السؤال: لم يبتل المؤمنون بقضية، مثل ما ابتلوا بقضية الامام المهدي (عجل الله فرجه الشريف)، وهذا التاريخ حافل بالكثير من الابتلاءات والبدع بهذا المضمار، وهي مستمرة ليومنا هذا، آخرها موضوع جند السماء والحركة المهدوية..!
والملاحظ ان هذه الادعاءات تعتمد على بعض علامات الظهور وتحاول خداع العامة بها من خلال مخاطبة عواطفهم تجاه هذه القضية وربطها بالأوضاع السيئة التي يمر بها البلد بصورة خاصة ومنطقة الشرق الأوسط بصورة عامة..!
أيها الإخوة الأعزاء: هذا الأمر يقلقني جدا، ماذا أعمل واجعل نفسي محصنا ضد الادعاءات الباطلة والفاسدة..؟
الجواب: روي عن الصادق (عليه السلام) إذ قال: (أما والله ليغيبن إمامكم سنينا من دهركم ولتمحصن حتى يقال مات، قتل، هلك، بأي واد سلك، ولتدمعن عليه عيون المؤمنين، ولتكفأن كما تكفأ السفن في أمواج البحر، فلا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه وكتب في قلبه الإيمان وأيده بروح منه ولترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدري أي من أي ..
قال الراوي: فبكيت ثم قلت فكيف نصنع؟
قال: فنظر الإمام (عليه السلام) إلى شمس داخلة في الصفة. فقال (عليه السلام): يا أبا عبد الله ترى هذه الشمس؟
قلت: نعم قال: والله لأمرنا أبين من هذه الشمس.!)
إن هذا الحديث يظهر تباينا من كثرة الواقعين في الفتنة مع وضوحها لكنه يظهر حقيقة حتمية وهي أن أمره (عليه السلام) أبين من الشمس عندما يخرج لكن الأشخاص الذين لم يكتب الإيمان في قلوبهم سوف يسقطون في هذا التمحيص.
إذن القضية ليست في صعوبة الامتحان بل يكمن سبب كثرة الفاشلين إلى سوء مستوى الطلبة!
إذن أيها الأخ العزيز من خلال البناء على العقيدة السليمة يخرج المرء منتصرا من هذه الفتنة. نعم، من هو ليس على مذهب أهل البيت سيعاني ومن لم يتمسلك بمبادئهم سوف يسقط أيضا. وقانا الله وإياكم من الوقوع بالفتن.
أما بخصوص الدعوات الباطلة فإننا لو تتبعنا الزمن إلى الوراء فسوف نجد أن هناك قسمين من الدعوات، قسم ادعى المهدوية وقسم اخر ادعى الاتصال بالامام المهدي.
أما القسم الأول: فأمرهم فيما مضى كان هينا بالنسبة للفرد المؤمن بالمذهب الحق عن وعي وادراك لأنه يكون مؤمنا بالدليل بان الأمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) شخص معين هو محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن مويى بن جعفر الصادق (عليهم السلام) فلذلك لو ادعى شخص ما، المهدوية ولم يكن هو، لن يؤمن به قطعا، أما إن لم يؤمن بهذا أو كان إيمانه مزعزعا لأي سبب كان فإنه سيكون فريسة سهلة لأي ادعاء، لأن كل من ادعى المهدوية لم تتوفر فيه من المشخصات التي نصت عليها كتب الشيعة وأحاديث أهل البيت (عليهم السلام).. !
والعجيب إن كل من ادعى المهدوية يكون معروفا، هو ابن من وممن، والأعجب من أن يصدقه بعض الناس، لا ادري.. لسذاجتهم أم لسوء عاقبتهم.. ؟!
وإلا فإنه من المستحيل لم يؤمن ايمانا ثابتا وراسخا بأن الإمام المهدي هو محمد بن الحسن العسكري (عليه السلام) أن يؤمن مثلا بإنه هو ضياء بن عبد الزهرة الكرعاوي!!
ولا يمكن أن يعذر هذا الشخص لأنه خالف في اعتقاده أوضح البديهيات وأبينها على الاطلاق، فإن الحصاة غير النواة أو كما يعبرون أن (أ، هو، أ) أن (ب، ليس، أ) فلا يوجد أبين من هذه القضية البديهية والتي هي بضوح الشمس أن ضياء عبد الزهرة هو غير (محمد بن الحسن عجل الله تعالى فرجه).
وهذا هو محصل كلامه (عليه السلام) في شأن الامام (عجل الله فرجه الشريف) من أنه أبين من الشمس ولكنه يخبرنا ببقاء فقط من كتب الله في قلبه الايمان على الحق، فالقضية ليست في صعوبة الامتحان بل في سوء مستوى الممتحنين كم أسلفنا.!
نعم، من كان على غير مذهب أهل البيت (عليهم السلام) سيكون الامتحان عليهم شاقا جدا وقد لا ينجو منهم أحد وما هذا إلا بسبب عدم اعتقادهم وتكذيبهم بالمنظومة الفكرية لأهل البيت (عليهم السلام)، لأنهم سفن النجاة ومن تبعهم نجى ومن تخلف عنهم هلك، فالمخالفين لا يؤمنون بشخصه الكريم فيكون الالتباس عليهم واردا جدا وكذا من كان شيعيا لا عن معرفة، إذن التمسلك بعقيدة أهل البيت (عليهم السلام) عاصم من الانحراف ولا يكون الانحراف إلا أن يترك الفرد تلك العقيدة فينحرف حينه بسهولة..
أما القسم الثاني: وهو من يدعى الاتصال والنيابة الخاصة او السفارة أو البابية ونحوها سواء صاحَبها دعوة أخرى كأن يكون هو اليماني الموعود أو الحسني أو ابن الإمام ونحوها من الدعوات التي لا مستند لها ولا دليل، فهؤلاء أمرهم بيّن وواضح أيضا، لكن على من؟ بالتأكيد على الشيعي المؤمن بعقيدة أهل البيت (عليهم السلام) بشكل جيد وبالدليل والمتابعة لشؤون دينه ولذا ترى الإمام الصادق (عليه السلام) يود أن السياط على رؤوس أصحابه حى يتفقوا في دينهم، فإن من أهم المسلمات عند المذهب والتي صرحت بها توقيعاته (عليه السلام) إن كل من ادعى الاتصال والسفارة أو النيابة الخاصة وما في معناها في وقت الغيبة الكبرى كاذب مفتر على الإمام وكما هو معروف أن كل هؤلاء انما يدعون الاتصال بالإمام وأنهم يمهدون لظهورةه بحسب أوامره ونحو ذلك من معاني الاتصال والسفارة، وعليه يكونون كاذبين بنص الإمام (عليه السلام)؟
ولو قال قائل أن قصص رؤية الإمام كثيرة وحكيت عى أكابر أهل المذهب فكيف ينكر الاتصال به؟
قلنا له أن الاتصال المراد هنا شيء والرؤية شيء آخر، فالاتصال المراد هنا شبيه بمعنى السفارة وأما الرؤية فتحدث صدفة لنكتة أو بيان لبقاء الحجة ولا يكون فيها حجية لكنها ممكنة، بل ان الأحاديث تشير إلى انه (عليه السلام) حينما يظهر يكون الكل قد رآه أما الاتصال والمراجعة والتمهيد له والتصريح به فهو دلالة على كذب مدعيه، نعم... نفس الاتصال غير ممتنع عقلا لكن مع وجود التصريح يستكشف شرعا أنه لم يكن هناك اتصال بحب تصريحه هو (عليه السلام)، إذن مدعي هذه الأمور كائنا من كان فهو كاذب..!
إذن المحصلة النهائية للقسمين: إن كل من ينخدع لابد وأن يتنازل عن أحد أمرين ثابتين في المذهب:
الأول: ان الامام المهدي هو محمد بن الحسن العسكري (عليه السلام).
الثاني: ان كل من ادعى الاتصال بالامام وقت الغيبة الكبرى لابد أن يكون كاذبا.
فالوجب أن يحصن الفرد نفسه بهذين المعتقدين الذين دلت عليهما روايات وصلت حد التواتر في الأول، والتمسك بأهل البيت (عليهم السلام) يضمن التمسك بعقيدتهم، وهذا الأخير يضمن عدم الوقوع في الفتنة ونرجع القول انهم هم سفن النجاة، فهلموا اليه قبل ان يأتي الطوفان، ثم إننا يجب أن لا ننسى إن الشارع المقدس قد أمر الناس بالتثبت والتبصر سواء في أمور الدين أو الدنيا، ويصل حد التثبت ان الشهادة في القضاء لا تجوز الا ان يكون قد رأى الشاهد ما شهد عليه كوضوح الشمس كما دلت روايات كثيرة، فإذا كان هذا حال الشهادة في القضايا المالية ونحوها فكيف يكون الأمر في قضايا مصيرية تمس حياة الانسان وآخرته وتحدد كل مساره، بل وتؤثر على دين الله في الأرض وحكمته هي قضية خطيرة تؤدي إلى سفك الدماء وإضلال الناس واضعاف الدين، فلا بد عندها من التثبت جديا.
أضف إلى كل هذا ان وظيفة الفرد حال الغيبة أمران:
الأول: تزكية نفسه وتربيتها كي تمتلك المؤهلات المطلوبة لنصرة الامام (عجل الله فرجه الشريف) ان ظهر في وقته.
الثاني: انتظار الفرج والتصبر فإن فيه من الثواب العظيم حتى ورد إن المنتظر للأمر كالمقاتل مع الإمام (عجل الله فرجه الشريف) وان من مات منتظرا مات شهيدا، وهذا ما أكدت عليه روايات أهل البيت (عليهم السلام) بل أكثر من هذا، ان الروايات نهت عن البحث عن الإمام (عجل الله فرجه الشريف) ومكانه كما يظهر للمتتبع لأحاديثهم (عليهم السلام)، ونحب أن نوجه نصيحة لبعض الأفراد الذين يكونون مصابين بنوع من العصاب الذهني أو كما يصفهم بعض الناس بأنهم قد تلبس بهم الجن، نقول ان كنتم مصابين بهذا الأمر ولو لفترة وجيزة في حياتكم فحاولوا أن لا تعتمدوا على أنفسكم في اتخاذ مثل هكذا قرارات خطرة قد تؤدي إلى هلاككم وهلاك الناس معكم، بل اعتمدوا على غيركم في تشخيص هذه الأمور واختاروا من له دين، وورع، وعلم... ولا نكاد نجد شخصا أكثر اتصافا بهذه الصفات من مراجعنا نحن الشيعة حفظهم الله لنا وأبقاهم ذخرا، فالراد عليهم كالراد على الإمام والراد على الإمام كالراد على الله، وتأتي هذه النصيحة لهؤلاء لأننا بحسب استقصائنا لهذا الأمر وجدنا أن الكثير من اتباع هذه الدعوات الباطلة ممن كانوا أو لازالوا يعانون من هذا العصاب الذهني، وإلا فإن هذه النصيحة عامة تشمل كل الأفراد وهي سيرة العقلاء من الناس فإنهم حينما يمرضون يراجعون الطبيب ويحاولون جهد امكانهم أن يختاروا الأوثق والأفضل وكذا حال من تعطل ماكنته وكذا إذا أرادوا أن يخيطوا ثوبا اختاروا الخياط الأفضل والأوثق، وهذه هي السيرة عند كل عاقل في الرجوع إلى أهل الخبرة في كل مجال وقد قال الله تعالى: (وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ)، وبما أن هذا الأمر متعلق بالدين لابد من الرجوع فيه إلى الثقات من أهل الخبرة في الدين ولا أجد أهل خبرة افضل وأكمل من مراجع الدين، فهم المؤتمنون على الدين وهم حملته وحماته وهم حملة الحديث ورواته أيضا الذين أوصى الأئمة باتباعهم
والملاحظ ان هذه الادعاءات تعتمد على بعض علامات الظهور وتحاول خداع العامة بها من خلال مخاطبة عواطفهم تجاه هذه القضية وربطها بالأوضاع السيئة التي يمر بها البلد بصورة خاصة ومنطقة الشرق الأوسط بصورة عامة..!
أيها الإخوة الأعزاء: هذا الأمر يقلقني جدا، ماذا أعمل واجعل نفسي محصنا ضد الادعاءات الباطلة والفاسدة..؟
الجواب: روي عن الصادق (عليه السلام) إذ قال: (أما والله ليغيبن إمامكم سنينا من دهركم ولتمحصن حتى يقال مات، قتل، هلك، بأي واد سلك، ولتدمعن عليه عيون المؤمنين، ولتكفأن كما تكفأ السفن في أمواج البحر، فلا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه وكتب في قلبه الإيمان وأيده بروح منه ولترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدري أي من أي ..
قال الراوي: فبكيت ثم قلت فكيف نصنع؟
قال: فنظر الإمام (عليه السلام) إلى شمس داخلة في الصفة. فقال (عليه السلام): يا أبا عبد الله ترى هذه الشمس؟
قلت: نعم قال: والله لأمرنا أبين من هذه الشمس.!)
إن هذا الحديث يظهر تباينا من كثرة الواقعين في الفتنة مع وضوحها لكنه يظهر حقيقة حتمية وهي أن أمره (عليه السلام) أبين من الشمس عندما يخرج لكن الأشخاص الذين لم يكتب الإيمان في قلوبهم سوف يسقطون في هذا التمحيص.
إذن القضية ليست في صعوبة الامتحان بل يكمن سبب كثرة الفاشلين إلى سوء مستوى الطلبة!
إذن أيها الأخ العزيز من خلال البناء على العقيدة السليمة يخرج المرء منتصرا من هذه الفتنة. نعم، من هو ليس على مذهب أهل البيت سيعاني ومن لم يتمسلك بمبادئهم سوف يسقط أيضا. وقانا الله وإياكم من الوقوع بالفتن.
أما بخصوص الدعوات الباطلة فإننا لو تتبعنا الزمن إلى الوراء فسوف نجد أن هناك قسمين من الدعوات، قسم ادعى المهدوية وقسم اخر ادعى الاتصال بالامام المهدي.
أما القسم الأول: فأمرهم فيما مضى كان هينا بالنسبة للفرد المؤمن بالمذهب الحق عن وعي وادراك لأنه يكون مؤمنا بالدليل بان الأمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) شخص معين هو محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن مويى بن جعفر الصادق (عليهم السلام) فلذلك لو ادعى شخص ما، المهدوية ولم يكن هو، لن يؤمن به قطعا، أما إن لم يؤمن بهذا أو كان إيمانه مزعزعا لأي سبب كان فإنه سيكون فريسة سهلة لأي ادعاء، لأن كل من ادعى المهدوية لم تتوفر فيه من المشخصات التي نصت عليها كتب الشيعة وأحاديث أهل البيت (عليهم السلام).. !
والعجيب إن كل من ادعى المهدوية يكون معروفا، هو ابن من وممن، والأعجب من أن يصدقه بعض الناس، لا ادري.. لسذاجتهم أم لسوء عاقبتهم.. ؟!
وإلا فإنه من المستحيل لم يؤمن ايمانا ثابتا وراسخا بأن الإمام المهدي هو محمد بن الحسن العسكري (عليه السلام) أن يؤمن مثلا بإنه هو ضياء بن عبد الزهرة الكرعاوي!!
ولا يمكن أن يعذر هذا الشخص لأنه خالف في اعتقاده أوضح البديهيات وأبينها على الاطلاق، فإن الحصاة غير النواة أو كما يعبرون أن (أ، هو، أ) أن (ب، ليس، أ) فلا يوجد أبين من هذه القضية البديهية والتي هي بضوح الشمس أن ضياء عبد الزهرة هو غير (محمد بن الحسن عجل الله تعالى فرجه).
وهذا هو محصل كلامه (عليه السلام) في شأن الامام (عجل الله فرجه الشريف) من أنه أبين من الشمس ولكنه يخبرنا ببقاء فقط من كتب الله في قلبه الايمان على الحق، فالقضية ليست في صعوبة الامتحان بل في سوء مستوى الممتحنين كم أسلفنا.!
نعم، من كان على غير مذهب أهل البيت (عليهم السلام) سيكون الامتحان عليهم شاقا جدا وقد لا ينجو منهم أحد وما هذا إلا بسبب عدم اعتقادهم وتكذيبهم بالمنظومة الفكرية لأهل البيت (عليهم السلام)، لأنهم سفن النجاة ومن تبعهم نجى ومن تخلف عنهم هلك، فالمخالفين لا يؤمنون بشخصه الكريم فيكون الالتباس عليهم واردا جدا وكذا من كان شيعيا لا عن معرفة، إذن التمسلك بعقيدة أهل البيت (عليهم السلام) عاصم من الانحراف ولا يكون الانحراف إلا أن يترك الفرد تلك العقيدة فينحرف حينه بسهولة..
أما القسم الثاني: وهو من يدعى الاتصال والنيابة الخاصة او السفارة أو البابية ونحوها سواء صاحَبها دعوة أخرى كأن يكون هو اليماني الموعود أو الحسني أو ابن الإمام ونحوها من الدعوات التي لا مستند لها ولا دليل، فهؤلاء أمرهم بيّن وواضح أيضا، لكن على من؟ بالتأكيد على الشيعي المؤمن بعقيدة أهل البيت (عليهم السلام) بشكل جيد وبالدليل والمتابعة لشؤون دينه ولذا ترى الإمام الصادق (عليه السلام) يود أن السياط على رؤوس أصحابه حى يتفقوا في دينهم، فإن من أهم المسلمات عند المذهب والتي صرحت بها توقيعاته (عليه السلام) إن كل من ادعى الاتصال والسفارة أو النيابة الخاصة وما في معناها في وقت الغيبة الكبرى كاذب مفتر على الإمام وكما هو معروف أن كل هؤلاء انما يدعون الاتصال بالإمام وأنهم يمهدون لظهورةه بحسب أوامره ونحو ذلك من معاني الاتصال والسفارة، وعليه يكونون كاذبين بنص الإمام (عليه السلام)؟
ولو قال قائل أن قصص رؤية الإمام كثيرة وحكيت عى أكابر أهل المذهب فكيف ينكر الاتصال به؟
قلنا له أن الاتصال المراد هنا شيء والرؤية شيء آخر، فالاتصال المراد هنا شبيه بمعنى السفارة وأما الرؤية فتحدث صدفة لنكتة أو بيان لبقاء الحجة ولا يكون فيها حجية لكنها ممكنة، بل ان الأحاديث تشير إلى انه (عليه السلام) حينما يظهر يكون الكل قد رآه أما الاتصال والمراجعة والتمهيد له والتصريح به فهو دلالة على كذب مدعيه، نعم... نفس الاتصال غير ممتنع عقلا لكن مع وجود التصريح يستكشف شرعا أنه لم يكن هناك اتصال بحب تصريحه هو (عليه السلام)، إذن مدعي هذه الأمور كائنا من كان فهو كاذب..!
إذن المحصلة النهائية للقسمين: إن كل من ينخدع لابد وأن يتنازل عن أحد أمرين ثابتين في المذهب:
الأول: ان الامام المهدي هو محمد بن الحسن العسكري (عليه السلام).
الثاني: ان كل من ادعى الاتصال بالامام وقت الغيبة الكبرى لابد أن يكون كاذبا.
فالوجب أن يحصن الفرد نفسه بهذين المعتقدين الذين دلت عليهما روايات وصلت حد التواتر في الأول، والتمسك بأهل البيت (عليهم السلام) يضمن التمسك بعقيدتهم، وهذا الأخير يضمن عدم الوقوع في الفتنة ونرجع القول انهم هم سفن النجاة، فهلموا اليه قبل ان يأتي الطوفان، ثم إننا يجب أن لا ننسى إن الشارع المقدس قد أمر الناس بالتثبت والتبصر سواء في أمور الدين أو الدنيا، ويصل حد التثبت ان الشهادة في القضاء لا تجوز الا ان يكون قد رأى الشاهد ما شهد عليه كوضوح الشمس كما دلت روايات كثيرة، فإذا كان هذا حال الشهادة في القضايا المالية ونحوها فكيف يكون الأمر في قضايا مصيرية تمس حياة الانسان وآخرته وتحدد كل مساره، بل وتؤثر على دين الله في الأرض وحكمته هي قضية خطيرة تؤدي إلى سفك الدماء وإضلال الناس واضعاف الدين، فلا بد عندها من التثبت جديا.
أضف إلى كل هذا ان وظيفة الفرد حال الغيبة أمران:
الأول: تزكية نفسه وتربيتها كي تمتلك المؤهلات المطلوبة لنصرة الامام (عجل الله فرجه الشريف) ان ظهر في وقته.
الثاني: انتظار الفرج والتصبر فإن فيه من الثواب العظيم حتى ورد إن المنتظر للأمر كالمقاتل مع الإمام (عجل الله فرجه الشريف) وان من مات منتظرا مات شهيدا، وهذا ما أكدت عليه روايات أهل البيت (عليهم السلام) بل أكثر من هذا، ان الروايات نهت عن البحث عن الإمام (عجل الله فرجه الشريف) ومكانه كما يظهر للمتتبع لأحاديثهم (عليهم السلام)، ونحب أن نوجه نصيحة لبعض الأفراد الذين يكونون مصابين بنوع من العصاب الذهني أو كما يصفهم بعض الناس بأنهم قد تلبس بهم الجن، نقول ان كنتم مصابين بهذا الأمر ولو لفترة وجيزة في حياتكم فحاولوا أن لا تعتمدوا على أنفسكم في اتخاذ مثل هكذا قرارات خطرة قد تؤدي إلى هلاككم وهلاك الناس معكم، بل اعتمدوا على غيركم في تشخيص هذه الأمور واختاروا من له دين، وورع، وعلم... ولا نكاد نجد شخصا أكثر اتصافا بهذه الصفات من مراجعنا نحن الشيعة حفظهم الله لنا وأبقاهم ذخرا، فالراد عليهم كالراد على الإمام والراد على الإمام كالراد على الله، وتأتي هذه النصيحة لهؤلاء لأننا بحسب استقصائنا لهذا الأمر وجدنا أن الكثير من اتباع هذه الدعوات الباطلة ممن كانوا أو لازالوا يعانون من هذا العصاب الذهني، وإلا فإن هذه النصيحة عامة تشمل كل الأفراد وهي سيرة العقلاء من الناس فإنهم حينما يمرضون يراجعون الطبيب ويحاولون جهد امكانهم أن يختاروا الأوثق والأفضل وكذا حال من تعطل ماكنته وكذا إذا أرادوا أن يخيطوا ثوبا اختاروا الخياط الأفضل والأوثق، وهذه هي السيرة عند كل عاقل في الرجوع إلى أهل الخبرة في كل مجال وقد قال الله تعالى: (وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ)، وبما أن هذا الأمر متعلق بالدين لابد من الرجوع فيه إلى الثقات من أهل الخبرة في الدين ولا أجد أهل خبرة افضل وأكمل من مراجع الدين، فهم المؤتمنون على الدين وهم حملته وحماته وهم حملة الحديث ورواته أيضا الذين أوصى الأئمة باتباعهم