أنا زينب
كرامة أخرى من كرامات عقيلة بني هاشم السيدة زينب بنت علي(ع) استمطرت شآبيب الرحمة الإلهية لتكون سبباً في شفاء امرأة مقعدة من مرضها، فتكون آية على عظمتها وعلو منزلتها.. والمرأة موجودة على قيد الحياة لحد الآن، وقد نشرت الصحف والجرائد اللبنانية في حينها هذه الكرامة الزينبية وتناقلتها الأفواه..ذكرها في كتابه المخطوط المسمى (بما تشتهي الأنفس: ص 176) الثقة الخطيب العلامة السيد جواد شبّر (ره)، ونقلها في المدرسة الشبّرية العلمية في النجف الأشرف يوم الأربعاء (8 ربيع الثاني سنة 1394 هـ):
عن الشيخ إبراهيم سليمان القاضي الجعفرية في الكويت.. وذلك ليلة الثلاثاء (11 محرم 1391هـ) المصادف (8 آذار 1971م)، ونحن -والكلام للسيد جواد شبر- في دار (السيد عمران السيد أحمد) وكانت خطابتي هناك بمناسبة عاشوراء وبعد ما فرغت عن حديثي عن الحوراء زينب(ع)..
حدثنا الشيخ المذكور فقال: ظهرت كرامة للسيدة زينب بنت أمير المؤمنين(ع) بالشام، وذلك أن امرأة أسمها (فوزية بنت سليم زيدان) وهي اليوم على قيد الحياة في لبنان في قرية جويا قرب صور, كانت مقعدة ومصابة بالروماتيزم مدة 13 سنة ولم ينفعها علاج الأطباء، فقالت لأخيها حسن: احملني إلى قبر السيدة زينب(ع) إلى الشام.. فاعتذر منها لأن نقلها لم يكن هيّناً مع ما هي عليه من شّدة المرض.
فقالت: أنا أستأجر امرأتين تحملانني إليها.
قال لها أخوها: إذا كُتب لكِ الشفاء فلا فرق بين أن تكوني في بيتك ها هنا أو في حرم السيدة زينب(ع) في قرية راوية بدمشق.. وصادف المحرم وهناك مأتم في المسجد المقابل لدارهم، فرجعت فوزية وجلست على الباب المقابل للمسجد وهي تبكي وتستغيث بالسيدة زينب(ع) وتصرخ وتقول: يا مولاتي، يا أخت الحسين، يا مظلومة.. وكانت أمها تصرّ عليها بالسكوت وأمرتها أن ترجع ولكنها أبت، وقالت: لا أرجع إلا بعد منتصف الليل.
فتركتها الأم ونامت وفوزية جالسة على مكانها تندب وتنادي مولاتها العقيلة زينب(ع) وتطلب منها الشفاء.. وعند طلوع الفجر تهيأت للصلاة فإذا بامرأة دخلت وأخذت بعضدها, وقالت لها: قفي على قدميك، أنا زينب بنت علي بن أبي طالب(ع)، يقول لكِ أخوكِ إذا شاءت تشفيكِ زينب في داركِ فإننا لا نشفي أحداً إلا بأذن الله.
قالت فوزية: كأني أحسست بالعصب في الركبة والوركين فرقعت, ثم أنها نادت أمها: يا أماه هذه السيدة زينب!!..
ولم تنتبه الأم، ثم نادت مرة أخرى، فركضت إليها الأم فإذا المرأة قد غابت، فأصرت فوزية أن تذهب إلى بيت أخيها حسن وتخبره بالشفاء فقامت تمشي سليمة على قدميها إلى بيت أخيها، وطرقت الباب عند طلوع الشمس، فانتبه وقال: الصوت صوت فوزية, فقام مع زوجته, فلما فتح الباب ورأى أخته اندهش، وقال: أخّية لا تسقطي على الأرض.
فقالت: لا بأس بي يا أخي، فقد أبرأتني السيدة زينب(ع).
فتعجب أخوها وسُرّ سروراً عظيماً, ثم شاع خبرها في القرية وقصدها الناس ليروها سليمةً، وانتشر أمرها في القرى والبلدان فتقاطر عليها المحاشد، وزارها طبيبها (إبراهيم صالح) والدكتور (عطيّة) وهو يهودي فشاهدها وتعجّبوا حتى قال الدكتور عطيّة: إنها شككتنا في ديننا. كما زارها دكتور مستشفى صور الذي كان يعالجها كل أسبوع بإبرة فتعجب أشد تعجب.
ونشرت صحف لبنان هذا الخبر وذكرت أن فوزية رأت هذه الكرامة في المنام، ولكنني أحدّث بما سمعته بأذني عن صاحبة الكرامة, فقالت لي: يا إبراهيم، كذبوا عليّ وأنا في الحياة، بل إنني شاهدت السيدة زينب(ع) في اليقظة ولم أنم تلك الليلة.
(قصص السيدة زينب(ع)، لمحمد شراد حساني: ص210)
تحياتي
أخوكم
منير الحزامي (الخفاجي)
كربلاء المقدسة
أخوكم
منير الحزامي (الخفاجي)
كربلاء المقدسة