بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركة
قال تعالى : ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ (45) سورة العنكبوت
معنى الفحشاء
قال السيد الطباطبائي ، في تفسير قوله تعالى : ﴿ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ (90) سورة النحل .
قال في المفردات : الفحش والفحشاء والفاحشة ما عظم قبحه من الأفعال والأقوال . انتهى
ولعل الأصل في معناه الخروج عن الحد فيما لا ينبغي ، يقال غبن فاحش أي خارج عن حد التحمل والصبر والسكوت .
معنى المنكر
والمنكر ما لا يعرفه الناس في مجتمعهم من الأعمال التي تكون متروكة عندهم لقبحها أو إثمها كالمواقعة أو كشف العورة في مشهد من الناس في المجتمعات الإسلامية .
معنى البغي
والبغي الأصل في معناه الطلب ، وكثر استعماله في طلب حق الغير بالتعدي عليه فيفيد معنى الاستعلاء والاستكبار على الغير ظلماً وعتوا ، وربما كان بمعنى الزنا ، والمراد به في الآية هو التعدي على الغير ظلماً . وهذه الثلاثة - أعني الفحشاء والمنكر والبغي - وإن كانت متحدة المصاديق غالباً فكل فحشاء منكر ، وغالب البغي فحشاء ومنكر ، لكن النهي إنما تعلق بها بما لها من العناوين لأن وقوع الأعمال بهذه العناوين في مجتمع من المجتمعات يوجب ظهور الفصل الفاحش بين الأعمال المجتمعة فيه الصادرة من أهله فينقطع بعضها من بعض ويبطل الإلتيام بينها ويفسد بذلك النظم وينحل المجتمع في الحقيقة وإن كان على ساقه صورة وفي ذلك هلاك سعادة الأفراد .
فالنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي أمر بحسب المعنى باتحاد مجتمع تتعارف أجزاؤه وتتلاءم أعماله لا يستعلي بعضهم على بعض بغياً ولا يشاهد بعضهم من بعض إلا الجميل الذي يعرفونه لا فحشاء ولا منكرا وعند ذلك تستقر عليهم الرحمة والمحبة والإلفة وترتكز فيهم القوة والشدة وتهجرهم السخطة والعداوة والنفرة وكل خصلة سيئة تؤدى إلى التفرق والتهلكة .
وفال حول تفسير ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ ﴾ : والسياق يشهد أن المراد بهذا النهي ردع طبيعة العمل عن الفحشاء والمنكر بنحو الاقتضاء دون العلية التامة
الأحاديث كثيرة ومتعددة في الاهتمام بتفريغ القلب عن ما سوى الله سبحانه ..
قال عليه السلام : ( إن العبد ليصلي الصلاة ، لا يكتب له سدسها ( ثلثها خ ل ) ولا عشرها وإنما يكتب للعبد من صلاته ما عقل منها ) .
وقال عليه السلام : ( أول ما ينظر في عمل العبد يوم القيامة في صلاته ، فإن قبلت نظر في لا\
وعن أبي حمزة الثمالي قال : رأيت علي بن الحسين ( عليه السلام ) يصلي فسقط رداؤه عن منكبه قال : فلم يسوه حتى فرغ من صلاته ، قال : فسألته عن ذلك فقال : ويحك أتدري بين يدي من كنت ، إن العبد لا يقبل منه صلاة إلا ما أقبل منها ، فقلت : جعلت فداك هلكنا ، فقال : كلا إن الله متمم ذلك للمؤمنين بالنوافل .
3- إفهام القلب أهمية العبادة :
وذلك بعد التعرف على أسرار العبادة فإن فيها من الأسرار مالا تعد ولا تحصى .
4- المحافظة على آداب الصلاة في الصلاة وآداب العبادة في غيرها .
الآثار لحضور القلب
1- غفران الذنوب :
قال صلى الله عليه وآله : ( من صلى ركعتين ، ولم يحدث فيهما نفسه بشيء من أمور الدنيا ، غفر الله له ذنوبه ) .
قال السيد الجزائري : التقييد بأمور الدنيا ، من غير أن يقول بشيء من غير أمور الصلاة ، لأنه هو المنافي للإقبال على الله تعالى ، لا مطلقا .
2- حضور القلب مفتاح الكمالات وباب أبواب السعادات :
عن سيف بن عميرة عمن سمع أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : ( من صلى ركعتين يعلم ما يقول فيهما انصرف وليس بينه وبين الله ذنب إلا غفر له )[. ورواه الكليني .
3- الجنة .
4- محبة الؤمنين له .
5- قلوب المؤمنين مقبلة عليه .
6- تأييد الله له .
روى الصدوق قال : قال الصادق ( عليه السلام ) : لا تجتمع الرغبة والرهبة في قلب إلا وجبت له الجنة ، فإذا صليت فأقبل بقلبك على الله عز وجل فإنه ليس من عبد مؤمن يقبل بقلبه على الله عز وجل في صلاته ودعائه إلا أقبل الله عليه بقلوب المؤمنين إليه وأيده مع مودتهم إياه بالجنة
7- الثواب الكثير :
قال صلى الله عليه وآله : ( إن الرجلين من أمتي يقومان في الصلاة ، وركوعهما وسجودهما واحد . وان من بين صلاتيهما مثل ما بين السماء والأرض ) .
قال السيد الجزائري : أي في الفضل وكثرة الثواب باعتبار حضور أحدهما مع الله دون الآخ .
8- الغنى :
فإن من تفرغ لعبادة الله ملأ الله قلبه غنىً .
9- ويتوكل الله عنه .
10- الله يسد حاجته .
11- يمتلأ قلبه خوفاً من الله :
فقد جاء في الصحيح عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ( في التوراة مكتوب يا بن آدم تفّرغ لعبادتي أملأ قلبك غنىً ولا أكلك إلى طلبك وعليّ أن أسد فاقتك وأملأ قلبك خوفاً مني . وإن لا تفرغ لعبادتي أملأ قلبك شغلاً بالدنيا ثم لا أسد فاقتك وأكلك إلى طلبك ) .
القلب إمام الجوارح
قال المجلسي : قال الوالد قدس سره : لما كان صلاة المؤمن الكامل غالباً مع حضور القلب ، فيكون قلبه بمنزلة الإمام ، وحواسه الباطنة والظاهرة وقواه وجوارحه بمنزلة المقتدين كما قال صلى الله عليه وآله : ( لو خشع قلبه لخشعت جوارحه .
صلاة مودع
عن عبد الله بن أبي يعفور قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : ( يا عبد الله ) إذا صليت صلاة فريضة فصلها لوقتها صلاة مودع يخاف أن لا يعود إليها ثم اصرف ببصرك إلى موضع سجودك فلو تعلم من عن يمينك وشمالك لأحسنت صلاتك واعلم أنك بين يدي من يراك ولا تراه .
العبادة الكاملة
وهو التحول من عبادة إلى أخرى في داخل الأولى وهذا لا يتنافى مع حضور القلب بل على العكس من ذلك فإن حضور القلب يكون أشد والتوجه إلى الله يكون أعظم .
قال السيد الجزائري : روى انه أهدى إلى النبي صلى الله عليه وآله ناقتان ، فقال لأصحابه : ( من صلى ركعتين بحضور قلبه ، أعطيته ناقة ) فقام أمير المؤمنين عليه السلام وصلى ركعتين ، فلما فرغ قال له رسول الله صلى الله عليه وآله : ( انك حدثت نفسك في الصلاة في أيتهما هي السمينة ، لتأخذها ، فأتى جبرئيل ( ع ) فقال : يا رسول الله ، إنه حدث نفسه بهذا كي يأخذ السمينة وينحرها ، ليقسم لحمها بين المساكين ) .
التصدق بالخاتم وحضور القلب
أسباب عدم حضور القلب
1- الانشغال بالدنيا :
إن أكبر سبب في عدم حضور القلب في الصلاة هو الانشغال بأمور الدنيا ، فبمقدار ما يتمكن من التخلص منها تمكن القلب من الحضور في الصلاة ومناجات الحق سبحانه .
فعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) - في حديث - إنه قال : ( إني لأحب الرجل المؤمن منكم إذا قام في صلاة فريضة أن يقبل بقلبه إلى الله تعالى ولا يشغل قلبه بأمر الدنيا فليس من عبد يقبل بقلبه في صلاته إلى الله تعالى إلا أقبل الله إليه بوجهه ، وأقبل بقلوب المؤمنين إليه بالمحبة بعد حب الله إياه ] .
2- الكسل .
3- النعاس .
4- الانشغال وتفكيره بنفسه :
ففي ( الخصال ) بإسناده ، عن علي ( عليه السلام ) - في حديث الأربعمائة - قال : ( لا يقومن أحدكم في الصلاة متكاسلاً ولا ناعساً ولا يفكرن في نفسه فإنه بين يدي ربه عز وجل ، وإنما للعبد من صلاته ما أقبل عليه منها بقلبه )[
5- المراء .
6- الخصومة
.
7- مدافعة الأخبثين البول والغائط في الصلاة .
8- استعمال مطلق المكروهات .
الآثار السيئة لعدم حضور القلب
1- التحول إلى الحقيقة الحمارية
2- يُضرب بصلاته
3- يشغل الله قلبه بالدنيا .
4- الفقر والحاجة .
5- يكله الله إلى نفسه
وعن أبان بن تغلب قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : إني رأيت علي بن الحسين ( عليه السلام ) إذا قام في الصلاة غشى لونه لون آخر فقال لي : والله إن علي بن الحسين كان يعرف الذي يقوم بين يديه وحضور القلب له مراتب متعددة على حسب اختلاف الأولياء والسالكين إلى الله .
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركة
قال تعالى : ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ (45) سورة العنكبوت
معنى الفحشاء
قال السيد الطباطبائي ، في تفسير قوله تعالى : ﴿ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ (90) سورة النحل .
قال في المفردات : الفحش والفحشاء والفاحشة ما عظم قبحه من الأفعال والأقوال . انتهى
ولعل الأصل في معناه الخروج عن الحد فيما لا ينبغي ، يقال غبن فاحش أي خارج عن حد التحمل والصبر والسكوت .
معنى المنكر
والمنكر ما لا يعرفه الناس في مجتمعهم من الأعمال التي تكون متروكة عندهم لقبحها أو إثمها كالمواقعة أو كشف العورة في مشهد من الناس في المجتمعات الإسلامية .
معنى البغي
والبغي الأصل في معناه الطلب ، وكثر استعماله في طلب حق الغير بالتعدي عليه فيفيد معنى الاستعلاء والاستكبار على الغير ظلماً وعتوا ، وربما كان بمعنى الزنا ، والمراد به في الآية هو التعدي على الغير ظلماً . وهذه الثلاثة - أعني الفحشاء والمنكر والبغي - وإن كانت متحدة المصاديق غالباً فكل فحشاء منكر ، وغالب البغي فحشاء ومنكر ، لكن النهي إنما تعلق بها بما لها من العناوين لأن وقوع الأعمال بهذه العناوين في مجتمع من المجتمعات يوجب ظهور الفصل الفاحش بين الأعمال المجتمعة فيه الصادرة من أهله فينقطع بعضها من بعض ويبطل الإلتيام بينها ويفسد بذلك النظم وينحل المجتمع في الحقيقة وإن كان على ساقه صورة وفي ذلك هلاك سعادة الأفراد .
فالنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي أمر بحسب المعنى باتحاد مجتمع تتعارف أجزاؤه وتتلاءم أعماله لا يستعلي بعضهم على بعض بغياً ولا يشاهد بعضهم من بعض إلا الجميل الذي يعرفونه لا فحشاء ولا منكرا وعند ذلك تستقر عليهم الرحمة والمحبة والإلفة وترتكز فيهم القوة والشدة وتهجرهم السخطة والعداوة والنفرة وكل خصلة سيئة تؤدى إلى التفرق والتهلكة .
وفال حول تفسير ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ ﴾ : والسياق يشهد أن المراد بهذا النهي ردع طبيعة العمل عن الفحشاء والمنكر بنحو الاقتضاء دون العلية التامة
الأحاديث كثيرة ومتعددة في الاهتمام بتفريغ القلب عن ما سوى الله سبحانه ..
قال عليه السلام : ( إن العبد ليصلي الصلاة ، لا يكتب له سدسها ( ثلثها خ ل ) ولا عشرها وإنما يكتب للعبد من صلاته ما عقل منها ) .
وقال عليه السلام : ( أول ما ينظر في عمل العبد يوم القيامة في صلاته ، فإن قبلت نظر في لا\
وعن أبي حمزة الثمالي قال : رأيت علي بن الحسين ( عليه السلام ) يصلي فسقط رداؤه عن منكبه قال : فلم يسوه حتى فرغ من صلاته ، قال : فسألته عن ذلك فقال : ويحك أتدري بين يدي من كنت ، إن العبد لا يقبل منه صلاة إلا ما أقبل منها ، فقلت : جعلت فداك هلكنا ، فقال : كلا إن الله متمم ذلك للمؤمنين بالنوافل .
3- إفهام القلب أهمية العبادة :
وذلك بعد التعرف على أسرار العبادة فإن فيها من الأسرار مالا تعد ولا تحصى .
4- المحافظة على آداب الصلاة في الصلاة وآداب العبادة في غيرها .
الآثار لحضور القلب
1- غفران الذنوب :
قال صلى الله عليه وآله : ( من صلى ركعتين ، ولم يحدث فيهما نفسه بشيء من أمور الدنيا ، غفر الله له ذنوبه ) .
قال السيد الجزائري : التقييد بأمور الدنيا ، من غير أن يقول بشيء من غير أمور الصلاة ، لأنه هو المنافي للإقبال على الله تعالى ، لا مطلقا .
2- حضور القلب مفتاح الكمالات وباب أبواب السعادات :
عن سيف بن عميرة عمن سمع أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : ( من صلى ركعتين يعلم ما يقول فيهما انصرف وليس بينه وبين الله ذنب إلا غفر له )[. ورواه الكليني .
3- الجنة .
4- محبة الؤمنين له .
5- قلوب المؤمنين مقبلة عليه .
6- تأييد الله له .
روى الصدوق قال : قال الصادق ( عليه السلام ) : لا تجتمع الرغبة والرهبة في قلب إلا وجبت له الجنة ، فإذا صليت فأقبل بقلبك على الله عز وجل فإنه ليس من عبد مؤمن يقبل بقلبه على الله عز وجل في صلاته ودعائه إلا أقبل الله عليه بقلوب المؤمنين إليه وأيده مع مودتهم إياه بالجنة
7- الثواب الكثير :
قال صلى الله عليه وآله : ( إن الرجلين من أمتي يقومان في الصلاة ، وركوعهما وسجودهما واحد . وان من بين صلاتيهما مثل ما بين السماء والأرض ) .
قال السيد الجزائري : أي في الفضل وكثرة الثواب باعتبار حضور أحدهما مع الله دون الآخ .
8- الغنى :
فإن من تفرغ لعبادة الله ملأ الله قلبه غنىً .
9- ويتوكل الله عنه .
10- الله يسد حاجته .
11- يمتلأ قلبه خوفاً من الله :
فقد جاء في الصحيح عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ( في التوراة مكتوب يا بن آدم تفّرغ لعبادتي أملأ قلبك غنىً ولا أكلك إلى طلبك وعليّ أن أسد فاقتك وأملأ قلبك خوفاً مني . وإن لا تفرغ لعبادتي أملأ قلبك شغلاً بالدنيا ثم لا أسد فاقتك وأكلك إلى طلبك ) .
القلب إمام الجوارح
قال المجلسي : قال الوالد قدس سره : لما كان صلاة المؤمن الكامل غالباً مع حضور القلب ، فيكون قلبه بمنزلة الإمام ، وحواسه الباطنة والظاهرة وقواه وجوارحه بمنزلة المقتدين كما قال صلى الله عليه وآله : ( لو خشع قلبه لخشعت جوارحه .
صلاة مودع
عن عبد الله بن أبي يعفور قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : ( يا عبد الله ) إذا صليت صلاة فريضة فصلها لوقتها صلاة مودع يخاف أن لا يعود إليها ثم اصرف ببصرك إلى موضع سجودك فلو تعلم من عن يمينك وشمالك لأحسنت صلاتك واعلم أنك بين يدي من يراك ولا تراه .
العبادة الكاملة
وهو التحول من عبادة إلى أخرى في داخل الأولى وهذا لا يتنافى مع حضور القلب بل على العكس من ذلك فإن حضور القلب يكون أشد والتوجه إلى الله يكون أعظم .
قال السيد الجزائري : روى انه أهدى إلى النبي صلى الله عليه وآله ناقتان ، فقال لأصحابه : ( من صلى ركعتين بحضور قلبه ، أعطيته ناقة ) فقام أمير المؤمنين عليه السلام وصلى ركعتين ، فلما فرغ قال له رسول الله صلى الله عليه وآله : ( انك حدثت نفسك في الصلاة في أيتهما هي السمينة ، لتأخذها ، فأتى جبرئيل ( ع ) فقال : يا رسول الله ، إنه حدث نفسه بهذا كي يأخذ السمينة وينحرها ، ليقسم لحمها بين المساكين ) .
التصدق بالخاتم وحضور القلب
أسباب عدم حضور القلب
1- الانشغال بالدنيا :
إن أكبر سبب في عدم حضور القلب في الصلاة هو الانشغال بأمور الدنيا ، فبمقدار ما يتمكن من التخلص منها تمكن القلب من الحضور في الصلاة ومناجات الحق سبحانه .
فعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) - في حديث - إنه قال : ( إني لأحب الرجل المؤمن منكم إذا قام في صلاة فريضة أن يقبل بقلبه إلى الله تعالى ولا يشغل قلبه بأمر الدنيا فليس من عبد يقبل بقلبه في صلاته إلى الله تعالى إلا أقبل الله إليه بوجهه ، وأقبل بقلوب المؤمنين إليه بالمحبة بعد حب الله إياه ] .
2- الكسل .
3- النعاس .
4- الانشغال وتفكيره بنفسه :
ففي ( الخصال ) بإسناده ، عن علي ( عليه السلام ) - في حديث الأربعمائة - قال : ( لا يقومن أحدكم في الصلاة متكاسلاً ولا ناعساً ولا يفكرن في نفسه فإنه بين يدي ربه عز وجل ، وإنما للعبد من صلاته ما أقبل عليه منها بقلبه )[
5- المراء .
6- الخصومة
.
7- مدافعة الأخبثين البول والغائط في الصلاة .
8- استعمال مطلق المكروهات .
الآثار السيئة لعدم حضور القلب
1- التحول إلى الحقيقة الحمارية
2- يُضرب بصلاته
3- يشغل الله قلبه بالدنيا .
4- الفقر والحاجة .
5- يكله الله إلى نفسه
وعن أبان بن تغلب قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : إني رأيت علي بن الحسين ( عليه السلام ) إذا قام في الصلاة غشى لونه لون آخر فقال لي : والله إن علي بن الحسين كان يعرف الذي يقوم بين يديه وحضور القلب له مراتب متعددة على حسب اختلاف الأولياء والسالكين إلى الله .