أهلا وسهلا بكم في منتدى الكـــفـيل
إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التفضل بزيارة صفحة
التعليمات
كما يشرفنا أن تقوم
بالتسجيل ،
إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
بسم الله الرحمن الرحيم
ولله الحمد والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
انّ من يسعى الى رضا الله تعالى لابد أن يرضى بقضائه، فقد كان كلامه تعالى لموسى عليه السلام حين قال له: دلني على أمر فيه رضاك، قال: ((إنّ رضاي في رضاك بقضائي))، وهذا ماتشير اليه الآية الكريمة ((رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ))المائدة: 119..
ومن الجدير بالذكر انّ الله سبحانه وتعالى بالغ أمره سواء رضي العبد أم سخط، ولكن الفرق انّه حينما يرضى بما جاء من عند الله يؤجر عليه ومن سخط يؤثم على ذلك..
ومن سعى الى رضا الله والى جنانه أعطاه الله الدنيا والآخرة، فقد أوحى الله تعالى إلى داود : ((يا داود، تريد وأريد، وإنما يكون ما أريد، فإن سلمت لما أريد كفيتك ما تريد، وإن لم تسلم ما أريد أتعبك فيما تريد، ثم لا يكون إلا ما أريد))..
وعليه فعلى الانسان أن يسعى جاهداً لرضى الله سبحانه وتعالى والرضا بقضائه والتخلي عن هذه الدنيا الفانية والعمل للآخرة الباقية، فما الحزن على ما فات يُرجعه ولا الفرح بما هو آت يخلده، بل الواجب أن نحزن على قلّة عملنا في سبيل الله وانشغالنا بحب الدنيا وزينتها فابتعدنا أشد البعد عن الله تعالى..
وكلّما زاد حزننا وفرحنا على هذه الدنيا كلّما قويت جذورنا فيها فصرنا في المرتبة الدنيا (إذ ما هي إلاّ دنيا) حيث يكون عبداً لها، وبالعكس إذا ما كان حزننا على آخرتنا فاننا سنسمو بأنفسنا الى المراتب العلى فتكون عبوديتنا لله وحده، فيتحرر العبد من قيوده التي تشدّه الى الأسفل فيشتاق الى الآخرة اشتياق المحب الى حبيبه..
الأخت القديرة أسماء يوسف..
جزاك الله جنّة الفردوس مع فاطمة وزينب وآل البيت عليهم السلام...
إذا قلنا إنَّ أعمالنا في هذه الدنيا، صغيرها وكبيرها وحسنها وسيئها ستبقى مخفوظة ولا تفني، وستكون معنا يوم القيامة، فإنَّ ذلك لابدّ أنْ يكون انذاراً لنا جميعاً لكي نتجنب الأعمال السيئة، ونعمل الصالحات أكثر. نستفاد من كثير من الآيات القرآنية أنَّ أعمالنا يوم القيامة تتجسد حيّة في صور مختلفة وتصاحبنا، وأنَّ واحداً من أنواع العقاب والثواب المهمة هو هذا التجسد نفسه. فالظلم يتجسد بصورة سحابة سوداء تحيط بالظالم، كما جاء في حديث شريف: "الظّلم هو الظّلمات يوم القيامة". وجاء في القرآن الحكيم إنَّ الّذِينَ يَأكُلُونَ أمْوَالَ اليَتَامَى ظُلْماً إنَّمَا يَأكُلُونَ فِي بُطُونِهِم ناراً وَسَيَصْلَونَ سَعِيْرا )(النساء:10). ( يَومَ تَرَى المُؤمِنينَ وَالمُؤمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَينَ أيْدِيِهِم...)(الحديد:12). ( الّذِينَ يَأكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إلاّ كَمَا يَقُومُ الّذي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ المَسِّ...)(البقرة:275). ( وَلا يَحْسَبَنَّ الّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُم بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُم سَيُطَّوقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَومَ القِيَامَةِ ..)(آل عمران:180).
الاخت القديرة
اسماء يوسف
جعلكم الله من العاملات في سبيله
البكاء على الماضي، والغرور بالحاضر.. كلاهما اشتباه! والدليل قوله تعالى لكيلا تأسَوا على ما فاتَكُم، ولا تفرحوا بما آتاكم .
الحزن على ما فات، لا طائل تحته.. لأنه مضى ولن يعود.
والفرح بالحاضر نوع من الغرور لا جدوى فيه.
إنّ الإنسان المتوازن ـ أيها الاصدقاء ـ إنّما ينظر إلى الغَد.. إلى المستقبل. والغد ـ بمعناه الواسع ـ هو ما بقي من حياتك، وما أعددتَ لنفسك بعد مماتك، تجد ذلك مكنوناً في قوله سبحانه: ولْتَنظُرْ نفسٌ ما قَدّمت لغد.. .
وبنظرةٍ بسيطة.. ندرك أن هذه الحياة قطرة واحدة بالنسبة إلى بحر الحياة الآخرة. هَب أنك ستعيش هنا مئةَ عام. إنها لا شيء بالقياس إلى ملايين السنين التي ستحياها هناك. وإنها لَمُفارَقة مُحزِنة أن يُخطِّط الإنسان لحياته القصيرة، ولا يُخطّط لحياته الأبدية. ومن هنا يضيع اكثر الناس وهم لا يشعرون!
وذلك إنّما يكون بسبب طول الأمل، أي بسبب الوهم. كل انسان لا يصدّق أنه سوف يموت فجأة. إننا لا ندري لعلّنا بعد لحظة نكون من أهل الآخرة، ولكنّ أحداً لا يصدّق ذلك.
أمّا العارفون فهم يوقنون بهذه الحقيقة: وبالآخرةِ هم يوقنون .
أمّا الكثرة الغالبة، فهم يندفعون في تيّار الحياة.. لا التفات لهم إلى سواه! وهذا عجيب من أمرنا جميعاً!
وكتاب الله يحذّر أشدّ التحذير من هذه الغفلة، ويبصّرنا أن هذه الحياة الدنيا متاع الغرور، أي متاع الوهم.
* * *
حزنُ الناس.. على ما فاتهم من الدنيا. وفرحهم.. بما أُوتوا منها. أمّا الآخرة...! من هنا كان نداء القرآن العجيب: يا أيها الذين آمَنوا.. آمِنوا . أي: أفيقوا ممّا أنتم فيه، وراجعوا أنفسكم قبل فوات الفرصة.
إنّ أنجح الناس هو من يتأكد عنه دائماً أنه قد يرحل الآن، قد ينتقل من هذه الحياة إلى الحياة الآخرة فوراً.
وهذا الاحساس عاصمٌ من الغفلة والانحراف. وأجرأ الناس على المعصية من نسي الموت وركن إلى الدنيا.
هذه ـ يا اصدقاءنا ـ حقيقة.. فطُوبى لمن وعاها واستيقَظ بها. منقوول
اترك تعليق: