تطبيق «فايتال ساينس كاميرا» Vital Signs Camera من شركة «فيليبس» المخصص لجهاز «آي باد» يمكنه مراقبة نبضات قلبك، ومعدل تنفسك، بمجرد النظر إليك.. فما دمت جالسا ساكنا لا تتحرك، ولا ترتدي ملابس ثقيلة، فإن بإمكانه تفسير علاماتك الحيوية خلال ثوان قليلة بدقة بالغة، كما أنه أكثر من أي تطبيق آخر، قد يمثل عرضا للتقنيات التي قد تستخدم قريبا من قبل الهيئات الطبية. ويتوفر تطبيق «فايتال ساينس كاميرا - فيليبس» من شركة «فيليبس للإلكترونيات» مقابل 99 سنتا من مخزن التطبيقات.
ويقول الخبراء إن هذا تطبيق جديد لرصد نبضات القلب عن طريق جهاز «آي باد 2»، خاصة أن هنالك تطبيقات طبية أخرى يستخدمها الأطباء والممرضون لتخزين المعلومات وإرسالها من مكان إلى آخر.
رصد الوجه والصدر
* يستخدم التطبيق كاميرا «آي باد 2»، ومعالجا للنظر إلى وجهك ومنطقة الصدر، لتقرير عدد نبضات القلب، ومعدل التنفس. واستنادا إلى «فيليبس»، فإن معدل نبضات القلب يسبب تغييرات بسيطة في لون الوجه. وقد لا تكون هذه التغييرات ظاهرة للعين المجردة، بيد أن البرنامج المتطور في «آي باد 2» يمكنه ذلك. وتسمي «فيليبس» ذلك «توردات الوجه الصغيرة». أما بالنسبة إلى معدلات التنفس، فإذا كانت الكاميرا قادرة على رصد هذه التوردات الصغيرة، فكيف الحال إذن برصد حركة الصدر، الذي هو أمر في غاية البساطة.
وللحصول على هذه القياسات، عليك التأكد من وضع جهاز «آي باد» ثابتا على الطاولة، كما عليك أن ترى نفسك على شاشة الكاميرا، كما تراك هي، مع وضع وجهك ضمن إطار صغير. وإذا قمت بتأطير وجهك، فإن صدرك ينبغي أن يكون أيضا في الوضع المناسب، وقم بعد ذلك بالكبس على زر القياس ليقوم خط بياني متحرك على اليسار بعرض معدل نبضات القلب أثناء تسجيلها، في حين يقوم خط بياني آخر على اليمين بعرض معدل التنفس. وبعد 15 ثانية أو ما يقارب، يقوم هذان الخطان بعرض معدل النبضات العام، على الرغم من إمكانية ضبط التطبيق ليقوم بعرض الإشارات الحيوية بشكل دائم أثناء الحركة.
والسؤال المهم هنا، هو مدى الدقة؟ إنه دقيق للغاية إذا ما استخدم التطبيق بشكل صحيح، أي الجلوس بشكل ثابت ومستقر، وأن يكون تأطير الوجه صحيحا، ضمن إضاءة جيدة. ويقول كريس ماكسر الخبير التقني في مجلة «تك نيوز وورلد» الإلكترونية، إنه قام بتأكيد النتيجة عن طريق العد البسيط للنبض بالاستعانة بالساعة ومقارنتها بالقياس السابق، ووجد أنها صحيحة ودقيقة للغاية.
لكن من السهولة الاحتيال على هذا التطبيق، فقد حاول ماكسر قياس معدل النبض وهو يحبس أنفاسه. ومع ذلك جرى قياس معدل النبض بشكل صحيح، لكن الخط البياني تصرف بغرابة وهو يحاول الكشف على الصدر الذي لا يتنفس، ولا يتحرك. وأخيرا أعطى نتيجة لمعدل تنفس بلغ 15 في الدقيقة الواحدة.
كذلك قمت بالمحاولة ذاتها وأنا ألوك اللبان (العلكة)، فرفع معدل نبضات القلب بنسبة 30 في المائة. وعلى المنوال ذاته قام التطبيق بإنقاص معدل التنفس عندما أخذ يرتدي سترة سميكة من الصوف. والسبب طبعا صعوبة تحري حركات الصدر تحتها. لكن التطبيق عمل بشكل جيد جدا مع قميص فوقي قصير الأكمام.
لكن التساؤل هنا هو عن كيفية عمل التطبيق مع النساء اللاتي يضعن المساحيق على وجوهن، أو الأشخاص الذين لوحتهم الشمس، أو من ذوي البشرة الداكنة.
تطبيق شخصي
* وتحرص «فيليبس» على الإشارة دائما إلى أن المقصود من التطبيق ليس الاستخدامات الطبية، أو تشخيص الحالات المرضية، أو المراقبة السريرية، أو اتخاذ القرارات الصحية. ويمكن التشارك بنتائج مثل هذه الفحوصات على «فيس بوك»، و«تويتر»، أو البريد الإلكتروني، لكن هذا الأمر يجري على مسؤوليتك الخاصة.
إذن ما فائدة هذا التطبيق؟ يعتقد الخبراء أن «فيليبس» فعلت ذلك كنوع من العرض لتطبيقاتها، ولفتح عقولنا على ما يمكن أن تحققه التقنيات. فقد كتبت «فيليبس» تقول: «على الرغم من أن الفكرة هنا بسيطة، فإن حساب المعايير المتعددة، مثل معدل نبضات القلب، والتنفس، عبر صور الفيديو، هو تحد تقني في حد ذاته.. كل ذلك عن طريق استخدام خوارزميات متطورة بالاعتماد على خبرة الشركة في البصريات والضوئيات، والفيديو، ومعالجة الإشارات». كما تعتقد «فيليبس» أن مثل هذا الإنجاز سيكون له إمكانات تسويقية واسعة بالنسبة لها.