رأي !
الضياع والتشرد وفقدان الهوية والتخبط يؤدي إلى التحسر العاطفي ، بل في نهاية المطاف نصل إلى الفرق بحيث نكون في درجة أن كلمة عذبة تأسرنا ، ونظرة ناعسة ـ وإن كانت ملوثة ـ تكبلنا وتملك علينا كل مشاعرنا وأحاسيسنا .. بل قد نحسب العتمة ـ وهي منبع الظلام ومصدر الحلكة ـ وهماً أنها هي ينبوع النور لنا ومنبع الضياء حولنا …
في مثل هذه الظروف نتوه ونضيع ونتخبط يمنة ويسرى ، فنبحث عن بصيص من حب وقليل من حنان ـ كل ذلك تعطشاً للحب والدفء العاطفي المنشود ـ لذلك نستجيب إلى أول طارق ونستمع إلى أول هامس لنا بكلمات الحب والحنان ، وإن كنا نعتقد بل نجزم بأن ما يطرق مسامعنا من هذا وذاك هو كذب وشباك صيد ..
خصوصاً عندما نكون في سن من المفروض أو من المعتاد أن تكون عواطفنا متجمعة لدى زوج أو منصبة في حضن زوجة أو مسكوبة على صدر طفل بين حنايانا .. لذلك نحاول أن نفرغ هذا الكم الهائل من مشاعرنا في أول إنسان نحس أنه يحبنا أو نشعر بحبه أو نستشعر حبه لنا ..
& ما هي الأسباب الكامنة والمستترة خلف هذا الانقياد الأهوج والعلاقة الشوهاء ؟! .. عله يكون التصحر العاطفي أو طوفان المشاعر وشلالات الأحاسيس الهادرة من النفس .. فالشخص قد يكون منخوساً عاطفياً .. لذلك ينقاد لأول كلمة عذبة تلقى على مسامعه .. أو أنه يكون جبلاً من الشفافية وبحراً من الرومانسية .. لكن الأطراف التي حوله تسخر من هذا التأجج والتوقد العاطفي ( العاطفة المحمومة ) والإحساس المشبوب والمشاعر النارية .. فيعتبرون هذا التفاهات ..
ثم أنه ما هي مقاييسنا في اختيار أصدقائنا ؟! .. هل كل كلمة عذبة تصنع لي صديقاً ؟! وهل كل ابتسامة عريضة توجد لي خلاً ؟! .. ما أقطع به وأجزم هو أن من يحبني يحب لي الخير كل الخير ..
الصداقة العمياء والزمالة ال؟؟؟ والرفيقة ال؟؟؟ ..
النصيحة ممن وممن ؟ ولمن ومتى تكون ؟ .. ليس كل أصدقائنا ناصحين لنا ! وليس كلهم أهل للنصيحة ! لأني بالفعل لا أحس أني اخترت الصديق الحميم ..
عندما أدعو عليك بأن لا يحبك غيري فلا تحسبني أحبك ، لأن حبي لك حب أناني بكل مقاييس الأنانية وأبعادها ..
نعم عندما تكون مفعماً بالمشاعر الرقيقة ولا تجد إناءً تسكب فيه ذلك المعين الصافي فلا تلقه على قارعة الطريق …
تعليق