بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختاه ...
تحية وإخلاصاً ودعاء ،
وبعد ، فأراني وأنا مدفوعة في هذه المرة إلى أن أخصص ندائي وأوجهه إلى أخت واحدة لا غير ، أخت عرفتها من بعد ولم أتعرف إليها عن قرب ، وأغلب الظن أني لن أتعرف اليها عن قرب ولن تتعرف إليّ هي أيضاً عن قرب ، فهي أخت مسلمة لا تجمعني وإياها سوى الوحدة تحت راية الاسلام والالتفاف حول كلمة لا إله إلا الله ولكني واستجابة للدافع الروحي الذي يهيب بي أن أكتب اليها وأن اخصها في هذا اللقاء سوف أوجه إليها ندائي ساحقة جميع الاعتبارات التي قد لا تجوز لي مخاطبة من لا أعرف عنها أي شيء اللهم سوى كونها مسلمة ومحافظة على تعاليم الاسلام ، وسوى ما قيل عنها أنها من كربلاء أو من أسرة تنتسب إلى كربلاء ، ولا أدري مقدار الصحة من هذا ولكنها قبل كل شيء شريكة لي في المبدأ والعقيدة ، وأختي في الله وفي الاسلام فان لي الفخر بأن اعتبر نفسي اختاً متواضعة لكل مسلمة ، وأن اعتبر جميع
المسلمات أخوات لي عزيزات وكفى بهذا سبيلا يبرر لي الكتابة وأني إذ أكتب هنا اعتمد بايصال ما أكتب إليها على كل اخت مسلمة ، واخ مسلم يعرف عنها اكثر مما اعرف .
فلعلها ليست ممن يقبلن أمثال هذه الصفحات ، أو لعلها لا تعرف عن نشرتنا الاسلامية شيئا والآن فإليك يا أختي ندائي فاسمعيني بالله عليك واستمعي إليّ بروحك وقلبك معاً ، فقد بلغني عنك يا أخية أنك طرقت أبواب العلم عن طريق المدارس والمعاهد سواء أكنت مدفوعة إلى ذلك بدافع المجتمع والمحيط أو بدافع الرغبة الشخصية حتى انتهيت في سيرك إلى كلية الحقوق لتحصلين على أكبر رقم من الثقافة . وإلى الآن فليس في هذا ما يسترعي الاهتمام او يستوجب الانتباه ، فما أكثر الفتيات اللاتي حصلن على معدلات فتحت لهن أبواب الكليات فاندرجت أسماؤهن في سجل المتعلمات ، ومشين في ركب الثقافة الحديثة التي تتطلب السير وراء كل معالم الحضارة المستوحاة من الخارج ، فأصبحن في هذا كغيرهن من ملايين الفتيات لا يفرقن عنهن ! فأصبحن في هذا كغيرهن إلا أنهن تابعات والأخريات متبوعات ولكنك أنت يا من لا أعرف عنك حتى اسمك ، أنت نعم أنت وحدك وبالذات دخلت الكلية مرفوعة الرأس ثابتة الأساس ، صريحة في غايتك واضحة في سلوك طريقك ، إذ أنك دخلتها وأنت متمسكة بأكمامك الغالية وأممتها وأنت حريصة على حجابك الطبيعي ( فمرحاً لك يا أختي ، ومرحاً لنفسك
العالية ) التي لم تهن ولم تنكل ولم تتراجع أو تتقهقر أمام التيارات والاغراءات ، والتهاويل ، والأباطيل ! وأنك وبصمودك هذا لتثبتين للمجتمع الغافل أن هناك من بنات جنسك من تسعى وراء العلم بمفهومه الصحيح لا لما يتطلب من مقدمات تستوجبها الثقافة الجديدة ! وأني إذ أوجه اليك هذا النداء أراني حريصة وحريصة جدا على أن يصل إليك بأي طريقة ممكنة ، ولا قصد في كل ما اقصد إلا تشجيعك ومساندتك فحسب ، فأنت ، وكما ستشعرين والحمد لله غنية عن التشجيع وإن كنت محتاجة إلى مساند ومعاضد ، ولكني أريد وغايتي الحقيقية هي أن أهمس اليك بكلمات أحب أن تأخذينها بمأخذ الحقيقة ، وتنظرين إليها بمنظار الواقع فاعلمي يا أخية أن هناك من يترقب بك وسلوكك الفرص ، وان هناك من يود أن يزحزحك عن رأيك بأية وسيلة ممكنة ولو عمل المستحيل ، وان هناك ممن لم يساعدهن الحظ على تعقيم أرواحهن يودن لو يشترين سفورك بنصف أعمارهن كما وان هناك من لم يجدن لديهن القوة الكافية ، والجرأة الوافية لمواجهة التيار المنحرف يتمنين بل ويسعين إلى فل صمودك ، وإلى تضعضع روحياتك بأي ثمن لكي لا يكون لك السبق عليهن ، فان الغد لك لا محالة ( ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم أولياء ) النساء 89 نعم أن الغد لك ولنا إن شاء الله ، وهذه طلائعه البيضاء أخذت تنتشر في الأفق والحمد لله فكم فتاة في عمر الزهور تلج المدارس وهي
في أبراد الحجاب ، وكم من اللواتي مشين وراء النفير الأجنبي ونزعن حجابهن في غفلة وغرور أخذن يتراجعن وبدأن يستفقن من كابوس المفاهيم الخاطئة التي أملاها علينا الاستعمار الغاشم بعد أن أراد أن يستعمرنا في كل شيء حتى في أعز وأطهر ما عندنا وهو المرأة ! نعم هذه كلها بوادر خير وبواكير نجاح فامضي يا أخية في طريقك غير هيابة ولا وجلة ، ولا تدعي للمتربصات بك سبيلا إلى تشف أو مدخلا إلى نقد ، كوني مثلا يقتدى به ولا تكوني ألعوبة تقتدي ، كوني متبوعة لا تابعة قاومي الاغراءات أصمدي أمام كل شيء فأني لأعلم أن العقبات أمامك كثار وان دربك لا يخلو من شوك وعثار ! ولكن النكوص عار والتراجع شنار ، فالموت أولى من ركوب العار والعار أولى من دخول النار !! .
ثم أني أريد أن أهمس في أذنيك أيضاً بأني قد سمعت وأكثر الظن أنك أيضاً تسمعين أن الحجاب والتستر يسترعي الانتباه أكثر من السفور ، ويستوجب لفت النظر اكثر من التكشف ، ولكن لا ، فما هذه سوى دعوى الرجال المتعطشين إلى التطلع إلى محاسنك ، ومحاسن بنات جنسك المسكينات ، فدعيهم وما يقولون وسيري على بركة الله ولا تهني فأن لك الغلبة في الغد ، وليس الغد ببعيد والآن فلا أدري هل سوف يصل ندائي هذا إلى أعماق قلبك وفكرك ؟ أم هل سوف يصل إليك على الأقل ؟ .
أسأل الله أن يكون كذلك ، ودمت للمعجبة ...
أختاه ...
غد لنا مهما ادعـى ملحــد * وارتجلــت مبـادئ وافده
غد لنــا إذا صمدنـا ولم * نضعف أمام العصبة الجاحدة
فالله قــد واعدنـا نصره * والحـق لا يخلـف من واعده
من تأليف : الشهيدة بنت الهدى
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختاه ...
تحية وإخلاصاً ودعاء ،
وبعد ، فأراني وأنا مدفوعة في هذه المرة إلى أن أخصص ندائي وأوجهه إلى أخت واحدة لا غير ، أخت عرفتها من بعد ولم أتعرف إليها عن قرب ، وأغلب الظن أني لن أتعرف اليها عن قرب ولن تتعرف إليّ هي أيضاً عن قرب ، فهي أخت مسلمة لا تجمعني وإياها سوى الوحدة تحت راية الاسلام والالتفاف حول كلمة لا إله إلا الله ولكني واستجابة للدافع الروحي الذي يهيب بي أن أكتب اليها وأن اخصها في هذا اللقاء سوف أوجه إليها ندائي ساحقة جميع الاعتبارات التي قد لا تجوز لي مخاطبة من لا أعرف عنها أي شيء اللهم سوى كونها مسلمة ومحافظة على تعاليم الاسلام ، وسوى ما قيل عنها أنها من كربلاء أو من أسرة تنتسب إلى كربلاء ، ولا أدري مقدار الصحة من هذا ولكنها قبل كل شيء شريكة لي في المبدأ والعقيدة ، وأختي في الله وفي الاسلام فان لي الفخر بأن اعتبر نفسي اختاً متواضعة لكل مسلمة ، وأن اعتبر جميع
المسلمات أخوات لي عزيزات وكفى بهذا سبيلا يبرر لي الكتابة وأني إذ أكتب هنا اعتمد بايصال ما أكتب إليها على كل اخت مسلمة ، واخ مسلم يعرف عنها اكثر مما اعرف .
فلعلها ليست ممن يقبلن أمثال هذه الصفحات ، أو لعلها لا تعرف عن نشرتنا الاسلامية شيئا والآن فإليك يا أختي ندائي فاسمعيني بالله عليك واستمعي إليّ بروحك وقلبك معاً ، فقد بلغني عنك يا أخية أنك طرقت أبواب العلم عن طريق المدارس والمعاهد سواء أكنت مدفوعة إلى ذلك بدافع المجتمع والمحيط أو بدافع الرغبة الشخصية حتى انتهيت في سيرك إلى كلية الحقوق لتحصلين على أكبر رقم من الثقافة . وإلى الآن فليس في هذا ما يسترعي الاهتمام او يستوجب الانتباه ، فما أكثر الفتيات اللاتي حصلن على معدلات فتحت لهن أبواب الكليات فاندرجت أسماؤهن في سجل المتعلمات ، ومشين في ركب الثقافة الحديثة التي تتطلب السير وراء كل معالم الحضارة المستوحاة من الخارج ، فأصبحن في هذا كغيرهن من ملايين الفتيات لا يفرقن عنهن ! فأصبحن في هذا كغيرهن إلا أنهن تابعات والأخريات متبوعات ولكنك أنت يا من لا أعرف عنك حتى اسمك ، أنت نعم أنت وحدك وبالذات دخلت الكلية مرفوعة الرأس ثابتة الأساس ، صريحة في غايتك واضحة في سلوك طريقك ، إذ أنك دخلتها وأنت متمسكة بأكمامك الغالية وأممتها وأنت حريصة على حجابك الطبيعي ( فمرحاً لك يا أختي ، ومرحاً لنفسك
العالية ) التي لم تهن ولم تنكل ولم تتراجع أو تتقهقر أمام التيارات والاغراءات ، والتهاويل ، والأباطيل ! وأنك وبصمودك هذا لتثبتين للمجتمع الغافل أن هناك من بنات جنسك من تسعى وراء العلم بمفهومه الصحيح لا لما يتطلب من مقدمات تستوجبها الثقافة الجديدة ! وأني إذ أوجه اليك هذا النداء أراني حريصة وحريصة جدا على أن يصل إليك بأي طريقة ممكنة ، ولا قصد في كل ما اقصد إلا تشجيعك ومساندتك فحسب ، فأنت ، وكما ستشعرين والحمد لله غنية عن التشجيع وإن كنت محتاجة إلى مساند ومعاضد ، ولكني أريد وغايتي الحقيقية هي أن أهمس اليك بكلمات أحب أن تأخذينها بمأخذ الحقيقة ، وتنظرين إليها بمنظار الواقع فاعلمي يا أخية أن هناك من يترقب بك وسلوكك الفرص ، وان هناك من يود أن يزحزحك عن رأيك بأية وسيلة ممكنة ولو عمل المستحيل ، وان هناك ممن لم يساعدهن الحظ على تعقيم أرواحهن يودن لو يشترين سفورك بنصف أعمارهن كما وان هناك من لم يجدن لديهن القوة الكافية ، والجرأة الوافية لمواجهة التيار المنحرف يتمنين بل ويسعين إلى فل صمودك ، وإلى تضعضع روحياتك بأي ثمن لكي لا يكون لك السبق عليهن ، فان الغد لك لا محالة ( ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم أولياء ) النساء 89 نعم أن الغد لك ولنا إن شاء الله ، وهذه طلائعه البيضاء أخذت تنتشر في الأفق والحمد لله فكم فتاة في عمر الزهور تلج المدارس وهي
في أبراد الحجاب ، وكم من اللواتي مشين وراء النفير الأجنبي ونزعن حجابهن في غفلة وغرور أخذن يتراجعن وبدأن يستفقن من كابوس المفاهيم الخاطئة التي أملاها علينا الاستعمار الغاشم بعد أن أراد أن يستعمرنا في كل شيء حتى في أعز وأطهر ما عندنا وهو المرأة ! نعم هذه كلها بوادر خير وبواكير نجاح فامضي يا أخية في طريقك غير هيابة ولا وجلة ، ولا تدعي للمتربصات بك سبيلا إلى تشف أو مدخلا إلى نقد ، كوني مثلا يقتدى به ولا تكوني ألعوبة تقتدي ، كوني متبوعة لا تابعة قاومي الاغراءات أصمدي أمام كل شيء فأني لأعلم أن العقبات أمامك كثار وان دربك لا يخلو من شوك وعثار ! ولكن النكوص عار والتراجع شنار ، فالموت أولى من ركوب العار والعار أولى من دخول النار !! .
ثم أني أريد أن أهمس في أذنيك أيضاً بأني قد سمعت وأكثر الظن أنك أيضاً تسمعين أن الحجاب والتستر يسترعي الانتباه أكثر من السفور ، ويستوجب لفت النظر اكثر من التكشف ، ولكن لا ، فما هذه سوى دعوى الرجال المتعطشين إلى التطلع إلى محاسنك ، ومحاسن بنات جنسك المسكينات ، فدعيهم وما يقولون وسيري على بركة الله ولا تهني فأن لك الغلبة في الغد ، وليس الغد ببعيد والآن فلا أدري هل سوف يصل ندائي هذا إلى أعماق قلبك وفكرك ؟ أم هل سوف يصل إليك على الأقل ؟ .
أسأل الله أن يكون كذلك ، ودمت للمعجبة ...
أختاه ...
غد لنا مهما ادعـى ملحــد * وارتجلــت مبـادئ وافده
غد لنــا إذا صمدنـا ولم * نضعف أمام العصبة الجاحدة
فالله قــد واعدنـا نصره * والحـق لا يخلـف من واعده
من تأليف : الشهيدة بنت الهدى