كل عام وجميع الموالين والمسلمين الكرام بخير
اللهم اهله علينا بالخير واليمن والبركات
والعزة والنصر لأمة حبيبك ومصطفاك سيد الخلق اجمعين سيدنا ومولانا محمد عليه وعلى اله وصحبه افضل الصلاة واتم التسليم
اللهم اهله علينا بالخير واليمن والبركات
والعزة والنصر لأمة حبيبك ومصطفاك سيد الخلق اجمعين سيدنا ومولانا محمد عليه وعلى اله وصحبه افضل الصلاة واتم التسليم
هل السحور واجب أم مستحب، و هل كان النبي و أئمة أهل البيت يتسحرون، و ما هي كمية الأكل في السحور؟ | ||
الاجابة للشيخ صالح الكرباسي | ||
ما هو السحور: المقصود بالسحور هو ما يتناوله الصائم من الطعام و الشراب في وقت السحر ليستعين به على تحمل الجوع و العطش في النهار و أثناء فترة الصوم، و بالسحور يتغَلَّبَ الصائم على الضعف و العطش الشديد خلال النهار، و يتحقق السحور بأكل وجبة خفيفة جداً، كأن يأكل قطعة من الخبز، أو يشرب شيئاً من اللبن أو الماء، و به يحصل الصائم على ثواب السحور. فقد رُوي عن النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) أنه قال : " تَعَاوَنُوا بِأَكْلِ السَّحُورِ عَلَى صِيَامِ النَّهَارِ و بِالنَّوْمِ عِنْدَ الْقَيْلُولَةِ عَلَى قِيَامِ اللَّيْلِ " [1] . كمية السحور و نوعه: بالنسبة الى الكمية التي يمكن تناولها أو شربها لدى السحور ، فالميزان في ذلك هو الكمية التي ترتفع بها حاجة الصائم نفسه بالنسبة للطعام و الشراب بحيث يقوى على الصيام بالشكل الذي لا تتضرر صحته، و يكره الاكثار من الطعام و الشراب بصورة عامة، و بصورة خاصة بالنسبة الى الصائم، و ذلك لأن الإكثار من الطعام و الشراب يتنافى مع فلسفة الصيام. و لقد كان سحور النبي ( صلى الله عليه وآله ) و الأئمة من أهل البيت ( عليهم السلام ) مختلفاً حسب الحاجة و الظروف. الحكم الشرعي للسحور: السحور مستحب و ليس بواجب بالنسبة للصائم بصورة عامة، و يتأكد هذا الاستحباب في صيام شهر رمضان المبارك، و قد وردت روايات عدة في استحباب السحور و فضله ، و إليك بعضاً منها: فَعَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) ، أنَّهُ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ السَّحُورِ لِمَنْ أَرَادَ الصَّوْمَ أَ وَاجِبٌ هُوَ عَلَيْهِ؟ فَقَالَ : "لَا بَأْسَ بِأَنْ لَا يَتَسَحَّرَ إِنْ شَاءَ، وَ أَمَّا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَإِنَّهُ أَفْضَلُ أَنْ يَتَسَحَّرَ، نُحِبُّ أَنْ لَا يُتْرَكَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ [2]. و في حديث آخر عَنْ سَمَاعَةَ، أنَّهُ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ السَّحُورِ لِمَنْ أَرَادَ الصَّوْمَ؟ فَقَالَ : "أَمَّا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَإِنَّ الْفَضْلَ فِي السَّحُورِ وَ لَوْ بِشَرْبَةٍ مِنْ مَاءٍ، وَ أَمَّا فِي التَّطَوُّعِ فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَتَسَحَّرَ فَلْيَفْعَلْ، وَ مَنْ لَمْ يَفْعَلْ فَلَا بَأْسَ [3] . وَ عَنِ السَّكُونِيِّ عَنْ الإمام جَعْفَرٍ الصادقِ ( عليه السلام ) عَنْ آبَائِهِ ( عليهم السلام ) أنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ): "السَّحُورُ بَرَكَةٌ". وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ): "لَا تَدَعُ أُمَّتِيَ السَّحُورَ وَ لَوْ عَلَى حَشَفَةٍ" [4] ، [5] . 1 من لا يحضره الفقيه : 2 / 136 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن حسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق ، المولود سنة : 305 هجرية بقم ، و المتوفى سنة : 381 هجرية ، طبعة انتشارات اسلامي التابعة لجماعة المدرسين ، الطبعة الثالثة ، سنة : 1413 هجرية. [2] الكافي : 4 / 94 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية . [3] الكافي: 4 / 94. [4] الكافي : 4 / 94. [5] الحشفة : أردى التمر الذي لا لحم فيه و الضعيف الذي لا نوى له، مجمع البحرين : 5 / 38 ، للعلامة فخر الدين بن محمد الطريحي ، المولود سنة : 979 هجرية بالنجف الأشرف / العراق ، و المتوفى سنة : 1087 هجرية بالرماحية ، و المدفون بالنجف الأشرف / العراق ، الطبعة الثانية سنة : 1365 . |