:1:
إنَّ إستشكال البعض علينا بعدم ضرورة الإعتقاد بالولاية الخاصة للإمام المهدي:عليه السلام: في عصر الغيبة الكبرى للإحتفاظ بالهوية الشيعية
لاقيمة له دينياً وعلميَّا بعد ما ثبت بالدليل القطعي واليقيني في عقيدتنا الحقة ولادة و إمامة الإمام المهدي:ع:
وحكمة غبيته الصغرى والكبرى ووجوب الإيمان بذلك والتسليم به والعمل على إنتظاره :عليه السلام: تكليفاً وعبادةً
وللعلم ثبتَ حتى عند المخالفين لنا في أصل الإمامة ونصبها إلهيَّا
وجوب وضرورة معرفة إمام الزمان وطاعته وولايته إعتقاداً وعملا
وهذا ما تواترت عليه الروايات في صحاح العامة قبل الخاصة
:أنه قال رسول الله :صلى الله عليه وآله وسلم :
: من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية:
:المعجم الكبير:الطبراني :ج19:ص388:
وقد ذكر مثل هذا الحديث :أحمد بن حنبل في مسنده :ج4:ص96:
وكذا ذكر في المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري :ج1 ص 77 و 117 :
وغيرها كثير .
:2:
:س:
كيف يستطيع الإنسان الشيعي إثبات هويته من خلال اعترافه بالامام المهدي : عجل الله فرجه : إماماً من جهة وهو غائب .
ويتمسك بوصاياه :عليه السلام :وأداء حقه من جهة اخرى ؟
:الجواب:
إنَّ الإيمان والإعتراف بإمامة الإمام المهدي:عليه السلام: وإن كان غائبا مستورا بحسب الظاهر
لايضر ولا يقدح في ثبات وتحدد هوية الإنسان الشيعي دينيا
لطالما أنَّ الإمام المهدي:عليه السلام: هو إمام معصوم ومنصوب ربانيا وموجود واقعاً في عالمنا الحياتي المُعاصر
ذلك كون الغياب العياني والحسي لشخص الإمام المهدي:عليه السلام: هو أمر طارىء وإستثنائي مؤقت
لايمنع عقلا وعقيدةً من ضرورة الإيمان به إماماً معصوما ومنصوبا
ومسألة الإيمان بالغيب على مستوى عالم الشهادة أو عالم ماروراء الحس هي من أولى صفات المتقين
كما ورد في قوله تعالى
بلحاظ عالم الشهادة والحس :والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ:
وبلحاظ عالم ما وراء الشهادة والحس (الغيب المطلق)
: الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ :
الم{1}
ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ{2}
الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ{3}
والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ{4}
أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{5} :البقرة:
وعلى هذا الأساس القرأني المكين تمكنتْ الهوية الشيعية المؤمنة بمذهب أهل البيت المعصومين :عليهم السلام: من الإحتفاظ بذاتياتها وماهيتها وفصلها المُميِّز وجوديا ودينيا وتأريخيا
:3:
:س:
لو تحقق أن آمنَ المُسلم بإمامة الائمة الأحد عشر وأفضليتهم ولم يعقد قلبه إيمانا بغيبة الإمام الثاني عشر
فهل هذا يخرجه من هويته ؟
:الجواب :
إنَّ المطلوب والمفروض عقْديّا بحسب مذهب أهل البيت المعصومين:عليهم السلام: هو الإيمان المجموعي بإمامة الأئمة الإثني عشر فردا فردا
فلو حصل التبعيض في الإيمان بهم لوقع التشوه في الهوية الشيعية الحقة واقعا وإن تسمى بها رسما وإسما وبهذا يخرج عن الهوية واقعا .
لذا يُعتبرُ الإيمان بهم :عليهم السلام: على نحو فردا فردا من جملة ما يجب على المُكلّف التيقن به ذاتيا ووظيفيا
كون الإمامة عندنا هي أصلٌ من أصول الدين الإسلامي الحق .
وقد إنحصرتْ نصباً ونصّاً بالإثني عشر إماما معصوما :عليهم السلام أجمعين:
والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
اترك تعليق: