكتاب والسنة ، وجميع ما قد تسأل عنه ، وهو ذاك ، فأومى إلى علي عليه السلام - ثم ذكر إحتجاج اليهودي على عمر وما سأل أمير المؤمنين عنه إلى أن قال : فأخبرني عن هذه الأمة كم لها من إمام هدى ؟ وأخبرني عن نبيكم محمد أين منزله في الجنة ؟ ، وأخبرني من معه في الجنة ؟ فقال له أمير المؤمنين - عليه السلام - : إن لهذه الأمة اثنى عشر إمام هدى من ذرية نبيها ، وهم مني ، وأما منزل نبينا في الجنة ففي أفضلها وأشرفها جنة عدن ، وأما من معه في منزله فيها ، فهؤلاء الاثني عشر من ذريته ، وأمهم ، وجدتهم ، وأم أمهم وذراريهم ، لا يشركهم فيها أحد . وأخرجه الشيخ - رضي الله عنه - بهذا الاسناد إلا أنه قال : " عن إبراهيم بن أبي يحيى المدني " ، وقال : " في منزله منها " ، بدل " في منزله فيها "
    7 - ومنها ما أخرجه الشيخ أبو القاسم علي بن محمد بن علي الخزاز القمي قال : حدثنا أبو الفضل محمد بن عبد الله - رحمه الله - قال : حدثنا رجاء بن يحيى أبو الحسن اليسرباني الكاتب ، قال : حدثنا محمد بن علاء بسر من رأى أبو بكر الباهلي ، قال : حدثنا معاذ بن معاذ قال : حدثنا ابن عوف ، عن هشام بن يزيد ، عن أنس بن مالك ، قال سئلت رسول الله - صلى الله عليه وآله - عن حواري عيسى ، فقال : كانوا من صفوته وخيرته ، وكانوا اثنى عشر - إلى أن قال - فقلت : فمن حواريك يا رسول الله ؟ فقال : الأئمة بعدي اثنا عشر من صلب علي وفاطمة ، وهم حواري وأنصاري ، عليهم من الله التحية والسلام .
    8 - ومنها ما خرجه الشيخ الخزاز قال : حدثني محمد بن وهبان قال : حدثني جدي إسحاق بن البهلول قال : حدثني أبي البهلول بن حسان قال : حدثني طلحة بن زيد الرقي ، عن الزبير بن عطا ، عن عمير بن هاني العيسى ، عن جنادة بن أبي أمية قال : دخلت على الحسن بن علي بن أبي طالب - عليه السلام - في مرضه - إلى أن قال - فقلت : يا مولاي مالك لا تعالج نفسك ؟ فقال : يا عبد الله بماذا أعالج الموت ؟ فقلت إنا لله وإنا إليه راجعون . ثم التفت إلي فقال : والله انه لعهد عهده إلينا رسول الله - صلى الله عليه وآله - ان هذا الامر يملكه اثنا عشر إماما من ولد علي وفاطمة ، ما منا إلا مسموم أو مقتول . هذه الاخبار ، مما قد يوهم ظاهره خلاف ما دلت عليه الأخبار المتواترة ، من حصر الأئمة في الاثني عشر ، وان أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - عليهم السلام - .

    الكلام في اسنادها
    فنقول : أما الرواية الأولى والثانية : فقد صرح العلامة المجلسي - قدس سره - في مرآة العقول بمجهوليتهما ، وانما جعلتا روايتان ، وتكرر نقلهما في الكافي لتعدد سندهما ، وإلا فلا ريب من أنهما رواية واحدة ، رواها زرارة ، عن أبي جعفر - عليه السلام - كما لا ينبغي الاعتماد على كل واحد من سنديهما . أما السند الأول : فمحمد بن يحيى هو أبو جعفر العطار القمي ، من مشايخ الكليني ، شيخ أصحابنا في زمانه ثقة عين ، كثير الحديث ، وعبد الله بن محمد من مشايخه ، وهو أخو ( بنان ) أحمد بن محمد بن عيسى ، فهو ليس بالخشاب ، والصحيح عبد الله بن محمد ، عن الخشاب ، والظاهر أنه الحسن بن موسى الخشاب ، كما وقع في السند الثاني ، وهو من وجوه أصحابنا ، مشهور كثير العلم والحديث . وعلة السند في علي بن سماعة ، لأنه غير مذكور في كتب الرجال ، والمذكور أخوه الحسن بن سماعة ، فيمكن وقوع التصحيف فيه ، وما في النسخة المطبوعة بهامش مرآة العقول ، والنسخة التي أخرجنا منها الحديث " ابن سماعة " وعليهما فيحتمل أن يكون هو الحسن بن سماعة بن مهران ، وهو واقفي لن تثبت وثاقته ، ويحتمل أن يكون الحسن بن محمد بن سماعة ، فإنه يروى أيضا عن علي بن الحسن بن رباط ، وهو أيضا من شيوخ الواقفية ، ثقة ، كثير الحديث ، وكان يعاند في الوقف ، ويتعصب ، ويحتمل أن يكون ابن سماعة ، هو محمد بن سماعة بن موسى بن رويد ، أو محمد بن سماعة بن مهران ، وقد أنكر وجود الثاني صاحب تنقيح المقال . والكلام في ترجيح هذه الاحتمالات بعضها على بعض ، لا ينتهي إلى ما يركن إليه النفس ، ويخرج السند من الجهالة ، فلذا لا نطيل الكلام في ذلك . فظهر أن علة هذا السند ، هو كون الراوي عن علي بن الحسن بن رباط مجهولا ، لم يعلم أنه علي بن سماعة ، أو الحسن بن سماعة ، أو الحسن بن محمد بن سماعة ، أو محمد بن سماعة . وأما علي بن الحسن بن رباط فهو ثقة ، معول عليه من أصحاب مولينا الرضا - عليه السلام - . وابن أذينة شيخ من أصحابنا البصريين ، ووجههم روى عن أبي عبد الله - عليه السلام - . وامر زرارة في جلالة القدر معلوم .
    وأما السند الثاني : فالظاهر أن أبا علي الأشعري ، هو أحمد بن إدريس القمي ، الثقة الفقيه ، كثير الحديث ، توفي بالقرعاء سنة ست وثلاثمأة . وأما الحسن بن عبد الله أو عبيد الله ، فهو أيضا قمي ، ولكنه مرمى بالغلو ، وعلي بن سماعة ، على ما بيناه ليس مذكورا في كتب الرجال الا ان الشيخ - قدس سره - ذكر " الحسن بن سماعة " بدل " علي بن سماعة " وهو كما قرأت واقفي ، لم تثبت وثاقته ، مع أن المفيد أيضا أخرجها عن علي بن سماعة ، وبذلك يضعف احتمال التحريف ، ويقوي جهالة السند . ومثل هذا السند غير معتبر أيضا فلا يعتمد عليه .
    وأما الحديث الثالث : فمحمد بن يحيى ، هو أبو جعفر العطار القمي المذكور في سند الرواية الأولى ، ومحمد بن أحمد ، هو محمد بن أحمد بن يحيى ، وهو وان كان جليل القدر ثقة في الحديث ، إلا أنه كان يروى عن الضعفاء ، ويعتمد المراسيل ، ولا يبالي عمن اخذ . وكان محمد بن الحسن الوليد ، يستثني من روايته ، ما رواه عن جماعة سماهم ، وهو صاحب كتاب " نوادر الحكمة " ، كتاب يعرفه القميون بدبة شبيب . ومحمد بن الحسين ، هو ابن أبي الخطاب الهمداني ، جليل من أصحابنا ثقة ، عين ، عظيم القدر ، كثير الرواية . والظاهر أن أبا سعيد العصفوري ، وأبا سعيد العصفوري ، وعباد بن يعقوب الرواجني واحد ، كما نبه عليه شيخنا النوري - عليه الرحمة - . وقال في جامع الرواة في عباد بن يعقوب : تقدم عن " جش " قول بأن هذا ، وأبا سعيد العصفوري واحد " مح " . قال ابن حجر : صدوق رافضي ، وعن الذهبي : شيعي وثقة أبو حاتم له أخبار المهدي . وأما عمرو بن ثابت ، فهو ابن أبي المقدام من أصحاب مولينا الصادق - عليه السلام - ثقة على الأظهر . وأبو الجارود ، هو زياد بن منذر ، وإليه تنسب الجارودية ، رويت في ذمه روايات تضمن بعضها كونه كذابا كافرا .
    واما الحديث الرابع : فهو مرفوع ، وقد عرفت رجال سنده إلى أبي سعيد .
    والحديث الخامس : يظهر ضعف سنده ، مما تقدم في أبي الجارود .
    وأما الحديث السادس : فقال المجلسي - قدس سره - في مرآة العقول : سنده الأول صحيح ، لكن الظاهر أن فيه إرسالا ، إذ مسعدة من أصحاب الصادق - عليه السلام - ، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، من أصحاب الجواد ، والهادي والعسكري - عليهم السلام - لكن يروى هارون بن مسلم عنه كثيرا ، مع أنه قال النجاشي فيه : لقي أبا محمد ، وأبا الحسن ، فيحتمل أن يكون مسعدة معمرا ، روى عنه محمد . أقول : لا يدفع بذلك احتمال الارسال لبعد عدم فوز مثل مسعدة بن زياد بلقاء مولينا الكاظم ، والرضا ، والجواد ، - عليهم السلام - في مدة تزيد على خمسين سنة ، وعدم روايته عنهم ولو بالمكاتبة ، أو بالواسطة ، فالظاهر أنه توفى في زمان الصادق - عليه السلام - ، وقد قبض في شوال سنة ثمان وأربعين ومأة أو أوائل عصر الكاظم - عليه السلام - ، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، توفى في سنة اثنتين وستين ومأتين ، وبذلك يستبعد رواية محمد بن الحسين عنه بلا واسطة ، بل ورواية هارون بن مسلم ، فبقي احتمال الارسال على حاله ، والله أعلم . وأما سند الثاني فمجهول عامي ، كما صرح به في مرآة العقول .
    وأما الحديث السابع : فضعيف ، لم نعثر على بعض رجاله في ما عندنا من كتب رجال الشيعة . والحديث الثامن : أيضا لم نعرف بعض رجاله ، ولا يخفى عليك ، ان الأحاديث والنصوص المخرجة في كفاية الأثر أكثر رجالها وأسنادها من العامة ، فان مؤلفه - رضي الله عنه - صنف هذا الكتاب لتخريج ما روى بأسانيدهم ، في النص على الأئمة الاثني عشر - عليهم السلام - فلا اعتداد بما في هذين الخبرين ( السابع والثامن ) ، ان ثبت ان ظاهر بعض ألفاظهما يخالف مذهب الحق ، ولا يقبل التأويل ، بعدما ملا الخزاز كتابه هذا ، بالأحاديث الصريحة على عددهم ، وأسمائهم ، وأوصافهم من طرق العامة ، فراجع كتابه حتى تعرف كثرة هذه الأحاديث من طرقهم . هذا تمام الكلام في أسناد هذه الأحاديث ، وقد عرفت عللها ، وانها بنفسها لا تنهض حجة ، ولا يعتمد عليها .




    تعليق


    • #3
      متون الأحاديث
      ان متن الحديث الأول والثاني واحد ، وحيث إن المروى عنه في كليهما أيضا واحد ، وينتهي سند كل واحد منهما إلى علي بن الحسن بن رباط ، عن ابن أذينة ، عن زرارة ، فلا ريب في اتحادهما ، والظاهر أنه وقع في هذا المتن تحريف ، فان المفيد - رضي الله عنه - أخرج هذا الحديث بسنده عن الكليني ومتنه هكذا : الاثنا عشر الأئمة من آل محمد كلهم محدث : علي بن أبي طالب ، وأحد عشر من ولده ، ورسول الله - صلى الله عليه وآله - وعلي هما الوالدان .
      وأخرجه الصدوق - رضي الله عنه - أيضا عن محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه عن الكليني رضوان الله تعالى عليه بهذا اللفظ : اثنا عشر إماما من آل محمد عليهم السلام كلهم محدثون ، بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ، وعلي بن أبي طالب منهم .
      فالمعول على رواية المفيد والصدوق ، عن الكليني ، فإنها كما توافق غيرها من الروايات المتواترة ، توافق عنوان الباب الذي أخرج الكليني فيه هذا الحديث ، وتوافق الاخبار المخرجة في نفس هذا الباب و التحريف في هذا المتن ناتج عن نقل معنى الحديث ومضمونه ، دون تقيد بألفاظه ، فاشتبه على بعض الرواة ، أو أن الناقل تسامح في مقام النقل ، اتكالا على وضوح كون عدد الأئمة اثنى عشر ، وان أمير المؤمنين عليه السلام منهم وأولهم ، وليس خارجا عنهم ، فلا تجد في فرق المسلمين من كان معتقدا بهذا العدد ، ولا يرى أن أمير المؤمنين عليه السلام منهم . وكيف كان فالاعتماد على متن الحديث ، على لفظ الارشاد ، والخصال ، وعيون أخبار الرضا عليه السلام .
      وأما متن الخبر الثالث والرابع : فلا ريب أيضا في وقوع التصحيف فيهما ، فان أصل أبي سعيد ، الذي روى عنه هذان الخبران ، من الأصول الموجودة عندنا ، وفيه تسعة عشر حديثا ، ولفظ الحديث الثالث ، في هذا الأصل هكذا : إني وأحد عشر من ولدي ، وأنت يا علي ، زر الأرض ، أعني أوتادها جبالها ، وقال : وتد الله الأرض أن تسيخ بأهلها ، فإذا ذهب الأحد عشر من ولدي ساخت الأرض بأهلها ولم ينظروا ، وهذا المتن كما ترى تام مستقيم .
      ولفظ الحديث الرابع : قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من ولدي أحد عشر نقيبا نجيبا ( نقباء ، نجباء خ ل ) محدثون ، مفهمون ، آخرهم القائم بالحق يملأها ( الأرض خ ل ) عدلا كما ملئت جورا
      وهذا المتن أيضا موافق لألفاظ سائر الأحاديث المتواترة .
      وأما الخبر الخامس : فقد أخرجه الصدوق بطريقين : عن الحسن بن محبوب ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام عن جابر بن عبد الله الأنصاري بهذا اللفظ : قال : دخلت على فاطمة عليها السلام ، وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء فعددت اثنا عشر آخرهم القائم عليه السلام ثلاثة منهم محمد ، وأربعة منهم علي عليهم السلام . وأخرجه أيضا في كمال الدين بهذا اللفظ وأوضح من ذلك شاهدا على وقوع التحريف في خبر الكافي ، وانه مختصر من متنه الطويل ، ما أخرجه الصدوق قدس سره قال : حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب ، وأحمد بن هارون القاضي رضي الله عنهما قالا : حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري الكوفي ، عن مالك السلولي ، عن درست بن عبد الحميد ، عن عبد الله بن القاسم ، عن عبد الله بن جبلة ، عن أبي السفاتج ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : دخلت على مولاتي فاطمة عليها السلام وقدامها لوح يكاد ضوؤه يغشى الابصار ، فيه اثنا عشر اسما ثلاثة في ظاهره ، وثلاثة في باطنه ، وثلاثة أسماء في آخره ، وثلاثة أسماء في طرفه ، فعددتها فإذا هي اثنا عشر اسما ، فقلت : أسماء من هؤلاء ؟ قالت : هذه أسماء الأوصياء أولهم ابن عمي ، وأحد عشر من ولدي ، آخر هم القائم صلوات الله عليهم أجمعين قال جابر : فرأيت فيها محمدا ، محمدا محمدا في ثلاثة مواضع ، وعليا وعليا وعليا وعليا في أربعة مواضع ، فالعارف الخبير بفن الحديث ، يعرف أن ما رواه الكليني في الكافي ، والصدوق في العيون وكمال الدين ، والشيخ في الغيبة ، هو مختصر هذا الحديث .
      وأما متن الحديث السادس : فالظاهر أن موضوعه هو مجئ يهودي إلى عمر ، للسؤال عما أراد وان عمر أرشده إلى أمير المؤمنين عليه السلام هو بعينه موضوع ما رواه الكليني أيضا في هذا الباب ج 1 ص 529 و 530 ح 5 ج 1 ص 294 و 295 و 296 ح 3 وما رواه الصدوق في كمال الدين عن أبي الطفيل ، وما رواه بسنده أيضا في كمال الدين عن أبي عبد الله - عليه السلام - ص 297 و 298 و 299 ج 1 ح 5 وفيه أيضا في ج 1 ص 299 و 300 ح 6 وفيه أيضا ح 7 ص 300 و ح 8 ص 301 و 302 وفي عيون أخبار الرضا ج 1 ص 53 و 54 ح 19 وفى الخصال 476 و 477 ج 2 ح 40 ، وفي مقتضب الأثر عن عمر بن سلمة ص 14 و 15 و 16 و 17 ، وأخرجه في ينابيع المودة ص 443 عن عامر بن واثلة ، وفي فرائد السمطين على ما في العبقات ص 240 ج 2 ح 12 فالظاهر أن كل هذه الأحاديث حكاية عن واقعة واحدة ، ولفظ الحديث في بعضها : ان لمحمد اثنى عشر إمام عدل وفي بعضها : يكون لهذه الأمة بعد نبيها اثنا عشر إمام عدلا ، والذين يسكنون معه في الجنة ، هؤلاء الأئمة الاثنا عشر . وفى بعضها : فان لهذه الأمة اثنا عشر إمام هادين مهديين ، واما قولك : من مع محمد من أمته في الجنة ، فهؤلاء الاثنا عشر أئمة الهدى . وفي بعضها : ان لمحمد من الخلفاء اثنا عشر إماما عدلا ، ويسكن مع محمد في جنة عدن معه أولئك الاثنا عشر الأئمة العدل . ولفظ بعضها : يا هاروني ! لمحمد بعده اثنا عشر إماما عدلا ، ومنزل محمد في جنة عدن ، والذين يسكنون معه ، هؤلاء الاثنا عشر . وبعضها هكذا : قال : كم لهذه الأمة من امام هدى ، لا يضرهم من خالفهم ؟ قال : اثنا عشر إماما قال : فمن ينزل معه ( يعني مع النبي صلى الله عليه وآله ) في منزله ؟ قال : اثنا عشر إماما . وبهذه المتون المعتبرة جدا يصحح متن الحديث المروي عن أبي سعيد الخدري وتشهد كلها بوقوع التصحيف فيه ، أو المسامحة في نقل ألفاظه أو مضمونه ، فلا ريب في أن المعتمد عليه ، هو هذه المتون الكثيرة .
      وأما الحديث السابع : فلم نعثر بعد على متن آخر له .
      واما الحديث الثامن : فقد روى في كفاية الأثر في الباب الذي روى فيه هذا الحديث ، حديثا آخر عن الامام أبي محمد الحسن السبط عليه السلام أيضا وساق الكلام إلى أن قال : ولقد حدثني حبيبي عن جدي رسول الله صلى الله عليه وآله : ان الامر يملكه اثنا عشر إماما من أهل بيته وصفوته . وهذا المتن خال عن الاشكال ، ولا يبعد احاده مع ما رواه جنادة بن أبي أمية عنه - عليه السلام - بل الظاهر اتحادهما . وعمدة السبب في هذه الاختلاف في ألفاظ بعض الأحاديث رواية الحديث بالمضمون ، والمدلول ، وغفلة بعض الرواة أو تسامحه ، وعدم اهتمامه بحفظ لفظ المعصوم ، فلا بد من تصحيح مثل هذه المتون بغيرها من المتون المعلومة صحتها ، ولا بد في ذلك من الرجوع إلى خبراء الفن العارفين بالمتون السليمة والسقيمة . وعندي ان هذا الفن يعني معرفة المتون من مهمات علم الحديث
      هذا تمام الكلام في أسناد هذه الأحاديث ومتونها . ولقد ظهر مما تقدم ان هذه الأسانيد بنفسها ، لا تنهض حجة في قبال الأحاديث المتواترة ، وأسانيدها بل ليست بحجة مطلقا ، كما أن هذه المتون أيضا لا يحتج بها ، فإذا كان ولا بد من الاحتجاج بها فلا يحتج إلا بما هو خال عن الاشكال ، مؤيد بغيره ، فان الاخبار يقوى بعضها بعضا وعليه فلا حاجة لنا إلى النظر في المتون المذكورة وتأويلها وشرحها ، على ما يوافق المذهب واتفق عليه أهل الحق




      تعليق


      • #4
        ما يصح أن يقال في توجيه هذه الأحاديث
        ان بعض هذه المتون في انحصار الأئمة في الاثني عشر ، وخروج أمير المؤمنين عليهم السلام منهم ، كالحديث السادس و السابع ، والثامن ، بل الأول ، والثاني ، وهذا مخالف للضرورة واجماع الكل من عصر المعصومين عليهم السلام إلى زماننا ، وهذا الاجماع والضرورة قرينة قطعية على عدم إرادة ظاهرها ، وان الكلام على فرض صدوره جرى على ما جرى للغلبة ، أو لكون أكثرهم من صلب علي أو من ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله . أو انه قد استعير لفظ الذرية للعترة ، وأريد بها ما يعم الولادة الحقيقية ، والمجازية ، أو لوجوه أخرى مذكورة في البحار وفي مرآة العقول .
        وثانيا : الظاهر أن كل من خرج هذه الأحاديث كشيخنا الكليني قدس سره ، ومشايخه وتلاميذه ، إنما خرجوها في باب ما جاء في الاثنا عشر والنص عليهم ، لأنهم رأوا أن هذه المتون تقبل الجمع مع غيرها من الروايات وبذلك يرتفع التنافي بينهما ، على فرض وجوده .
        وثالثا : اننا إذا سبرنا الأحاديث يتحصل لنا منها انهم عليهم السلام سلكوا في إطلاقهم وألفاظهم في هذا الباب ، مسلك المجاز ، فأطلقوا على الأئمة عليهم السلام ذرية رسول الله - صلى الله عليه وآله ، أو ولده أو انهم من ولد علي وفاطمة تغليبا لكون أكثرهم من ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله ومن ولد علي وفاطمة عليهم السلام ولمعلومية ان أمير المؤمنين عليه السلام ليس من ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله ومن ولد فاطمة عليها السلام ، وبهذا يرتفع الاشكال ، فمن الاخبار التي أطلق فيها لفظ " الذرية " على جميعهم ما أخرجه الخزاز بسنده عن مولينا سيد الشهداء الحسين عليه السلام قال : دخل أعرابي على رسول الله صلى الله عليه وآله يريد الاسلام ومعه ضب وساق الحديث إلى أن قال فقال الأعرابي : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله حقا ، فأخبرني يا رسول الله هل يكون بعدك نبي ؟ قال : لا أنا خاتم النبيين ، ولكن يكون أئمة من ذريتي قوامون بالقسط كعدد نقباء بني إسرائيل أولهم علي بن أبي طالب هو الامام والخليفة بعدي ، وتسعة من الأئمة من صلب هذا ، ووضع يده على صدري ، والقائم تاسعهم يقوم بالدين في آخر الزمان ، كما قمت في أوله - الحديث فمثل هذا الحديث صريح في أن هذه الاطلاقات ، والتعبيرات انما صدرت مجازا واتكالا على القرينة ووضوح المراد .
        وأما الحديث الثالث : فيحتمل فيه أن تكون فاطمة عليها السلام مشمولة به ضمن لفظ الاثنا عشر ، بل إن ذلك هو الظاهر من الحديث ، ومن قوله صلى الله عليه وآله : اني واثنا عشر من ولدي ، وأنت يا علي رز الأرض هذا مضافا إلى صحة إطلاق الولد على أمير المؤمنين ، وعلى سائر الأئمة عليهم السلام تغليبا ، وعطف " أنت " عليه من قبيل عطف الخاص على العام تأكيدا وتشريفا ، كعطف جبرئيل على الملائكة
        وفي الحديث الرابع : أيضا انما قال : من ولدي تغليبا أو لكون أكثرهم من ولده . والحديث الخامس : أيضا مثله ، ويمكن أن يكون المراد من قوله : " فعددت " يعني فعددتهم مع والدهم اثنا عشر ، آخرهم القائم ، ثلاثة منهم ، أي من ولدها محمد ، وثلاثة منهم أي من ولدها علي حيث إنه لا حاجة في مثل هذا المقام إلى ذكر أمير المؤمنين عليه السلام لأنه كان معروفا بالإمامة فلا يشك في إمامته من رأى الإمامة في ولده ، وانما أخبر الراوي عن سائر من اسمه علي ، لأنه لم تعلم إمامتهم كما علمت إمامة أمير المؤمنين ، مع أن منهم من لم يكن موجودا في ذلك الزمان ، وهما اثنان : الإمام علي بن موسى الرضا ، والإمام علي بن محمد النقي عليهما السلام .
        وحاصل ما ذكرناه في علل هذه الأحاديث أمور :
        1 - ان اسنادها غير معتبرة ، فلا يجوز الاعتماد عليها بنفسها .
        2 - ان متونها مصحفة محرفة ، يشهد بتصحيفها وتحريفها غيرها من الروايات المتواترة ، فينبغي تصحيح متونها بها .
        3 - ان لبعضها متونا أخرى ، بألفاظ صحيحة وسليمة عن الاشكال ، فينبغي أن يكون الاعتماد عليها ، لا على غيرها .
        4 - وعلى فرض صحة صدور هذه المتون ، فاللازم انما هو الجمع بينها ، وبين سائر الروايات بما ذكرنا ، من حملها على التجوز والتغليب ، وغيرهما مما لا يأبى العرف وأهل اللسان صحته فإن قلت : فما وجه تخريج هذه الأحاديث في الجامع الكافي مع ما فيها من العلل ، ولزوم حمل ألفاظها على المجاز وترك ظواهرها .
        قلنا : ان استعمال المجازات ، ليس خارجا عن قانون المحاورة ، وليس استعمال الألفاظ في معانيها المجازية أقل من استعمالها في معانيها الحقيقية لو لم يكن أكثر ، ولافرق في حجية ظواهر الألفاظ بين الاستعمالات الحقيقية والمجازية ، فكلهما حجة عند أهل اللسان . وثانيا : ان مهرة فن الحديث ، العارفين بعلل الأحاديث ، وما وقع فيها من التغيير والتصحيف اسنادا أو متنا ، لا يطرحون الحديث بمجرد هذه العلل بعد وضوح مورد التصحيف والتغيير ، فكثيرا ما نرى في كتب الخاصة والعامة ، انهم يصححون الأسانيد ، وأسماء رجالها ، وطبقاتها بغيرها ، ويصححون ألفاظ الحديث أيضا بألفاظ حديث آخر ، ويحملون بعض الألفاظ على المجاز ، بقرينة غيرها من الروايات ، ولا يشكون في ذلك .

        فبناءا على ما تقدم نقول : ان الكليني رضي الله عنه الخريت في صناعة معرفة الحديث ، انما أدخل هذه الأخبار في باب ما جاء في الأئمة الاثني عشر ، والنص عليهم ، لعلمه الأكيد بان ليس لهذه الأخبار مرمى آخر ، غير التنصيص على الأئمة الاثني عشر عليهم السلام ، فلا يجوز رفع اليد عنها وتركها وطرحها ، فان ذلك لا يصدر إلا من الجاهل الذي لا يعرف أحوال الأحاديث ، ولا يدري ان الاخبار يفسر بعضها بعضا ويبين بعضها إجمال بعضها الآخر ، وان اسنادها يقوى ، ويعتمد عليها بغيرها و ظهر بما لا مزيد عليه صحة الاستناد والاعتماد عليها ، لاثبات إمامة الأئمة الاثني عشر عليهم السلام ، الذين هم سادتنا ، وشفعاؤنا وأولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، وبعده ابنه الحسن عليه السلام ، وبعده الحسين عليه السلام ، وبعده ابنه علي بن الحسين عليهما السلام ، وبعده ابنه محمد بن علي الباقر عليهما السلام وبعده جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام ، وبعده موسى بن جعفر الكاظم عليهما السلام ، وبعده علي بن موسى الرضا عليهما السلام ، وبعده محمد بن علي الجواد عليهما السلام ، وبعده علي بن محمد النقي عليهما السلام وبعده الحسن بن علي العسكري عليهما السلام ، وبعده ابنه مولانا و سيد الكون و سيدنا ولي العصر الحجة بن الحسن المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف وصلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه الطاهرين .



        تعليق


        • #5
          الشكر كل الشكر للسادة العلماء
          ولكاتبي الموضوع

          مرأة التورايخ والاخ الفاضل خير البرية



          تعليق


          • #6
            بسم الله الرحمن الرحيم

            وبه تعالى نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين

            الأخت الفاضلة تقوى القلب السلام عيكم ورحمة الله وبركاته

            كما أشكركم على نقل هذا الرد على مثل هكذا شبه تظهر من بعض المدعين او المشككين ؟ بين حين واخر او ممن باع اخرته بالدنياه واتبع هواه, والا فأن المتتبع لروايات أهل البيت (عليهم السلام) يرى الحقيقة الواضحة من ان الأئمة اثنى عشر أماماً لكن اتباع اليماني يقولون ان الائمة ثلاث عشر ويردون من الثالث عشر انه اليماني وتارة يقولون ان أسماء اهل البيت كما هو في بعض الروايات ثلاث منهم محمد وثلاث منهم علي ؟ وروايات أخرى ثلاث منهم محمد واربعة منهم علي ويردون من هذا التصحيف إدخال يمانيهم في عداد الأئمة ؟ولكن في الحقيقة ان الروايات التي استدلوا بها هي مصحفة بدليل ماينقله الصدوق (رحمة الله عليه) لان الرواية التي جاء بها الشيخ الكليني في كتاب الكافي عن محمّد بن الحسين، عن ابن محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (علع السلام )، عن جابر بن عبد الله الانصاري، قال: دخلت على فاطمة (عليها السلام) وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها، فعددت اثني عشر !! آخرهم القائم (عليه السلام ) ثلاثة منهم محمّد و ثلاثة منهم علي .

            ونقل الحديث عن الكافي بهذا اللفظ المفيد في الإرشاد، و تبعه الطبرسي في أعلام الورى . ومغزى الحديث بهذا اللفظ في الكتب الثلاثة أن يكون عدد الأئمة أوصياء النبي ثلاثة عشر : الإمام علي مع اثني عشر من بنيه من ولد فاطمة.
            بينما نرى الصدوق الذي يروي نفس الحديث بإسناده، ولا ينقله عن الكافي، يخرجه في عيون أخبار الرضا بسندين، وفي إكمال الدين بسند واحد، عن محمّد بن الحسين، ثمّ يجتمع سنده مع سند الكافي إلى جابر ، ثم يروي عنه انّه قال: دخلت على فاطمة (عليها السلام) وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء -دون ذكر أنهم من ولدها-، فعدَّت اثني عشر آخرهم القائم، ثلاثة منهم محمد و أربعة عليّ .
            الكافي 1 / 532 وهذا لفظ السند عنده : محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين .
            الإرشاد للمفيد ص 328 ولفظ سنده أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد، عن محمد بن يعقوب، وفي لفظ أسماء الأوصياء والأئمة .
            إعلام الورى ص 366 ، ولفظ رواه محمد بن يعقوب الكليني ... و آخره ((و أربعة منهم علي)) .
            عيـون أخبار الرضا للصـدوق 1 / 46 و 47، و لفظ سنـده حدثنا أحمـد بن محمد بن يحيى العطار (رض); قال: حدثنا أبي ، عن محمد بن الحسين ... و لفظ سند الحديث الثاني : حدثنا الحسين بن أحمد بن ادريس (رض)، قال: حدثنا أبي، عن أحمد بن محمد بن عيسى و إبراهيم بن هاشم جميعاً، عن الحسن بن محبوب ... ، و بهذا السند في اكمال الدين 1 / 213.
            وفي مرآة العقول 6 / 228 من ولدها أي الاحد عشر أو على المجاز ، و أشار الى التصحيف في (ثلاثة منهم علي)


            ونتيجة المقارنة بين الروايات التي أتى بها الكليني والصدوق نجد ؟

            انّ في نسخة الكافي جاء ((من ولدها)) وهي زائدة، وجاء ((ثلاثة منهم عليّ)) محرّفة، وانّ الشيخ المفيد نقل عنه في الارشاد كذلك، و انّ الصواب ما جاء في لفظ الرواية عند الشيخ الصدوق في العيون و الخصال ((أربعة منهم علي)) و دون زيادة ((من ولدها)) .
            وأخيراً لايبقى أي كلام لمن يريد التشكيك من المدعين هداهم الله للسراط المستقيم بمحمد واله الطاهرين .

            ـــــ التوقيع ـــــ
            أين قاصم شوكة المعتدين، أين هادم أبنية الشرك والنفاق، أين مبيد أهل الفسوق
            و العصيان والطغيان،..
            أين مبيد العتاة والمردة، أين مستأصل أهل العناد
            والتضليل والالحاد، أين معز الاولياء ومذل الاعداء.

            تعليق


            • #7
              وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


              اخي الفاضل ادامكم الله وتقبل اعمالكم باحسن قبول

              نسئل الله ان يمنّ عليهم بالتوبة والهداية
              لاننا نتألم ان نرى ثلة من الموالين تتبع كل دجال مهين فتزل قدمها بعد ثبوتها

              اللهم نعوذ بوجهك الكريم من العديلة في الدين



              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة تقوى القلوب مشاهدة المشاركة

                فمن الاخبار التي أطلق فيها لفظ " الذرية " على جميعهم ما أخرجه الخزاز بسنده عن مولينا سيد الشهداء الحسين عليه السلام قال : دخل أعرابي على رسول الله صلى الله عليه وآله يريد الاسلام ومعه ضب وساق الحديث إلى أن قال فقال الأعرابي : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله حقا ، فأخبرني يا رسول الله هل يكون بعدك نبي ؟ قال : لا أنا خاتم النبيين ، ولكن يكون أئمة من ذريتي قوامون بالقسط كعدد نقباء بني إسرائيل أولهم علي بن أبي طالب هو الامام والخليفة بعدي ، وتسعة من الأئمة من صلب هذا ، ووضع يده على صدري ، والقائم تاسعهم يقوم بالدين في آخر الزمان ، كما قمت في أوله - الحديث فمثل هذا الحديث صريح في أن هذه الاطلاقات ، والتعبيرات انما صدرت مجازا واتكالا على القرينة ووضوح المراد . ....
                وحاصل ما ذكرناه في علل هذه الأحاديث أمور :
                1 - ان اسنادها غير معتبرة ، فلا يجوز الاعتماد عليها بنفسها .
                2 - ان متونها مصحفة محرفة ، يشهد بتصحيفها وتحريفها غيرها من الروايات المتواترة ، فينبغي تصحيح متونها بها .
                3 - ان لبعضها متونا أخرى ، بألفاظ صحيحة وسليمة عن الاشكال ، فينبغي أن يكون الاعتماد عليها ، لا على غيرها .
                4 - وعلى فرض صحة صدور هذه المتون ، فاللازم انما هو الجمع بينها ، وبين سائر الروايات بما ذكرنا ، من حملها على التجوز والتغليب ، وغيرهما مما لا يأبى العرف وأهل اللسان صحته
                بسم الله الرحمن الرحيم. اللهم صل علي محمّد و آل محمّد و عجّل فرجهم.
                السلام علي ال?فيل ، السلام علي عبدالصالح المطيع لله و لرسوله، السلام علي العباس بن علي صلوات الله علي روح? الطيبه..
                سلام علي?م.
                مقالة جيدة جدا، و انا اعتدت و استخدمها، مع اذن?
                جزا? الله خيرالجزاء، ش?را جزيلا، وفقنا الله لما يجب ويرضي

                انا من ايران، و استل?م الدعا و الزيارة عند الزيارة الحسين سلام الله عليه و اخيه العباس.
                التعديل الأخير تم بواسطة محسنی; الساعة 21-09-2015, 07:39 AM.

                تعليق


                • #9
                  وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                  اخي محسني حياكم الله



                  تعليق

                  المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                  حفظ-تلقائي
                  Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                  x
                  يعمل...
                  X