إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

منشأ استحالة الكيفيات الاربع على الله تعالى : ( الروية والتجربة والحركة والهمامة )

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • منشأ استحالة الكيفيات الاربع على الله تعالى : ( الروية والتجربة والحركة والهمامة )

    منشأ استحالة الكيفيات الاربع على الله تعالى : ( الروية والتجربة والحركة والهمامة )


    بسم الله الرحمن الرحيم


    جاء في النهج المبارك وتحديدا في الخطبة الاولى ما يلي : ( أنشأ الخلق انشاءً وابتدأه ابتداءً ، بلا روية أجالها ، ولا تجربة استفادها ولا حركة احدثها ، ولا همامة نفس اضطرب فيها ..)

    فهنا كيفيات اربع سلبت عن الحق تبارك وتعالى وهي :
    1ـ الروية : وهي الفكر .
    2ـ التجربة : وهي واضحة وستاتي ايضا على لسان ابن ميثم .
    3ـ الحركة : وقد شرحناها في موضوع سابق حين شرحنا جملة " فاعل لا بمعنى الحركات والآلة " في نفس الخطبة .
    4ـ الهمامة للنفس : اهتمامها بالاشياء .
    فما هو السبب في نفيها عنه تعالى ؟
    الجواب :
    قال ابن ميثم في شرحه لنهج البلاغة ص 88
    " أقول : لمّا كانت هذه الكيفيّات الأربع من شرائط علوم الناس وأفعالهم الَّتي لا يمكن حصولها إلَّا بها أراد تنزيه اللَّه سبحانه عن أن يكون إيجاده للعالم موقوفا على شيء منها أمّا الرويّة والفكر فلمّا كانت عبارة عن حركة القوّة المفكَّرة في تحصيل مبادئ المطالب والانتقال منها إليها أو عن تلك القوّة أيضا نفسها كان ذلك في حقّ اللَّه تعالى محالا لوجهين : أحدهما أنّ القوّة المفكَّرة من خواصّ نوع الإنسان ، الثاني أنّ فائدتها تحصيل المطالب المجهولة والجهل على اللَّه تعالى محال ، وأمّا التجربة فلمّا كانت عبارة عن حكم الفعل بأمر على أمر بواسطة مشاهدات متكرّرة معدّة لليقين بسبب انضمامه قياس خفيّ إليها وهو أنّه لو كان هذا الأمر اتّفاقيّا لمّا كان دائما ولا أكثريّا كان توقّف فعل اللَّه تعالى على استفادة الأحكام منها محالا لوجهين : أحدهما أنّها مركَّبة من مقتضى الحسّ والعقل ، وذلك أنّ الحسّ بعد مشاهدته وقوع الإسهال مثلا عقيب شرب الدواء مرّة ومرّة ينتزع العقل منها حكما كليّا بأنّ ذلك الدواء مسهل ، ومعلوم أنّ اجتماع الحسّ والعقل من خواصّ نوع الإنسان ، الثاني أنّ التجربة إنّما يفيد علما لم يكن فالمحتاج إلى التجربة لاستفادة العلم بها ناقص بذاته مستكمل بها والمستكمل بالغير محتاج إليه فيكون ممكنا على ما مرّ وذلك على اللَّه محال ، وأمّا الحركة فقد عرفت أنّها من خواصّ الأجسام والباري سبحانه منزّه عن الجسميّة فيمتنع صدق المتحرّك عليه وإن صدق أنّه محرّك الكلّ لأنّ المتحرك ما قامت به الحركة والمحرّك أعمّ من ذلك ، وأمّا الهمامة أو الهمّة فلمّا كانت مأخوذة من الاهتمام ، وحقيقته الميل النفسانيّ الجازم إلى فعل الشيء مع التألَّم والغمّ
    بسبب فقد كان ذلك في حقّ اللَّه تعالى محالا لوجهين : أحدهما أنّ الميل النفسانيّ من خواصّ الإنسان طلبا لجلب المنفعة والباري سبحانه منزّه عن الميول النفسانيّة وجلب المنافع ، الثاني أنّه مستلزم للتألَّم المطلوب والتألَّم على اللَّه تعالى محال ، وإذ ليس إيجاده تعالى للعالم على أحد الأنحاء المذكورة فهو إذن بمحض الاختراع والإبداع البريء من الحاجة إلى أمر من خارج ذاته المقدّسة بديع السماوات والأرض وَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ، فاعلم أنّه عليه السّلام أردف كلَّا من هذه الأمور بما هو كيفيّة في وجوده فأردف الرويّة بالإحالة والتجربة بالاستفادة والحركة بالإحداث والهمامة بالاضطراب لتنتفي الكيفيّة بانتفاء ما هي له عن ذاته المقدّسة وباللَّه التوفيق ."اهـ


    [
    الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ
    ]

    { نهج البلاغة }



المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X