قصة الأسراء وموقف قريش ونصرة أبوطالب للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
أمابعد:-
قال سبحانه وتعالى في سورة الأسراء
بسم الله الرحمن الرحيم
( سبحان الّذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) صدق الله العلي العظيم
أن في قصة الأسراء والمعراج عبره لؤلي الألباب وأني أدعوكم لقرائتها ولمعرفة موقف قريش منها وموقف أبو طالب ونصرته لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) حيث ورد في روايات متعدد وفي أسانيد مختلفه عن الامام الصّادق (عليه السلام) فعن أبي بصير قال : سمعته يقول :. وقال النّبي (صلّى الله عليه وآله وسلم): أتاني جبرئيل (عليه السلام) وأنا بمكّة ، فقال : قم يا محمّد ، فقمت معه وخرجت إلى الباب ، فاذا جبرئيل ومعه ميكائيل وإسرافيل ، فأتى جبرئيل بالبراق ، فكان فوق الحمار ودون البغل ، خدّه كخدّ الإنسان ، وذنبه كذنب البقر ، وعرفه كعرف الفرس ، وقوائمه كقوائم الإبل ، عليه رحل من الجنّة ، وله جناحان من فخذيه ، خطوه منتهى طرفه فقال : اركب ، فركب ومضيت ، حتّى انتهيت إلى بيت المقدس ، ولمّا انتهيت إليه إذا الملائكة نزلت من السّماء بالبشارة والكرامة من عند ربّ العزّة ، وصلّيت في بيت المقدس ، وفي بعضها بشرّ لي إبراهيم في رهط من الأنبياء ، ثم وصف موسى وعيسى صلوات الله عليهم ، ثمّ أخذ جبرئيل بيدي إلى الصّخرة فأقعدني عليها ، فاذا معارج إلى السّماء لم أر مثلها حسناً . فصعدت إلى السّماء الدّنيا ، ورأيت عجائبها وملكوتها ، وملائكها يسلّمون عليّ . ثمّ صعد بي إلى السّماء الثّالثة والرابعه، فرأيت بها يوسف (عليه السلام) ، ثمّ صعدت إلى السّماء الخامسة ، فرأيت فيها هارون (عليه السلام) ، ثمّ صعد بي إلى السّماء السّادسة ، فاذا فيها خلق كثير يموج بعضهم في بعض وفيها الكرّوبيّون قال : ثمّ صعدبي إلى السّماء السّابعة فأبصرت فيها خلقاً وملائكة.
وفي حديث آخر قال النّبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) : رأيت في السّماء موسى (عليه السلام) ، ورأيت في السّابعة إبراهيم (عليه السلام) ثمّ قال : جاوزنا متصاعدين إلى أعلى عليّين ، ووصف ذلك إلى أن قال : ثمّ كلّمني ربّي وكلّمته ، ورأيت الجنّة والنّار ، ورأيت العرش وسدرة المنتهى . قال : ثمّ رجعت إلى مكّة ، فلمّا أصبحت حدّثت فيه النّاس ، فأكذبني أبو جهل والمشركون ، وقال مطعم بن عدي : أنزعم أنّك سرت مسيرة شهرين في ساعة ؟ أشهد أنّك كاذب ، ثمّ قالت قريش : أخبرنا عمّا رأيت . فقال : مررت بعير بني فلان ، وقد أضلّوا بعيراً لهم هم في طلبه ، وفي رحلهم قعب من ماءٍ مملوّ ، فشرب الماء فغطّيته كما كان ، فاسألوهم هل وجدوا الماء في القدح ؟ قالوا : هذه أية واحدة ، فقال (صلّى الله عليه وآله وسلم): مررت بعير بني فلان ، فنفر بعير فلان فانكسرت يده ، فاسألوهم عن ذلك ، فقالوا : هذه آية أخرى ، قالوا : فأخبرنا عن عيرنا قال : مررت بها بالتّنعيم ، وبيّن لهم أحوالها وهيئاتها ، قالوا : هذه آية اُخرى وفي رواية أخرى قال أبو جهل : قد أمكنتكم الفرصة منه ، فاسألوه كم فيها من الاساطين والقناديل ؟ فقالوا : يا محمّد إنّ ها هنا من دخل بيت المقدس فصف لنا أساطينه وقناديله ، فجاء جبرئيل (عليه السلام) فعلّق صورة بيت المقدس تجاه وجهه فجعل يخبرهم بما سألوه عنه فلمّا أخبرهم قالوا : حتّى تجيء العير ونسألهم عما قلت ، فقال لهم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : تصديق ذلك أنّ العير تطلع عليكم عند طلوع الشّمس يقدمها جمل أحمر عليه غرارتان ، فلمّا كان من الغد أقبلوا ينظرون إلى العقبة والقرص ، فاذا العير يقدمها جمل أحمر ، فسألوهم عمّا قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقالوا : لقد كان هذا فلم يزدهم إلاّ عتوّاً . فأجتمعوا في دار النّدوة وكتبوا صحيفة بينهم : أن لا يواكلوا بني هاشم ، ولا يكلّموهم ، ولا يبايعوهم ، ولا يزوّجوهم ، ولا يتزوّجوا إليهم حتّى يدفعوا إليهم محمّداً فيقتلونه ، وأنّهم يد واحدة على محمّد يقتلونه غيلة أو صريحاً ، فلمّا بلغ ذلك أبا طالب جمع بني هاشم ودخلوا الشّعب ، وكانوا أربعين رجلاً ، فحلف لهم أبو طالب بالكعبة والحرم : إنّ شاكت محمّداً شوكة لاتين عليكم يا بني هاشم ، وحصّن الشّعب ، وكان يحرسه باللّيل والنهار ، فاذا جاء اللّيل يقوم بالسّيف عليه ورسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) مضطجع ، ثمّ يقيمه ويضجعه في موضع آخر ،فلا يزال اللّيل كلّه هكذا ويوكّل ولده وولد أخيه به .فكان نعم الكفيل ونعم الناصر لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في شدته فالسلام على الرسول الامين وعلى أبو طالب الناصر والمعين وعلى أمير المؤمنين الى قيام يوم الدين ورحمة الله وبركاته والحمد لله رب العالمين
__________________________________________________ _______________________________________
مصادر الروايه: بحار الانوار ( 18 | 375 ـ 376 ) ، برقم : ( 81 ) وروي صدره ( أعني حديث المعراج ) عن العيّاشي مرسلاً عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في ص ( 403 ـ 404 )
منقول
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
أمابعد:-
قال سبحانه وتعالى في سورة الأسراء
بسم الله الرحمن الرحيم
( سبحان الّذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) صدق الله العلي العظيم
أن في قصة الأسراء والمعراج عبره لؤلي الألباب وأني أدعوكم لقرائتها ولمعرفة موقف قريش منها وموقف أبو طالب ونصرته لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) حيث ورد في روايات متعدد وفي أسانيد مختلفه عن الامام الصّادق (عليه السلام) فعن أبي بصير قال : سمعته يقول :. وقال النّبي (صلّى الله عليه وآله وسلم): أتاني جبرئيل (عليه السلام) وأنا بمكّة ، فقال : قم يا محمّد ، فقمت معه وخرجت إلى الباب ، فاذا جبرئيل ومعه ميكائيل وإسرافيل ، فأتى جبرئيل بالبراق ، فكان فوق الحمار ودون البغل ، خدّه كخدّ الإنسان ، وذنبه كذنب البقر ، وعرفه كعرف الفرس ، وقوائمه كقوائم الإبل ، عليه رحل من الجنّة ، وله جناحان من فخذيه ، خطوه منتهى طرفه فقال : اركب ، فركب ومضيت ، حتّى انتهيت إلى بيت المقدس ، ولمّا انتهيت إليه إذا الملائكة نزلت من السّماء بالبشارة والكرامة من عند ربّ العزّة ، وصلّيت في بيت المقدس ، وفي بعضها بشرّ لي إبراهيم في رهط من الأنبياء ، ثم وصف موسى وعيسى صلوات الله عليهم ، ثمّ أخذ جبرئيل بيدي إلى الصّخرة فأقعدني عليها ، فاذا معارج إلى السّماء لم أر مثلها حسناً . فصعدت إلى السّماء الدّنيا ، ورأيت عجائبها وملكوتها ، وملائكها يسلّمون عليّ . ثمّ صعد بي إلى السّماء الثّالثة والرابعه، فرأيت بها يوسف (عليه السلام) ، ثمّ صعدت إلى السّماء الخامسة ، فرأيت فيها هارون (عليه السلام) ، ثمّ صعد بي إلى السّماء السّادسة ، فاذا فيها خلق كثير يموج بعضهم في بعض وفيها الكرّوبيّون قال : ثمّ صعدبي إلى السّماء السّابعة فأبصرت فيها خلقاً وملائكة.
وفي حديث آخر قال النّبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) : رأيت في السّماء موسى (عليه السلام) ، ورأيت في السّابعة إبراهيم (عليه السلام) ثمّ قال : جاوزنا متصاعدين إلى أعلى عليّين ، ووصف ذلك إلى أن قال : ثمّ كلّمني ربّي وكلّمته ، ورأيت الجنّة والنّار ، ورأيت العرش وسدرة المنتهى . قال : ثمّ رجعت إلى مكّة ، فلمّا أصبحت حدّثت فيه النّاس ، فأكذبني أبو جهل والمشركون ، وقال مطعم بن عدي : أنزعم أنّك سرت مسيرة شهرين في ساعة ؟ أشهد أنّك كاذب ، ثمّ قالت قريش : أخبرنا عمّا رأيت . فقال : مررت بعير بني فلان ، وقد أضلّوا بعيراً لهم هم في طلبه ، وفي رحلهم قعب من ماءٍ مملوّ ، فشرب الماء فغطّيته كما كان ، فاسألوهم هل وجدوا الماء في القدح ؟ قالوا : هذه أية واحدة ، فقال (صلّى الله عليه وآله وسلم): مررت بعير بني فلان ، فنفر بعير فلان فانكسرت يده ، فاسألوهم عن ذلك ، فقالوا : هذه آية أخرى ، قالوا : فأخبرنا عن عيرنا قال : مررت بها بالتّنعيم ، وبيّن لهم أحوالها وهيئاتها ، قالوا : هذه آية اُخرى وفي رواية أخرى قال أبو جهل : قد أمكنتكم الفرصة منه ، فاسألوه كم فيها من الاساطين والقناديل ؟ فقالوا : يا محمّد إنّ ها هنا من دخل بيت المقدس فصف لنا أساطينه وقناديله ، فجاء جبرئيل (عليه السلام) فعلّق صورة بيت المقدس تجاه وجهه فجعل يخبرهم بما سألوه عنه فلمّا أخبرهم قالوا : حتّى تجيء العير ونسألهم عما قلت ، فقال لهم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : تصديق ذلك أنّ العير تطلع عليكم عند طلوع الشّمس يقدمها جمل أحمر عليه غرارتان ، فلمّا كان من الغد أقبلوا ينظرون إلى العقبة والقرص ، فاذا العير يقدمها جمل أحمر ، فسألوهم عمّا قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقالوا : لقد كان هذا فلم يزدهم إلاّ عتوّاً . فأجتمعوا في دار النّدوة وكتبوا صحيفة بينهم : أن لا يواكلوا بني هاشم ، ولا يكلّموهم ، ولا يبايعوهم ، ولا يزوّجوهم ، ولا يتزوّجوا إليهم حتّى يدفعوا إليهم محمّداً فيقتلونه ، وأنّهم يد واحدة على محمّد يقتلونه غيلة أو صريحاً ، فلمّا بلغ ذلك أبا طالب جمع بني هاشم ودخلوا الشّعب ، وكانوا أربعين رجلاً ، فحلف لهم أبو طالب بالكعبة والحرم : إنّ شاكت محمّداً شوكة لاتين عليكم يا بني هاشم ، وحصّن الشّعب ، وكان يحرسه باللّيل والنهار ، فاذا جاء اللّيل يقوم بالسّيف عليه ورسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) مضطجع ، ثمّ يقيمه ويضجعه في موضع آخر ،فلا يزال اللّيل كلّه هكذا ويوكّل ولده وولد أخيه به .فكان نعم الكفيل ونعم الناصر لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في شدته فالسلام على الرسول الامين وعلى أبو طالب الناصر والمعين وعلى أمير المؤمنين الى قيام يوم الدين ورحمة الله وبركاته والحمد لله رب العالمين
__________________________________________________ _______________________________________
مصادر الروايه: بحار الانوار ( 18 | 375 ـ 376 ) ، برقم : ( 81 ) وروي صدره ( أعني حديث المعراج ) عن العيّاشي مرسلاً عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في ص ( 403 ـ 404 )
منقول
تعليق