السلام عليكم
سياسة الامام علي عليه السلام مع غير العرب:
ونجد في مقابل هذه
السياسة العمرية سياسة اخرى علوية ، فان سياسة علي عليه السلام جاءت لتجسد رأي
الاسلام على أتم وجه ، واوفاه ، ويتضح ذلك بملاحظة ما يلي من نصوص :
1 ـ « قال مغيرة : كان
علي عليه السلام أميل الى الموالي ، وألطف بهم ، وكان عمر أشدّ تباعداً منهم»
(الغارات ج2 ص499) .
2 ـ كما أنه عليه
السلام لم يكن يميز أحداً على أحد ، لا في العطاء ، ولا في غيره ؛ وذلك لانه لم يجد
في القرآن لبني إسماعيل فضلاً على بني إسحاق على حد تعبيره في اجابته لتلك المرأة
التي طالبته بأن يفضلها على اخرى غير عربية ( راجع
: الغارات ج1 ص70 ، وأنساب الاشراف (بتحقيق المحمودي) ج2 ص141 وسنن البيهقي ج6 ص349
وتاريخ اليعقوبي ج2 ص183 والكافي (الروضة) ص69 وحياة الصحابة ج2 ص112 عن البيهقي ،
والبحار ج41 ص137 عن شرح النهج للمعتزلي الحنفي ج1 ص215 ـ 217 والغدير ج8 ص240 وبهج
الصباغة ج12 ص197 ـ 207 عن بعض من تقدم ، وعن مصادر اخرى وفي هامش الغارات عن :
الوسائل ج2 ص431 ط أمير بهادر وعن ثامن البحار ص739) .
وقد كان ذلك من أهم
اسباب تقاعد العرب عنه.
وقد أشير عليه أن يميّز
البعض على غيره ، من أجل أن تستقيم له الامور؛ فرفض ذلك؛ حيث إنه لم يكن ليطلب
النصر بالجور ، على حد تعبيره صلوات الله وسلامه عليه (راجع : الامالي للشيخ المفيد ص175 | 176 والامالي للشيخ الطوسي ج1
ص198 | 197 والغارات ج1 ص75 وبهج الصباغة ج12 ص196 والوسائل ج11 ص82 | 81 والكافي
ج4 ص31 وتحف العقول ص126 والامامة والسياسة ج1 ص153 ونهج البلاغة بشرح عبده ج2 ص10
وشرح النهج للمعتزلي ج2 ص197 و203 والبحار ج41 ص133 و134).
وقد علمنا : أن من جملة ما نقمه عليه طلحة والزبير:
أنه قد عدل عن سنة عمر بن الخطاب في العطاء وذلك معروف ومشهور (راجع على سبيل المثال المعيار والموازنة ص114 | 113: المناقب لابن
شهرآشوب ج2 ص111).
2 ـ وسئل عليه السلام :
أيجوز تزويج الموالي بالعربيات؟
فقال : تتكافأ دماؤكم ،
ولا تتكافأ فروجكم؟! (الاستغاثة
ص45).
3 ـ وقد أتى الموالي
أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام ، فقالوا : نشكو إليك هؤلاء العرب؛ إنّ رسول
الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كان يعطينا معهم العطايا بالسوية ، وزوّج سلمان ،
وبلالاً ، وأبوا علينا هؤلاء ، وقالوا : لا نفعل..
فذهب إليهم أمير
المؤمنين؛ فكلمهم ، فصاح الاعاريب : أبينا ذلك يا أبا الحسن ، أبينا ذلك.
فخرج وهو مغضب ، يجر
رداءه ، وهو يقول : يا معشر الموالي ، إن هؤلاء قد صيروكم بمنزلة اليهود والنصارى ،
يتزوجون منكم ، ولا يزوجونكم ، ولا يعطونكم مثل ما يأخذون؛ فاتجروا بارك الله لكم
إلخ.. (الكافي ج5 ص319 | 318 وراجع : سفينة البحار
ج2 ص165 ونفس الرحمان ص30 والبحار ج42 ص160).
وواضح : أن ذلك قد كان
قبل البيعة له عليه الصلاة والسلام بالخلافة..
4 ـ وقال الاشعث بن قيس
لامير المؤمنين عليه السلام ، وهو على المنبر : يا أمير المؤمنين ، غلبتنا هذه
الحمراء على قربك !
قال : فركض على المنبر
برجله. فقال صعصعة : ما لنا ولهذا ـ يعني الاشعث ـ ليقولن أمير المؤمنين اليوم في
العرب قولاً لا يزال يذكر !! ..
فقال علي عليه السلام : من يعذرني من هؤلاء الضياطرة
(الضيطر : هو الاُحمر ، العضِل ،
الفاحش) ، يتمرغ أحدهم على فراشه تمرغ الحمار ، ويهجّر قوم
للذكر؛ فيأمرني أن أطردهم إلخ.. (راجع : الكامل
للمبرد 2 ص62 والغارات ج2 ص499 | 498 وشرح النهج للمعتزلي الحنفي ج2 ص284 وج19 ص124
والفائق ج1 ص319 وكنز العمال ج4 ص397 عن ابن أبي شيبة ، والحارث ، وأبي عبيد ،
والدورقي ، وابن جرير وصححة ، والبزار وغريب الحديث ج3 ص484 والنهاية ج3 ص87 وراجع
: تفسير العياشي ج1 ص361 | 360 والبحار ج41 ص118 وتفسير البرهان ج1 ص527 وتفسير
الثقلين ج1 ص598 | 597 وقاموس الرجال ج2 ص99 وبهج الصباغة ج13
ص400).
وتوقعات صعصعة ، التي
تحققت ، تدل على أن ذلك كان معروفاً من رأي علي عليه السلام
وطريقته.
ذرية الامام علي (عليه السلام) تسير على
نهجه :
وقد سار وُلد علي أمير
المؤمنين عليه السلام وأهل بيته على نفس هذه السياسة أيضاً ، واعتمدوا عين هذا
النهج ، ويكفي أن نذكر :
1 ـ أن السجاد عليه
السلام قد أعتق ـ على ما قيل ـ خمسين ألفاً ( زين
العابدين ، لعبد العزيز سيد الاهل ص47) ، بل قيل : أعتق مائة
ألف.. (المصدر السابق ص7).
2 ـ وأعتق
مولاته ، ثم تزوجها ، فكتب إليه عبدالملك بن مروان يعيره بذلك؛ فأجابه بكتاب جاء
فيه : « .. وقد رفع الله بالاسلام الخسيسة ، وتم به النقيصة ، وأذهب اللوم ؛ فلا
لوم على امرىُ مسلم ، إنما اللوم لوم الجاهلية» .
وقد اعترف عبدالملك حينئذٍ : بأن السجاد يرتفع من حيث
يتضع الناس (البحار ج46 ص165 | 164 والكافي ج5 ص345
| 344 وراجع ص361 وأئمتنا ج1 ص287 و288 عن : زين العابدين لعبد العزيز سيد الاُهل
ص60 . والعقد الفريد ج6 ص128 وعن المناقب لابن شهرآشوب ج3 ص300).
وقد نسبت هذه
القضية للامام الحسين مع معاوية (الاسلام والمشكلة
العنصرية ص66 | 65 عن : الموالي في العصر العباسي ص39) فلا بد من
تحقق ذلك ، ولا مجال لذلك في هذه العجالة..
3 ـ وحسب رواية اخرى:
ان السجاد تزوج ام ولد عمه الحسن عليه السلام ، وزوج مولاه امه (ونعتقد : أن المراد
بها مرضعته ، لاُن امه قد توفيت ، في نفاسها به) (عيون أخبار الرضا ج2 ص128 والبحار ج46 ص8 و9).
فلما بلغ ذلك
عبدالملك كتبه إليه في ذلك ، فكتب إليه السجاد :
فهمت كتابك ، ولنا اسوة
برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ؛ فقد زوج زينب بنت عمه زيداً مولاه. وتزوج
مولاته صفية بنت حيي بن أخطب (راجع : الكافي ج5
ص346 و361. البحار ج46 ص140 | 139 والاسلام والمشكلة العنصرية ص66 عن الموالي في
العصر الاموي ص66).
وحسبنا ما ذكرنا ، فاننا
لسنا بصدد تتبع ذلك واستقصائه ..
منقول من كتاب سلمان الفارسي للسيد جعفر
العاملي
اقول صدق رسول الله صل الله عليه واله عندما قال
: رحم الله علياً اللهم أدر الحق معه حيث دار ، اخرجه الحاكم وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه .
وقال
رسول الله صل الله عليه واله علي
مع القرآن والقرآن مع علي لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ،
اخرجه الحاكم وقال هذا
حديث صحيح الإسناد وأبو سعيد التيمي هو عقيصاء ثقة مأمون ولم
يخرجاه.
وعن أبي
ذر رضوان الله عليه قال : قال النبي صل الله عليه واله : يا على من فارقني فقد فارق الله ، ومن
فارقك يا علي فقد فارقني ،
اخرجه الحاكم وقال صحيح
الإسناد ولم يخرجاه.
وقال رسول الله صل الله عليه واله لعلي : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى . اخرجه
البخاري
وقال رسول الله صل الله عليه واله :
أليس الله أولى بالمؤمنين قالوا : بلى قال : اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم
وال من والاه وعاد من عاداه [ وفي روية ] زاد فيه وانصر من نصره واخذل من
خذله . اخرجه احمد وصححه احمد شاكر في
2/195
والسلام عليكم