قبس من نور الامام الصادق (عليه السلام)
لكل أمام من أئمة أهل البيت المعصومين (عليهم السلام)دورا خاصا به وفقا للاوامر الالهية ،حيث ظروف الزمان الذي يسود وظروف المكان والتقلبات العديدة التي كانت ولازالت تعيشها الامة الاسلامية ،ولو ننظرنا في حياة الائمة (عليهم السلام) لوجدنا ان أماما يقوم بدور وأمام أخر يقوم بدور معاكس ،فمثلا لو أخذنا الامامين المظلومين سبطا رسول الله (صلى الله عليه واله)والذان هما سيدا شباب أهل الجنة ،لو جدنا أن دور الامام الحسن (عليه السلام)هو عكس دور الامام الحسين (عليه السلام)،حيث أن الامام الحسن (عليه السلام)هادن معاوية بعد أن سعى لقتاله ،ولكن الظروف منعت تحقق ذلك ،منها خذلان الجند له (عليه السلام)وغيرها ،في حين أننا نجد أن الامام الحسين (عليه السلام)توفرت لديه ظروف أخرى ،سمحت له بالقيام بالثورة ،وهذا المردود الايجابي الذي حققته واقعة الطف الاليمة رغم المأساة التي عاشاها أهل بيت النبوة ،وهكذا في باقي الائمة (عليهم السلام)،فكل أمام له دورا خاص به ،الامام السجاد (عليه السلام) كان دوره من خلال العبادة والدعاء حيث أشتهرت عنه (عليه السلام) الصحيفة السجادية التي هي بحد ذاتها كنز من كنوز ال محمد (عليهم الصلاة والسلام)،الى أن وصل الدور الى الامام الباقر والصادق (عليهما السلام) الذان كانا في فترة أتسمت بحالة من الفراغ السياسي ،فعمدا هذان الامامان الهمامان الى نشر العلوم المحمدية الاصيلة ،وكانت فترة الامام الصادق (عليه السلام)أكثر ملائمة لكي ينشر الثقافة الاسلامية ،حيث كان هناك حالة من الاضطراب السياسي نتيجة لانتقال السلطة من أيدي الامويين الى أيدي العباسين ،هذه الظروف وفرت مساحة كبيرة للامام الصادق (عليه السلام)لكي يؤسس المدرسة العملاقة التي أثرت العلوم ،حيث كان يرتاد هذه المدرسة عشرات الاف من الطلبة ،الا أن أستطاع الامام (عليه السلام) أن يثبت دعائم وأركان مذهب أهل البيت (عليهم السلام)،وكان للامام الصادق (عليه السلام)مناظرات علمية مع الزنادقة والدهرية وطوائف أخرى ،حيث قام (عليه السلام)بتعرية تلك المذاهب المنحرفة وعزلها عن الواقع الاسلامي ،وهكذا فكان (عليه السلام) رائدا على جميع المستويات حتى أستشهد (سلام الله عليه )،فالسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا .إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
قبس من نور الامام الصادق (عليه السلام)
تقليص