الأخ الكريم شكر الله لكم مروركم وفقكم الله لكل خير ببركة وسداد اهل البيت عليهم السلام
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
القرآن والكتاب..
تقليص
X
-
بسم الله الرحمن الرحيم
ولله الحمد والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
قال الراغب: والكتاب في الأصل مصدر، ثم سمي المكتوب فيه كتابا، والكتاب في الأصل اسم للصحيفة مع المكتوب فيه، وفي قوله: ((يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء)) [النساء/ 153] فإنه يعني صحيفة فيها كتابة، ولهذا قال: ((ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس)) الآية [الأنعام/7]..
الأخت القديرة عطر الولاية..
أسأل الله تعالى أن يزيدك علماً في كتاب الله تعالى وعملاً فيه...
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
القرآن والكتاب..
القرآن : هو كلام الله الذي نزّله نجوماً ـ في أوقاتها المعيّنة لانزالها ـ على خاتم أنبيائه محمّد (ص) ، بلغة العرب ولهجة قريش منهم ، ويقابله الشعر والنثر في الكلام العربي.وعليه فإنّ الكلام العربي ينقسم إلى قرآن وشعر ونثر.
وكما أ نّه يقال لديوان الشاعر : «شعر» ، وللقصيدة في الديوان : «شعر» ، وللبيت الواحد فيه : «شعر» وللشطر الواحد أيضاً : «شعر» ، كذلك يقال لجميع القرآن : «قرآن» ، وللسورة الواحدة : «قرآن» ، وللآية الواحدة : «قرآن» ، وأحياناً لبعض الآية : «قرآن» ، مثل (وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ ) في الآية الثالثة من سورة البقرة . والقرآن بهذا المعنى ، مصطلح إسلامي وحقيقة شرعيّة . إنّ منشأ هذه الاستعمالات مجيئه في القرآن الكريم والحديث النبويّ الشريف .أسماء اُخرى للقرآن (1):
إستخرج العلماء من القرآن أسماء اُخرى للقرآن الكريم مثل : (الكتاب) و (النور) و (الموعظة) و (كريم) .1ـ الكتاب : لقوله تعالى في سورة البقرة :
(الم * ذلِكَ ا لْكِتابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ ) (الآيتان 1 و2)2ـ النّور : لقوله تعالى في سورة النّساء :
(وَأَ نْزَلْنَا إلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً ) ( الآية 174 ) .3ـ الموعظة : لقوله تعالى في سورة يونس :
( ... قَدْ جَاءَتكُم مَوعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ ... ) (الآية 57 ) .4ـ كريم : لقوله تعالى في سورة الواقعة :
(إنَّهُ لَقُرْآنٌ كريمٌ ) ( الآية 77 ) .وندرس من الأسماء الآنفة الكتاب فيما يأتي.الكـتاب
يظهر بأدنى تدبّر في موارد استعمال الكتاب في القرآن الكريم بانها جاءت هي ونظائرها وصفاً للقرآن الكريم ، وليست أسماء له ، ما عدا الكتاب الذي ليس واضحاً أنه ليس اسماً للقرآن الكريم ، ومن ثمّ ندرس موارد استعمال لفظ (الكتاب) في اللغّة والقرآن الكريم في ما يأتي بإذنه تعالى :جاء استعمال الكتاب في اللّغة والقرآن لمعان متعددة منها:أوّلاً ـ فى اللّغة:
أ ـ كتب الكتاب كتباً وكتاباً . أي دوّن حروف الهجاء على أشكال تكون فيها الكلمات والجمل مثل قوله ـ تعالى ـ في سورة البقرة : (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ ا لْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِندِ اللهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُم مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ ) ( الآية 79 ) .ب ـجاء الكتاب مصدراً سمّي به المكتوب فيه ، مثل قوله تعالى في حكاية قول بلقيس في سورة النمل قَالَتْ يَا أَ يُّهَا ا لْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِن سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ( الآيتان 29 و 30 ) .ثانياً ـ فى القرآن الكريم :اُطلِقَ الكتاب في القرآن على التوراة والإنجيل والقرآن وكلّ كتاب أنزله الله على رسله مثل قوله ـ تعالى ـ في سورة البقرة :1ـ (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ا لْكِتبَ ... ) ( الآية 87 ) للتوراة .
2 ـ ( ... وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ ا لْيَهُودُ عَلَى شَيْء وَهُمْ يَتْلُونَ ا لْكِتَابَ )( الآية 113 ) للإنجيل .
3 ـ (الم * ذلِكَ ا لْكِتابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ ) ( الآيتان 1 ، 2 ) للقرآن الكريم .
4 ـ ( ... فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأ نْزلَ مَعَهُمُ ا لْكِتابَ ... )( الآية 213 ) أي أنزل مع كلٍّ منهم كتاباً .وسمّى اليهود والنصارى أهل الكتاب في قوله تعالى في سورة المائدة :(قُلْ يَا أَهْلَ ا لْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْء حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَا لاِْنْجِيلَ ) ( الآية 68 ) .كان هذا معنى الكتاب الذي يساوي المصحف في المعنى في اللّغة والقرآن الكريم واشتهر عند النحويين كتاب سيبويه في النحو بـ (الكتاب) .قال حاجي خليفة في باب الكتاب من كشف الظنون : (كتاب سيبويه في النحو : كان كتاب سيبويه لشهرته وفضله علَماً عند النحويين ، فكان يقال بالبصرة : وقرأ فلان الكتاب ، فيُعلم أ نّه كتاب سيبويه ، وقرأ نصف الكتاب ، فلا يشكّ أ نّه كتاب سيبويه... ) .وشرحه أبو الحسن علي بن محمّد المعروف بابن خروف النحوي الأندلسي الأشبيلي ( ت : 609 هـ ) ، وسمّـاه تنقيح الألباب في شرح غوامض الكتاب.وشرح أبو البقاء عبدالله بن الحسين العكبري البغدادي الحنبلي ( ت : 616 هـ ) أبياته وسمّـاه : لباب الكتاب.ولأبي بكر محمّد بن حسن الزبيدي الأندلسي الأشبيلي ( ت : 380 هـ ) : أبنية الكتاب (2) .إذاً فليس (الكتاب) اسماً للقرآن في القرآن الكريم ولا في عرف المسلمين.ونستنتج من هذا البحث ونقول:إنّ العلماء أخطأوا إذ فسّروا ما جاء من لفظ (الكتاب) أو (كتاب) في محاورات الصحابة بمعنى القرآن ، في حين أنهم قصدوا من (الكتاب) ما فرض الله على عباده.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(1)البرهان في علوم القرآن للزركشي ( ت : 974 هـ ) ط . القاهرة . النوع الخامس عشر : معرفة أسمائه (1 / 273 و 276) .
(2) كشف الظنون لحاجي خليفة ، مصطفى بن عبدالله ( ت : 1076 هـ ) تركيا ، (2 / 1427 و 1428) .
وسيبويه ، أو مبشر ، أو بشر ، عمرو بن عثمان بن قنبر البصري ، مولى بني الحارث بن كعب . توفي سنة 180 هـ .
الكاتب :العلامة مرتضى العسكري
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
- اقتباس
اترك تعليق: