وذلك من اجل نصرة دين الله ونزوله الى الإقرار به من قبل الرسول وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم أفضل الصلاة واتم التسليم).
بسم الله الرحمن الرحيم
أمر الله عز وجل روح القدس أن يأتي بذلك الكتاب والعهد إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليجد كيف رأيه ورضاه في ذلك ، فلما أتى به إلى النبي (صلى الله عليه وآله) ونظر إلى ذلك المضمون تغير لونه وظهرت آثار الحزن في وجهه وبكى بكاء شديدا فقال روحي له الفداء ورضيت بما رضي الله لنا وأصبر على هذه المصيبة العظمى التي هدت ركني وكسرت ظهري لأن فيها الهداية العامة وإثبات نبوتي المطلقة على الخاصة والعامة فرضي بذلك وختم الكتاب بخاتمه الشريف باكيا عيناه وجاريا دمعه على خديه لأنه مصيبة الحبيب وليست بسهلة على الحبيب ، وإنما أظهر آثار الحزن والجزع والبكاء لما وجد في ذلك من محبة الله سبحانه وإلا لما كان يظهر ذلك إذ لا يشاءون إلا أن يشاء الله ، (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) ، (وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا).
ثم أتى بكتاب العهد إلى أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام) فلما نظر إلى مضمونه اشتد وجده وبكاؤه وكثر غمه وعناؤه وتغير وجهه وضاق صدره واهتم قلبه وكان يقول: ( مالي وآل أبي سفيان ومالي ولآل حرب حزب الشيطان )، فلما رأى أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ختم الكتاب بخاتمه ختمه أمير المؤمنين (عليه السلام) راضيا بما رضي الله وكارها عما يصنع بقرة عينه أبي عبد الله (عليه السلام).
ثم أتى بالكتاب إلى أمه الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) فلما آن حتم القتل على ابنها المظلوم بكت بكاء شديدا إلى أن غشي عليها فلما أفاقت علا صوتها بالبكاء والنحيب ونادت وا ولداه وا حسيناه وا قرة عيناه ، ولكنها لما وجدت عليها السلام في ذلك القتل راحة الأمة وانتظام العالم وإظهار الدين الحق رضيت وختمت ذلك الكتاب باكية حزينة كئيبة وهو قوله عز وجل: (ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا) الإنسان هو رسول الله( صلى الله عليه وآله) والوالدان الحسن والحسين (عليهما السلام) كما في تفسير القمي ، ثم عطف سبحانه القول على الحسين (عليه السلام) وحده وقال: (حملته أمه كرها ووضعته كرها) كما ذكرنا لما أخبرت (عليها السلام) بشهادته ( وحمله وفصاله ثلاثون شهرا ) لأن حمله عليه السلام كان ستة أشهر وفصاله كان في عامين ولم يكن هكذا إلا عيسى بن مريم ويحيى عليهم السلام لأنهما كانا من المنتسبين للحسين عليه السلام.
ثم أتى بالكتاب إلى مولانا الحسن عليه السلام فلما نظر إلى مضمونه طال حزنه وبكاؤه واشتد وجده وعناؤه لكنه لا يمكنه إلا أن يرضى بما رضي الله ورسوله وأمير المؤمنين وأمه (عليهم السلام) فختم ذلك الكتاب بحزن طويل وقلب عليل .
ثم أتى بالكتاب إلى سيدنا الحسين عليه السلام فقال لما نظر إليه حبا وكرامة وسرعة إلى طاعة الله ورسوله وإنقاذ خليقته من الهلاك وإعلان كلمته ، فختمه عليه السلام بخاتمه الشريف فقبضه الملك روح القدس بأمر الله عز وجل وخزنه في الخزائن الغيبية وهي الخزانة الأولى العليا مما قال الله عز وجل: (وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم) .
وحينها لقبه الله بسيد الشهداء وكناه بأبي عبد الله ، أما اللقب فلم يلقب مثله أحد من الأئمة مع أنهم (عليهم السلام) استشهدوا وما لقب أحد بذلك سواه مع أن جده وأباه وأخاه خير منه ، أنه (عليه السلام) هو الأصل في ذلك وما تمنى هذه الرتبة أولا وبالذات سواه وما قبِل الخضوع التام غيره ، وكل شهيد إنما هو تابع له في الشهادة وهو أصل له فيها ، وكل شهيد ما استشهد إلا في كربلاء في يوم عاشوراء من أول الوجود إلى آخره ، وما نال أحدا هم أو غم في كل الموجودات إلا في يوم عاشوراء ،فالحسين أبو الشهداء كلهم ممن دخل تحت دائرة الإمكان والأكوان .
بسم الله الرحمن الرحيم
أمر الله عز وجل روح القدس أن يأتي بذلك الكتاب والعهد إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليجد كيف رأيه ورضاه في ذلك ، فلما أتى به إلى النبي (صلى الله عليه وآله) ونظر إلى ذلك المضمون تغير لونه وظهرت آثار الحزن في وجهه وبكى بكاء شديدا فقال روحي له الفداء ورضيت بما رضي الله لنا وأصبر على هذه المصيبة العظمى التي هدت ركني وكسرت ظهري لأن فيها الهداية العامة وإثبات نبوتي المطلقة على الخاصة والعامة فرضي بذلك وختم الكتاب بخاتمه الشريف باكيا عيناه وجاريا دمعه على خديه لأنه مصيبة الحبيب وليست بسهلة على الحبيب ، وإنما أظهر آثار الحزن والجزع والبكاء لما وجد في ذلك من محبة الله سبحانه وإلا لما كان يظهر ذلك إذ لا يشاءون إلا أن يشاء الله ، (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) ، (وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا).
ثم أتى بكتاب العهد إلى أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام) فلما نظر إلى مضمونه اشتد وجده وبكاؤه وكثر غمه وعناؤه وتغير وجهه وضاق صدره واهتم قلبه وكان يقول: ( مالي وآل أبي سفيان ومالي ولآل حرب حزب الشيطان )، فلما رأى أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ختم الكتاب بخاتمه ختمه أمير المؤمنين (عليه السلام) راضيا بما رضي الله وكارها عما يصنع بقرة عينه أبي عبد الله (عليه السلام).
ثم أتى بالكتاب إلى أمه الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) فلما آن حتم القتل على ابنها المظلوم بكت بكاء شديدا إلى أن غشي عليها فلما أفاقت علا صوتها بالبكاء والنحيب ونادت وا ولداه وا حسيناه وا قرة عيناه ، ولكنها لما وجدت عليها السلام في ذلك القتل راحة الأمة وانتظام العالم وإظهار الدين الحق رضيت وختمت ذلك الكتاب باكية حزينة كئيبة وهو قوله عز وجل: (ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا) الإنسان هو رسول الله( صلى الله عليه وآله) والوالدان الحسن والحسين (عليهما السلام) كما في تفسير القمي ، ثم عطف سبحانه القول على الحسين (عليه السلام) وحده وقال: (حملته أمه كرها ووضعته كرها) كما ذكرنا لما أخبرت (عليها السلام) بشهادته ( وحمله وفصاله ثلاثون شهرا ) لأن حمله عليه السلام كان ستة أشهر وفصاله كان في عامين ولم يكن هكذا إلا عيسى بن مريم ويحيى عليهم السلام لأنهما كانا من المنتسبين للحسين عليه السلام.
ثم أتى بالكتاب إلى مولانا الحسن عليه السلام فلما نظر إلى مضمونه طال حزنه وبكاؤه واشتد وجده وعناؤه لكنه لا يمكنه إلا أن يرضى بما رضي الله ورسوله وأمير المؤمنين وأمه (عليهم السلام) فختم ذلك الكتاب بحزن طويل وقلب عليل .
ثم أتى بالكتاب إلى سيدنا الحسين عليه السلام فقال لما نظر إليه حبا وكرامة وسرعة إلى طاعة الله ورسوله وإنقاذ خليقته من الهلاك وإعلان كلمته ، فختمه عليه السلام بخاتمه الشريف فقبضه الملك روح القدس بأمر الله عز وجل وخزنه في الخزائن الغيبية وهي الخزانة الأولى العليا مما قال الله عز وجل: (وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم) .
وحينها لقبه الله بسيد الشهداء وكناه بأبي عبد الله ، أما اللقب فلم يلقب مثله أحد من الأئمة مع أنهم (عليهم السلام) استشهدوا وما لقب أحد بذلك سواه مع أن جده وأباه وأخاه خير منه ، أنه (عليه السلام) هو الأصل في ذلك وما تمنى هذه الرتبة أولا وبالذات سواه وما قبِل الخضوع التام غيره ، وكل شهيد إنما هو تابع له في الشهادة وهو أصل له فيها ، وكل شهيد ما استشهد إلا في كربلاء في يوم عاشوراء من أول الوجود إلى آخره ، وما نال أحدا هم أو غم في كل الموجودات إلا في يوم عاشوراء ،فالحسين أبو الشهداء كلهم ممن دخل تحت دائرة الإمكان والأكوان .