البهلول وأبو حنيفة
يوما كان البهلول مارا بالقرب من مسجد فرأى أبا حنيفة جالسا يحيطه ثلة من طلابه وهو يلقي عليهم درسه المعتاد ، فوقف البهلول وأخذ ينصت لكلام أبي حنيفة فسمعه يقول : سمعت الصادق يقول أمورا أدهشتني سماعها ، فإنه يقول إن الله لا يمكن أن يُرى لا في الدنيا ولا في الآخرة )
فتعجبت لقوله ، فهل يمكن لشيء أن يكون موجوداً لكنه لا يرى؟؟؟؟؟؟؟؟
وسمعته يقول ): إن الناس مسؤولون عن أعمالهم ) ولكنني أعتقد أن كل أعمالنا مرتبطة بإرادة الله ومردها إلى مشيئته ،وإننا لسنا مسؤولين عن أعمالنا .
وأراد البهلول أن يجيب على إدعاءات أبي حنيفة فاستخدم في ذلك أسلوب (من فمك أدينك) إذ رفع حجرا ورمى به أبا حنيفة فسقط على أم رأسه ، فشكاه إلى القاضي ، فما كان من الأخير إلا إن استدعى البهلول إلى المحكمة وسأله عن سبب أقدامه على هذا العمل الذي أدى إلى إصابة رأس أبي حنيفة بوجع شديد فأجاب البهلول :
-أيها القاضي !
-يقول أبي حنيفة (كل شيء موجود فهو مرئي ومشهود حتما) وهو يدعي أن رأسه مصاب بوجع وألم فإذا كان ادعاؤه صادقا فليرني الألم والوجع!
- وهو يقول: (بما إن الشيطان مخلوق من النار فإنه لا يحترق بها ) وأبو حنيفة مخلوق من التراب والحجر من التراب أيضا ، إذن فينبغي أن لا يؤلم الحجر أبا حنيفة أو يجرحه، فإذا كان يدعي أنني أوجعت رأسه وجرحته بالحجر فإنه كاذب في إدعائه !
-وهو يقول أن الإنسان ليس مخيرا في ما يقوم به وهو مسخر لإرادة الله ومجبور على أعماله بمشيئة الله ) فإذا كنت ضربتُ رأس أبي حنيفة بالحجر فإني لست المقصر في ذلك وعليه أن يشكو الله لا أن يشكوني !
- فبهت أبو حنيفة ودهش لسماع أجوبة البهلول وخرج من المحكمة بعد أن أسقط ما في يده وخاب سعيه.
فالتفت القاضي إلى البهلول وعفا عنه وأطلق سراحه .