عن هشام بن محمّد السّائب الكلبي ، أنّه اجتمع أصحاب النّبي صلّى اللّه عليه و آله ، فتذاكروا أىّ الحروف أدخل في الكلام ،
فأجمعوا على أنّ الألف أكثر دخولا ، فخطب عليّ عليه السلام ، بهذه الخطبة ارتجالا من غير سابق فكر ولا تقدم روية،وهي خطبة خالية من حرف الالف
و سمّاها المونقة ، و هي :
حمدت من عظمت منّته ، و سبغت نعمته ، و سبقت رحمته و تمّت كلمته ، و نفذت مشيّته ، و بلغت حجّته ، و عدلت قضيّته ،
حمدته حمد مقرّ بربوبيّته ، متخضّع لعبوديّته ، متنصّل من خطيئته ،
معترف بتوحيده ، مؤمّل من ربّه ، رحمة تنجيه ،
يوم يشغل كلّ عن فصيلته و بنيه ، و نستعينه ، و نسترشده ، و نستهديه ،
و نؤمن به ، و نتوكّل عليه ، و شهدت له شهود مخلص موقن ،
و فرّدته تفريد مؤمن متقن ، و وحّدته توحيد عبد مذعن ، ليس له شريك في ملكه ، و لم يكن له وليّ في صنعه ، جلّ عن مشير و وزير ،
و تنزّه عن مثل و نظير، علم فستر ، و بطن فخبر ، و ملك فقهر ،
و عصى فغفر ، و عبد فشكر ، و حكم فعدل ، ( و تكرّم و تفضّل ، لم يزل ، و لن يزول ، و ليس كمثله شي ء ، و هو قبل كلّ شي ء ، و بعد كلّ شي ء ، ربّ متفرّد بعزّته ، متملّك بقوّته ،
متقدّس بعلوّه ، متكبّر بسموه ، ليس يدركه ، بصر ، و لم يحط به نظر ، قويّ منيع ، بصير سميع ، حليم حكيم ، رؤف رحيم ، عجز في وصفه من يصفه ، و ضلّ في نعته من يعرّفه ، قرب فبعد ، و بعد فقرب ، يجيب دعوة من يدعوه ، و يرزق عبده و يحبوه ، ذو لطف خفيّ ، و بطش قويّ ، و رحمة موسعة ، و عقوبة موجعة ، رحمته جنّة عريضة مونقة ، و عقوبته جحيم مؤصدة موبقة ، و شهدت ببعث محمّد عبده ، و رسوله ، و صفيّه ، و حبيبه ، و خليله ، بعثه في خير عصر ،
و في حين فترة و كفر ، رحمة لعبيده ، و منّة لمزيده ، ختم به نبوّته ،
و قوّى به حجّته ، فوعظ و نصح ، و بلّغ و كدح ، رؤف بكلّ
مؤمن ، وليّ ، سخيّ ، زكيّ ، رضيّ ، عليه رحمة و تسليم ، و بركة و تكريم ، من ربّ غفور رحيم ، قريب مجيب ، وصّيتكم معشر من حضرني : بتقوى ربّكم ، و ذكّرتكم بسنّة نبيّكم ، فعليكم برهبة تسكّن قلوبكم ، و خشية تذرى ء دموعكم ، و تقيّة تنجيكم ، يوم يذهلكم و يبليكم ، يوم يفوز فيه من ثقل وزن حسنته ، و خفّ وزن سيّئته ،
و لتكن مسئلتكم مسئلة ذلّ و خضوع ، و شكر و خشوع ، و توبة و نزوع ، و ندم و رجوع ، و ليغتنم كلّ مغتنم منكم ، صحّته قبل سقمه ،
و شبيبته قبل هرمه ، و سعته قبل فقره ، و خلوته قبل شغله ، و حضره قبل سفره ، قبل هو يكبر و يهرم ، و يمرض و يسقم ، و يملّه طبيبه ،
و يعرض عنه حبيبه ، و يتغيّر عقله ، و ينقطع عمره ، ثمّ قيل هو موعوك ،
و جسمه منهوك ، ثمّ جدّ في نزع شديد ، و حضره كلّ قريب و بعيد ،
فشخص ببصره ، و طمح بنظره ، و رشح جبينه ، و سكن حنينه ،
و جذبت نفسه ، و بكته عرسه ، و حفر رمسه ، و يتم ولده ، و تفرّق عنه عدده ، و قسّم جمعه ، و ذهب بصره و سمعه ، و غمّض و مدّد ،
و وجّه و جرّد ، و غسّل و نشّف ، و سجي و بسط له ، و هيّ ء و نشر عليه كفنه ، و شدّ منه ذقنه ، و قمّص و عمّم ، و لفّ و ودّع و سلّم ،
و حمل فوق سرير ، و صلّي عليه بتكبير ، و نقل من دور مزخرفة ،
و قصور مشيّدة ، و حجر منضّدة ، فجعل في ضريح ملحود ، و لحد ضيّق مرصوص ، بلبن منضود ، مسقّف بجلمود ، و هيل عليه عفره ، و حثي عليه مدره ، فتحقّق حذره ، و نسي خبره ، و رجع عنه وليّه و نسيبه و تبدّل به قريبه و حبيبه ، و صفيّه و نديمه ، فهو حشو قبر ، و رهين قفر ، يسعى في جسمه دود قبره ، و يسيل صديده من منخره ، و يسحق بدنه و لحمه ، و ينشف دمه ، و يرّم عظمه ، و يقيم في قبره ، حتّى يوم حشره ، فينشر من قبره حين ينفخ في صور ، و يدعى بحشر و نشور ،
فثمّ بعثرت قبور ، و حصّلت سريرة صدور ، و جي ء بكلّ نبيّ و صدّيق ، و شهيد و نطيق ، و تولّى لفصل عند ربّ قدير ، بعبده خبير بصير ، فكم من زفرة تضنيه ، و حسرة تنضيه ، في موقف مهول عظيم ،
و مشهد جليل جسيم ، بين يدي ملك كريم ، بكلّ صغيرة و كبيرة عليم ، فحينئذ يلجمه عرقه ، و يخفره قلقه ، عبرته غير مرحومة ،
و صرخته غير مسموعة ، و حجّته غير مقبولة ، و قوبل صحيفته ، و تبيّن جريرته ، و نطق كلّ عضو منه بسوء عمله ، فشهدت عينه بنظره ،
و يده ليطمنه ، و رجله بخطوه ، و جلده بمسّه ، و فرحه تلمسه ، و يهدّده
منكر و نكير ، و كشف عنه بصير ، فسلسل جيده ، و غلّت يده ،
و سيق بسحب و حدّة ، فورد جهنّم بكرب و شدّة ، فظلّ يعذّب في جحيم ، و يسقى شربة من حميم ، تشوي وجهه ، و تسلخ جلده ، يضربه زينته بمقمح من حديد ، و يعود جلده بعد نضجه بجلد جديد ، يستغيث فتعرض عنه خزنة جهنّم ، و يستصرخ فيلبث حقبة بندم ، نعوذ بربّ قدير ، من شرّ كلّ مصير ، و نسئله عفو من رضي عنه ، و مغفرة من قبل منه ، فهو وليّ مسئلتي ، و منجح طلبتي ، فمن زحزح عن تعذيب ربّه ، سكن في جنّته بقربه . و خلّد في قصور مشيّدة ، و ملك حور عين و حفدة ، و طيف عليه بكئوس ، و سكن حظيرة فردوس ، و تقلّب في نعيم ، و سقي من تسنيم ، و شرب من عين سلسبيل ، ممزوجة بزنجبيل .
مختومة بمسك و عبير ، مستديم للحبور ، مستشعر للسّرور ، يشرب من خمور ، في روض مغدف ، ليس يصدّع من شربه و ليس ينزف ، هذه مسئلة من خشي ربّه ، و حذّر نفسه ، و تلك عقوبة من جحد منشئه ،
و سوّلت له نفسه معصية مبدئه ، ذلك قول فصل ، و حكم عدل ، خير قصص قصّ ، و وعظ نصّ ، تنزيل من حكيم حميد ، نزل به روح قدس مبين ، على قلب نبيّ مهتد مكين ، صلّت عليه رسل سفرة ،
مكرّمون بررة ، عذت بربّ رحيم ، من شرّ كلّ رجيم ، فليتضرّع متضرّعكم ، و ليبتهل مبتهلكم ، فنستغفر ربّ كلّ مربوب لي و لكم .
فأجمعوا على أنّ الألف أكثر دخولا ، فخطب عليّ عليه السلام ، بهذه الخطبة ارتجالا من غير سابق فكر ولا تقدم روية،وهي خطبة خالية من حرف الالف
و سمّاها المونقة ، و هي :
حمدت من عظمت منّته ، و سبغت نعمته ، و سبقت رحمته و تمّت كلمته ، و نفذت مشيّته ، و بلغت حجّته ، و عدلت قضيّته ،
حمدته حمد مقرّ بربوبيّته ، متخضّع لعبوديّته ، متنصّل من خطيئته ،
معترف بتوحيده ، مؤمّل من ربّه ، رحمة تنجيه ،
يوم يشغل كلّ عن فصيلته و بنيه ، و نستعينه ، و نسترشده ، و نستهديه ،
و نؤمن به ، و نتوكّل عليه ، و شهدت له شهود مخلص موقن ،
و فرّدته تفريد مؤمن متقن ، و وحّدته توحيد عبد مذعن ، ليس له شريك في ملكه ، و لم يكن له وليّ في صنعه ، جلّ عن مشير و وزير ،
و تنزّه عن مثل و نظير، علم فستر ، و بطن فخبر ، و ملك فقهر ،
و عصى فغفر ، و عبد فشكر ، و حكم فعدل ، ( و تكرّم و تفضّل ، لم يزل ، و لن يزول ، و ليس كمثله شي ء ، و هو قبل كلّ شي ء ، و بعد كلّ شي ء ، ربّ متفرّد بعزّته ، متملّك بقوّته ،
متقدّس بعلوّه ، متكبّر بسموه ، ليس يدركه ، بصر ، و لم يحط به نظر ، قويّ منيع ، بصير سميع ، حليم حكيم ، رؤف رحيم ، عجز في وصفه من يصفه ، و ضلّ في نعته من يعرّفه ، قرب فبعد ، و بعد فقرب ، يجيب دعوة من يدعوه ، و يرزق عبده و يحبوه ، ذو لطف خفيّ ، و بطش قويّ ، و رحمة موسعة ، و عقوبة موجعة ، رحمته جنّة عريضة مونقة ، و عقوبته جحيم مؤصدة موبقة ، و شهدت ببعث محمّد عبده ، و رسوله ، و صفيّه ، و حبيبه ، و خليله ، بعثه في خير عصر ،
و في حين فترة و كفر ، رحمة لعبيده ، و منّة لمزيده ، ختم به نبوّته ،
و قوّى به حجّته ، فوعظ و نصح ، و بلّغ و كدح ، رؤف بكلّ
مؤمن ، وليّ ، سخيّ ، زكيّ ، رضيّ ، عليه رحمة و تسليم ، و بركة و تكريم ، من ربّ غفور رحيم ، قريب مجيب ، وصّيتكم معشر من حضرني : بتقوى ربّكم ، و ذكّرتكم بسنّة نبيّكم ، فعليكم برهبة تسكّن قلوبكم ، و خشية تذرى ء دموعكم ، و تقيّة تنجيكم ، يوم يذهلكم و يبليكم ، يوم يفوز فيه من ثقل وزن حسنته ، و خفّ وزن سيّئته ،
و لتكن مسئلتكم مسئلة ذلّ و خضوع ، و شكر و خشوع ، و توبة و نزوع ، و ندم و رجوع ، و ليغتنم كلّ مغتنم منكم ، صحّته قبل سقمه ،
و شبيبته قبل هرمه ، و سعته قبل فقره ، و خلوته قبل شغله ، و حضره قبل سفره ، قبل هو يكبر و يهرم ، و يمرض و يسقم ، و يملّه طبيبه ،
و يعرض عنه حبيبه ، و يتغيّر عقله ، و ينقطع عمره ، ثمّ قيل هو موعوك ،
و جسمه منهوك ، ثمّ جدّ في نزع شديد ، و حضره كلّ قريب و بعيد ،
فشخص ببصره ، و طمح بنظره ، و رشح جبينه ، و سكن حنينه ،
و جذبت نفسه ، و بكته عرسه ، و حفر رمسه ، و يتم ولده ، و تفرّق عنه عدده ، و قسّم جمعه ، و ذهب بصره و سمعه ، و غمّض و مدّد ،
و وجّه و جرّد ، و غسّل و نشّف ، و سجي و بسط له ، و هيّ ء و نشر عليه كفنه ، و شدّ منه ذقنه ، و قمّص و عمّم ، و لفّ و ودّع و سلّم ،
و حمل فوق سرير ، و صلّي عليه بتكبير ، و نقل من دور مزخرفة ،
و قصور مشيّدة ، و حجر منضّدة ، فجعل في ضريح ملحود ، و لحد ضيّق مرصوص ، بلبن منضود ، مسقّف بجلمود ، و هيل عليه عفره ، و حثي عليه مدره ، فتحقّق حذره ، و نسي خبره ، و رجع عنه وليّه و نسيبه و تبدّل به قريبه و حبيبه ، و صفيّه و نديمه ، فهو حشو قبر ، و رهين قفر ، يسعى في جسمه دود قبره ، و يسيل صديده من منخره ، و يسحق بدنه و لحمه ، و ينشف دمه ، و يرّم عظمه ، و يقيم في قبره ، حتّى يوم حشره ، فينشر من قبره حين ينفخ في صور ، و يدعى بحشر و نشور ،
فثمّ بعثرت قبور ، و حصّلت سريرة صدور ، و جي ء بكلّ نبيّ و صدّيق ، و شهيد و نطيق ، و تولّى لفصل عند ربّ قدير ، بعبده خبير بصير ، فكم من زفرة تضنيه ، و حسرة تنضيه ، في موقف مهول عظيم ،
و مشهد جليل جسيم ، بين يدي ملك كريم ، بكلّ صغيرة و كبيرة عليم ، فحينئذ يلجمه عرقه ، و يخفره قلقه ، عبرته غير مرحومة ،
و صرخته غير مسموعة ، و حجّته غير مقبولة ، و قوبل صحيفته ، و تبيّن جريرته ، و نطق كلّ عضو منه بسوء عمله ، فشهدت عينه بنظره ،
و يده ليطمنه ، و رجله بخطوه ، و جلده بمسّه ، و فرحه تلمسه ، و يهدّده
منكر و نكير ، و كشف عنه بصير ، فسلسل جيده ، و غلّت يده ،
و سيق بسحب و حدّة ، فورد جهنّم بكرب و شدّة ، فظلّ يعذّب في جحيم ، و يسقى شربة من حميم ، تشوي وجهه ، و تسلخ جلده ، يضربه زينته بمقمح من حديد ، و يعود جلده بعد نضجه بجلد جديد ، يستغيث فتعرض عنه خزنة جهنّم ، و يستصرخ فيلبث حقبة بندم ، نعوذ بربّ قدير ، من شرّ كلّ مصير ، و نسئله عفو من رضي عنه ، و مغفرة من قبل منه ، فهو وليّ مسئلتي ، و منجح طلبتي ، فمن زحزح عن تعذيب ربّه ، سكن في جنّته بقربه . و خلّد في قصور مشيّدة ، و ملك حور عين و حفدة ، و طيف عليه بكئوس ، و سكن حظيرة فردوس ، و تقلّب في نعيم ، و سقي من تسنيم ، و شرب من عين سلسبيل ، ممزوجة بزنجبيل .
مختومة بمسك و عبير ، مستديم للحبور ، مستشعر للسّرور ، يشرب من خمور ، في روض مغدف ، ليس يصدّع من شربه و ليس ينزف ، هذه مسئلة من خشي ربّه ، و حذّر نفسه ، و تلك عقوبة من جحد منشئه ،
و سوّلت له نفسه معصية مبدئه ، ذلك قول فصل ، و حكم عدل ، خير قصص قصّ ، و وعظ نصّ ، تنزيل من حكيم حميد ، نزل به روح قدس مبين ، على قلب نبيّ مهتد مكين ، صلّت عليه رسل سفرة ،
مكرّمون بررة ، عذت بربّ رحيم ، من شرّ كلّ رجيم ، فليتضرّع متضرّعكم ، و ليبتهل مبتهلكم ، فنستغفر ربّ كلّ مربوب لي و لكم .
تعليق