آ مال الناس ...من أكاذيب السحر إلى أوهام الشعوذة!
حسين السلامي – يحيى الفتلاوي
ظاهرة قديمة تأبى مفارقة البشر رغم بلوغهم المراتب الراقية من التقدم والمعرفة، ورغم التجارب الكثيرة التي أكدت خلو تلك الظاهرة من المصداقية والتأثير، لكن توق النفس الإنسانية إلى تحصيل ما لا تملكه وبأية طريقة دفع إلى انتشار واستمرار هذه الظاهرة التي حاربها العلم والدين ألا وهي ظاهرة السحر والشعوذة بأشكالهما المختلفة.
وقد شهدت هذه الظاهرة سعة واهتماما كبيرين في السنوات الأخيرة، حيث أخذ الرجال والشباب والنساء والفتيات يرتادون أماكن السحرة والمشعوذين فضلا عن صرف أموال طائلة من خلال الاتصال بالقنوات الإعلامية التي تروج لهذه القضايا. والغريب العجيب في الأمر أن مرتادي هذه الأماكن واللاجئين إلى هذه الظاهرة ليسوا من الطبقات الأمية أو متوسطة التعليم على أقل تقدير بل إن أغلبهم من الطبقات التي تعد في قائمة المثقفين والمؤثرين في مجتمعاتهم وذلك ما زاد في الطين بللا كثيرا، فقاد إلى عدم اكتفاء البعض بممارسة السحر بل إلى الدعوة إلى تعلمه واعتناقه حتى أن البعض قام بتأليف كتب عن طرق السحر والشعوذة..
جولة في رواق السحر
وكما يقال بان التجربة خير برهان إضافة إلى توخي الموضوعية وضرورة عدم إطلاق الأحكام دون معرفة وتمحيص فقد قررنا ولوج هذا العالم الغريب والمثير وتلمس لب الموضوع بطريقة مباشرة بالتوجه إلى منزل إحدى ممتهنات الشعوذة لعلنا نجد هناك بغيتنا عبر مناقشة بعض النساء اللواتي نلتقيهن هناك، وكانت نقطة الانطلاق عندما وصف لنا منزل امرأة مشهورة يتردد عليها قطاع كبير من الناس رجالا ونساء لأنها – حسب ما يدعون- تحل كل المشكلات المستعصية وتفك كل العقد والمستحيلات التي تواجه البشر. وبعد جهد وعناء وصلنا ورحنا ننتظر الفرصة السانحة للحصول على ما نريد ولحسن الحظ وجدنا امرأتين تجلسان قبلنا في دارها، وفجأة طرق ابن الساحرة الباب وطلب من أمه الخروج ليتحدث معها فلما خرجت انتهزنا الفرصة للتحدث مع السيدتين، حيث كان هذا هو هدفنا وليس الساحرة بذاتها.
_ الأولى كانت سيدة غير متعلمة تبلغ من العمر 50 عاما تدعى أم مها وتم سؤالها عن سبب حضورها فقالت بعد تردد أن لها ابنة تخطت الثلاثين (تعليمها جامعي)ولم تتزوج رغم كثرة من تقدموا لخطبتها حيث تفشل الزيجة لأسباب غير معروفة في آخر لحظة لهذا حضرت للسيدة س.ن لتقرأ لها فنجانها وتعرف سبب فشل خطبة ابنتها وبقائها بدون زواج كل هذه السنوات والبحث عن حل لفك النحس عن ابنتها لدى هذه الساحرة .
_ أما السيدة الثانية فكانت ن.ه..وهي سيدة جامعية تبلغ الثلاثين من عمرها متزوجة منذ ثلاث سنوات ولم تنجب رغم أن الأطباء اخبروها بعدم وجود مانع للإنجاب فحضرت أيضا لدى السيدة س.ن بحثا عن الحل لديها وعندما سألتها:هل تعتقد أنها ستجد الحل ؟أجابت أنها لا تعتقد بالجان والسحر والسحرة ولكن ما سمعته عن السيدة س.ن بمساعدتها لكثير من السيدات على الإنجاب دفعها للحضور حتى لو كانت تبحث عن السراب لكنه الأمل.
وغادرنا دون التحدث مع س. ن وانتهت الرحلة في بيت السحر بحصيلة مفادها أن معظم اللذين يتجهون إلى طرق أبواب السحر والتنجيم والشعوذة كان حاديهم وقائدهم الأمل والرغبة الجامحة في الحصول على أمر مفقود لديهم بعد أن عجزت الحلول الأخرى، ولكن هل يمكن لهذا المسوغ أن يدعو ويؤيد انتشار هذه الظاهرة؟
للعلم رأيه وبيانه
ومما لا شك فيه أن الإجابة عن هذا الموضوع شأنها شأن بقية مواضيع الحياة لا تخرج عن أطر العلم والشرع. من الناحية العلمية بينت الباحثة الاجتماعية السيدة حنان العبيدي رأيها في السبب وراء ارتفاع نسبة المترددين على السحرة وبخاصة النساء قائلة: إن الأسباب عديدة لعل أهمها تفشي الأمية وانعدام الثقافة بمجتمعاتنا العربية بصورة عامة والمجتمع العراقي بصورة خاصة الذي يعتقد بالخرافات والأساطير الشعبية الوهمية عن الجان وقدرته بالإضافة إلى انه يعدّ هروبا من الواقع ومحاولة للتغلب عليه، وبما أن المرأة أضعف من الرجل يستغل المشعوذون والسحرة هذا الضعف ليخضعوها لسيطرتهم ولتستجيب لطلباتهم بحجة أنه إرضاء واستمالة للجان لتحقيق هدفها ورغبتها. فيما أكدت الدكتورة هيام إسماعيل أستاذة علم الاجتماع على كثرة تردد النساء على المشعوذين وأرجعت ذلك إلى أن المرأة أكثر تصديقا للشائعات فهي تصدق بسهولة أن الدجالين يستطيعون حل مشاكلها كما أنها ستجد في السحر وسيلة سهلة ومريحة لحل الأزمات التي تعترض حياتها، كما أنها بطبيعتها ميالة للبوح بما يؤرقها بصورة اكبر من الرجل، وفوق كل ذلك أن لديها وقت فراغ أطول ومسؤوليات اقل نوعا ما من الرجل.
رأي علم النفس
كان هذا رأي علم الاجتماع ولكن علم النفس له رأي أيضا وخاصة فيما يتعلق بمسألة تحقق بعض أقوال أولئك العرافين أو تطابقها مع الواقع الحالي أو المستقبلي، وقد أجابنا عنها الأستاذ ماجد عبد فيصل الباحث الأكاديمي التربوي قائلا: إن هذه القضية خاضعة لما يسمى بـ (الباراسايكولوجي) وهو العلم الذي يدرس خوارق الأمور، ومن هذه الأمور مثلاً امتلاك بعض الأشخاص القدرة على قراءة جزئية للمستقبل معتمدين على أمور عديدة من أهمها (استرجاعات الذاكرة التراكمية) للواقع. وفي الحقيقة ليس هناك من يستطيع قراءة المستقبل بكل حذافيره؛ لأن هذه القدرة منوطة بالخالق سبحانه وتعالى وحده، وإنما يتحقق من هذه النبوءات أجزاء صغيرة وهي تكبر بفعل الإشاعات التي يتداولها بسطاء الناس فيصبح الأمر أكبر من حجمه الحقيقي، أي أن الناس هم الذين يضخمون هذه الأمور علاوة على أن نبوءات العرّافين هي من قبيل الأشياء التي تتحقق بالضرورة أي البوضع الطبيعي، كموت المشاهير، أو حدوث زلازل، أو كوارث بشرية، الخ.
وفي ما يخص السرّ وراء تعلّق بعض المتعلمين من الناس بالوقوف على أبواب السحرة والمنجمين، قال: إن السبب وراء ذلك يعود إلى حرمان هؤلاء من بعض الأشياء وتعلقهم بأي أمل يؤدي بهم إلى ما يريدون الوصول إليه من الأمور المفقودة والعرافون والمنجمون لا يمتلكون عصا سحرية، وإنما تتحقق لهم بعض الأشياء بالمصادفة، ولو تيقن الناس إن الله وحده هو الضار وهو النافع – وهذان اسمان من أسمائه الحسنى(جل وعلا)- وإنه وحده من يعطي ويأخذ لأسباب يعرفها وحده لما طرق أبواب العرافين أحد أبداً.
وللناس آراؤهم بالسحر
كان هذا رأي علمي الاجتماع والنفس بشكل مبسط ودون الدخول بتفاصيل دقيقة، أما المجتمع وبخاصة الطبقات المثقفة فيه فقد كانت لها آراؤها هي الأخرى، حيث أبدى احمد حسن وداعة رأيه في سر لهاث البعض وراء السحرة بقوله: اعتقد أن سر تعلق وتشبث الناس بالخرافات وما وراء الطبيعة هو رغبتهم في معرفة أقدارهم سواء كانت جيدة أو سيئة، وهكذا سقط الكثير من الناس وطلاب الشهرة والجاه والمال في شراك المشعوذين والدجالين وأصحاب الحيل والشطارة في الضحك على ذقون الناس وابتزاز أموالهم فهم لا ضمائر لهم ولا أخلاق، وهم أبعد ما يكونون عن معرفة الله والخوف منه، فضلا عن كونها أفكار تتجاوز نطاق العلم الذي أصبح المكون الرئيسي للحياة اليومية.
وأضاف إن: أقوى دليل على ذلك هو المساحة التي يخصصها التلفزيون والمحطات الفضائية لقارئي الفنجان وغيرهم من العرافين إلى جانب شعبية الأبراج في الصحف المحلية والشعوذة والسحر، ويعتقد البعض أن لا ضرر كبير من الخرافات حيث أنها تمثل دعامة لكثير من الناس فهي تمنحهم القوة والراحة والطمأنينة حسب ما يدعون.
فيما تساءل الأخ حامد حسن قائلا: لا أدري ما السبب وراء ذلك؟ أهو فراغ العقل من أي محتوى ثقافي يدحض ما يمكن أن يتسرب إلى الفكر من أفكار هدامة وشاذة بكل معنى الكلمة؟ أم هو خلو النفوس من تقوى خالقها الذي نهى عن هذه المنكرات؟ أم أن واقعنا أصبح محبطا وفرض على الإنسان التعلق بمثل هذه الأمور التي تدعو إلى السخرية والهزء (وشر البلية ما يضحك).
أما الأخ نعيم عبد الامير جدوع فقال: إن من أهم أسباب ذلك ظلام العقل و ظلام القلب، أما ظلام العقل فلشيوع الجهل و التخلف، و انحطاط المستوى العلمي و الثقافي، و على رأس ذلك انحطاط المستوى العلمي الشرعي لدى العوام، بينما المرء ذو العقيدة السليمة، والوعي الديني الصحيح يستحيل أن يلهث خلف هذه الترهات، أما الجهل بالعلم الشرعي فيسوق صاحبه إلى هذه السبيل، بل ربما يربط هذه الممارسات بالدين، و يلبسها هوية شرعية، يتقرب الناس إلى الله بها، وظلام القلب منبعه تعلق الناس بالدنيا، و شراؤهم إياها بالدين، فليس لدى كثير من الناس مانع من أن يضل الناس مقابل تحقق مصلحته، وكما تفعل معظم الصحف التي تدرج باباً يومياً ثابتاً للأبراج، لإرضاء رغبات الجهلة و المتخلفين فقط .
رأي الاسلام وحلوله
وبما أننا مجتمع إسلامي يعتمد في جميع أموره واعتقاداته على مبادئ الدين الحنيف كان لا بد لنا من معرفة الآراء الدينية الخاصة بهذا الموضوع فتوجهنا إلى العتبة العباسية المقدسة لنلتقي بالسيد حمدي الجزائري من قسم الشؤون الفكرية وقد انطلق جوابه لنا عن أسباب لجوء الناس إلى السحر بحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال فيه: ساحر المسلمين يُقتل وساحر الكفار لا يقتل، فقالوا: يا رسول الله ولم لا يقتل ساحر الكفار؛ لأن الكفر أعظم من السحر، ولأن السحر والشرك مقرونان (الكافي 7: 260)
وأضاف قائلا: قبل الكلام عن الأسباب لا بد من تعريف السحر أولاً: فقد عرفه أهل اللغة ، قالوا: السحر هو الخدعة والتمويه، وقال: بعضهم هو أظهاره بصورة الحق –وقد عرفه العرف: السحر عمل خفي يحصل بالأسباب الخفية وبصورة الشيء على خلاف صورته الواقعية ويصرفه عن وجهه بالخدعة والتمويه، لأن الساحر يسحر الناظرين ليتخيلوا أنه يتصرّف بالأمور الكونية ويغيرها عن حقيقتها إلى حقيقة أخرى، ولكن كل ما يراه الناظر هو عبارة عن خيال ليس إلا، وتقر الآية القرآنية بذلك في سورة طه (فإذا حبا لهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم إنها تسعى).
أما أسباب لجوء الناس إلى السحرة والدجالين والعرافين، فتجتمع بمجموعة من الأمور متصلة ببعضها ويأتي على رأسها ضعف الإيمان وعدم التوكل الصادق على الله تعالى في الأمور، والوثوق بالوسائط المادية والنظر إليها بأنها المنجي والمخلص وقد يتأتى ضعف الإيمان هذا من ضعف اليقين بسبب الجهل والتخلف التي ركزها الإنسان بنفسه لأنه جعل العلم مضرا بما يفكر فيه، ولو كان له علم لعلم أن ما يقوم به إنما هو من المهلكات العظيمة بل هو شعبة من شعب الكفر، فقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: (من أتى كاهناً أو عرّافاً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
وورد في أخبار داود عليه السلام أنه: ما اعتصم بي عبد من عبادي دون احد من خلقي عرفت ذلك من نيته ثم تكيده السموات والأرض ومن فيهن إلا جعلت له المخرج من بينهن، وما اعتصم عبد من عبادي بأحد من خلقي عرفت ذلك من نيته إلا قطعت أسباب السموات والأرض من يديه وأسخت الأرض من تحته ولم أبال بأي واد هلك) أصول الكافي ج2 ص63. فمن لا يتوكل على الله يعش متخبطا بين الظلام، من ساحر إلى ساحر، ومن انحراف إلى انحراف، ثم لا يرى بسبب ظلمته هذه الآية الكريمة(ومن يتوكل على الله فهو حسبه). و من الأسباب أيضا الفشل في الحياة الذي يرافقه عدم التوكل والجهل بمعرفة الله فيؤدي بالإنسان إلى اللجوء إلى هؤلاء السحرة والمشعوذين ليخلصوه من فشله متوهماً أنه يحصل على مراده كالمرأة التي تأخرت في الزواج والشاب الذي لا يعمل والمرأة التي ساءت علاقتها مع زوجها، ولكل هذه الأمور نرجع بالتالي إلى الجهل الذي فرض على الشعوب من قبل الظلمة وعدم فتح المجال أمام المثقفين وأهل الدراية من ممارسة دورهم في تهذيب الأمة.
الموقف الشرعي
وبخصوص الموقف الشرعي من هؤلاء قال السيد حمدي: أنه من المحرمات المؤكد عليها في الأحاديث الشريفة وفي روايات أهل البيت (عليهم السلام)في كتب العلماء رحم الله الماضين وأدام الباقين منهم، فعن الإمام جعفر ابن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأمرأة قالت له: إن لي زوجاً وبه عليّ غلظة وأني صنعت شيئاً لأعطفه عليّ، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أف لك كدّرت البحار وكدّرت الطين ولعنتك الملائكة الأخيار وملائكة السماوات والأرض، قال: فصامت المرأة نهارها، وقامت ليلها وحلقت رأسها ولبست المسوح فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال إن ذلك لا يقبل منها. وقد ذكر المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني(دام ظله الوارف) في المنهاج أن عمل السحر وتعليمه وتعلمه والتكسب به حرام مطلقاً وأن كان لدفع السحر على الأحوط. وفي كتاب صراط النجاة قال إن الذهاب إلى المشعوذين اللذين يدّعون معرفة العلوم الغيبية والذين يسمون ال..... (أصحاب الفال والذين يدّعون السحر ورفع الأمراض فلا يجوز الذهاب إليهم ومراجعتهم ويحرم إشاعة أخبارهم، لأن عمل السحر حرام، وهناك عشرات الأحاديث والأخبار التي تمنع وتحرم التوجه إلى هؤلاء المشعوذين. حلول مقترحة وحول المعالجات التي يراها السيد حمدي كفيلة بالحد من هذه الظاهرة المرضية قال: إن ذلك يمكن أن يتم من خلال:
* تكثيف الجهود للرقي بالمجتمع من قبل المثقفين ومن خلال وسائل الإعلام وبيان أكاذيب السحر أو نشر أخبار الذم الواردة فيهم.
* ترسيخ الإيمان وتقوية الرابط بين العبد وربه وهذه المسؤولية منوطة بالخطباء ورجال الدين بالدرجة الاساس.
* محاربة المشعوذين وفتاحي الفال والسحرة من قبل الدولة لكونهم يستغفلون الناس البسطاء.
* الواجب على الناس أنفسهم تحكيم العقل في هذه الأمور وعدم السير وراء السراب. من المؤكد أن ما توصلنا إليه من معلومات قد يعتبرها البعض غيضا من فيض، وذلك قول صحيح، ولكنه كاف على ما نعتقد لإيضاح المشهد للناس الذين يرومون أن يفيض الله تعالى عليهم من مننه وإحسانه، وأن يرزقهم بما يرومون الحصول عليه، وهي دعوة لهم ولكل من سعت به أقدامه إلى تلك الأفعال أن يتوجهوا بالدعاء إلى الله تعالى لينقذهم منها ويكفيهم شر العاملين بها والمروجين لها، وان تقرّ أعينهم بما يشتهون ويتمنون إن كان فيه صلاحهم وصالحهم في الدنيا والآخرة، وإلا فلا. كما لا يسعنا إلا ندعو بالهداية لجميع المؤمنين والمؤمنات ونتمنى أن تعود مجتمعاتنا الإسلامية إلى الدين الإسلامي الصحيح الذي ينبذ كل أنواع الدجل والخرافات ونذكر الجميع أن الله سبحانه وتعالى قد أعطى الإنسان عقلا يميز به الصواب من الخطأ والخبيث من الطيب ويحل مشاكله بصورة علمية صحيحة بما يرضي الله وان يتذكر الإنسان أن قدرة الله ورحمته فوق كل شيء لذا على الإنسان أن يلجأ دوما للخالق سبحانه عز وجل في كل أموره.
حسين السلامي – يحيى الفتلاوي
ظاهرة قديمة تأبى مفارقة البشر رغم بلوغهم المراتب الراقية من التقدم والمعرفة، ورغم التجارب الكثيرة التي أكدت خلو تلك الظاهرة من المصداقية والتأثير، لكن توق النفس الإنسانية إلى تحصيل ما لا تملكه وبأية طريقة دفع إلى انتشار واستمرار هذه الظاهرة التي حاربها العلم والدين ألا وهي ظاهرة السحر والشعوذة بأشكالهما المختلفة.
وقد شهدت هذه الظاهرة سعة واهتماما كبيرين في السنوات الأخيرة، حيث أخذ الرجال والشباب والنساء والفتيات يرتادون أماكن السحرة والمشعوذين فضلا عن صرف أموال طائلة من خلال الاتصال بالقنوات الإعلامية التي تروج لهذه القضايا. والغريب العجيب في الأمر أن مرتادي هذه الأماكن واللاجئين إلى هذه الظاهرة ليسوا من الطبقات الأمية أو متوسطة التعليم على أقل تقدير بل إن أغلبهم من الطبقات التي تعد في قائمة المثقفين والمؤثرين في مجتمعاتهم وذلك ما زاد في الطين بللا كثيرا، فقاد إلى عدم اكتفاء البعض بممارسة السحر بل إلى الدعوة إلى تعلمه واعتناقه حتى أن البعض قام بتأليف كتب عن طرق السحر والشعوذة..
جولة في رواق السحر
وكما يقال بان التجربة خير برهان إضافة إلى توخي الموضوعية وضرورة عدم إطلاق الأحكام دون معرفة وتمحيص فقد قررنا ولوج هذا العالم الغريب والمثير وتلمس لب الموضوع بطريقة مباشرة بالتوجه إلى منزل إحدى ممتهنات الشعوذة لعلنا نجد هناك بغيتنا عبر مناقشة بعض النساء اللواتي نلتقيهن هناك، وكانت نقطة الانطلاق عندما وصف لنا منزل امرأة مشهورة يتردد عليها قطاع كبير من الناس رجالا ونساء لأنها – حسب ما يدعون- تحل كل المشكلات المستعصية وتفك كل العقد والمستحيلات التي تواجه البشر. وبعد جهد وعناء وصلنا ورحنا ننتظر الفرصة السانحة للحصول على ما نريد ولحسن الحظ وجدنا امرأتين تجلسان قبلنا في دارها، وفجأة طرق ابن الساحرة الباب وطلب من أمه الخروج ليتحدث معها فلما خرجت انتهزنا الفرصة للتحدث مع السيدتين، حيث كان هذا هو هدفنا وليس الساحرة بذاتها.
_ الأولى كانت سيدة غير متعلمة تبلغ من العمر 50 عاما تدعى أم مها وتم سؤالها عن سبب حضورها فقالت بعد تردد أن لها ابنة تخطت الثلاثين (تعليمها جامعي)ولم تتزوج رغم كثرة من تقدموا لخطبتها حيث تفشل الزيجة لأسباب غير معروفة في آخر لحظة لهذا حضرت للسيدة س.ن لتقرأ لها فنجانها وتعرف سبب فشل خطبة ابنتها وبقائها بدون زواج كل هذه السنوات والبحث عن حل لفك النحس عن ابنتها لدى هذه الساحرة .
_ أما السيدة الثانية فكانت ن.ه..وهي سيدة جامعية تبلغ الثلاثين من عمرها متزوجة منذ ثلاث سنوات ولم تنجب رغم أن الأطباء اخبروها بعدم وجود مانع للإنجاب فحضرت أيضا لدى السيدة س.ن بحثا عن الحل لديها وعندما سألتها:هل تعتقد أنها ستجد الحل ؟أجابت أنها لا تعتقد بالجان والسحر والسحرة ولكن ما سمعته عن السيدة س.ن بمساعدتها لكثير من السيدات على الإنجاب دفعها للحضور حتى لو كانت تبحث عن السراب لكنه الأمل.
وغادرنا دون التحدث مع س. ن وانتهت الرحلة في بيت السحر بحصيلة مفادها أن معظم اللذين يتجهون إلى طرق أبواب السحر والتنجيم والشعوذة كان حاديهم وقائدهم الأمل والرغبة الجامحة في الحصول على أمر مفقود لديهم بعد أن عجزت الحلول الأخرى، ولكن هل يمكن لهذا المسوغ أن يدعو ويؤيد انتشار هذه الظاهرة؟
للعلم رأيه وبيانه
ومما لا شك فيه أن الإجابة عن هذا الموضوع شأنها شأن بقية مواضيع الحياة لا تخرج عن أطر العلم والشرع. من الناحية العلمية بينت الباحثة الاجتماعية السيدة حنان العبيدي رأيها في السبب وراء ارتفاع نسبة المترددين على السحرة وبخاصة النساء قائلة: إن الأسباب عديدة لعل أهمها تفشي الأمية وانعدام الثقافة بمجتمعاتنا العربية بصورة عامة والمجتمع العراقي بصورة خاصة الذي يعتقد بالخرافات والأساطير الشعبية الوهمية عن الجان وقدرته بالإضافة إلى انه يعدّ هروبا من الواقع ومحاولة للتغلب عليه، وبما أن المرأة أضعف من الرجل يستغل المشعوذون والسحرة هذا الضعف ليخضعوها لسيطرتهم ولتستجيب لطلباتهم بحجة أنه إرضاء واستمالة للجان لتحقيق هدفها ورغبتها. فيما أكدت الدكتورة هيام إسماعيل أستاذة علم الاجتماع على كثرة تردد النساء على المشعوذين وأرجعت ذلك إلى أن المرأة أكثر تصديقا للشائعات فهي تصدق بسهولة أن الدجالين يستطيعون حل مشاكلها كما أنها ستجد في السحر وسيلة سهلة ومريحة لحل الأزمات التي تعترض حياتها، كما أنها بطبيعتها ميالة للبوح بما يؤرقها بصورة اكبر من الرجل، وفوق كل ذلك أن لديها وقت فراغ أطول ومسؤوليات اقل نوعا ما من الرجل.
رأي علم النفس
كان هذا رأي علم الاجتماع ولكن علم النفس له رأي أيضا وخاصة فيما يتعلق بمسألة تحقق بعض أقوال أولئك العرافين أو تطابقها مع الواقع الحالي أو المستقبلي، وقد أجابنا عنها الأستاذ ماجد عبد فيصل الباحث الأكاديمي التربوي قائلا: إن هذه القضية خاضعة لما يسمى بـ (الباراسايكولوجي) وهو العلم الذي يدرس خوارق الأمور، ومن هذه الأمور مثلاً امتلاك بعض الأشخاص القدرة على قراءة جزئية للمستقبل معتمدين على أمور عديدة من أهمها (استرجاعات الذاكرة التراكمية) للواقع. وفي الحقيقة ليس هناك من يستطيع قراءة المستقبل بكل حذافيره؛ لأن هذه القدرة منوطة بالخالق سبحانه وتعالى وحده، وإنما يتحقق من هذه النبوءات أجزاء صغيرة وهي تكبر بفعل الإشاعات التي يتداولها بسطاء الناس فيصبح الأمر أكبر من حجمه الحقيقي، أي أن الناس هم الذين يضخمون هذه الأمور علاوة على أن نبوءات العرّافين هي من قبيل الأشياء التي تتحقق بالضرورة أي البوضع الطبيعي، كموت المشاهير، أو حدوث زلازل، أو كوارث بشرية، الخ.
وفي ما يخص السرّ وراء تعلّق بعض المتعلمين من الناس بالوقوف على أبواب السحرة والمنجمين، قال: إن السبب وراء ذلك يعود إلى حرمان هؤلاء من بعض الأشياء وتعلقهم بأي أمل يؤدي بهم إلى ما يريدون الوصول إليه من الأمور المفقودة والعرافون والمنجمون لا يمتلكون عصا سحرية، وإنما تتحقق لهم بعض الأشياء بالمصادفة، ولو تيقن الناس إن الله وحده هو الضار وهو النافع – وهذان اسمان من أسمائه الحسنى(جل وعلا)- وإنه وحده من يعطي ويأخذ لأسباب يعرفها وحده لما طرق أبواب العرافين أحد أبداً.
وللناس آراؤهم بالسحر
كان هذا رأي علمي الاجتماع والنفس بشكل مبسط ودون الدخول بتفاصيل دقيقة، أما المجتمع وبخاصة الطبقات المثقفة فيه فقد كانت لها آراؤها هي الأخرى، حيث أبدى احمد حسن وداعة رأيه في سر لهاث البعض وراء السحرة بقوله: اعتقد أن سر تعلق وتشبث الناس بالخرافات وما وراء الطبيعة هو رغبتهم في معرفة أقدارهم سواء كانت جيدة أو سيئة، وهكذا سقط الكثير من الناس وطلاب الشهرة والجاه والمال في شراك المشعوذين والدجالين وأصحاب الحيل والشطارة في الضحك على ذقون الناس وابتزاز أموالهم فهم لا ضمائر لهم ولا أخلاق، وهم أبعد ما يكونون عن معرفة الله والخوف منه، فضلا عن كونها أفكار تتجاوز نطاق العلم الذي أصبح المكون الرئيسي للحياة اليومية.
وأضاف إن: أقوى دليل على ذلك هو المساحة التي يخصصها التلفزيون والمحطات الفضائية لقارئي الفنجان وغيرهم من العرافين إلى جانب شعبية الأبراج في الصحف المحلية والشعوذة والسحر، ويعتقد البعض أن لا ضرر كبير من الخرافات حيث أنها تمثل دعامة لكثير من الناس فهي تمنحهم القوة والراحة والطمأنينة حسب ما يدعون.
فيما تساءل الأخ حامد حسن قائلا: لا أدري ما السبب وراء ذلك؟ أهو فراغ العقل من أي محتوى ثقافي يدحض ما يمكن أن يتسرب إلى الفكر من أفكار هدامة وشاذة بكل معنى الكلمة؟ أم هو خلو النفوس من تقوى خالقها الذي نهى عن هذه المنكرات؟ أم أن واقعنا أصبح محبطا وفرض على الإنسان التعلق بمثل هذه الأمور التي تدعو إلى السخرية والهزء (وشر البلية ما يضحك).
أما الأخ نعيم عبد الامير جدوع فقال: إن من أهم أسباب ذلك ظلام العقل و ظلام القلب، أما ظلام العقل فلشيوع الجهل و التخلف، و انحطاط المستوى العلمي و الثقافي، و على رأس ذلك انحطاط المستوى العلمي الشرعي لدى العوام، بينما المرء ذو العقيدة السليمة، والوعي الديني الصحيح يستحيل أن يلهث خلف هذه الترهات، أما الجهل بالعلم الشرعي فيسوق صاحبه إلى هذه السبيل، بل ربما يربط هذه الممارسات بالدين، و يلبسها هوية شرعية، يتقرب الناس إلى الله بها، وظلام القلب منبعه تعلق الناس بالدنيا، و شراؤهم إياها بالدين، فليس لدى كثير من الناس مانع من أن يضل الناس مقابل تحقق مصلحته، وكما تفعل معظم الصحف التي تدرج باباً يومياً ثابتاً للأبراج، لإرضاء رغبات الجهلة و المتخلفين فقط .
رأي الاسلام وحلوله
وبما أننا مجتمع إسلامي يعتمد في جميع أموره واعتقاداته على مبادئ الدين الحنيف كان لا بد لنا من معرفة الآراء الدينية الخاصة بهذا الموضوع فتوجهنا إلى العتبة العباسية المقدسة لنلتقي بالسيد حمدي الجزائري من قسم الشؤون الفكرية وقد انطلق جوابه لنا عن أسباب لجوء الناس إلى السحر بحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال فيه: ساحر المسلمين يُقتل وساحر الكفار لا يقتل، فقالوا: يا رسول الله ولم لا يقتل ساحر الكفار؛ لأن الكفر أعظم من السحر، ولأن السحر والشرك مقرونان (الكافي 7: 260)
وأضاف قائلا: قبل الكلام عن الأسباب لا بد من تعريف السحر أولاً: فقد عرفه أهل اللغة ، قالوا: السحر هو الخدعة والتمويه، وقال: بعضهم هو أظهاره بصورة الحق –وقد عرفه العرف: السحر عمل خفي يحصل بالأسباب الخفية وبصورة الشيء على خلاف صورته الواقعية ويصرفه عن وجهه بالخدعة والتمويه، لأن الساحر يسحر الناظرين ليتخيلوا أنه يتصرّف بالأمور الكونية ويغيرها عن حقيقتها إلى حقيقة أخرى، ولكن كل ما يراه الناظر هو عبارة عن خيال ليس إلا، وتقر الآية القرآنية بذلك في سورة طه (فإذا حبا لهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم إنها تسعى).
أما أسباب لجوء الناس إلى السحرة والدجالين والعرافين، فتجتمع بمجموعة من الأمور متصلة ببعضها ويأتي على رأسها ضعف الإيمان وعدم التوكل الصادق على الله تعالى في الأمور، والوثوق بالوسائط المادية والنظر إليها بأنها المنجي والمخلص وقد يتأتى ضعف الإيمان هذا من ضعف اليقين بسبب الجهل والتخلف التي ركزها الإنسان بنفسه لأنه جعل العلم مضرا بما يفكر فيه، ولو كان له علم لعلم أن ما يقوم به إنما هو من المهلكات العظيمة بل هو شعبة من شعب الكفر، فقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: (من أتى كاهناً أو عرّافاً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
وورد في أخبار داود عليه السلام أنه: ما اعتصم بي عبد من عبادي دون احد من خلقي عرفت ذلك من نيته ثم تكيده السموات والأرض ومن فيهن إلا جعلت له المخرج من بينهن، وما اعتصم عبد من عبادي بأحد من خلقي عرفت ذلك من نيته إلا قطعت أسباب السموات والأرض من يديه وأسخت الأرض من تحته ولم أبال بأي واد هلك) أصول الكافي ج2 ص63. فمن لا يتوكل على الله يعش متخبطا بين الظلام، من ساحر إلى ساحر، ومن انحراف إلى انحراف، ثم لا يرى بسبب ظلمته هذه الآية الكريمة(ومن يتوكل على الله فهو حسبه). و من الأسباب أيضا الفشل في الحياة الذي يرافقه عدم التوكل والجهل بمعرفة الله فيؤدي بالإنسان إلى اللجوء إلى هؤلاء السحرة والمشعوذين ليخلصوه من فشله متوهماً أنه يحصل على مراده كالمرأة التي تأخرت في الزواج والشاب الذي لا يعمل والمرأة التي ساءت علاقتها مع زوجها، ولكل هذه الأمور نرجع بالتالي إلى الجهل الذي فرض على الشعوب من قبل الظلمة وعدم فتح المجال أمام المثقفين وأهل الدراية من ممارسة دورهم في تهذيب الأمة.
الموقف الشرعي
وبخصوص الموقف الشرعي من هؤلاء قال السيد حمدي: أنه من المحرمات المؤكد عليها في الأحاديث الشريفة وفي روايات أهل البيت (عليهم السلام)في كتب العلماء رحم الله الماضين وأدام الباقين منهم، فعن الإمام جعفر ابن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأمرأة قالت له: إن لي زوجاً وبه عليّ غلظة وأني صنعت شيئاً لأعطفه عليّ، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أف لك كدّرت البحار وكدّرت الطين ولعنتك الملائكة الأخيار وملائكة السماوات والأرض، قال: فصامت المرأة نهارها، وقامت ليلها وحلقت رأسها ولبست المسوح فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال إن ذلك لا يقبل منها. وقد ذكر المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني(دام ظله الوارف) في المنهاج أن عمل السحر وتعليمه وتعلمه والتكسب به حرام مطلقاً وأن كان لدفع السحر على الأحوط. وفي كتاب صراط النجاة قال إن الذهاب إلى المشعوذين اللذين يدّعون معرفة العلوم الغيبية والذين يسمون ال..... (أصحاب الفال والذين يدّعون السحر ورفع الأمراض فلا يجوز الذهاب إليهم ومراجعتهم ويحرم إشاعة أخبارهم، لأن عمل السحر حرام، وهناك عشرات الأحاديث والأخبار التي تمنع وتحرم التوجه إلى هؤلاء المشعوذين. حلول مقترحة وحول المعالجات التي يراها السيد حمدي كفيلة بالحد من هذه الظاهرة المرضية قال: إن ذلك يمكن أن يتم من خلال:
* تكثيف الجهود للرقي بالمجتمع من قبل المثقفين ومن خلال وسائل الإعلام وبيان أكاذيب السحر أو نشر أخبار الذم الواردة فيهم.
* ترسيخ الإيمان وتقوية الرابط بين العبد وربه وهذه المسؤولية منوطة بالخطباء ورجال الدين بالدرجة الاساس.
* محاربة المشعوذين وفتاحي الفال والسحرة من قبل الدولة لكونهم يستغفلون الناس البسطاء.
* الواجب على الناس أنفسهم تحكيم العقل في هذه الأمور وعدم السير وراء السراب. من المؤكد أن ما توصلنا إليه من معلومات قد يعتبرها البعض غيضا من فيض، وذلك قول صحيح، ولكنه كاف على ما نعتقد لإيضاح المشهد للناس الذين يرومون أن يفيض الله تعالى عليهم من مننه وإحسانه، وأن يرزقهم بما يرومون الحصول عليه، وهي دعوة لهم ولكل من سعت به أقدامه إلى تلك الأفعال أن يتوجهوا بالدعاء إلى الله تعالى لينقذهم منها ويكفيهم شر العاملين بها والمروجين لها، وان تقرّ أعينهم بما يشتهون ويتمنون إن كان فيه صلاحهم وصالحهم في الدنيا والآخرة، وإلا فلا. كما لا يسعنا إلا ندعو بالهداية لجميع المؤمنين والمؤمنات ونتمنى أن تعود مجتمعاتنا الإسلامية إلى الدين الإسلامي الصحيح الذي ينبذ كل أنواع الدجل والخرافات ونذكر الجميع أن الله سبحانه وتعالى قد أعطى الإنسان عقلا يميز به الصواب من الخطأ والخبيث من الطيب ويحل مشاكله بصورة علمية صحيحة بما يرضي الله وان يتذكر الإنسان أن قدرة الله ورحمته فوق كل شيء لذا على الإنسان أن يلجأ دوما للخالق سبحانه عز وجل في كل أموره.