بسمه تعالى
اللهم صلي على محمد وال محمد
اللهم صلي على محمد وال محمد
السؤال : السّلام عليكم شخص أصيب بالوسواس في مسائل الطهارة و العبادة ، وأخيراً في العقائد والأصول ، فما هي نصيحتكم للتخلّص من هذا النوع من الوسواس بحيث أصبح يصعب عليه التفكير ، ويشعر بالتعب الشديد والسريع عندما يريد التفكير ولو بشيء بسيط في العقائد؟ كيف يصلح نفسه؟
الجواب : من سماحة السيّد جعفر علم الهدى
في الحديث عن الإمام الصادق (عليه السّلام) قال سألته عن الخنّاس قال : « إنّ إبليس يلتقم القلب ، فأذا ذكر الله خنس ، فلذلك سمّي بالخناس » .
فالطريق الوحيد للتخلّص من وسوسة الشيطان هو عدم الاعتناء بوسوسته ، والاشتغال بذكر الله تعالى بالقلب واللسان ، والرجوع إلى المتعارف في أمر الطهارة والصلاة ، وقد وردت روايات كثيرة تؤكّد على أنّ الشيطان يريد أن يمنع المؤمن من الصلاة وسائر العبادات ، فيوسوس إليه ، ويوهم بطلان عمله ، ويأمره بالاعادة والقضاء ، وإبطال الصلاة إلى أن يقع في الحرج الشديد ، ويصعب عليه العبادات ، فيتركها رأساً ، وقد ينتهي أمره إلى الكفر ، فيفرح الشيطان فرحاً شديداً .
فعلى المؤمن العاقل منع الشيطان من الوصول إلى غرضه ، وذلك بأنّ يتعوّذ منه بالله تعالى ، ولا يعتني بوسوسته ، ويبني على صحّة عمله وعبادته ، ويستمّر في صلاته ، وإن حصل له اليقين ببطلانها ؛ لأنّ ذلك من وسوسة الشيطان .
وأمّا بالنسبة للعقائد : فلا يشغل تفكيره منها أن يقع في التعب الفكري الشديد . نعم لا بأس بأن يقرأ بعض الكتب العقائدية البسيطة : مثل : عقائد الإمامية ، أصول الدين ، أصل الشيعة وأصولها ، وليكثر من قول : « لا اله إلّا الله » ، و « لاحول ولاقوة إلّابالله العلي العظيم » .
وعن أمير المؤمنين (عليه السّلام) : « إذا وسوس الشيطان إلى أحدكم ، فليتعوّذ بالله وليقل : " آمنت بالله وبرسوله مخلصاً له الدين " ».
وروي : إذا وجدت الشكّ في صدرك فقل : « هو الأوّل والآخر والظاهر والباطن وهو بكلّ شيء عليم ».
وليقرأهذا الدعاء : « توكّلت على الحي الذي لا يموت ، والحمد لله الذي لم يتّخذ ولداّ ، ولم يكن له شريك في الملك ، ولم يكن له وليّ من الذلّ وكبّره تكبيراً ». فأنّه مفيد لأداء الدين ، ودفع وساوس الصدر ، وسعة الرزق .
وفي الحديث : « إنّ ذكر أهل البيت (عليه السّلام) شفاء من وسواس الريب ».
وفي فقه الرضا (عليه السّلام) : « إذا خطر ببالك في عظمته وجبروته أو بعض صفاته شيء من الأشياء فقل : " لا إله إلّا الله محمّد رسول الله عليّ أمير المؤمنين " فأذا قلت ذلك عدت إلى محض الإيمان » .
وعن الصادق (عليه السّلام) : « مَن غسل رأسه بورق السدر صرف الله عنه وسوسة الشيطان سبعين يوماً » .
وعن الصادق (عليه السلام) أيضاً قال : « عليكم بالسواك فأنّه يذهب وسوسة الصدر».
وفي الحديث : قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : « ياكميل : إذا وسوس الشيطان في صدرك فقل " أعوذ بالله القوي من الشيطان الغوي ، وأعوذ بمحمّد صلى الله عليه وآله الرضي من شرّ ما قدر وقضي ، وأعوذ باله الناس من شرّ الجنة والناس أجمعين" ».