الإسلام يدعو إلى الكرامة والغرب الى الاستعباد

قال تعالى في سورة المائدة / 118 : (( إن تعذبهم فأنهم عبادك )) . وهو كلام مبني على معنى الرق والعبودية . وفي القران الكريم آيات كثيرة جدا تعد الناس عبادا لله سبحانه وتبني على ذلك أصول الدعوة الدينية فالناس عبيد والله تعالى هو مولاهم الحق . والسلطة الحقيقية هي لله تبارك وتعالى والملك الواقعي له فالعبودية هي المنشأ لوجوب انقيادهم إليه ولما يريده منهم بإرادته التشريعية وما يضع لهم من شرائع الدين وقوانين الشريعة مما يصلح به أمرهم وتحاز به سعادتهم في الدارين دنيا وآخرة . وقد كان الاستعباد والاسترقاق دائرا في المجتمع الإنساني شائع معروف وكان مبنيا على نوع من الغلبة والسيطرة كغلبة الحرب وغلبة الرئاسة وان الأصل الأساسي الذي كان يبنى عليه الإنسان سنة الاستعباد والاسترقاق هو حق الاختصاص والتملك المطلق بدون قيد أو شرط الذي يعتقده الإنسان لنفسه ولا يستثني منه أحدا إلا مشاركيه في مجتمعه الإنساني ممن يعادله في الوزن الاجتماعي ويتحصن منه في حصن التعاون والتعاضد وأما الباقون فلا مانع عنده من تملكهم واستعبادهم وعمدتهم في ذلك طوائف ثلاث : -
1-
العدو المحارب .
2-
الأولاد الضعفاء بالنسبة إلى آبائهم وكذا النساء بالنسبة إلى أوليائهن .
3-
المغلوب المستبذل بالنسبة إلى الغالب المتعزز .
وأما الإسلام الحنيف فقد قسم الاستعباد بحسب أسبابه وقد تقدم إن عمدتها ثلاثة فألغى سببين من الثلاثة من أصله وهما التغلب والولاية . فاعتبر الإسلام احترام الناس شرعا سواء من ملك ورعية وحاكم ومحكوم وأمير وجندي ومخدوم وخادم بإلغاء الامتيازات والاختصاصات الحيوية والتسوية بين الأفراد في حرمة نفوسهم وأعراضهم وأموالهم . وعدل ولاية الآباء لأبنائهم فلهم حق الحضانة والحفظ وعليهم حق التربية والتعليم وحفظ أموالهم ماداموا محجور ين من الصغر إلى غيرها من الأحكام الشرعية فمن أرادها فليراجع المصادر الخاصة بها وليلاحظ كيفية دقة واعتناء الإسلام بالحقوق وسائر بقية المعاملات الأخرى . وقد أبقى الإسلام السبب الثالث من الأسباب الثلاثة المتقدمة للاستعباد ( وهي الحرب ) – وهو أن يسبي الكافر المحارب لله ورسوله صلى الله عليه واله وسلم والمؤمنين . وأما امتثال المؤمنين بعضهم مع بعض فلا سبي فيه ولا استعباد بل يقاتل الباغي حتى ينقاد لأمر الله تبارك وتعالى . أما مانراه اليوم ومع شديد الأسف هو خضوع وانقياد اغلب المسلمين إلى القوانين الوضعية الغربية الفاسدة والتأثر بها أكثر من قوانين الإسلام مع أن الخضوع لأحكام الله تعالى هو العز بعينه وأما العكس فهو الذل والهوان بعينها وكما يقول أهل البيت عليهم السلام – (( من أراد عزا بلا عشيرة فلينتقل من ذل معصيته إلى عز طاعته )) . والذي نراه في عموم المنطقة إن الإسلام أصبح مفاهيم ونظريات تطرح على منابر المسلمين جميعا سواء من خلال منابر صلاة الجمعة أو صلاة الجماعة في المساجد او المنابر الحسينية أي نستطيع أن نقول بعبارة أخرى إن إسلامنا أصبح – سلطة مع إيقاف التنفيذفالسلطة الحاكمة اليوم هي سلطة الإنسان على الإنسان مع أن المراد هو سلطة الإسلام على الإنسان . واعتقد
أن الفرق واسع جدا بين العبارتين . وهذا بدوره كان من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى ضعف المسلمين بعد ماكانوا هم قادة البشرية . وأود الإشارة هنا إلى قضية اعتبرها جدا مهمة حصلت قبل أيام فيها العبرة والعظة العظيمة لمن تدبر ووعى مضمونها ورسالتها إلى كل البشرية وهي أن الأعم الأغلب من الناس قد شاهد على القنوات الفضائية بعد فوز السيد محمود احمدي نجاد بولاية ثانية كرئيس لجمهورية إيران الإسلامية شاهد كيفية مصادقة السيد على الخامنئي حفظه الله تعالى على الدورة الرئاسية له قد يكون أكثر البعض لم ينتبه إليها وهي :-
إننا لاحظنا أن جميع أعضاء الحكومة الإيرانية بما فيهم رئيس الجمهورية جلوس متربعين على الأرض أما سماحة السيد الخامنئي فهو الوحيد الجالس على كرسي في وسطهم . فهل سألنا أنفسنا لماذا ؟ ! قد يتصور البعض وهم قلة إن شاء الله تعالى أن هذا تكبر من سماحته أو دكتاتورية وحاشاه ذلك أبدا وهو طبعا تصور خاطئ وغير صحيح . وقد تصور البعض إن ذلك بسبب كبر سنه وضعفه وهذا أيضا تصور خاطئ فإننا نراه حفظه الله تعالى وأيده بتأييده يؤدي صلاة الجمعة من قيام مع خطبتها على أكمل وجه وبصحة وبقدرة كاملة . فإذن مامعنى دلالة ذلك ؟ أقول : دلالة ذلك واضحة وهي أنها رفع لهيئة العمامة ومكانها التي يرتديها لأنها تمثل مدرسة أهل البيت عليهم السلام والتي تمثل الإسلام ككل فهي السلطة العليا – وبهذا الاعتبار لايمكن لأي احد أن يتعالى عليها مهما كان منصبه أو مقامه فان سلطة الإسلام هي أعلى من أي سلطة كانت أو أي صفة كانت . فهل إن سلطة الإسلام بهذا الحجم والمقام في بلداننا العربية والإسلامية الأخرى أم أن بعضها يصافح عدو الإسلام الصهيونية اللقيطة إنا لله وإنا أليه راجعون ولكن للباطل جولة وللحق دولة لاتنسونا بلدعاء