ان مكانت فاطمة الزهراء (عليها السلام)ومقاماتها الشريفة لا تستطيع أن تصل إليها إمرأة قط بحيث أن الله (عز وجل) أعطاها المكانة الرفيعة والدرجة العالية فهي المرأة التي دارت على معرفتها القرون الأولى على حد تعبير رواية الإمام الباقر(عليه السلام) بل هي النور الذي يعبر عنه الباري (جل وعلا) في حديث قدسي يقول سبحانه( فاطمة نور خلقته من نوري وأسكنته سماواتي) وغير ذلك من الروايات والأحاديث في فضل هذه المرأة العظيمة الموجودة في كتبنا ، ولكن أحببنا أن ننقل للقارء المحترم روايات عن هذه السيدة من كتب المخالفين من أبناء العامة.
فقد رووا أحاديث صحيحة تدل على مقامها العظيم ومكانتها (عليها السلام) ، وأنها سيدة نساء أهل الجنة، وأنها تعبر المحشر في موكب خاص، ويأمر الله الخلائق أن يحنو رؤوسهم احتراماً وإجلالاً لها!
ففي كشف الخفاء للعجلوني:1/96: (263 ـ إذا كان يوم القيامة نادى مناد من وراء الحجب يا أهل الجمع غضوا أبصاركم عن فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله) حتى تمر). رواه الحاكم عن علي ورواه أبو بكر الشافعي في الغيلانيات عن
أبي هريرة بلفظ: إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش يا أهل الجمع نكسوا رؤوسكم وغضوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة إلى الجنة).
وفي تاريخ بغداد:8/136: (أنبأنا أبو الفرج محمد بن أحمد بن الحسن القاضي الشافعي، حدثنا أحمد بن سلمان، حدثنا حسين بن معاذ بن أخ عبدالله بن عبد الوهاب الحجبي، حدثنا شاذ بن فياض، عن حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا كان يوم القيامة نادى مناديامعشر الخلائق طأطئوا رؤسكم حتى تجوز فاطمة بنت محمد).
وفي سبل الهدى والرشاد للصالحي الشامي:11/50: (روى تمام في الفوائد والحاكم والطبراني عن علي، وأبو بكر الشافعي عن أبي هريرة، وتمام عن أبي أيوب أبو الحسين بن بشران، والخطيب عن عائشة والأزدي عن أبي سعيد بأسانيد ضعيفة، إذا ضم بعضها إلى بعض أفاد القبول، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش أيها الناس، وفي لفظ:يا أهل الجمع غضوا أبصاركم ونكسوا رؤوسكم حتى تجوز فاطمة بنت محمد إلى الجنة. وفي لفظ: حتى تمر على الصراط، فتمر وعليها ريطتان خضراوان). انتهى.
وتدل بعض الأحاديث على أن هذا المشهد قبل أن يفرغ أهل المحشر من الحساب، ولذا تكون فاطمة أول شخص تدخل الجنة مقدمة لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
ففي كنز العمال:12/110: (أول شخص يدخل الجنة فاطمة بنت محمد، ومثلها في هذه الأمة مثل مريم في
بني إسرائيل). (أبو الحسن أحمد بن ميمون في كتاب فضائل علي، والرافعي عن بدل بن المحبر عن عبد السلام بن عجلان عن أبي يزيد المدني).
وفي ميزان الإعتدال للذهبي:2/618: (عن عبد السلام بن عجلان عن أبي يزيد المدني، عن أبي هريرة قال رسول الله: أول شخص يدخل الجنة فاطمة. أخرجه أبو صالح المؤذن في مناقب فاطمة). انتهى. (اللمعة البيضاءص55: عن مقتل الحسين للخوارزمي:56، والفردوس:1/38ح81، ونظم درر السمطين:ص180، والخصائص الكبرى للسيوطي:2/225، ومسند فاطمة الزهراء: ص52 ح114، ومناقب ابن شهر آشوب).
وفي أمالي الصدوق ص69: (حدثنا محمد بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن عبد الواحد الخزاز قال: حدثني إسماعيل بن علي السندي، عن منيع بن الحجاج، عن عيسى بن موسى، عن جعفر الأحمر، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر قال: سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا كان يوم القيامة تقبل ابنتي فاطمة على ناقة من نوق الجنة مدبجة الجنبين، خطامها من لؤلؤ رطب، قوائمها من الزمرد الأخضر، ذنبها من المسك الأذفر، عيناها ياقوتتان حمراوان، عليها قبة من نور يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، داخلها عفو الله، وخارجها رحمة الله، على رأسها تاج من نور، للتاج سبعون ركناً، كل ركن مرصع بالدر والياقوت، يضئ كما يضئ الكوكب الدري في أفق السماء، وعن يمينها سبعون ألف ملك، وعن شمالها سبعون ألف ملك، وجبرئيل آخذ بخطام الناقة ينادي بأعلى صوته: غضوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة بنت محمد....). انتهى.
* * *
ولنا أن نسأل إخواننا من أهل السنة والجماعة ببعض الأسألة
1ـ هل رويتم حديثاً واحداً عن مقام عائشة وحسابها في المحشر؟
2ـ ما دامت هذه مكانة فاطمة (عليها السلام) عند الله تعالى،فكيف تقولون إنها أخطأت بمطالبتها بإرثها من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وإن أبا بكر أصاب بردها ومصادرة إرثها؟!
3ـ ما دامت هذه مكانة فاطمة (عليها السلام) عند الله تعالى، فلا بد أن تقولوا إن غضبها على أبي بكر وعمر وعدم بيعتها له، كانت حقاً، ولم تكن ذنباً ومعصية توجب نقص مقامها!
4ـ روينا أن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية، واعتقادنا أن فاطمة تعرف إمام زمانها وهو علي (عليه السلام).
ورويتم أن من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية، وفي اعتقادكم أن إمام زمان فاطمة (عليها السلام) أبو بكر وأنها غضبت عليه ولم تبايعه، فهل تختارون أن إمامته غير صحيحة، أو أن فاطمة ـ والعياذ بالله ـ ماتت ميتة جاهلية؟!
* * *