و من خطبة له عليه السّلام بعد انصرافه من صفين و فيها حال الناس قبل البعثة و صفة آل النبي ثم صفة قوم آخرين
أحمده استتماما لنعمته ، و استسلاما لعزّته ، و استعصاما من معصيته .
و أستعينه فاقة إلى كفايته ، إنّه لا يضلّ من هداه ، و لا يئل من
عاداه ، و لا يفتقر من كفاه ، فإنّه أرجح ما وزن ، و أفضل ما خزن .
و أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له ، شهادة ممتحنا إخلاصها ،
معتقدا مصاصها ، نتمسّك بها أبدا ما أبقانا ، و ندّخرها لأهاويل ما يلقانا ، فإنّها عزيمة الإيمان ، و فاتحة الإحسان ، و مرضاة الرّحمن ،
و مدحرة الشّيطان. و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله ، أرسله بالدّين المشهور ، و العلم المأثور ، و الكتاب المسطور ، و النّور السّاطع ،
و الضّياء اللاّمع ، و الأمر الصّادع ، إزاحة للشّبهات ، و احتجاجا بالبيّنات ، و تحذيرا بالآيات ، و تخويفا بالمثلات ، و النّاس في فتن انجذم فيها حبل الدّين ، و تزعزعت سواري اليقين ،
و اختلف النّجر ، و تشتّت الأمر ، و ضاق المخرج ، و عمى المصدر ،
فالهدى خامل ، و العمى شامل . عصي الرّحمن ، و نصر الشّيطان ،
و خذل الإيمان ، فانهارت دعائمه ، و تنكّرت معالمه ، و درست سبله ، و عفت شركة أطاعوا الشّيطان فسلكوا مسالكه ، و وردوا مناهله ، بهم سارت أعلامه ، و قام لواؤه ، في فتن داستهم بأخفافها
و وطئتهم بأظلافها ، و قامت على سنابكها ، فهم فيها تائهون حائرون جاهلون مفتونون ، في خير دار ، و شرّ جيران . نومهم سهود ،
و كحلهم دموع ، بأرض عالمها ملجم ، و جاهلها مكرم .
توضيح
قوله « و العلم المأثور » العلم إمّا بالكسر أو بفتحتين أي ما يهتدي به و « المأثور » المقدّم على غيره ، و المنقول ، و لا يخفى مناسبتهما . و « الصادع » الظاهر الجلّي . و « المثلات » جمع « مثلة » بفتح الميم و ضمّ الثاء ، العقوبة . قوله « انجذم » أي انقطع ، و في بعض النسخ بالزاي بمعناه . و « الزعزعة » الاضطراب . و « السواري » جمع « السارية » و هي الدعامة . و « النجر » الأصل و الطبع . « فانهارت » أي انهدمت . و « تنكّرت » أي تغيّرت . و « الشرك » بضمّتين جمع « شركة » بفتحتين و هي معظم الطريق أو وسطها .
قوله « في فتن داستهم » متعلّق بقوله « سارت و قام » أو خبر ثان لقوله « و الناس » . و « السنابك » أطراف مقدّم الحافر . قوله « في خيردار » إمّا خبر ثالث ، أو متعلّق بقوله « تائهون » و ما بعده . و المراد بخير الدار مكّة و بشرّ الجيران كفّار قريش ، و العالم الملجم من آمن به ، و الجاهل المكرم من كذّبه ، و فيه احتمالات أخر لا يناسب المقام . و قوله عليه السلام « نومهم سهود و كحلهم دموع » كناية عن كثرة الفتن فيهم بحيث كانوا لا ينامون اهتماما بأنفسهم و إعدادا لقتال عدوّهم و يبكون على قتلاهم و ما ذهب منهم من الأموال و غيرها .
(شرح نهج البلاغة المقتطف من بحار الانوار )
أحمده استتماما لنعمته ، و استسلاما لعزّته ، و استعصاما من معصيته .
و أستعينه فاقة إلى كفايته ، إنّه لا يضلّ من هداه ، و لا يئل من
عاداه ، و لا يفتقر من كفاه ، فإنّه أرجح ما وزن ، و أفضل ما خزن .
و أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له ، شهادة ممتحنا إخلاصها ،
معتقدا مصاصها ، نتمسّك بها أبدا ما أبقانا ، و ندّخرها لأهاويل ما يلقانا ، فإنّها عزيمة الإيمان ، و فاتحة الإحسان ، و مرضاة الرّحمن ،
و مدحرة الشّيطان. و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله ، أرسله بالدّين المشهور ، و العلم المأثور ، و الكتاب المسطور ، و النّور السّاطع ،
و الضّياء اللاّمع ، و الأمر الصّادع ، إزاحة للشّبهات ، و احتجاجا بالبيّنات ، و تحذيرا بالآيات ، و تخويفا بالمثلات ، و النّاس في فتن انجذم فيها حبل الدّين ، و تزعزعت سواري اليقين ،
و اختلف النّجر ، و تشتّت الأمر ، و ضاق المخرج ، و عمى المصدر ،
فالهدى خامل ، و العمى شامل . عصي الرّحمن ، و نصر الشّيطان ،
و خذل الإيمان ، فانهارت دعائمه ، و تنكّرت معالمه ، و درست سبله ، و عفت شركة أطاعوا الشّيطان فسلكوا مسالكه ، و وردوا مناهله ، بهم سارت أعلامه ، و قام لواؤه ، في فتن داستهم بأخفافها
و وطئتهم بأظلافها ، و قامت على سنابكها ، فهم فيها تائهون حائرون جاهلون مفتونون ، في خير دار ، و شرّ جيران . نومهم سهود ،
و كحلهم دموع ، بأرض عالمها ملجم ، و جاهلها مكرم .
توضيح
قوله « و العلم المأثور » العلم إمّا بالكسر أو بفتحتين أي ما يهتدي به و « المأثور » المقدّم على غيره ، و المنقول ، و لا يخفى مناسبتهما . و « الصادع » الظاهر الجلّي . و « المثلات » جمع « مثلة » بفتح الميم و ضمّ الثاء ، العقوبة . قوله « انجذم » أي انقطع ، و في بعض النسخ بالزاي بمعناه . و « الزعزعة » الاضطراب . و « السواري » جمع « السارية » و هي الدعامة . و « النجر » الأصل و الطبع . « فانهارت » أي انهدمت . و « تنكّرت » أي تغيّرت . و « الشرك » بضمّتين جمع « شركة » بفتحتين و هي معظم الطريق أو وسطها .
قوله « في فتن داستهم » متعلّق بقوله « سارت و قام » أو خبر ثان لقوله « و الناس » . و « السنابك » أطراف مقدّم الحافر . قوله « في خيردار » إمّا خبر ثالث ، أو متعلّق بقوله « تائهون » و ما بعده . و المراد بخير الدار مكّة و بشرّ الجيران كفّار قريش ، و العالم الملجم من آمن به ، و الجاهل المكرم من كذّبه ، و فيه احتمالات أخر لا يناسب المقام . و قوله عليه السلام « نومهم سهود و كحلهم دموع » كناية عن كثرة الفتن فيهم بحيث كانوا لا ينامون اهتماما بأنفسهم و إعدادا لقتال عدوّهم و يبكون على قتلاهم و ما ذهب منهم من الأموال و غيرها .
(شرح نهج البلاغة المقتطف من بحار الانوار )