تويت
| يجب السعي لتحسين الواقع الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي للبلاد | |
 تحدّثَ سماحة السيد احمد الصافي معتمد المرجعية العليا في النجف الاشرف في خطبة الجمعة الثانية التي ألقاها في الصحن الحسيني الشريف بتاريخ 2/9/2011 الموافق 3/شوال /1432هـ، عن أمر حيوي يتعلق بالواقع الزراعي والأمن الغذائي قائلاً" تعلمون أن العراق من البلدان الغنية بأصل تكوينه سواء بالثروات المائية أو في ثرواته المخزونة تحت الأرض، وهناك اصطلاح متداول يسمى الأمن الغذائي ومعناه أن الدولة تسعى لأن تحصل على منتوجات غذائية داخل البلد وتحقق الاكتفاء الذاتي ومن ثم تبدأ بتصدير الفائض عن الحاجة، وإذا بقيت عاجزة عن بلوغ هذا الاكتفاء الذاتي فإنها تصبح رهينة بيد دول أخرى قد لا توفِّر هذه الاحتياجات إلا بمقابل مكاسب سياسية او تنازلات تضر كثيرا بالمصالح العليا للبلد". وأضاف" من هنا نؤكد على ضرورة وضع دراسة إستراتيجية مستفيضة لجعل بلدنا يحقق الاكتفاء الذاتي على الأقل للمنتجات القابلة للزراعة في أراضينا". منوهاً إلى مشاكل الري بالقول" لا زلنا نلاحظ أن السياسية المائية للبلد غير واضحة، وبين فترة وأخرى يشكوا المزارعين والفلاحين من شحة المياه، فهل هناك سبب معقول؟ أم هو تقاعس من قبل المسؤولين؟ أم هناك غفلة عن خطورة هذا الأمر؟ بالنتيجة البلد الآن يميل إلى جهة التصحر أكثر منه إلى جهة استعمال الأراضي الصالحة للزراعة واستغلالها من اجل خير البلاد". وتابع سماحته" وإذا ما حدث خلل في الأمن الغذائي فان عواقبه ستكون وخيمة، لأن هناك بلدانا تجتاحها المجاعات تجعل سيادتها وسياساتها رهناً بيد الدول القوية اقتصاديا، وتظل مدينة لعشرات السنين للبنوك الدولية، وهذا يحد كثيرا من تطورها وتقدمها إلى أمام". وختم سماحته بالقول" نحن بلد زراعي ومقومات الري موجودة لدينا وعندنا ثروات كبيرة لكننا نحتاج إلى استغلالها بالصورة الحسنة التي تحقق الرفاهية والاكتفاء.. نعم هناك بعض الخطط والانجازات في القطاع الزراعي لكنها مجرد خطوات خجولة لا تخدم كثيراً في هذا المجال ولا تغطي نسبة واضحة من الحاجة الفعلية، وعليه فلا بد أن تكون هناك جهود حقيقية للنهوض بالبلد وإرجاعه إلى مُسمى ارض السواد التي كان يُنعت بها عراقنا قديماً". |
|