حوار بين عينين

[ايه الشكر]

بِـسْـمِ اللّهِ الـرَّحْـمـنِ الـرَّحِـيـمِ
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ الاْوصياءِ الْمَرْضِيِّينَ، وَاكْفِني ما اَهَمَّني مِنْ اَمْرِ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ

في يومٍ من إيام السنة التي تُعد من أصعب

الأيام وأقساها ... فيها يحزن


قلب كل مؤمن ومؤمنة ... وتدمع عينا

كل موالي لأهل البيت عليهم


السلام ... حُزناً وألماً ...بل بدل الدموع

دماً ... لمصاب أبي عبد الله الحسين


عليه السلام ... وأهل بيته الطاهرين ...

الذين صرعوا على أرض كربلاء


عطاشى ولم يذوقوا الماء ...التقى شخصان

كانا يسيران في الطريق ولكل


منهم وجهة ... فإذا بالعيون تلتقي ببعضها

وكأن كل واحدة تخاطب


الأخرى ... بما يوحي بوجودعلاقة بينهما

من قبل ... ولكن شتان بين هاتين


العينين ... هل تعلمون أي العيون التقت ؟؟ ...

إنهما عينان مختلفتان


كلياً ... عين باكية لمصاب أبي عبد الله الحسين ...

وعين لم تذرف ولادمعة


من أجل الحسين عليه السلام ... فدار بينهما

هذا الحوار :




العين غير الباكية على الحسين :


ماذا بكِ أيتها العين لونك متغير وأراك

تذرفين الدموع دما ؟؟


العين الباكية على الحسين : ألا تنظرين من حولك


وترين كيف للكون تغير في هذا اليوم ظلام وغبار ؟؟


العين غير الباكية : نعم ولكن مابالك هل

أثر فيكِ هذا الغبار وجعلك


تدمعين ...؟؟


العين الباكية : عجباً لك ... هل لا سألتني

أولاً عن سبب هذا التغير


المفاجيء في الكون !!


العين الغير الباكية :ربما تكون

اضطرابات مناخية ...وهل تعلمين أنتِ ما


سبب ذلك ؟؟


العين الباكية : نعم أعلم ...


العين الغير باكية : هل لكِ أن تخبريني

عن السبب ...


العين الباكية : نعم سأخبرك عن السبب

وكل ما عليك الإصغاء إلي ...


في مثل هذا اليوم في يوم عاشوراء في

سنة 61 للهجرة حدث أمرٌ جلل ...


ومصاب عظيم هدت له أركان السموات

وكادت تنطبق على الأرض ...


العين الغير باكية : وماهذا المصاب أخبريني

إني متشوقة لمعرفة ذلك ...


العين الباكية : حسناً سأخبرك ... في مثل

هذا اليوم وفي أرض كربلاء


المقدسة ...بعث يزيدٌ عليه لعائن الله

والناس اجمعين بجيشٍ جرار ...


وأحاط بالإمام الحسين عليه السلام

وأهل بيته وأنزلوا الرعب في مخدرات


الهواشم ... ومنعوا عنهم الماء ...


العين الغير الباكية : أليس يزيد

خليفة المسلمين ...؟؟


العين الباكية : ويحك كيف يكون من

هو شارب للخمر وضارب للطبل ..


وملاعب للقردة والخنازير ولياً لأمر المسلمين ....


العين غير الباكية : حسناً أخبريني عن

سبب حصار جيش يزيد للإمام


الحسين ومنع الماء عنه وعن أهل بيته ...


العين الباكية : قاموا بذلك لأنهم يريدون

من الإمام الحسين عليه السلام


يبايع ليزيد أويموت ...


العين الغير باكية : بماذا أجابهم الحسين ؟؟


العين الباكية : قال لهم هيهات منا الذلة

يأبى الله لنا ذلك ورسوله


والمؤمنون ... كيف لمثلي أن يبايع لمثل يزيد ...

من منه الصلاة تشتكي ...


العين غير الباكية : أخبريني أكثر بما جرى ...


العين الباكية : عندما يأس جيش يزيد بأمرة

عمر بن سعد لعنه الله من


اقناع الحسين وأخذ البيعة منه ... سلوا

سيوفهم ... وأطلقوا سهامهم بتجاه


الحسين عليه السلام وأهل بيته ...

فواجههم الحسين عليه السلام


وأنصاره عليهم سلام الله ...


العين غير الباكية : وهل كان عند الحسين

جيشاً كذلك ؟؟


العين الباكية : كان معه أهل بيته اولاده

وأخوه العباس عليه السلام وثلة


من الأنصار بقيادة حبيب أبن مظاهر


العين غير الباكية : وكيف جرت المعركة ..


العين الباكية : سلام من الله عليك سيدي

ومولاي أبا عبد الله وعلى


انصارك والذابين عنك هنيئاً لهم الشهادة ...

واجههم سيدي الحسين عليه


السلام مع قلة العدد وخذلان الناصر وجعلوا

منهم مجازر لولا العطش ...


العين غير الباكية: فصلي أكثر؟؟ ...


العين الباكية : ماذا عساي أقول ويلهم

من لعناء أليسوا بشر أي قلوبٍ


يمتلكون ...أقسى من الحجر ... نعم ويلهم

يوم الحشر والنشور من عذاب


رب العالمين ... بأي وجه سيقابلون

رسوله الله ( ص) وهل هذا جزاء


له .. أين المودة في القربى ... نعم لقد

قتلوا علي الأكبر والقاسم وجملة


الأنصار وتركوهم مجزرين على الأرض

تطأهم الخيول .. ساعد الله قلبك


يازهراء ...ولم يتبقى من معسكر الحسين

سوى أبا الفضل ( ع ) والإمام


الحسين ...والنسوة والصغار والسجاد وهو

عليلٌ في الخيمة ... النساء


يتصارخن والأطفال من العطش ...

الرضيع يبكي ويبكي من شدة العطش بعد


أن جف ثدي أمه من الحليب ...اراد العباس

عليه السلام قتالهم ولكن


الحسين كان يمنعه من ذلك ... ثم أذن له

بعد أن ألح عليه وبرز العباس


عليه السلام للقوم قاتلهم قتلاً شديد فأبوه

حيدرة الكرار..كشفهم عن


المشرعة وعاد بالماء تحاوشوه وكادوا له ...

وبسهم في عينه ضربوه


واسيداه ... قطعوا منه الكفوف ...

تكالبوا عليه وأكتظت الصفوف فأردوهُ


قتيلاً ...ولم يجد الحسين عليه السلام بد

من سؤال القوم الظالمين شربة


ماء للطفل الرضيع ...ولكن بعداً للقوم الظالمين ...


العين غير الباكية : وهل سقوا الطفل بالماء ...؟؟


العين الباكية : بل سقوهُ بدم الوريد

بسهم حرملة لعنه الله ...


العين غير الباكية : ماذا قتلوه ؟؟؟


العين الباكية نعم قتلوهُ من الوريد إلى الوريد ...


العين غيرالباكية وماذا جرى بعد ذلك ؟؟...


العين الباكية : ودع الحسين النسوة

والأطفال بعد أن أيس من الحياة وتوجه


للقوم الظالمين ... وقاتلهم قتال الأبطال...

لولا أن اعياه العطش ......


فأصابه حجر أبو الحتوف فشج جبينه ...

واحسيناه


واحسيناه واحسين ... اراد أن يمسح الدم

فأصابه سهم مثل في صدره ولم


يخرج إلا بثلثي كبده ... سقط على الأرض ...


العين غير الباكية : وهل مات ؟؟؟


العين الباكيه : كلا ولكن القوم الظلامين

ارادوا رأسه وإماماه ... فجاءهُ


شمر لعنه الله. وأكبه بعد شتم جده ..

وضربه بالسيف إلى أن فصل الرأس


عن الجسد ... اسودت الدنيا وكادت

السموات تنطبق على الأرض ... ثم


رفعوا رأس موالي على رمحٍ طويل ...

وامصيبتاه واحسيناه ...


العين الغير باكية : وماذا بعد ..؟؟


العين الباكية : ويحك جهزوا الخيل

وداسوا الصدر المطهر خزانه علم


النبيين ... ولم يكتفوا بذلك بل هجموا

النساء والأطفال وأحرقوا الخيام ...


كل ذلك وتسألين مابك متغيرة ولِمَ تبكين ...

حقلي أن أبكي بدل الدمع


دماء ...


هل ياجفن دمعك دمى... وابكي على

حامي الحمى ... هل ياجفن دمعك


دمى ...وابكي على حامي الحمى ...


العين غير الباكية : ومافائدة الدمع على

الحسين ...


العين الباكية : ألا تعلمين بأن كل عين

باكية يوم القيامة إلا عين


بكت الإمام


الحسين ( ع )


... البكاء على الحسين يريح القلب ...

ويغسل منه النفاق ... ويكفيني فخراً


أنني أشارك الزهراء بكاها على الإمام

الحسين ... وأنال شفاعتها في يوم


الحساب .... ألاتعليمن بأن كربلا عِبرة وعَبرة ...

وأنا بهذا البكاء اقتدي


بالأنبياء والأوصياء ... كذلك في بكائي

تعظيم لشعائر الله ( ومن يعظم


شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ))


كما أنه هناك أحاديث تدل على فضل

البكاء على الحسين عليه السلام :


في الحديث الصحيح عن أبي جعفر ( عليه

السلام ) ، قال : كان علي بن


الحسين(عليهما السلام ) يقول : أيما مؤمن

دمعت عيناه لقتل الحسين بن


علي ( عليهماالسلام ) دمعة حتى

تسيل على خده بوأه الله بها في الجنة


غرفا يسكنها أحقابا ، و أيمامؤمن دمعت

عيناه حتى تسيل على خده فينا


لأذى مسنا من عدونا في الدنيا بوأه الله

بها في الجنة مبوأ صدق ، و أيما


مؤمن مسه أذى فينا فدمعت عيناه حتى

تسيل على خده من مضاضة ما


أوذي فينا صرف الله ، عن وجهه الأذى

وآمنه يوم القيامة من سخطه



والنار [1] .



العين الباكية : هل يكفيك هذا ؟؟


العين الغير الباكية : يكفي يكفي

لقد اشجيتني ...!!

دًٍمًتُِِّْمً بٌَِخٌِيَرٌٍ ،،
نْسٌِِّآلكَمً خٌِآلصٍْ آلدًٍعًٍآء