بسم الله الرّحمان الرّحيم والصلاة والسلام على المصطفى الأمين وآله الأطهار المنتجبين
السّلام على أهل الولاء والبصيرة ورحمته تعالى وبركاته
الجهل بالفضائل .. عدل الموت .
منذ مرحلة الإدراك وأنا أعجب ممن يترك أسمى الأشياء من الخلق والخليقة .. ويتشبّثُ بمبتذلاتها والدنيئة منها ، حتّى وإن أعطيُ حُلل الأدب .. وحتّى ملاهيَ الأمور من رياضة وفنّ : تراهم يتعلّقون بالمبتذل منها إتّباعا لمظاهرالمسخ ، أو إغراء جنسي أو مادّي .. فتراهم يتشيّعون لها ويتعصّبون في الدفاع عنها ، عن جهل مستطاب .. وتلك كانت سيرتهم في الدفاع عن معتقداتهم الموروثة ورموز عزّتهم من أيّام سقيفة بني ساعدة وحتّى يوم الناس هذا . . بعد ما إنحرفت عندهم حالة الوعيّ والإحساس لمعرفة وإلتماس فضائل الأمور إلى قلق نفسي لا يهدي ، وحيرة فكريّة لا تهتدي ، وقد إتخذوا مطيّة الخطل في الحُكم ، والطعن في آل الحقّ بالجهل ، مولعون بدعوى الضلال ، مغرمون بالهدم ، ومع كثرة نزاعهم بالجهل ، دام عماهم عن الحقّ .. ومن زاغ ساءت عنده الحسنة ، وحسُنت عنده السيئة ، وسكر سُكر الضلالة .. فهجروا بذلك كلّ غاية ساميّة لدعوة صادقة أو فضيلة ذات مكرمة .. فكانوا روح بلا عقل ، بل بدنِ بلا روح ..
.. إنّ العقل النيُّرُ يؤدّي بصاحبه إلى المعرفة ، لتكون وسيلته لبلوغ الغاية المُثلى في إكتساب الفضائل والثبات عنها ، ويتّخذ لنفسه من الحقّ والعدل والشكر .. مطيّته لبلوغ شواطئ الكمال والجمال والنّجاة .. فمن تبصّر في الفطنة ، تبيّنت له الحكمة ، ومن تبيّنت له الحكمة عرفَ العبرة ، ومن عرف العبرة فكأنّما كان في الأوّلين .. وما أحوج الأمّة أن تنشأ على مثل هذه الخصال لتُنجب مجتمعا سليما يُستعصى على حالة المسخ والإنحراف .. وما يُخطط له من قبل الأعداء والأذناب .. ولن يكون ذلك إلاّ باليقين في ما نعتقد ونقتدي ..
والمتتبع لحال الأمّة المحمّديّة على صاحبها وآله أفضل الصلاة والسلام ، يُدرك جليّة حالة الإنحدار ، وعمق ظاهرة المسخ لعديد المجتمعات والأفراد من قيمتها وقيّمها ، حتّى ذابت بين بصرها وبصيرتها المبادئ والغاية .. كما تذوب حبّة الملح على كفّ المحيط . وتردّوا في التيه حتّى وطئتهم سنلبك الشيطان ، و نسوا الله فأنساهم أنفسهم ..
ومن هنا نلاحظ البون الشاسع في الفهم والإنتماء للحقّ والفضيلة بين معالم المدرستين : فتلك تنظر إلى الأرض بعين الأرض ، وهي غاية إدراكها .. والأخرى تنظر إلى الأرض كقاعدة تنطلق منها لبلوغ الغاية المُثلى التي تمتلك معها الزمان والمكان .. ومع كلّ مراحل التاريخ ترى تلازم الحالين ، ولكلّ منهما رؤوس وأذناب ..: كان هابيل وقابيل ، كما كان موسى وفرعون، وقد كان أبراهيم والنمرود ، كذلك كان محمّد وأبا سفيان وعليّ ومعاوية والحسين ويزيد .. والخميني والشاة والصدر وصدّام وو.. وكانت الدنيا وفي كلّ مراحلها ممرّا بين من باع نفسه فأوبقها ، ومن إبتاع نفسه فأعتقها ..
ولكن وقِرَ سمع لم يسمع الواعية .
والسلام في البدء والختام ممن سيبقى على العهد مقيما
أبو مرتضى عليّ
السّلام على أهل الولاء والبصيرة ورحمته تعالى وبركاته
الجهل بالفضائل .. عدل الموت .
منذ مرحلة الإدراك وأنا أعجب ممن يترك أسمى الأشياء من الخلق والخليقة .. ويتشبّثُ بمبتذلاتها والدنيئة منها ، حتّى وإن أعطيُ حُلل الأدب .. وحتّى ملاهيَ الأمور من رياضة وفنّ : تراهم يتعلّقون بالمبتذل منها إتّباعا لمظاهرالمسخ ، أو إغراء جنسي أو مادّي .. فتراهم يتشيّعون لها ويتعصّبون في الدفاع عنها ، عن جهل مستطاب .. وتلك كانت سيرتهم في الدفاع عن معتقداتهم الموروثة ورموز عزّتهم من أيّام سقيفة بني ساعدة وحتّى يوم الناس هذا . . بعد ما إنحرفت عندهم حالة الوعيّ والإحساس لمعرفة وإلتماس فضائل الأمور إلى قلق نفسي لا يهدي ، وحيرة فكريّة لا تهتدي ، وقد إتخذوا مطيّة الخطل في الحُكم ، والطعن في آل الحقّ بالجهل ، مولعون بدعوى الضلال ، مغرمون بالهدم ، ومع كثرة نزاعهم بالجهل ، دام عماهم عن الحقّ .. ومن زاغ ساءت عنده الحسنة ، وحسُنت عنده السيئة ، وسكر سُكر الضلالة .. فهجروا بذلك كلّ غاية ساميّة لدعوة صادقة أو فضيلة ذات مكرمة .. فكانوا روح بلا عقل ، بل بدنِ بلا روح ..
.. إنّ العقل النيُّرُ يؤدّي بصاحبه إلى المعرفة ، لتكون وسيلته لبلوغ الغاية المُثلى في إكتساب الفضائل والثبات عنها ، ويتّخذ لنفسه من الحقّ والعدل والشكر .. مطيّته لبلوغ شواطئ الكمال والجمال والنّجاة .. فمن تبصّر في الفطنة ، تبيّنت له الحكمة ، ومن تبيّنت له الحكمة عرفَ العبرة ، ومن عرف العبرة فكأنّما كان في الأوّلين .. وما أحوج الأمّة أن تنشأ على مثل هذه الخصال لتُنجب مجتمعا سليما يُستعصى على حالة المسخ والإنحراف .. وما يُخطط له من قبل الأعداء والأذناب .. ولن يكون ذلك إلاّ باليقين في ما نعتقد ونقتدي ..
والمتتبع لحال الأمّة المحمّديّة على صاحبها وآله أفضل الصلاة والسلام ، يُدرك جليّة حالة الإنحدار ، وعمق ظاهرة المسخ لعديد المجتمعات والأفراد من قيمتها وقيّمها ، حتّى ذابت بين بصرها وبصيرتها المبادئ والغاية .. كما تذوب حبّة الملح على كفّ المحيط . وتردّوا في التيه حتّى وطئتهم سنلبك الشيطان ، و نسوا الله فأنساهم أنفسهم ..
ومن هنا نلاحظ البون الشاسع في الفهم والإنتماء للحقّ والفضيلة بين معالم المدرستين : فتلك تنظر إلى الأرض بعين الأرض ، وهي غاية إدراكها .. والأخرى تنظر إلى الأرض كقاعدة تنطلق منها لبلوغ الغاية المُثلى التي تمتلك معها الزمان والمكان .. ومع كلّ مراحل التاريخ ترى تلازم الحالين ، ولكلّ منهما رؤوس وأذناب ..: كان هابيل وقابيل ، كما كان موسى وفرعون، وقد كان أبراهيم والنمرود ، كذلك كان محمّد وأبا سفيان وعليّ ومعاوية والحسين ويزيد .. والخميني والشاة والصدر وصدّام وو.. وكانت الدنيا وفي كلّ مراحلها ممرّا بين من باع نفسه فأوبقها ، ومن إبتاع نفسه فأعتقها ..
ولكن وقِرَ سمع لم يسمع الواعية .
والسلام في البدء والختام ممن سيبقى على العهد مقيما
أبو مرتضى عليّ