بسم الله الرحمن الرحيم
الحرب العالمية في عصر الظهور
تدل أحاديث متعددة على وقوع حرب عالمية قرب ظهور المهدي عليه السلام . و من المستبعد انطباقها على الحربين العالميتين الأولى و الثانية القريبتين من عصرنا ، لأن أوصافها المذكورة تختلف عن أوصافهما ، فهي تنص على ظهوره عليه السلام بعدها أو أثناءها ، بل يظهر من بعض أحاديثها أنها تقع في سنة ظهوره ، أو بعد بداية حركته المقدسة .
و هذه نماذج من أحاديثها:
عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : " بين يدي القائم موت أحمر و موت أبيض . و جراد في حينه و جراد في غير حينه كألوان الدم . فأما الموت الأحمر فالسيف . و أما الموت الأبيض فالطاعون " [1] .
و تدل عبارة( بين يدي القائم ) على أن هذه الحرب و الموت الأحمر تكون قريبة جداً من ظهور المهدي عليه السلام . و لا يُعَيِّن الحديث مكان وقوعها .
و عن الإمام الباقر عليه السلام قال : " لا يقوم القائم إلا على خوف شديد و زلازل و فتنة و بلاء يصيب الناس ، و طاعون قبل ذلك ، ثم سيف قاطع بين العرب ، و اختلاف بين الناس ، و تشتت في دينهم ، و تغير في حالهم ، حتى يتمنى المتمني الموت صباحا و مساء من عِظَم ما يرى من تكالب الناس و أكلهم بعضهم بعضاً " [2] .
و هو يدل على وقوع الطاعون قبل الخوف الشديد الذي قد يكون الحرب العامة . و لكن يصعب استفادة التسلسل في أحداثه حتى لو فرضنا أن الراوي لم يقدم و يؤخر فيها ، لأن جملة ( سيف قاطع بين العرب ) المعطوفة بـ ( ثم ) يصح عطفها على جملة ( و طاعون قبل ذلك ) المعترضة ، فيكون اختلاف العرب هذا بعد الطاعون ، و يصح عطفها على جملة ( و بلاء يصيب الناس ) فيكون قبل الطاعون . مضافا إلى الإجمال في هذه الحوادث .
نعم يفهم منه وجود فترة شديدة على العرب و الناس أمنياً و سياسياً و اقتصادياً ، و قد تكون هي سنة الجوع الموعود في الرواية التالية عن الإمام الصادق عليه السلام قال : " لا بُدَّ أن يكون قدام القائم سنة يجوع فيها الناس و يصيبهم خوف شديد من القتل " [3] .
و يدل الحديث التالي على أن هذه الشدة و الحرب ، أو حالة الحرب ، تستمر حتى يكون النداء السماوي في شهر رمضان قرب ظهور المهدي عليه السلام .
فعن الإمام الباقر عليه السلام قال : " يختلف أهل الشرق و أهل الغرب ، نعم و أهل القبلة . و يلقى الناس جهداً شديداً مما يمر بهم من الخوف . فلا يزالون بتلك الحال حتى ينادي مناد من السماء . فإذا نادى فالنفر النفر ) [4] .
و هو يدل أيضاً على أن خسائرها تقع أساساً على الأمم غير الإسلامية ، فعبارة : " يختلف أهل الشرق و أهل الغرب ، نعم و أهل القبلة " عبارة دقيقة تشعر بأن اختلاف أهل القبلة أي المسلمين ثانوي بالنسبة إلى اختلاف الغربيين و الشرقيين ، و كأنه ناتج عنه و تابع له .
و هذا هو الأمر الطبيعي في الحرب العالمية المتوقعة حيث ستكون أهدافها عواصم الدول الكبرى و قواعدها العسكرية و لا تصل إلى المسلمين إلا بشكل غير أساسي ، و قد صرحت بذلك بعض الأحاديث ، فعن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله ـ الإمام الصادق عليه السلام ـ يقول : " لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثلثا الناس " .
فقلنا : إذا ذهب ثلثا الناس فمن يبقى ؟
قال : " أما ترضون أن تكونوا في الثلث الباقي " [5] و لعل أكثر النصوص تحديداً لوقت هذه الحرب و سببها الخطبة المروية عن أمير المؤمنين عليه السلام التي يذكر فيها عدداً من علامات ظهور المهدي عليه السلام و أحداث حركته ، و قد ورد فيها فقرتان تتعلقان بالحرب العالمية . قال عليه السلام : " ألا أيها الناس ، سلوني قبل أن تشغر برجلها فتنة شرقية ، تطأ في خطامها بعد موت و حياة ، أو تشب نار بالحطب الجزل غربي الأرض ، رافعة ذيلها تدعو ياويلها، بذحلة أو مثلها . و يخرج رجل من أهل نجران ( راهب من أهل نجران ) يستجيب الإمام فيكون أول النصارى إجابة ، و يهدم صومعته و يدق صليبها ، و يخرج بالموالي و ضعفاء الناس و الخيل ، فيسيرون إلى النخيلة بأعلام هدى ، فيكون مجمع الناس جميعاً من الأرض كلها بالفاروق ( و هي محجة أمير المؤمنين عليه السلام بين البرس و الفرات ) ، فيقتل يومئذ ما بين المشرق و المغرب ثلاثة آلاف ( ألف ) من اليهود و النصارى ، يقتل بعضهم بعضاً ، فيومئذ تأويل هذه الآية : ﴿ فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴾[6] بالسيف " [7] .
و قوله عليه السلام : " قبل أن تشعر برجلها فتنة شرقية " يدل على أن بداية هذه الحرب من الشرق ، أو من نزاع في منطقة الشرق .
و قوله : " أو تشب نار بالحطب الجزل غربي الأرض " يدل على أن مركز تدميرها هو البلاد الغربية ، و حطبها الكثير القابل للإشتعال ، أي قواعدها العسكرية و عواصمها و مراكزها الهامة .
و يبدوأن معنى قوله عليه السلام : ( فيكون مجمع الناس جميعاً من الأرض كلها بالفاروق ) أن الناس يأتون يومئذ من أنحاء الأرض للإلتحاق بالمهدي عليه السلام ، و يكون مقره في العراق بين الكوفة و الحلة ، كما يأتيه ذلك الراهب النجراني في وفد من المستضعفين .
و يظهر أن عبارة ( و هي محجة أمير المؤمنين و هي ما بين البرس و الفرات ) حاشية من الراوي أو الناسخ ، دخلت في الأصل .
و لعل معنى المحجة أنها مكان اجتماع قوافل الحج في زمن أمير المؤمنين عليه السلام ، أو أنها كانت مكاناً تجتمع فيها رايات الوفود إلى معسكره أو زيارته .
( فيقتل يومئذ ما بين المشرق و المغرب ثلاثة آلاف ألف) أي ثلاثة ملايين ، و قد وضعنا كلمة ( ألف) بين قوسين لأنها وردت في رواية أخرى في البحار : 52 / 274 ، و لعلها سقطت من هذه الرواية .
و لا يعني ذلك أن مجموع قتلى الحرب العالمية هو ثلاثة ملايين فقط ، بل قد يكون قتلى ذلك اليوم أو تلك الفترة ، و تكون مرحلة من مراحل الحرب العالمية ، و آخر مراحلها . فقد تقدم أن مجموع خسائرها مع الطاعون الذي يكون قبلها أو بعدها يبلغ ثلثي سكان العالم ، و في رواية خمسة أسباعهم ، كما عن الإمام الصادق عليه السلام : " قدام القائم موتان موت أحمر و موت أبيض ، حتى يذهب من كل سبعة خمسة " [8] ، و في بعضها تسعة أعشار الناس .
و قد يكون اختلاف الروايات بسبب تفاوت المناطق أو غيره من الأسباب . و على كل حال فخسائر هذه الحرب تكون من المسلمين قليلة .
و خلاصة القول : أن الأحاديث الشريفة تدل على أنه يوجد خوف عالمي شامل من القتل قبيل ظهوره عليه السلام ، في سنة ظهوره مثلاً ، و خسائر فادحة جداً في الأرواح ، و بشكل أساسي في غير المسلمين .
و هو أمر يصح تفسيره بالحرب العامة و وسائلها التدميرية الحديثة المخيفة لجميع أطرافها و جميع الشعوب . إذ لو كانت حرباً تقليدية لما كان خوفها بهذا الشمول الذي تصفه الروايات ، و لكان منها طرف على الأقل أو مناطق لا يشملها خوف القتل .
و لكن توجد روايات و قرائن ترجح تفسيرها بموجة من الحروب الإقليمية خاصة التعبير الوارد عن الإمام الباقر عليه السلام عن سنة الظهور : " و تكثر الحروب في الأرض " ، حيث ينص على أنها حروب متعددة في تلك السنة. و عليه يكون الجمع بينها و بين روايات الإختلاف و الحرب بين أهل الشرق و الغرب ، أن ذلك يأخذ شكل حروب إقليمية بينهم و يتركز دمارها على غربي الأرض .
أما وقتها ، فيفهم من الأحاديث أنه قريب جداً من ظهوره عليه السلام ، في سنة ظهوره مثلاً ، و إذا أردنا أن نجمع بين أحاديث هذه الحرب و صفاتها ، فالمرجح أنها تكون على مراحل حيث تبدأ قبيل بداية حركة ظهوره عليه السلام ثم تكون بقية مراحلها بعد حركة ظهوره ، و يكون فتحه للحجاز في أثنائها ، ثم تنتهي بعد فتحه العراق .
أما إذا فسرنا أحاديثها بحرب نووية شاملة ، و أخذنا بما تكتبه الصحف عن الحرب النووية العالمية فإن مدتها تكون قصيرة جداً ، لا تزيد عن شهر واحد كما يذكرون . والله العالم .
[1] الإرشاد للمفيد : 405 ، و الغيبة للطوسي : 277 .
[2] كمال الدين للصدوق : 434 .
[3] البحار : 52 / 229 .
[4] البحار : 52 / 235 .
[5] البحار : 52 / 113 .
[6]القران الكريم : سورة الأنبياء ( 21 ) ، الآية : 15 ، الصفحة : 323 .
[7] البحار : 52 / 82 و 84 .
[8] البحار : 52 / 207 .
الحرب العالمية في عصر الظهور
تدل أحاديث متعددة على وقوع حرب عالمية قرب ظهور المهدي عليه السلام . و من المستبعد انطباقها على الحربين العالميتين الأولى و الثانية القريبتين من عصرنا ، لأن أوصافها المذكورة تختلف عن أوصافهما ، فهي تنص على ظهوره عليه السلام بعدها أو أثناءها ، بل يظهر من بعض أحاديثها أنها تقع في سنة ظهوره ، أو بعد بداية حركته المقدسة .
و هذه نماذج من أحاديثها:
عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : " بين يدي القائم موت أحمر و موت أبيض . و جراد في حينه و جراد في غير حينه كألوان الدم . فأما الموت الأحمر فالسيف . و أما الموت الأبيض فالطاعون " [1] .
و تدل عبارة( بين يدي القائم ) على أن هذه الحرب و الموت الأحمر تكون قريبة جداً من ظهور المهدي عليه السلام . و لا يُعَيِّن الحديث مكان وقوعها .
و عن الإمام الباقر عليه السلام قال : " لا يقوم القائم إلا على خوف شديد و زلازل و فتنة و بلاء يصيب الناس ، و طاعون قبل ذلك ، ثم سيف قاطع بين العرب ، و اختلاف بين الناس ، و تشتت في دينهم ، و تغير في حالهم ، حتى يتمنى المتمني الموت صباحا و مساء من عِظَم ما يرى من تكالب الناس و أكلهم بعضهم بعضاً " [2] .
و هو يدل على وقوع الطاعون قبل الخوف الشديد الذي قد يكون الحرب العامة . و لكن يصعب استفادة التسلسل في أحداثه حتى لو فرضنا أن الراوي لم يقدم و يؤخر فيها ، لأن جملة ( سيف قاطع بين العرب ) المعطوفة بـ ( ثم ) يصح عطفها على جملة ( و طاعون قبل ذلك ) المعترضة ، فيكون اختلاف العرب هذا بعد الطاعون ، و يصح عطفها على جملة ( و بلاء يصيب الناس ) فيكون قبل الطاعون . مضافا إلى الإجمال في هذه الحوادث .
نعم يفهم منه وجود فترة شديدة على العرب و الناس أمنياً و سياسياً و اقتصادياً ، و قد تكون هي سنة الجوع الموعود في الرواية التالية عن الإمام الصادق عليه السلام قال : " لا بُدَّ أن يكون قدام القائم سنة يجوع فيها الناس و يصيبهم خوف شديد من القتل " [3] .
و يدل الحديث التالي على أن هذه الشدة و الحرب ، أو حالة الحرب ، تستمر حتى يكون النداء السماوي في شهر رمضان قرب ظهور المهدي عليه السلام .
فعن الإمام الباقر عليه السلام قال : " يختلف أهل الشرق و أهل الغرب ، نعم و أهل القبلة . و يلقى الناس جهداً شديداً مما يمر بهم من الخوف . فلا يزالون بتلك الحال حتى ينادي مناد من السماء . فإذا نادى فالنفر النفر ) [4] .
و هو يدل أيضاً على أن خسائرها تقع أساساً على الأمم غير الإسلامية ، فعبارة : " يختلف أهل الشرق و أهل الغرب ، نعم و أهل القبلة " عبارة دقيقة تشعر بأن اختلاف أهل القبلة أي المسلمين ثانوي بالنسبة إلى اختلاف الغربيين و الشرقيين ، و كأنه ناتج عنه و تابع له .
و هذا هو الأمر الطبيعي في الحرب العالمية المتوقعة حيث ستكون أهدافها عواصم الدول الكبرى و قواعدها العسكرية و لا تصل إلى المسلمين إلا بشكل غير أساسي ، و قد صرحت بذلك بعض الأحاديث ، فعن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله ـ الإمام الصادق عليه السلام ـ يقول : " لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثلثا الناس " .
فقلنا : إذا ذهب ثلثا الناس فمن يبقى ؟
قال : " أما ترضون أن تكونوا في الثلث الباقي " [5] و لعل أكثر النصوص تحديداً لوقت هذه الحرب و سببها الخطبة المروية عن أمير المؤمنين عليه السلام التي يذكر فيها عدداً من علامات ظهور المهدي عليه السلام و أحداث حركته ، و قد ورد فيها فقرتان تتعلقان بالحرب العالمية . قال عليه السلام : " ألا أيها الناس ، سلوني قبل أن تشغر برجلها فتنة شرقية ، تطأ في خطامها بعد موت و حياة ، أو تشب نار بالحطب الجزل غربي الأرض ، رافعة ذيلها تدعو ياويلها، بذحلة أو مثلها . و يخرج رجل من أهل نجران ( راهب من أهل نجران ) يستجيب الإمام فيكون أول النصارى إجابة ، و يهدم صومعته و يدق صليبها ، و يخرج بالموالي و ضعفاء الناس و الخيل ، فيسيرون إلى النخيلة بأعلام هدى ، فيكون مجمع الناس جميعاً من الأرض كلها بالفاروق ( و هي محجة أمير المؤمنين عليه السلام بين البرس و الفرات ) ، فيقتل يومئذ ما بين المشرق و المغرب ثلاثة آلاف ( ألف ) من اليهود و النصارى ، يقتل بعضهم بعضاً ، فيومئذ تأويل هذه الآية : ﴿ فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴾[6] بالسيف " [7] .
و قوله عليه السلام : " قبل أن تشعر برجلها فتنة شرقية " يدل على أن بداية هذه الحرب من الشرق ، أو من نزاع في منطقة الشرق .
و قوله : " أو تشب نار بالحطب الجزل غربي الأرض " يدل على أن مركز تدميرها هو البلاد الغربية ، و حطبها الكثير القابل للإشتعال ، أي قواعدها العسكرية و عواصمها و مراكزها الهامة .
و يبدوأن معنى قوله عليه السلام : ( فيكون مجمع الناس جميعاً من الأرض كلها بالفاروق ) أن الناس يأتون يومئذ من أنحاء الأرض للإلتحاق بالمهدي عليه السلام ، و يكون مقره في العراق بين الكوفة و الحلة ، كما يأتيه ذلك الراهب النجراني في وفد من المستضعفين .
و يظهر أن عبارة ( و هي محجة أمير المؤمنين و هي ما بين البرس و الفرات ) حاشية من الراوي أو الناسخ ، دخلت في الأصل .
و لعل معنى المحجة أنها مكان اجتماع قوافل الحج في زمن أمير المؤمنين عليه السلام ، أو أنها كانت مكاناً تجتمع فيها رايات الوفود إلى معسكره أو زيارته .
( فيقتل يومئذ ما بين المشرق و المغرب ثلاثة آلاف ألف) أي ثلاثة ملايين ، و قد وضعنا كلمة ( ألف) بين قوسين لأنها وردت في رواية أخرى في البحار : 52 / 274 ، و لعلها سقطت من هذه الرواية .
و لا يعني ذلك أن مجموع قتلى الحرب العالمية هو ثلاثة ملايين فقط ، بل قد يكون قتلى ذلك اليوم أو تلك الفترة ، و تكون مرحلة من مراحل الحرب العالمية ، و آخر مراحلها . فقد تقدم أن مجموع خسائرها مع الطاعون الذي يكون قبلها أو بعدها يبلغ ثلثي سكان العالم ، و في رواية خمسة أسباعهم ، كما عن الإمام الصادق عليه السلام : " قدام القائم موتان موت أحمر و موت أبيض ، حتى يذهب من كل سبعة خمسة " [8] ، و في بعضها تسعة أعشار الناس .
و قد يكون اختلاف الروايات بسبب تفاوت المناطق أو غيره من الأسباب . و على كل حال فخسائر هذه الحرب تكون من المسلمين قليلة .
و خلاصة القول : أن الأحاديث الشريفة تدل على أنه يوجد خوف عالمي شامل من القتل قبيل ظهوره عليه السلام ، في سنة ظهوره مثلاً ، و خسائر فادحة جداً في الأرواح ، و بشكل أساسي في غير المسلمين .
و هو أمر يصح تفسيره بالحرب العامة و وسائلها التدميرية الحديثة المخيفة لجميع أطرافها و جميع الشعوب . إذ لو كانت حرباً تقليدية لما كان خوفها بهذا الشمول الذي تصفه الروايات ، و لكان منها طرف على الأقل أو مناطق لا يشملها خوف القتل .
و لكن توجد روايات و قرائن ترجح تفسيرها بموجة من الحروب الإقليمية خاصة التعبير الوارد عن الإمام الباقر عليه السلام عن سنة الظهور : " و تكثر الحروب في الأرض " ، حيث ينص على أنها حروب متعددة في تلك السنة. و عليه يكون الجمع بينها و بين روايات الإختلاف و الحرب بين أهل الشرق و الغرب ، أن ذلك يأخذ شكل حروب إقليمية بينهم و يتركز دمارها على غربي الأرض .
أما وقتها ، فيفهم من الأحاديث أنه قريب جداً من ظهوره عليه السلام ، في سنة ظهوره مثلاً ، و إذا أردنا أن نجمع بين أحاديث هذه الحرب و صفاتها ، فالمرجح أنها تكون على مراحل حيث تبدأ قبيل بداية حركة ظهوره عليه السلام ثم تكون بقية مراحلها بعد حركة ظهوره ، و يكون فتحه للحجاز في أثنائها ، ثم تنتهي بعد فتحه العراق .
أما إذا فسرنا أحاديثها بحرب نووية شاملة ، و أخذنا بما تكتبه الصحف عن الحرب النووية العالمية فإن مدتها تكون قصيرة جداً ، لا تزيد عن شهر واحد كما يذكرون . والله العالم .
[1] الإرشاد للمفيد : 405 ، و الغيبة للطوسي : 277 .
[2] كمال الدين للصدوق : 434 .
[3] البحار : 52 / 229 .
[4] البحار : 52 / 235 .
[5] البحار : 52 / 113 .
[6]القران الكريم : سورة الأنبياء ( 21 ) ، الآية : 15 ، الصفحة : 323 .
[7] البحار : 52 / 82 و 84 .
[8] البحار : 52 / 207 .