عندما تتحرر المرأة تسمى زينب
شريفة عبد الرضا جراغ
سؤال حيّر العقول والقلوب منذ 63 للهجرة إلى اليوم هو: كيف استطاعت امرأة مفجوعة بأهل بيتها كزينب عليها السلام،أن تنقل جوهر واقعة الطف بشقيها العاطفي والمنطقي بالشكل الذي يُبقي عاشوراء نبراسًا ومنارًا لكل الأجيال والأزمان دون أن يطغى جانب على آخر؟،
وكيف استطاعت عليها السلام أن توازن بين مكنوناتها العاطفية التي أودعها الله تعالى للمرأة وبين صلابة مواقفها أمام المآسي العديدة التي واجهتها في رحلة السبي المؤلمة؟، ولا أشَدّ من أن ترى طاغية عصرها وهو يَنْكُت ثنايا رأس أخيها الحسين(ع) بمخصرته، فتواجهه بكل رباطة جأش قائلة: «إني لأستصغر قدرك، وأستعظم تقريعك، وأستكثر توبيخك»، إن زينب عليها السلام وفي جميع ما واجهته من مصاعب استطاعت أن تحافظ على عفتها وحشمتها ورباطة جأشها بنفس القدر الذي حفظت فيه النساء والعيال وأحداث ملحمة عاشوراء، فغدت بذلك الانموذج الذي عجز عن استيعابه الزمن، وشحت المجتمعات أن تنجب نفسه،فإن كانت السيدة زينب عليها السلام ربيبة بيت الوحي الأمر الذي يعني
أنها تلقت التربية الروحية والمعنوية اللازمة لمواجهة هذه المصائب،فأين أُسَرِنا من ذلك الاقتداء بآل بيت النبوة؟!،
وأين دور الأسرة في إعداد بناتها ونسائها لمواجهة التحديات الساعية إلى إضعاف دور المرأة الملتزمة في المجتمع بأشكال وأساليب عدة؟!، وإن كان ليس من المناسب أن نُعزّي فَقْدنا للحلقة الواصلة بيننا وبين قدواتنا الفاضلة لخلل وقع بالتاريخ أو بنقله، حتى وإن كانت صفحاته أبخست آل بيت النبوة الكثير، ولكني أرى أنه حان الوقت لنعترف بأننا نحن من ضيعنا تلك الحلقة عندما اتجهنا إلى عصرنة التاريخ وخلق نماذج جديدة تتماشى مع تطورات العصر تارة، أو انتقينا من الدين بما يتماشى مع أهوائنا وأمزجتنا تارة أخرى، وتوارثنا تلك الآراء بل ألزمناها أنفسنا
وركنّا الاقتداء السليم بالتاريخ لوقت الحاجة فقط، الأمر الذي أدّى إلى ظهور العديد من النظرات القاصرة للمرأة ساهمت في تهميش دورها عن الاتجاه نحو التأثير بفاعلية ووعي في مجتمعاتنا،
ولن أتحدث هنا عن النماذج الغربية بل عن ما يدار في بعض الساحات الإسلامية من وجهات نظر أفقدت المرأة من ثقتها بنفسها الكثير، وجعلت منها باسم الدين مخلوقا تابعا للرجل يبدأ دورها عندما ينتهي دور الرجل، وفي كثير من الأحيان نجد أن المرأة الملتزمة هي من أَبعَدَت نفسها عن المجتمع وأغلقت أبواب دارها لتنشئ أجيالا صالحين، واختارت البقاء في منزلها صيانة لحشمتها وعفتها عن فساد المجتمع،ولكن للأسف فقد فتح غياب المرأة المسلمة عن أداء دور يوازي دور الرجل في إصلاح المجتمع المجال أمام المجون لأن يعبث بتوازن مجتمعاتنا ويُرهِقُها بسلوكيات ومظاهر شاذة، تغلغلت حتى في بعض تلك الأوساط الملتزمة والمحافظة، فبات من الضروري أن تنهض المرأة الملتزمة الواعية بكل قوة وثقة لأداء دورها الرسالي الذي رسمه لها الإسلام العظيم جنبا إلى جنب الرجل،ليساهم الاثنان معا في عودة مجتمعاتنا إلى أحضان الفضيلة من جديد،الأمر الذي يستلزم ايجاد تلك النماذج النسائية المعاصرة التي تستمد قوتها من النماذج التاريخية الفاضلة لا أن تُفصل عنها، كما يستلزم إقامة ثورة قيمية تهدف إلى قلب المعايير والمفاهيم الاجتماعية الحالية لتسمى المرأة متحررة إذا ما تخلت عن الماديات والكماليات، وتحلت بالفضيلة والعلم والعفاف، وتجلت بكل طاقتها ومكنوناتها للسير نحو ارتقاء الكمال،فتسمى عندها بزينب.
منقول
شريفة عبد الرضا جراغ
سؤال حيّر العقول والقلوب منذ 63 للهجرة إلى اليوم هو: كيف استطاعت امرأة مفجوعة بأهل بيتها كزينب عليها السلام،أن تنقل جوهر واقعة الطف بشقيها العاطفي والمنطقي بالشكل الذي يُبقي عاشوراء نبراسًا ومنارًا لكل الأجيال والأزمان دون أن يطغى جانب على آخر؟،
وكيف استطاعت عليها السلام أن توازن بين مكنوناتها العاطفية التي أودعها الله تعالى للمرأة وبين صلابة مواقفها أمام المآسي العديدة التي واجهتها في رحلة السبي المؤلمة؟، ولا أشَدّ من أن ترى طاغية عصرها وهو يَنْكُت ثنايا رأس أخيها الحسين(ع) بمخصرته، فتواجهه بكل رباطة جأش قائلة: «إني لأستصغر قدرك، وأستعظم تقريعك، وأستكثر توبيخك»، إن زينب عليها السلام وفي جميع ما واجهته من مصاعب استطاعت أن تحافظ على عفتها وحشمتها ورباطة جأشها بنفس القدر الذي حفظت فيه النساء والعيال وأحداث ملحمة عاشوراء، فغدت بذلك الانموذج الذي عجز عن استيعابه الزمن، وشحت المجتمعات أن تنجب نفسه،فإن كانت السيدة زينب عليها السلام ربيبة بيت الوحي الأمر الذي يعني
أنها تلقت التربية الروحية والمعنوية اللازمة لمواجهة هذه المصائب،فأين أُسَرِنا من ذلك الاقتداء بآل بيت النبوة؟!،
وأين دور الأسرة في إعداد بناتها ونسائها لمواجهة التحديات الساعية إلى إضعاف دور المرأة الملتزمة في المجتمع بأشكال وأساليب عدة؟!، وإن كان ليس من المناسب أن نُعزّي فَقْدنا للحلقة الواصلة بيننا وبين قدواتنا الفاضلة لخلل وقع بالتاريخ أو بنقله، حتى وإن كانت صفحاته أبخست آل بيت النبوة الكثير، ولكني أرى أنه حان الوقت لنعترف بأننا نحن من ضيعنا تلك الحلقة عندما اتجهنا إلى عصرنة التاريخ وخلق نماذج جديدة تتماشى مع تطورات العصر تارة، أو انتقينا من الدين بما يتماشى مع أهوائنا وأمزجتنا تارة أخرى، وتوارثنا تلك الآراء بل ألزمناها أنفسنا
وركنّا الاقتداء السليم بالتاريخ لوقت الحاجة فقط، الأمر الذي أدّى إلى ظهور العديد من النظرات القاصرة للمرأة ساهمت في تهميش دورها عن الاتجاه نحو التأثير بفاعلية ووعي في مجتمعاتنا،
ولن أتحدث هنا عن النماذج الغربية بل عن ما يدار في بعض الساحات الإسلامية من وجهات نظر أفقدت المرأة من ثقتها بنفسها الكثير، وجعلت منها باسم الدين مخلوقا تابعا للرجل يبدأ دورها عندما ينتهي دور الرجل، وفي كثير من الأحيان نجد أن المرأة الملتزمة هي من أَبعَدَت نفسها عن المجتمع وأغلقت أبواب دارها لتنشئ أجيالا صالحين، واختارت البقاء في منزلها صيانة لحشمتها وعفتها عن فساد المجتمع،ولكن للأسف فقد فتح غياب المرأة المسلمة عن أداء دور يوازي دور الرجل في إصلاح المجتمع المجال أمام المجون لأن يعبث بتوازن مجتمعاتنا ويُرهِقُها بسلوكيات ومظاهر شاذة، تغلغلت حتى في بعض تلك الأوساط الملتزمة والمحافظة، فبات من الضروري أن تنهض المرأة الملتزمة الواعية بكل قوة وثقة لأداء دورها الرسالي الذي رسمه لها الإسلام العظيم جنبا إلى جنب الرجل،ليساهم الاثنان معا في عودة مجتمعاتنا إلى أحضان الفضيلة من جديد،الأمر الذي يستلزم ايجاد تلك النماذج النسائية المعاصرة التي تستمد قوتها من النماذج التاريخية الفاضلة لا أن تُفصل عنها، كما يستلزم إقامة ثورة قيمية تهدف إلى قلب المعايير والمفاهيم الاجتماعية الحالية لتسمى المرأة متحررة إذا ما تخلت عن الماديات والكماليات، وتحلت بالفضيلة والعلم والعفاف، وتجلت بكل طاقتها ومكنوناتها للسير نحو ارتقاء الكمال،فتسمى عندها بزينب.
منقول
__________________