بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركة
معجزات الشهادة في ضمير الإسلام
• رفعت رأس أخيها الذبيح وهتفت ضارعة : رب تقبل منا هذا القربان.
• حاججت يزيد وقرعته وأوغرت عليه صدور المسلمين.
• ملحمة عاشوراء بدؤها حسيني واستمرارها زينبي.
• ابن يزيد بكى وقال : نبكي على بني أمية لا على الماضين من بني هاشم.
شعلة الإباء والكرامة ورفض الضيم والغيرة على العقيدة التي أوقدها الحسين بن علي « عليه السلام » بملحمته الخالدة وأوضحها بحبر جديد من دم الشهادة المحررة المنقذة فوق ثرى الطف.. كانت يتيمة الدهور، ولم يسجل التاريخ شبيهًا لها لا في المعنى ولا في المبنى وارتقت بعنفوانها درجات فوق الملاحم التي تجاد بها الأنفس وتسترخص لها الأرواح، فكان « عليه السلام » شمعة الإسلام أضاءت ممثلة ضمير الأديان إلى أبد الدهور، وسيدًا للشهداء لم تشهد له الأديان مثيلاً، وفسيلاً في تربة النبوة وغصنًا مزهرًا في الشجرة القدسية لآل البيت « عليهم السلام ».
وقد كان انطفاؤه فوق ثرى الطف توهجًا لاشتعال أبدي، وخلدت ملحمته كعنوان صريح لقيمة الثبات على المبدأ ولعظمة المثالية في تمثل العقيدة، لذا غدا حبه كثائر واجبًا علينا كبشر، وحبه كسبط نبوي جزءًا من نفثات ضمائرنا، وإنزاله في القلوب المنزلة العليا كسيد للشهداء فيه رضى للحنايا وإثلاج للصدور، وتكريس للنصر الحقيقي المنسجم مع التوجه الينبوعي الطاهر.
ليت أشياخي ببـدر شهدوا
جزع الخزرج من وقع الأسل
لأهـلـُّـوا واستهلـُّــوا فرحــًا
ثـم قالوا يــا يــزيد لا تشـل
قد قتلنـــا القـرم مـن ســاداتهـم
وعـدلنـاه ببــدر فــاعتـــدل
لـعبت هـاشــم بالملك فــــــلا
خبــرٌ جـاء ولا وحي نـزل (1)
هذه قولة يزيد أمام ركب السبي في دمشق، وهي قولة تدل على سدرته في غروره الذي عرف به، وكان يتمنى لو أن أشياخه الذين قضوا ببدر شهدوا انتصاره هذا، ويتنبأ بأنهم سيهلُّون ويستهلون فرحًا ويباركون يمينه ويدعون لها بألا تُشل على تعديل ميزان بدر بكربلاء.
وكانت قولة فيها من غفلة المتغافل الشيء الكثير، يقابلها في الوعي المستشف للغد، خطبة العقيلة زينب « عليها السلام » المستلهَمة عن لسان أبيها أمير المؤمنين « عليه السلام » :
« الحمد للَّه رب العالمين وصلى اللَّه على رسوله وآله أجمعين صدق اللَّه سبحانه حيث يقول : ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السوء أن كذبوا بآيات اللَّه وكانوا بها يستهزئون..أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء فأصبحنا نُساق كما تُساق الأسارى، أن بنا على اللَّه هوانًا وبك عليه كرامة..وأن ذلك لعظم خطرك عنده، فشمخت بأنفك ونظرت في عطفك جذلان مسرورًا حين رأيت الدنيا لك مُستوسقة والأمور متسقة وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا.. فمهلاً مهلاً، أنسيت قول اللَّه تعالى : « ولا يحسبنَّ الذين كفروا إنما نملي لهم خيرًا لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثمًا ولهم عذاب مهين ».
وكأن زينب « عليها السلام » في ردها المفحم على يزيد كانت تصور له مستقبل الأيام وما يخبئه الغد لبني أمية من مآل ونهايات، وتعرض أمام الحضور الجانب الواعي المستشرف لموقف يزيد المتغافل المتعامي عن رؤية الحقائق كما ستكون في القريب العاجل.
ولم تطل فرحة يزيد.. إذ لم تنقض سوى ساعات معدودة على ذيوع الخبر في بيته قبل أن ينتشر في عاصمة مُلكه وباقي الأنحاء الإسلامية..حتى كانت نساؤه تنُحن مشفقات من هول ما بلغهن، وابن الحكم ينعي فعلة ابن زياد ويقول : « حُجبتم عن محمد يوم القيامة، لن أجامعكم على أمر أبدًا »، وابنه معاوية يبكي بحرقة وألم وإذا سُئل عن بكائه كان يجيـب بندم ظاهر : « نبكي على بني أمية لا على الماضين من بني هاشم ».
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركة
معجزات الشهادة في ضمير الإسلام
• رفعت رأس أخيها الذبيح وهتفت ضارعة : رب تقبل منا هذا القربان.
• حاججت يزيد وقرعته وأوغرت عليه صدور المسلمين.
• ملحمة عاشوراء بدؤها حسيني واستمرارها زينبي.
• ابن يزيد بكى وقال : نبكي على بني أمية لا على الماضين من بني هاشم.
شعلة الإباء والكرامة ورفض الضيم والغيرة على العقيدة التي أوقدها الحسين بن علي « عليه السلام » بملحمته الخالدة وأوضحها بحبر جديد من دم الشهادة المحررة المنقذة فوق ثرى الطف.. كانت يتيمة الدهور، ولم يسجل التاريخ شبيهًا لها لا في المعنى ولا في المبنى وارتقت بعنفوانها درجات فوق الملاحم التي تجاد بها الأنفس وتسترخص لها الأرواح، فكان « عليه السلام » شمعة الإسلام أضاءت ممثلة ضمير الأديان إلى أبد الدهور، وسيدًا للشهداء لم تشهد له الأديان مثيلاً، وفسيلاً في تربة النبوة وغصنًا مزهرًا في الشجرة القدسية لآل البيت « عليهم السلام ».
وقد كان انطفاؤه فوق ثرى الطف توهجًا لاشتعال أبدي، وخلدت ملحمته كعنوان صريح لقيمة الثبات على المبدأ ولعظمة المثالية في تمثل العقيدة، لذا غدا حبه كثائر واجبًا علينا كبشر، وحبه كسبط نبوي جزءًا من نفثات ضمائرنا، وإنزاله في القلوب المنزلة العليا كسيد للشهداء فيه رضى للحنايا وإثلاج للصدور، وتكريس للنصر الحقيقي المنسجم مع التوجه الينبوعي الطاهر.
ليت أشياخي ببـدر شهدوا
جزع الخزرج من وقع الأسل
لأهـلـُّـوا واستهلـُّــوا فرحــًا
ثـم قالوا يــا يــزيد لا تشـل
قد قتلنـــا القـرم مـن ســاداتهـم
وعـدلنـاه ببــدر فــاعتـــدل
لـعبت هـاشــم بالملك فــــــلا
خبــرٌ جـاء ولا وحي نـزل (1)
هذه قولة يزيد أمام ركب السبي في دمشق، وهي قولة تدل على سدرته في غروره الذي عرف به، وكان يتمنى لو أن أشياخه الذين قضوا ببدر شهدوا انتصاره هذا، ويتنبأ بأنهم سيهلُّون ويستهلون فرحًا ويباركون يمينه ويدعون لها بألا تُشل على تعديل ميزان بدر بكربلاء.
وكانت قولة فيها من غفلة المتغافل الشيء الكثير، يقابلها في الوعي المستشف للغد، خطبة العقيلة زينب « عليها السلام » المستلهَمة عن لسان أبيها أمير المؤمنين « عليه السلام » :
« الحمد للَّه رب العالمين وصلى اللَّه على رسوله وآله أجمعين صدق اللَّه سبحانه حيث يقول : ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السوء أن كذبوا بآيات اللَّه وكانوا بها يستهزئون..أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء فأصبحنا نُساق كما تُساق الأسارى، أن بنا على اللَّه هوانًا وبك عليه كرامة..وأن ذلك لعظم خطرك عنده، فشمخت بأنفك ونظرت في عطفك جذلان مسرورًا حين رأيت الدنيا لك مُستوسقة والأمور متسقة وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا.. فمهلاً مهلاً، أنسيت قول اللَّه تعالى : « ولا يحسبنَّ الذين كفروا إنما نملي لهم خيرًا لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثمًا ولهم عذاب مهين ».
وكأن زينب « عليها السلام » في ردها المفحم على يزيد كانت تصور له مستقبل الأيام وما يخبئه الغد لبني أمية من مآل ونهايات، وتعرض أمام الحضور الجانب الواعي المستشرف لموقف يزيد المتغافل المتعامي عن رؤية الحقائق كما ستكون في القريب العاجل.
ولم تطل فرحة يزيد.. إذ لم تنقض سوى ساعات معدودة على ذيوع الخبر في بيته قبل أن ينتشر في عاصمة مُلكه وباقي الأنحاء الإسلامية..حتى كانت نساؤه تنُحن مشفقات من هول ما بلغهن، وابن الحكم ينعي فعلة ابن زياد ويقول : « حُجبتم عن محمد يوم القيامة، لن أجامعكم على أمر أبدًا »، وابنه معاوية يبكي بحرقة وألم وإذا سُئل عن بكائه كان يجيـب بندم ظاهر : « نبكي على بني أمية لا على الماضين من بني هاشم ».