الخصائص الصادقيّة (2)
• في مؤلَّفه (مالك.. حياته وعصره:104 ـ ط مخيم بمصر) كتب الشيخ محمّد أبو زهرة المالكي المصري: قال مالك بن أنس: لقد اختلفتُ إليه (أي تردّدتُ على الإمام جعفر الصادق عليه السلام ) زماناً، فما كنتُ أراه إلاّ على ثلاث خصال: إمّا مصلّياً، وإمّا صائماً، وإمّا يقرأ القرآن. وما رأيتُه قطّ يُحدّث عن رسول صلّى الله عليه وآله إلاّ على الطهارة، ولا يتكلّم فيما لا يَعنيه، وكان من العلماء العُبّاد الزهّاد الذين يَخشَون الله، وما رأيتُه قطّ إلاّ يُخرج الوسادة من تحته ويجعلها تحتي.• وفي ( حلية الأولياء 192:3 ـ ط السعادة بمصر ) كتب أبو نُعَيم الأصبهاني: الإمام الناظق، ذو الزمام السابق، أبو عبدالله جعفر بن محمّد الصادق.
• وفي ( تذكرة خواصّ الأمّة:351 ـ ط الغري ) كتب سبط ابن الجوزي الحنفي: يُلقَّب بـ: الصادق والصابر، والفاضل والطاهر، وأشهر ألقابه: الصادق.
• وفي ( الرسالة القشيرية:114 ـ ط القاهرة ) كتب الشيخ أبو القاسم عبدالكريم بن هوازن الشافعي النيشابوري: قيل: إنّ رجلاً نام بالمدينة من الحاجّ، فتوهّم أنّ هِمْيانه سُرِق، فخرج فرأى جعفر الصادق عليه السلام ( وهو لا يعرفه ) فتعلّق به وقال: أخذتَ همياني! فقال عليه السلام له: إيش كان فيه ؟ قال: ألف دينار. فأدخله داره ووزن له ألف دينار، فرجع الرجل إلى منزله ودخل بيته ( أي غرفته ) فرأى هميانه وكان قد توهّم أنّه سُرق، فخرج إلى جعفرٍ عليه السلام معتذراً وردّ عليه الدنانير، فأبى عليه السلام أن يقبلها وقال: شيءٌ أخرجتُه من يدي لا أستردُّه، فسأل الرجل: مَن هذا ؟! فقيل له: جعفر الصادق.
• وفي ( المناقب المرتضويّة:7 ـ ط بمبئي ) روى الكشفي الحنفي أنّ الإمام جعفر الصادق عليه السلام كان كثير التبسّم، فإذا ذُكِر عنده النبيّ أخضرّ واصفرّ لونه، وما حدّث عن رسول الله صلّى الله عليه وآله إلاّ على طهارة. ( قريب منه ما رواه: أبو زهرة المالكي في كتابه: مالك حياته وعصره:104 ـ ط مخيم، والسخاوي في: القول البديع:176 ).
• وكتب الحافظ جلال الدين السيوطي الشافعي ـ ت 911 هـ ـ في ( تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي:36 ـ ط المكتبة العلميّة بالمدينة المنوّرة ): قال الحاكم النيسابوري: وأصحُّ طريقٍ يروي في الدنيا أسانيدَ أهل البيت: جعفرُ بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، عن جدّه، عن عليّ، إذا كان الراوي عن جعفرٍ ثقة.
هذه عبارة الحاكم، ووافَقَه مَن نقَلَها.
• وكتب الراغب الأصبهاني في ( محاضرات الأدباء 332:1 ـ ط بيروت ): ليس في الأرض خمسة أشرافٍ متناسقة كُتب عنهم الحديث إلاّ جعفرُ بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم الرضوان.
• وفي ( مناقب عليّ بن أبي طالب:389 / ح 444 ) روى ابن المغازلي الشافعي بسنده إلى الليث بن سعد أنّه قال: حججتُ سنة ثلاث عشرة ومئة، فطفتُ بالبيت وسعيت بين الصفا والمروة، ورَقيتُ أبا قُبَيس فوجدتُ رجلاً يدعو وهو يقول: « يا ربّ يا ربّ » حتّى انطفا نَفَسُه، ثمّ قال: « أيْ ربِّ أي ربّ » حتّى انطفا نَفَسه، ثمّ قال: « اللهمّ إنّ بُرْدَيّ قد خَلِقا فاكْسُني، وأنا جائع فأطعِمْني »، فما شعرتُ إلاّ بسلّة عِنبٍ لا عُجمَ له ( أي لا نَواءَ له ) وبُردَينِ مُلْقَيَين، فخرجتُ إليه وجلستُ لآكلَ معه، فقال لي: « مَهْ! »، قلت له: أنا شريكك في هذا الخير، فقال: « بماذا ؟ »، قلت: كنتَ تدعو وأنا أُؤمِّن على دعائك، فقال لي: « كُلْ ولا تَدّخِرْ شيئاً »، فأكلنا، وليس في البلد إذ ذاك عنب، ثمّ انصرفنا عن رِيّ ولم ينقص من السلّة شيء. ثمّ قال: « خُذْ أحدَ البُردَين إليك »، فقلت: أنا عنهما غني، فقال لي: « فَتَوارَ عنّي حتّى ألبسَهما ». فتواريثُ فلبسهما، وأخذ الأخلاق بيده ( أي الملابس القديمة )، ونزل، فاتّبعتُه، فلقيه سائل فقال له: اكسُني كساك اللهُ يا ابنَ رسول الله. فأعطاه الأخلاق، فاتّبعتُ السائل فقلت له: مَن هذا ؟! فقال لي: جعفر بن محمّد الصادق. ( رواه أيضاً: محمّد بن طلحة الشافعي في: مطالب السؤول في مناقب آل الرسول:83 ـ ط طهران، والنبهاني في: جامع كرامات الأولياء 5:2 ـ ط الحلبي بالقاهرة، والبدخشي في: مفتاح النجا بمناقب آل العبا:168 ـ من المخطوط، وابن الصبّان المالكي في: إسعاف الراغبين ـ المطبوع بهامش: نور الأبصار:250 ـ ط العثمانية بمصر، وابن حجر الهيتمي المكّي الشافعي في: الصواعق المحرقة:121 ـ ط البابي بحلب، وسبط ابن الجوزي في: تذكرة خواصّ الأمّة:254 ـ ط الغري، وابن الجوزي في: صفة الصفوة 173:2 ـ ط حلب، وابن الأثير في: المختار في مناقب الأخيار:18 ـ من نسخة المكتبة الظاهريّة بدمشق، وباكثير الحضرمي في: وسيلة المآل بمناقب الآل:10 ـ من المخطوط، والسهالوي في: وسيلة النجاة:355 ـ ط گلشن فيض بلكنهو ).
• وكتب الشيخ سليمان القندوزي الحنفي في ( ينابيع المودّة لذوي القربى:332 ـ ط إسلامبول ): ذكر أهل السِّير أنّ عبدالله المحض بن الحسن المثنّى بن الحسن السبط رضي الله عنهم كان شيخَ بني هاشم في زمانه، وهو والد محمّد الملقّب بالنفس الزكيّة ووالد إبراهيم أيضاً، فلمّا كان في أواخر دولة بني مروان وضعفهم أراد بنو هاشم أن يبايعوا منهم مَن يقوم بالأمر، فاتّفقوا على محمّدٍ وإبراهيم ابنَي عبدالله المحض، فلمّا اجتمعوا لذلك أرسلوا إلى جعفر الصادق، فقال عبدالله: إنّه يُفسد أمرَكم.
فلمّا دخلوا على جعفر الصادق سألهم عن سبب اجتماعهم، فأخبروه، فقال لعبدالله: « يا ابنَ عمّي، إنّي لا أكتم خيريّة أحدٍ من هذه الأمّة إنِ استشارني، فكيف لا أدلّ على صلاحكم! »، فقال عبدالله: مُدَّ يدَك لنبايعك، قال جعفر: واللهِ إنّها ليست لي ولا لابنَيك، وإنّها لصاحبِ القباء الأصفر، واللهِ ليلعبنّ بها صبيانهم وغلمانهم ».
ثمّ نهض وخرج، وكان المنصور العبّاسي يومئذٍ حاضراً وعليه قباءٌ أصفر، فكان كما قال. ( رواه كذلك: ابن حجر في: الصواعق المحرقة:121 ـ ط مصر، والنبهاني في: جامع كرامات الأولياء 4:2 ـ ط الحلبي بمصر ).