بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
شعَّت فلا الشمـس تحكيها ولا القمرُ * زهـراءُ من نورها الأكوانُ تزدهـرُ
بنـتُ الخلـود لها الأجيـال خاشعـةٌ * اُمّ الزمـان إليهـا تنتـمي العُصُـرُ
روحُ الحيـاة ، فلو لا لطفُ عنصرها * لم تأتلف بينـنا الأرواحُ والصــورُ
سمت عـن الاُفق ، لا روح ولا ملَكٌ * وفاقت الأرض ، لا جـنٌّ ولا بشـرُ
مجبـولـةٌ مـن جـلال الله طيـنتُها * يرفُّ لُطفاً عليهـا الصـونُ والخَفـرُ
ما عابَ مفخَـرها التأنـيث أنَّ بهـا * على الرجال نسـاءُ الأرض تفتـخرُ
خِصالها الغـرُّ جلّت ان تلـوكَ بهـا * منّا المقـاولُ أو تدنـو لهـا الفكـرُ
معنى النبـوة ، سرُّ الوحي ، قد نزلتْ * في بيـتِ عصمتها الآيـاتُ والسورُ
حـوت خِلال رسـول الله أجمــعَها * لولا الرسالـةُ ساوى أصلـه الثمرُ
تدرّجت في مراقـي الحـقَّ عارجـةً * لمشرق النـور حيث السـرُّ مستـترُ
ثم انثـنت تمـلأ الدنيـا معارفُهــا * تطوى القرون عيـاءً وهـي تنتشرُ
قل للذي راح يُخفي فضـلها حسـداً * وجـه الحقيـقة عنّـا كيـف ينسترُ
أتقرن النـورَ بالظلمـاء من سفـهٍ ؟ * مـا أنتَ فـي القـول إلاّ كاذب أشِرُ
بنـتُ النبـي الـذي لـولا هدايتُـه * ما كان للحـقّ ، لا عيـنٌ ولا أثـرُ
هـي التـي ورثـت حقـاً مفاخـره * والعطر فيه الذي في الـورد مدَّخـرُ
فـي عيد ميلادهـا الأمـلاكُ حافلـةٌ * والحور فـي الجنة العليـا لها سمـرُ
تزوجتْ في السماء بالمرتضى شرفـاً * والشمس يقرُنهـا فـي الرتبة القمـرُ
علـى النبـوّة أضفت فـي مراتبهـا * فضـل الـولاية لا تبقـى ولا تـذرُ
اُمّ الأئـمة مَـن طـوعاً لرغبتـهـم * يعلـو القضاءُ بنـا أو ينزل القـدرُ
قف يا يراعـي عـن مدح البتول ففي * مديحهـا تهتـف الألـواحُ والزبـرُ
المفضل بن عمر قال : قلت لأبي عبد الله الصادق : كيف كان ولادة فاطمة ؟ فقال :
نعم إن خديجة لما تزوج بها رسول الله هجرتها نسوة مكة فكن لا يدخلن عليها ولا
يسلمن عليها ولا يتركن امرأة تدخل عليها فاستوحشت خديجة لذلك وكان جزعها
وغمها حذرا عليه فلما حملت بفاطمة كانت فاطمة تحدثها من بطنها وتصبرها
وكانت تكتم ذلك من رسول الله فدخل رسول الله يوما فسمع خديجة تحدث فاطمة
فقال لها : يا خديجة من تحدثين ؟ قالت : الجنين الذي في بطني يحدثني
ويؤنسني ، قال : يا خديجة هذا جبرئيل [ يبشرني ] يخبرني أنها أنثى
وأنها النسلة الطاهرة الميمونة وأن الله تبارك وتعالى سيجعل نسلي منها
وسيجعل من نسلها أئمة ويجعلهم خلفاءه في أرضه بعد انقضاء وحيه .
فلم تزل خديجة على ذلك إلى أن حضرت ولادتها فوجهت إلى نساء قريش
وبني هاشم أن تعالين لتلين مني ما تلي النساء من النساء فأرسلن إليها : أنت عصيتنا ولم تقبلي قولنا وتزوجت محمدا
يتيم أبي طالب فقيرا لا مال له فلسنا نجئ ولا نلي
من أمرك شيئا فاغتمت خديجة لذلك فبينا هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوة سمر طوال كأنهن من نساء بني هاشم ففزعت
منهن لما رأتهن فقالت إحداهن : لا تحزني
يا خديجة فإنا رسل ربك إليك ونحن أخواتك أنا سارة وهذه آسية بنت مزاحم وهي رفيقتك في الجنة وهذه مريم بنت عمران
وهذه كلثم أخت موسى بن عمران بعثنا الله
إليك لنلي ما تلي النساء من النساء ، فجلست واحدة عن يمينها ، وأخرى عن
يسارها ، والثالثة بين يديها ، والرابعة من خلفها ، فوضعت فاطمة طاهرة مطهرة .
فلما سقطت إلى الأرض أشرق منها النور حتى دخل بيوتات مكة ولم يبق
في شرق الأرض ولا غربها موضع إلا أشرق فيه ذلك النور ودخل عشر من الحور العين كل واحدة منهن معها
طشت من الجنة وإبريق من الجنة وفي الإبريق
ماء من الكوثر فتناولتها المرأة التي كانت بين يديها فغسلتها بماء الكوثر
وأخرجت خرقتين بيضاوين أشد بياضا من اللبن وأطيب ريحا من المسك
والعنبر فلفتها بواحدة وقنعتها بالثانية ثم استنطقتها فنطقت فاطمة بالشهادتين
وقالت : أشهد أن لا إله إلا الله وأن أبي رسول الله سيد الأنبياء وأن بعلي
سيد الأوصياء وولدي سادة الأسباط ثم سلمت عليهن وسمت كل واحدة
منهن باسمها وأقبلن يضحكن إليها وتباشرت الحور العين وبشر أهل السماء
بعضهم بعضا بولادة فاطمة وحدث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل
ذلك وقالت النسوة : خذيها يا خديجة طاهرة مطهرة زكية ميمونة بورك
فيها وفي نسلها . فتناولتها فرحة مستبشرة وألقمتها ثديها فدر عليها فكانت
فاطمة تنمي في اليوم كما ينمي الصبي في الشهر وتنمي في الشهر كما
ينمي الصبي في السنة . مصباح الأنوار : عن أبي المفضل الشيباني ،
عن موسى بن محمد الأشعري ابن بنت سعد بن عبد الله ، عن الحسن
بن محمد بن إسماعيل المعروف بابن أبي الشوارب عن عبيد الله بن علي
بن أشيم ، عن يعقوب بن يزيد ، عن حماد مثله .
متباركين بالمولد جميعا..
رزقنا الله شفاعتها يوم الورود..
نسألكم الدعاء
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
شعَّت فلا الشمـس تحكيها ولا القمرُ * زهـراءُ من نورها الأكوانُ تزدهـرُ
بنـتُ الخلـود لها الأجيـال خاشعـةٌ * اُمّ الزمـان إليهـا تنتـمي العُصُـرُ
روحُ الحيـاة ، فلو لا لطفُ عنصرها * لم تأتلف بينـنا الأرواحُ والصــورُ
سمت عـن الاُفق ، لا روح ولا ملَكٌ * وفاقت الأرض ، لا جـنٌّ ولا بشـرُ
مجبـولـةٌ مـن جـلال الله طيـنتُها * يرفُّ لُطفاً عليهـا الصـونُ والخَفـرُ
ما عابَ مفخَـرها التأنـيث أنَّ بهـا * على الرجال نسـاءُ الأرض تفتـخرُ
خِصالها الغـرُّ جلّت ان تلـوكَ بهـا * منّا المقـاولُ أو تدنـو لهـا الفكـرُ
معنى النبـوة ، سرُّ الوحي ، قد نزلتْ * في بيـتِ عصمتها الآيـاتُ والسورُ
حـوت خِلال رسـول الله أجمــعَها * لولا الرسالـةُ ساوى أصلـه الثمرُ
تدرّجت في مراقـي الحـقَّ عارجـةً * لمشرق النـور حيث السـرُّ مستـترُ
ثم انثـنت تمـلأ الدنيـا معارفُهــا * تطوى القرون عيـاءً وهـي تنتشرُ
قل للذي راح يُخفي فضـلها حسـداً * وجـه الحقيـقة عنّـا كيـف ينسترُ
أتقرن النـورَ بالظلمـاء من سفـهٍ ؟ * مـا أنتَ فـي القـول إلاّ كاذب أشِرُ
بنـتُ النبـي الـذي لـولا هدايتُـه * ما كان للحـقّ ، لا عيـنٌ ولا أثـرُ
هـي التـي ورثـت حقـاً مفاخـره * والعطر فيه الذي في الـورد مدَّخـرُ
فـي عيد ميلادهـا الأمـلاكُ حافلـةٌ * والحور فـي الجنة العليـا لها سمـرُ
تزوجتْ في السماء بالمرتضى شرفـاً * والشمس يقرُنهـا فـي الرتبة القمـرُ
علـى النبـوّة أضفت فـي مراتبهـا * فضـل الـولاية لا تبقـى ولا تـذرُ
اُمّ الأئـمة مَـن طـوعاً لرغبتـهـم * يعلـو القضاءُ بنـا أو ينزل القـدرُ
قف يا يراعـي عـن مدح البتول ففي * مديحهـا تهتـف الألـواحُ والزبـرُ
المفضل بن عمر قال : قلت لأبي عبد الله الصادق : كيف كان ولادة فاطمة ؟ فقال :
نعم إن خديجة لما تزوج بها رسول الله هجرتها نسوة مكة فكن لا يدخلن عليها ولا
يسلمن عليها ولا يتركن امرأة تدخل عليها فاستوحشت خديجة لذلك وكان جزعها
وغمها حذرا عليه فلما حملت بفاطمة كانت فاطمة تحدثها من بطنها وتصبرها
وكانت تكتم ذلك من رسول الله فدخل رسول الله يوما فسمع خديجة تحدث فاطمة
فقال لها : يا خديجة من تحدثين ؟ قالت : الجنين الذي في بطني يحدثني
ويؤنسني ، قال : يا خديجة هذا جبرئيل [ يبشرني ] يخبرني أنها أنثى
وأنها النسلة الطاهرة الميمونة وأن الله تبارك وتعالى سيجعل نسلي منها
وسيجعل من نسلها أئمة ويجعلهم خلفاءه في أرضه بعد انقضاء وحيه .
فلم تزل خديجة على ذلك إلى أن حضرت ولادتها فوجهت إلى نساء قريش
وبني هاشم أن تعالين لتلين مني ما تلي النساء من النساء فأرسلن إليها : أنت عصيتنا ولم تقبلي قولنا وتزوجت محمدا
يتيم أبي طالب فقيرا لا مال له فلسنا نجئ ولا نلي
من أمرك شيئا فاغتمت خديجة لذلك فبينا هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوة سمر طوال كأنهن من نساء بني هاشم ففزعت
منهن لما رأتهن فقالت إحداهن : لا تحزني
يا خديجة فإنا رسل ربك إليك ونحن أخواتك أنا سارة وهذه آسية بنت مزاحم وهي رفيقتك في الجنة وهذه مريم بنت عمران
وهذه كلثم أخت موسى بن عمران بعثنا الله
إليك لنلي ما تلي النساء من النساء ، فجلست واحدة عن يمينها ، وأخرى عن
يسارها ، والثالثة بين يديها ، والرابعة من خلفها ، فوضعت فاطمة طاهرة مطهرة .
فلما سقطت إلى الأرض أشرق منها النور حتى دخل بيوتات مكة ولم يبق
في شرق الأرض ولا غربها موضع إلا أشرق فيه ذلك النور ودخل عشر من الحور العين كل واحدة منهن معها
طشت من الجنة وإبريق من الجنة وفي الإبريق
ماء من الكوثر فتناولتها المرأة التي كانت بين يديها فغسلتها بماء الكوثر
وأخرجت خرقتين بيضاوين أشد بياضا من اللبن وأطيب ريحا من المسك
والعنبر فلفتها بواحدة وقنعتها بالثانية ثم استنطقتها فنطقت فاطمة بالشهادتين
وقالت : أشهد أن لا إله إلا الله وأن أبي رسول الله سيد الأنبياء وأن بعلي
سيد الأوصياء وولدي سادة الأسباط ثم سلمت عليهن وسمت كل واحدة
منهن باسمها وأقبلن يضحكن إليها وتباشرت الحور العين وبشر أهل السماء
بعضهم بعضا بولادة فاطمة وحدث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل
ذلك وقالت النسوة : خذيها يا خديجة طاهرة مطهرة زكية ميمونة بورك
فيها وفي نسلها . فتناولتها فرحة مستبشرة وألقمتها ثديها فدر عليها فكانت
فاطمة تنمي في اليوم كما ينمي الصبي في الشهر وتنمي في الشهر كما
ينمي الصبي في السنة . مصباح الأنوار : عن أبي المفضل الشيباني ،
عن موسى بن محمد الأشعري ابن بنت سعد بن عبد الله ، عن الحسن
بن محمد بن إسماعيل المعروف بابن أبي الشوارب عن عبيد الله بن علي
بن أشيم ، عن يعقوب بن يزيد ، عن حماد مثله .
متباركين بالمولد جميعا..
رزقنا الله شفاعتها يوم الورود..
نسألكم الدعاء