بسم الله الرحمن الرحيم
{ فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} [طه : 121]
( هل اذنب آدم عليه السلام ) ؟
الجواب :هنا ثلاثة مسالك ويمكن الجمع بينها :
1 ـ ان ذلك كان تركا للاولى فيكون فعله مكروها وليس ارتكابا للمحرم فلا يعد ذنبا لا صغيرا ولا كبيرا .
2 ـ ان النهي كان نهيا ارشاديا كالنصيحة والتوجيه ولم يكن حكما شرعيا اصلا .
3 ـ ان الجنة التي كان ادم فيها ليس دار تكليف ( نعم ليست جنة الخلد بل هي من جنان الدنيا كما في بعض الروايات )
( اضائة روائية )
في عيون الاخبار للشيخ الصدوق ح 15 / ص 175 : باسناده إلى على بن محمد بن الجهم قال : حضرت مجلس
المأمون وعنده الرضا عليه السلام .
فقال له المأمون : يا بن رسول الله أليس من قولك ان الانبياء معصومون ؟
قال : بلى قال : فما معنى قول لله عزوجل : " وعصى آدم ربه فغوى " ؟
قال : عليه السلام : ان الله تعالى قال لادم : " اسكن انت وزجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه
الشجرة " وأشار لهما إلى الشجرة الحنطة " فتكونا من الظالمين " ولم يقل : ولا تأكلا من هذه الشجرة ولا مما
كان من جنسها ، فلم يقربا من تلك الشجرة وانما أكلا من غيرها لما أن وسوس الشيطان اليهما ، وقال :" ما
نهاكما ربكما عن هذه الشجرة " وانما نهاكما ان تقربا غيرها ولم ينهكما عن الاكل منها " الا ان تكونا ملكين أو
تكونا من الخالدين * وقاسمهما انى لكما لمن الناصحين " ولم يكن آدم وحوا شاهدا قبل ذلك من يحلف بالله كاذبا"
فدليهما بغرور فأكلا منها " ثقة بيمينه بالله وكان ذلك من آدم قبل النبوة ، ولم يكن بذنب كبير استحق به دخول
النار ، وانما كان من الصغاير الموهوبة التى تجوز على الانبياء قبل نزول الوحى عليهم ، فلما اجتباه الله تعالى
وجعله نبيا كان معصوما لا يذنب صغيرة ولا كبيرة .
قال الله تعالى : " وعصى آدم ربه فغوى * ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى " وقال عزوجل : " ان الله اصطفى آدم
ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين .. " اهـ
والحمد لله رب العالمين