تويت
(فاطمة حورية الأرض)4
(فاطمة حورية الأرض)
الجزء الرابع:
وفتحت فاطمة عينيها للحياة..الحياة بكل عنفوانها وسعتها وأحداثها..
كان الأب(صلى الله عليه واله)قد عاد من رحلته المثيرة..رحلة الإسراء والمعراج..رحلة في عمق السماوات والزمن.
مضى عامان منذ أن هبط جبريل على سفوح جراء,وقد اشتعلت شرارة الروح.
هكذا أرادت السماء أن تبدأ فاطمة(عليها السلام)رحلة الحياة مع بدء الإسلام,في ظلال الوحي الإلهي .
السيدة خديجة(عليها السلام)ترضع ابنتها لبنا سائغا..تغذيها طهرا ونقاء..وربما سقطت دمعة على جبين السيدة فاطمة(عليها السلام)...حزنا من اجل النبي محمد...محمد النبي الأمي(صلى الله عليه واله وسلم)...
هاهو يكافح من اجل النور الذي سطع على جبل النور.من اجل أن تهفو قوافل البشر الحائرة إلى ينابيع السلام...في واد غير ذي زرع عند البيت العتيق..
في واد يزخر بالعذابات وبالدموع..كبرت فاطمة(عليها السلام)...
نمت فاطمة(عليها السلام)..أزهر وجهها الصغير الجميل فإذا هي صورة لوالدها النبي الأعظم محمد(صلى الله عليه واله وسلم),العينان والحاجبان وذلك الضوء اللطيف الذي يحيط بالوجه,كما تحيط الهالة بالقمر.
ارايت ضوء القمر عندما ينتصف الشهر العربي؟؟
ارايت كيف يشع البدر فيغمر الأرض نوره الهادئ ؟؟..
هكذا ذكر انس عن أم انس عن...فاطمة(عليها السلام)؛وجه كالبدر, وبياض مشوب بلون الورد..أو كشمس يحجبها غمام ناصع,وفي ضوء وجهها تخيط نسوة النبي(صلى الله عليه واله وسلم) ويغزلن وينظمن الابرة عندما يغمر الليل المدينة.
وتمر الأيام ,وتنمو فاطمة ,تتفتح للحياة,تتشرب آيات السماء ,آية آية,تغتسل كل يوم في ينابيع الكلمات,.كلمات أخر النبوات في التاريخ.
هكذا نشأت السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) طاهرة نقية..ولكن..
بدأت العذابات..عذابات الأنبياء..
ها هي الزهراء(عليها السلام)تشهد زمنا يقهر فيه المستضعفون..
ها هي تصغي بألم إلى لهيب السياط تنهال على معذبي الأرض.. ها هي تشهد فرار المؤمنين تشردهم هجرتهم..
وها هي تستقبل أختيها رقية وأم كلثوم باكيتين..طردتهما<أم لهب>مطلقتين حقدا على محمد النبي الأمي(صلى الله عليه واله) ؛؛؛ من اجل هذا نشأت فاطمة حزينة حزن سماء تنوء بالسحب وبالغيوم.. يالعذابات فاطمة...أم حزينة ..وأب مقهور معذب ..لا شيء في مكة سوى الآلام ..سوى سياط الجلادين.
فاطمة تنصهر في بوتقة الألم المقدس...
وأعظم شيء في الروح أن يتحول الألم إلى اضطرام للحقائق..حقائق السماء المطلقة,وعندها يولد القلب المؤمن..القلب الآمن المطمئن..الذي ينبض خيرا للناس كل الناس..
هكذا كانت مولاتنا فاطمة الزهراء(عليها أفضل الصلاة و السلام) فراشة من نور تبشر بالربيع..ربيع جنات الفردوس.
الزهراء(عليها السلام) تتألم من اجل أبويها ..من اجل المعذبين والمقهورين تتمنى أن يكون العالم اخضر,والنور يغمر مكة والجزيرة و العالم كله..
من اجل هذا يتألق الحزن في عينيها الواسعتين..من اجل هذا غادرت البسمة فمها الدقيق..
هي حزينة ما دامت خديجة (عليها السلام) حزينة؛ وخديجة(عليها السلام) حزينة من اجل الرسول الأكرم محمد(صلى الله عليه واله وسلم) الرسول محمد(صلى الله عليه واله وسلم) يتعذب من اجل أتباعه من اجل معذبي الأرض...يريد أن يحطم الأغلال...أغلال اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى.
اللهم صلي وسلم وبارك على حبيبك المصطفى وعلى اله الأخيار المصطفين الأبرار وسلم تسليما كثيرا...............