صلح الحديبية
في شهر ذي القعدة سنة ( 6 هـ ) ، كان صلح الحديبية ، وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) خرج للعمرة في 1600 رجل ، وقيل في 1500 أو 1400 ، وساق معه 70 بدنة ، فصدّه المشركون عن الدخول إلى مكّة فأقام بالحديبية ، وهي من مكة على 9 أميال مما يلي طرف الحرم ، وفيها كانت بيعة الرضوان تحت الشجرة على الموت .
وخرج إليه سهيل بن عمروا . . . فصالحه على موادعة عشر سنين على أن ينصرف في تلك السنة ، ويأتي في العام المقبل فيخلوا له مكة ثلاثة أيام ، فنحر وحلق بالحديبية ، وجعلها عمرة وانصرف الى المدينة . . .
وكان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كاتبه يومئذٍ والمتولي لعقد الصلح بخطه ، فقال له النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أكتب يا علي : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) . فقال سهيل بن عمرو: هذا كتاب بيننا وبينك يا محمّد ، فافتحه بما نعرفه ، وأكتب باسمك اللهم .
فقال له النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( اكتب هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله سهيل بن عمروا ) . فقال سهيل : لولا أجبتك في الكتاب الذي بيننا الى هذا لأقررت لك بالنبوة . . . إمح هذا الاسم واكتب : هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله .
فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( إنه والله لرسول الله . . .) .
فقال له النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( امحها يا علي ) .
فقال : يارسول الله إن يدي لا تنطلق بمحو أسمك من النبوة .
قال له : ( فضع يدي عليها ) فمحاها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بيده ، وقال لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( ستدعى إلى مثلها ، فتجيب وأنت على مضض ) .