السلام عليكم
ثلاث مناظرات بين ابن عباس حبر الامة وعمر بن الخطاب
الاولى : يقول ابن عباس :
إنّي لاماشي عمر في سكة من سكك المدينة ، يده في يدي .
فقال : يابن عباس ، ما أظنّ صاحبك إلاّ مظلوما ، فقلت في نفسي : والله لا يسبقُني بها .
فقلت : يا أمير المؤمنين ، فاردُدْ اليه ظلاّمتَه ، فانتزع يدَه من يدي ، ثم مرّ يهمهم ساعة ثم وقف ، فلحقته .
فقال لي : يابن عباس ، ما أظنّ القوم منعهم من صاحبك إلاّ أنّهم استصغروه.
فقلت في نفسي : هذه شرّ من الاولى ، فقلت : والله ما استصغره الله حين أمرَه أن يأخذ سورة برأة من أبي بكر(1)
قال : فأعرض عني وأسرع ، فرجعت عنه(السقيفة للجوهري ص 70، شرح النهج لابن أبي الحديد ج 4 ص 45 ، كشف اليقين للحلي ص 461 ح 561، كشف الغمة ج 2 ص 45).
الثانية : قال ابن عباس :
كنت أسير مع عمر بن الخطاب في ليلة وعمر على بغل وأنا على فرس فقرأ آية فيها ذكر عليِّ بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ .
فقال : أما والله يا بني عبد المطلب ؟ لقد كان عليُّ فيكم أولى بهذا الامر منّي ومن أبي بكر .
فقلت في نفسي: لا أقالني الله إن أقلْته .
فقلت : أنت تقول ذلك يا أمير المؤمنين ؟ وأنت وصاحبك وثبتما وأفرغتما الامر منّا دون الناس .
فقال: إليكم يابني عبد المطلب ؟ أما إنّكم أصحاب عمر بن الخطاب .
فتأخَرتُ وتقدم هنيهة .
فقال : سِر لا سرتَ ، وقال : أعد علىًّ كلامك .
فقلت : إنّما ذكرتَ شيئا فرددتُ عليه جوابه ولو سكتَّ سكتنا .
فقال : إنّا والله ما فعلنا الذي فعلنا عن عداوةٍ ولكن استصغرناه ، وخشينا أن لا يجتمع عليه العرب وقريش لما قد وترها .
قال : فأردتُ أن أقول : كان رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ يبعثه فينطح كبشها فَلمَ يَستصغره ، أفتستصغره أنت وصاحبك ؟ فقال : لا جرم ، فكيف ترى ؟ والله ما نقطع أمرا دونه ، ولا نعمل شيئا حتى نستأذنه(محاضرات الراغب الاصفهاني ج 7 ص 213 ، الغدير للاميني ج 1 ص 389).
الثالثة : قال ابن عباس :
كنت عند عمر ، فتنفّس نفسا ظننتُ أنّ أضلاعه قد انفرجت .
فقلت : ما أخرج هذا النّفسَ منك يا أميرَ المؤمنين إلاّ همُّ شديد !
قال : إي والله يا بن عباس ! إني فكّرتُ فلم أدْرِ فيَمنْ أجعلُ هذا الامر بعدي ، ثم قال : لعلّك ترى صاحبك لها أهلا !
قلت : وما يمنعه من ذلك مع جهاده وسابقته وقرابته وعلمه !
قال : صدقت ، ولكنه امرؤ فيه دُعابة .
قلت : فأين أنت عن طلحة !
قال : ذو الَبأو(العُجب والتفاخر) وبإصبعه المقطوعة !
قلت : فعبد الرحمن ؟
قال : رجل ضعيف لو صار الامر إليه لوضع خاتمه في يد امرأته .
قلت : فالزّبير ؟
قال : شكسٌ لقس(سيُ الخلق) يُلاطم في النقيع في صاعٍ من بُرّ !
قلت : فسعد بن أبي وقاصِ ؟
قال : صاحب سلاح ومِقْنب(جماعةُ الخيل ) .
قلت : فعثمان ؟
قال : أوَّه ! ثلاثا ، والله لَئِن وليَها ليحملَنَّ بني أبي مُعَيط على رقاب الناس ، ثم لتنهض العرب إليه .
ثم قال : يا بن عباس ، إنه لا يصلُح لهذا الأمر إلاّ خَصِف العقدة ، قليل الغّرة ، لا تأخذه في اللّه لومة لائم ، ثم يكون شديدا من غير عنف ، ليّنا من غير ضعف ، سخيّا من غير سرف ، ممسكا من غير وكَف(العيب ) .
قال : ثمّ أقبل عليَّ بعد أن سكت هُنَيئة ، وقال : أجرؤهم والله إن وَليها أنٌ يحملهم على كتاب ربّهم وسنة نبيّهم لصاحِبُك (يقصد الامام علي عليه السلام) ! أما إن وليَ أمرهم حملهم على المحجة البيضاء والصراط المستقيم(شرح النهج لابن أبي الحديد ج 12 ص 51 ـ 52) .
____________________________________________
ثلاث مناظرات بين ابن عباس حبر الامة وعمر بن الخطاب
الاولى : يقول ابن عباس :
إنّي لاماشي عمر في سكة من سكك المدينة ، يده في يدي .
فقال : يابن عباس ، ما أظنّ صاحبك إلاّ مظلوما ، فقلت في نفسي : والله لا يسبقُني بها .
فقلت : يا أمير المؤمنين ، فاردُدْ اليه ظلاّمتَه ، فانتزع يدَه من يدي ، ثم مرّ يهمهم ساعة ثم وقف ، فلحقته .
فقال لي : يابن عباس ، ما أظنّ القوم منعهم من صاحبك إلاّ أنّهم استصغروه.
فقلت في نفسي : هذه شرّ من الاولى ، فقلت : والله ما استصغره الله حين أمرَه أن يأخذ سورة برأة من أبي بكر(1)
قال : فأعرض عني وأسرع ، فرجعت عنه(السقيفة للجوهري ص 70، شرح النهج لابن أبي الحديد ج 4 ص 45 ، كشف اليقين للحلي ص 461 ح 561، كشف الغمة ج 2 ص 45).
الثانية : قال ابن عباس :
كنت أسير مع عمر بن الخطاب في ليلة وعمر على بغل وأنا على فرس فقرأ آية فيها ذكر عليِّ بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ .
فقال : أما والله يا بني عبد المطلب ؟ لقد كان عليُّ فيكم أولى بهذا الامر منّي ومن أبي بكر .
فقلت في نفسي: لا أقالني الله إن أقلْته .
فقلت : أنت تقول ذلك يا أمير المؤمنين ؟ وأنت وصاحبك وثبتما وأفرغتما الامر منّا دون الناس .
فقال: إليكم يابني عبد المطلب ؟ أما إنّكم أصحاب عمر بن الخطاب .
فتأخَرتُ وتقدم هنيهة .
فقال : سِر لا سرتَ ، وقال : أعد علىًّ كلامك .
فقلت : إنّما ذكرتَ شيئا فرددتُ عليه جوابه ولو سكتَّ سكتنا .
فقال : إنّا والله ما فعلنا الذي فعلنا عن عداوةٍ ولكن استصغرناه ، وخشينا أن لا يجتمع عليه العرب وقريش لما قد وترها .
قال : فأردتُ أن أقول : كان رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ يبعثه فينطح كبشها فَلمَ يَستصغره ، أفتستصغره أنت وصاحبك ؟ فقال : لا جرم ، فكيف ترى ؟ والله ما نقطع أمرا دونه ، ولا نعمل شيئا حتى نستأذنه(محاضرات الراغب الاصفهاني ج 7 ص 213 ، الغدير للاميني ج 1 ص 389).
الثالثة : قال ابن عباس :
كنت عند عمر ، فتنفّس نفسا ظننتُ أنّ أضلاعه قد انفرجت .
فقلت : ما أخرج هذا النّفسَ منك يا أميرَ المؤمنين إلاّ همُّ شديد !
قال : إي والله يا بن عباس ! إني فكّرتُ فلم أدْرِ فيَمنْ أجعلُ هذا الامر بعدي ، ثم قال : لعلّك ترى صاحبك لها أهلا !
قلت : وما يمنعه من ذلك مع جهاده وسابقته وقرابته وعلمه !
قال : صدقت ، ولكنه امرؤ فيه دُعابة .
قلت : فأين أنت عن طلحة !
قال : ذو الَبأو(العُجب والتفاخر) وبإصبعه المقطوعة !
قلت : فعبد الرحمن ؟
قال : رجل ضعيف لو صار الامر إليه لوضع خاتمه في يد امرأته .
قلت : فالزّبير ؟
قال : شكسٌ لقس(سيُ الخلق) يُلاطم في النقيع في صاعٍ من بُرّ !
قلت : فسعد بن أبي وقاصِ ؟
قال : صاحب سلاح ومِقْنب(جماعةُ الخيل ) .
قلت : فعثمان ؟
قال : أوَّه ! ثلاثا ، والله لَئِن وليَها ليحملَنَّ بني أبي مُعَيط على رقاب الناس ، ثم لتنهض العرب إليه .
ثم قال : يا بن عباس ، إنه لا يصلُح لهذا الأمر إلاّ خَصِف العقدة ، قليل الغّرة ، لا تأخذه في اللّه لومة لائم ، ثم يكون شديدا من غير عنف ، ليّنا من غير ضعف ، سخيّا من غير سرف ، ممسكا من غير وكَف(العيب ) .
قال : ثمّ أقبل عليَّ بعد أن سكت هُنَيئة ، وقال : أجرؤهم والله إن وَليها أنٌ يحملهم على كتاب ربّهم وسنة نبيّهم لصاحِبُك (يقصد الامام علي عليه السلام) ! أما إن وليَ أمرهم حملهم على المحجة البيضاء والصراط المستقيم(شرح النهج لابن أبي الحديد ج 12 ص 51 ـ 52) .
____________________________________________
(1) روى احمد بن حنبل في مسنده ج 1 ص 3 : عن أبي بكر ان النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ بعثه ببرأة لاهل مكة ( لا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ولا يدخل الجنة الا نفس مسلمة من كان بينه وبين رسول الله مدة فأجله الى مدته والله بريء من المشركين ورسوله ) .
قال : فساربها ثلاثا ثم قال ـ صلّى الله عليه وآله ـ : لعلي ـ عليه السلام ـ الحقه فرد عليِّ أبا بكر وبلغها أنت ، قال : ففعل قال : فلما قدم على النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ أبو بكر بكى وقال : يا رسول اللّه حدث فيّ شيء .
قال ـ صلّى الله عليه وآله ـ : ما حدث فيك الاخير ولكن أُمرتُ ان لا يبلّغه إلاّ أنا أو رجل مني .
وللحديث مصادر كثيرة منها:
صحيح الترمذي ج 5 ص 257 ح 3091 ، المستدرك للحاكم ج 2 ص 331 ، تفسير الطبري ج 10 ص 45 ، الدر المنثور للسيوطي ج 3 ص 209 وص 210 ، الكشاف للزمخشري ج 2 ص 243 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 6 ص 45 ، فرائد السمطين ج 1 ص 61 ح 28 وص 328 ح 255 ، الغدير للاميني ج 3 ص 245 وج 6 ص 338.