كيف يسلم المؤمن والكافر روحه ، وهل من فرق بينهما ؟

سهولة وصعوبة تسليم الروح لا تختص بأي منهما ، فلا كل مؤمن يسلم روحه بسهولة ، وراحة ، ولا كل كافر يسلمها بصعوبة . بل إن الله (سبحانه وتعالى) يشمل كثيرا من المؤمنين بلطفه فيصعب عليهم قبض أرواحهم تكفيرا منه لذنوبهم ، فبما أن المؤمن سيغادر الدنيا عند قبض روحه ، فلا بد من تطهيرة وإصلاحه قبل خروج روحه . أما قبض روح الكافر فهو بوابة إلى النار وبداية عذابه ، وقد ينزع كافر أو فاسق روحه بسهولة وراحة ، ذلك لأنه وإن كان من أهل العذاب ، لكنه يوفى حساب مافعله في الدنيا من حسنات بسهولة النزع . فقد يكون أنفق في حياته ، أو ساعد مظلوما أو غير ذلك من أعمال حسنة ، فيكون قبض روحه هينا عليه كأجر له على مافعل من خير ، وليقدم على الآخرة وليس له ثواب ، فيدخل النار .

وفي الحقيقة فإن قبض روح الكافر سهلا كان أم صعبا ، فإنه بداية سوء حظه وسوء عاقبته ، وقبض روح المؤمن سهلا كان أم صعبا ، فإنه بداية نعيمه وسعادته . لهذا فإن سهولة القبض وصعوبته لا تتشمل صنفا خاصا من الناس .



ما الحكمة من سؤال القبر ، إذا كان الله (سبحانه وتعالى)عالم بحال المؤمن والكافر ؟

سؤال القبر وجوابه بداية النعيم للمؤمن ، وفيه لذة وراحة للمؤمن ، فتكون حاله كحال الطفل في المدرسة عندما يدرس درسه جيدا ، فإنه يسر إذا ما سئل عنه ، فيسر المؤمن من سؤال عن ربه ، ليشهد بوحدانية ربه باطمئنان كامل .

وفي المقابل فإن سؤال القبر بالنسبة للكافر بداية سوء الحظ والعذاب .

ما اسم الملكين الموكلين بسؤال القبر ؟

اسمهما بالنسبة للمؤمن فهو (بشير )و( مبشر) ويأتيانه بهيئة حسنة تشغف قلبه ، تفوح منهما رائحة وورد الجنة ورياحينها ، فينال المؤمن لذة من النظر إليهما .

أما بالنسبة للكافر فإسمهما (نكير) و ( منكر) ويأتيانه بصوت راعد صاعق ، وتتلضى النار من عيونهما ، وشعرهما متدليا إلى الأرض ، وأشكالهما مخيفة مرعبة ، فيرعب الكافر من رؤيتهما .

من لم يدفن في أرض وتراب فهل يشهد ضغطة القبر ؟

سئل الإمام الرضا (عليه السلام) عن من يشنق إن كان يشمله عذاب القبر (فقد كان في الماضي لا ينزل جسد بعض المشنوقين ، بل يبقى معلقا في المشنقة ، كما حدث مع زيد بن علي بن الحسين الشهيد الذي بقي معلقا عل المشنقة ثلاث سنوات ) ويستفاد من جوابه (ع) إن الله (سبحانه وتعالى ) يأمر الهواء بالضغط عليه إن كان مستحقا لذلك .

ويستفاد من رواية أخرى عن الصادق (ع) أن ضغطة الهواء أشد من ضغطة القبر ، وكذا ماء البحر بالنسبة للغريق .
ما سبب ضغطة القبر ؟

من جملة أسباب ضغطة القبر : تضييع النعم الإلهية وكفرانها ، سوء الخلق وبذاءة اللسان مع العائلة ، التهاون بنجاسة البول ، التهمة والغيبة .

كم مرة يلقن الميت ؟

يلقن الميت ثلاث مرات : عند موته ، وعند دفنه ، وبعد دفنه .

من هم الآمنون من عذاب القبر ، وضغطه ، وعذاب البرزخ ؟

يظهر من روايات أهل البيت (عليهم السلام ) إن من جملة المبشرين بالأمان من عذاب القبر وضغطه وعذاب البرزخ :

1- الملقن الذي لقن التلقين الثالث .

2- من مات بين ظهري الخميس والجمعة ، فيكون قد غادر الدنيا مع نزول رحمة الله ، فورد على بساط الله .

3- من وضع إلى جانبه في القبر جريد التين ، فقد روي أنه يمنع عذاب القبر ، وجريد النخل خير منه ، ويجب أن يكون غصنا أخضرا .

4- شهادة أربعين شخص أوأكثر بحسن سيرة الميت ، وطلب المغفرة له .

5- وضع تربة أبي عبد الله الحسين (ع) في القبر والكفن ، وكذا المسح بها على جبهة الميت ، وباطن كفيه .

6- أعمال الخير التي تؤدى نيابة عن الميت في هذه الدنيا ، فإنها من الأمور النافعة في عالم البرزخ والقيامة ، أو إهداء ثواب أعمال الخير للميت ، وأفضلها أداء دينه ، وقضاء ما فاته من الصلاة والصيام والحج الواجب وما شابه ، والتصدق عنه في سبيل الله ، والدعاء وطلب المغفرة له .




لماذا التوجه إلى قبور الأموات ، وقد حلت أرواحهم في وادي السلام ، وفي قوالب مثالية ؟

يستفاد من رواية للإمام الصادق (ع) أن الأرواح وإن كانت في وادي السلام ، إلا أن إحاطتها العلمية بمحل قبورها ، فهي كالشمس التي وإن لم تكن على الأرض ، بل في السماء ، إلا أن شعاعها محيط بالأرض . ومثل ذلك إحاطة الأرواح بمحل دفن أجسادها .

إذا كان النبي أو الإمام حاضرا في كل مكان ، فما الحكمة من زيارة قبره ، وما ميزة مكان قبره عن باقي الأمكنة ؟

لا شك أن محل قبور الأنبياء والأوصياء وأئمة الدين من الأماكن التي تنال اهتماما خاصا من أرواحهم الشريفة ، وفيها تتنزل الرحمة والبركة الإلهية ، وهي مهبط الملائكة . فإذا أراد أحد أن يصيب منهم (ع) فائدة جمة ، فعليه أن لا ينقطع عن زيارة تلك الأماكن المباركة .

ما هي هيئة النمام عند وروده صحراء المحشر ؟

يرد النمام المحشر على هيئة القرد

على أي هيئة يحشر آكل الحرام ؟

يحشر آكل الحرام على هيئة القرد ، ومعه المحتكر ، والغشاش في المعاملات .

على أي هيئة يحشر آكل الربا ؟

يحشر آكل الربا على هيئة مهشمة كريهة ، ويذهب به إلى العذاب وهو على تلك الحالة .
كيف يحشر المغتاب ؟

يحشر المغتاب بأنه يخمش في وجهه وتخرج من فمه رائحة نتنة يتأدى منها أهل المحشر. ( من كتاب آخر)

كيف يحشر المتهاون بالصلاة ؟

يحشر المتهاون بالصلاة بحيث يوكّل الله به ملكا يسحبه على وجهه والخلائق ينظرون اليه .( من كتاب آخر)

على أي هيئة يحشر العالم الذي لم يعمل بعلمه ؟

العالم غير العامل بعلمه هو العالم الذي يختلف فعله عن قوله ، فيعظ الناس جيدا ،لكنه في عمله غارق في الوحل ، فيستفيد الآخرون من قوله ، أما هو فلسوء حظه سيء العمل . مثل هذا الشخص فإنه يرد صحراء المحشر وهو يمضغ لسانه حسرة ، وتخرج الجراحة من فمه .

على أي هيئة يحشر من يؤدي جيرانه ؟

يرد مؤذي الجيران إلى صحراء المحشر وقد قطعت أطرافه .

على أي هيئة يحشر حاكم الجور ؟

يحشر حاكم الجور وهو أعمى .

على أي هيئة يحشر الأناني وعابد نفسه ؟

يرد الأناني وعابد النفس إلى صحراء المحشر وهو أصم وأبكم .
على أي هيئة يحشر متبع الشهوات ؟
متبع الشهوة واللذة الحرام ، والذي لم يؤد زكاة أمواله في الدنيا ، يرد صحراء المحشر ، ورائحة الجيفة النتنة تنبعث منه .

على أي هيئة يحشر المتكبر ؟
يحشر المتكبر وعليه جبة من نار .
من هم الآمنون من خوف القيامة وفزعها ؟
مما بلغنا عن رسول الله (ص) يستفاد أن الأشخاص والفئات الآمنة من خوف القيامة وفزعها هم :
1- الملتزم بإجلال واحترام من ابيض شعره في الإسلام ، وخاصة الوالدين.
2- مغيث المضطر والمحتاج .
3- من مات في مكة أو المدينة ، أو دفن فيهما ، وكذا من مات في طريقه منهما وإليهما .
4- من اتخذ نفسه عدوا له وجاهدها .
5- الحليم الذي يكظم غيضه من أجل الله (سبحانه وتعالى) .
6- من امتنع عن ارتكاب الذنوب وركوب الشهوات الميسرة له خوفا من الله .
7- من وضع يده على قبر مؤمن ، وقرأ سورة القدر سبع مرات .
8- من أحب المسجد وارتاده ، فإنه يأتيه يوم القيامة على هيئة هودج ، فحيط على قبره ، ويقله حتى يهبط به في الجنة 9- ولاية علي بن أبي طالب (ع) ، فهي الأمان المطلق ، فلا خوف على المتمسك بها إطلاقا.

ما هو أول حدث يقع يوم القيامة ؟

أول حدث يقع يوم القيامة هو: نفخ الصور ، حيث ينفخ فيه إسرافيل . ومما يستفاد من الآيات والروايات أن النفخ في الصور نفختان ، نفخة الموت التي يموت على أثرها جميع من في السماوات والأرض ، ونفخة الإحياء التي يحيا على أثرها كل الموجودات ثانية لتبدأ القيامة.


ماهي المدة بين نفخة الموت ونفخة الإحياء ؟

المدة بين النفختان حسب الرواية تعادل أربعين عاما ، وفي رواية أخرى تعادل أربعمائة عام ، وفي هذه المدة تقع حوادث تلاقي الأفلاك وتدميرها ، والزلزلة ، وتحطيم الجبال ودكها ، واحتراق البحار.

من هو أول من يحيا من جديد بأمر الله ؟

أول من يحييه الله(سبحانه وتعالى) هو إسرافيل (ع) لينفخ مجددا في الصور ، ويحيي الخلائق من جديد للقيامة .
من هو إسرافيل ، وما هي مهمته ؟

إسرافيل هو أحد الملائكة الأربعة المقربين عند الله (تعالى) ، ومهمته استلام الصور عند أمر الله بالقيامة ، وانتظاره لأمره (تعالى) فإذا أمره بذلك هبط إلى الأرض ، فلا يبقى على الأرض حي ، ثم يؤمر أن ينفخ في السماوات حتى لا يبقى حي في السماوات ، بعد ذلك يؤمر إسرافيل بالموت ، فيموت .


من هم الملائكة المقربون سوى إسرافيل ؟

جبرائيل ، ميكائيل ، عزرائيل . ولكل من أولئك الملائكة المقربون مهمة خاصة به ، فجبرائيل هو الأمين على الوحي ، وواسطة تبليغه للأنبياء . وميكائيل هو الموكل بالأرزاق . وعزرائيل هو الموكل بقبض الأرواح .

هل الخلائق كلها ترد المحشر يوم القيامة عراة ؟

كل الخلائق ترد المحشر يوم القيامة عراة ، إلا نذر قليل تلقوا وعدا بالستر عليهم وهم :

1- المتقين : كل من يغادر الدنيا وهو متق ، فإنه يرد الحشر مستورا بستر إلهي.

2- المؤمنين : الذين غادروا الدنيا دون توبة ، لكنهم ذاقوا من عذاب البرزخ حتى طهروا .






كم هي مواقف يوم القيامة ؟

مواقف يوم القيامة 50 موقفا ، وكل موقف ألف عام ، فيكون مجموع الوقوف فيما خمسون ألف عام .

أول تلك المواقف ، موقف الحيرة ، وفيه يصطحب كل مذنب وعاص هيئة من

سنخ ذنبه ومعصيته ، حتى يعلم الجميع بذنوبه .

ومن المواقف الأخرى : موقف السكوت ، موقف المجادلة ، موقف السؤال وغيرها .

ماهي كتابة الأعمال ، ومن الموكل بها ؟

كتابة الأعمال هي من جملة الأمور التي يجب الإعتقاد بها ، فقد ذكرها القرآن صراحة وفي عدة أماكن منه فقال : ( وإن عليكم لحافظين ، كراما كاتبين ، يعلمون ما تفعلون ) الإنفطار 10-12

إذن فهما ملكان ، وقد سماها القرآن بالرقيب والعتيد في قوله تعالى : ( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ، ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ، إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ، ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) ق 16-18 . أما كيفية كتابة الأعمال من قبل هذين الملكين ، بالقلم والورق ، أم بشكل آخر ؟ فهذا ما لا نعلمه . لكن كلما هم (عتيد) بالكتابة وثبت سيء الأعمال ، قال له (رقيب) : تمهل عساه يندم ويتوب . فيمهلانه خمس ساعات أو سبعة ، فإذا لم يتب مما فعل ، أثبتوا ذلك في صحيفته .

ومن الألطاف الإلهية بالعباد أنه إذا نوى شخص نية خير كتبت له حسنة ، فإن فعلها كتبت له عشرة . أما إذا نوى نية سوء وفعلها كتبت له واحدة .

كم هي أقسام الناس في الحساب ؟

يقسم الناس في الحساب إلى أقسام أربعة :

1- قسم يدخل الجنة دون حساب ، وهم محبو أهل بيت النبي (ص) .
2- قسم خرج من الدنيا دون أن يؤمن ، فيدخلون النار دون حساب حيث لا قيمة لأعمالهم .
3- قسم تعرض صحيفة أعمالهم على الحساب ، ويتأخرون في موقف القيامة ، لكنهم يدخلون الجنة لرجحان حسناتهم على السيئات ، لكن بعد وقوف يعادل حجم ذنوبهم ، فكلما كثرت وكبرت كلما طال الوقوف .
4- قسم ترجح سيئاته على حسناته ، فإن نالتهم الشفاعة والفضل الإلهي ، عندها يكونون في أهل النجاة ، وإلا فإنهم يدخلون النار ، فيتعذبون فيها حتى يطهروا من الذنوب ، آنذاك ينقلون إلى الجنة.
* من عاش قسماً من عمره غير مؤمن ، ثم آمن آخر عمره ، أهو من أهل النجاة أم لا ؟

لا شك أن الإيمان يمحو أثر الكفر السابق ، ولا شك أنه سيكون في أهل النجاة ، أما ذنوبه فإنها تمحى بالتوبة الجامعة للشرائط التي ذكرت في القرآن الكريم
(( إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً .فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيما)) الفرقان 70 (( إن الحسنات يذهبن السيئات.. ) هود 114












* ماهو الكوثر ، وأين هو ؟

من الأمور المسلم بها ، والتي صرح بها القرآن الكريم، وتناولتها أحاديث وروايات العامة والخاصة ، أن حوض الكوثر هو خير كثير منّ الله ( تعالى ) به على النبي محمد (ص) ، وأن طوله يعادل مابين صنعاء والبصرة ، وأن على أطرافه كؤوس بعدد نجوم السماء ، تغرف الحور العين بها من الحوض ، فتسقي المؤمنين .
الكؤوس تلك منها ماهو مصنوع من فضة الجنة ، ومنها ماهو مصنوع من البلور وحسب الروايات فإن الحوض مقسم إلى ثلاثة أقسام :
قسم فيه شراب الجنة ، وقسم فيه الحليب ، وقسم فيه العسل .



وقال البعض : إن القدر المسلم به هو أن محتوى حوض محمد ( ص ) أحلى من العسل ، وأبرد من الثلج.

أما سقاية الحوض فهي لمحمد ( ص ) وعلي (ع ) ، وكل مؤمن سيسقى منه.

ويستفاد من رواية له (ص) أن الله (سبحانه وتعالى) خلق من أطراف الحوض ألف شجرة ، لكل منها ثلاثمائة وستون غصنا وورقة ، وكل ورقة تصدح بنعمة تختلف عن سائر الأوراق .

ومن رواية أخرى عن الصادق (ع) يستفاد أن حوض الكوثر هو أقل ما أعده الله لمحبيهم وأتباعهم ، أي النبي وآله (ص) ، فما أن يغادر المؤمن والمحب لهم (ع) الدنيا ، حتى تنتقل روحه إلى ذلك النهر ، ليسير بين حدائقه ، ويأكل من ثماره وفاكهته ، ويشرب من شرابه . أما إذا مات عدو محمد وآله (ص) ، فإن روحه تنتقل إلى وادي برهوت ليبقى في العذاب الدائم ، ويطعم الزقوم ، ويسقى الحميم

* عن أي شيء يسأل الإنسان يوم القيامة ؟

تحدث القرآن الكريم عن سؤال القيامة في قوله تعالى ( فلنسئلن الذين أرسل إليهم
ولنسئلن المرسلين ) الأعراف 6

فيسأل الأنبياء (ع) : هل بلغتم الناس بالرسالات التي أرسلتم بها ؟ فيشهدون الله على عدم تقصيرهم في البلاغ ، فيطلب منهم الإتيان بشاهد على ذلك ، فيشهدون خاتم الأنبياء محمد (ص) .

ثم تسأل الأمم( قالوا أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى.. ) غافر 50

ألم يبلغكم رسلنا قضايا عصركم ؟ فيقولون : بلى .

كما يسأل الإنسان يوم القيامة عن النعم الإلهية ، وكيف صنع بها ، أشكر أم كفر ، وخاصة نعمة ولاية محمد وآله (ص) .

أما المأكل ، فلا يسأل الإنسان عنه ، إلا إذا أسرف فيه أوبذر ، أو اكتسبه من حرام ، أو صرفه في حرام ، فعند ذلك يسأل عنه . كما يسأل الإنسان عن سبب فعله لأي حرام وذنب .

وحسب بعض الروايات فإن جميع الناس يسألون عن أربعة نعم قبل أي شيء : عن العمر فيم أفناه ، وعن الشباب ، وعن المال ، وعن ولاية آل محمد (ص)

أما العبادات ، فأول ما يسأل عنه هي الصلاة ، هل صلى الصلوات الواجبة في أوقاتها ، وهل أجرى أحكام هذه الفريضة الإلهية الكبرى . ثم يسأل عن سائر العبادات .


*ماهو الذنب الذي لايغفر ؟

الذنب الذي لايغفر هو مظالم العباد ، أي حق الناس الذي لايعفو الله (سبحانه وتعالى) عنه ، فلو أخذ أحدٌ من أحدٍ حبة شعير ظلماً لقاصه الله (سبحانه وتعالى) بها يوم القيامة ، وما غفر له.



* ماهو الصراط ؟

الاعتقاد بالصراط من ضروريات الدين ، وهو في اللغة يعني الطريق ، فمن كان في هذه الدنيا سائراً على الصراط المستقيم ، متبعاً للحقيقة والحق ، متديناً وغير منحرف ، فإنه يستطيع في الآخرة عبور الجسر الموضوع فوق جهنم بسلام ، ومن الناس من يمر عليه كالبرق الخاطف ، ومنهم من يمر عليه كراكب الخيل ، ومنهم من يتخبط عليه ويسقط ويقوم ، كما كان يفعل في الدنيا في سلوكه لطريق الشرع.

إذن فالصراط هو جسر منصوب فوق جهنم ، لا بد لجميع البشر من المرور فوقه ، ولا استثناء في ذلك ، فيعبره أهل الجنة ، ويسقط عنه أهل النار فيها.

فمن حديث لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يفهم أن لهذا الطريق سبع عقبات ، ولكل عقبة موبقاً ، وكل موقف يعادل سبعة عشر ألف فرسخ ، ولكل عقبة سبعون ألف ملك موكل ، وعلى الجميع عبور هذه العقبات .

* ما هي عقبات الصراط السبع ؟

العقبات السبع عند الصراط هي :

1- ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ورد الأمانة ، وصلة الرحم.
2- الصلاة .
3- الخمس والزكاة .
4- الصيام .
5- الحج .
6- الطهارة ومنها الوضوء والتيمم والغسل .
7- المظالم .

فيسأل الإنسان في هذه العقبات عن كل أمر سميت به ، فإن كان قد أدى حقها في الدنيا ، فإنه يجتازها ، وإلاهوى .


* ما هو المرصاد ؟

المرصاد هو اسم العقبة السابعة من الصراط ، كما ورد في القرآن الكريم ، وهي عقبة المظالم وحق الناس .

* ماهي الشفاعة ، وهل هي مختصة بيوم القيامة ؟

الشفاعة هي استنقاذ الضعفاء الذين سقطوا وضعفوا من إكمال المسير ،والذي يستنقذهم هم أصحاب الكرامة والجاه عند الله (سبحانه وتعالى) ، وأصحاب القوة والقدرة ، فيأخذون بيدهم ويخرجونهم من الغل والسلاسل والنار ، أو رفع درجة من هو في الجنة ليتمكن من التنور بنور محمد وآله ( ص) ، بعد أن يكون قد حجب عنه ، فيرفعون له درجته ليصل إلى مبتغاه:

ومن الشفعاء أيضاً : المؤمنون فقد أشارت بعض الروايات إلى أن المؤمن يشفع لمئة شخص ، ولم يحصل هذا المؤمن على كرامته تلك إلا من اتباعه لمحمد وآله ( ص) .

ومن الشفعاء أيضاً يوم القيامة : السادة لأنهم من عرقه وأصله ( ص) .

وكذلك القرآن الكريم والمسجد فإنهم من شفعاء القيامة لأنهم من آثار محمد وآله ( ص) .

أما جواب الشق الثاني من السؤال فهو : إن أصل الشفاعة وأعظمها يكون يوم القيامة ، لكن هناك شواهد تشير إلى أن الشفاعة تكون في البرزخ أيضاً ، بل وحتى في هذه الدنيا . فعندما يحل البلاء مثلاً ، فإنه يرتفع بشفاعة قائم آل محمد ( ص) ، أو عندما يحل العذاب على شخص في البرزخ ، فقد يرتفع عنه بواسطة أبويه أو أولاده أو أصدقائه في الدنيا لتوسلهم بأهل بيت الرسول ( ص) فإن شفاعتهم ( ع) مقبولة عنده ( سبحانه تعالى ) .



* ماهو الأعراف ، وأين وكيف ؟

الأعراف حسب بعض الروايات هو مكان مرتفع على الصراط ، أعده الله ( تعالى ) لمحمد وآله (ص) فكل من كان سبقهم من موالي أمير المؤمنين (ع ) فإنهم يعرفونه من نور جبينه ، فيجيزون له دخول الجنة .
ماهي عيون الجنة المذكورة في القرآن الكريم ؟

في الجنة عيون متعددة ، ولكل عين طعماً وحلاوة خاصة بها، ولها اسم خاص أيضاً منها: عيون الكافور ، والزنجبيل ، والسلسبيل ، والتسنيم ، وأهمها على الإطلاق عين الكوثر التي تنبع من تحت العرش الإلهي ، فتمر في الجنة كالنهر ، فتصب في حوض عظيم في المحشر.


من هن الحور العين ، وكيف ، ولماذا سمين بهذا ؟

الحوريات هن من أكبر النعم الجسمية في الجنة ، وسبب تسميتهن بهذا الاسم هو ابيضاض أجسادهن ، ووسعة عيونهن وابيضاضها .

وقيل لشدة بياض عيونهن وشدة سواد حدقاتهن ، ولصفائهن وطراوتهن .

ولعل التسمية جاءت لأن عيون المؤمن تحير و تنبهت من رؤية جمالهن ، فتبيض لذلك . فقد جاء وصفهن في القرآن الكريم في قوله ( تعالى ) : ( وحور عين * كأمثال اللؤلؤ المكنون ) الواقعة 22-23 أي كاللؤلؤ المحفوظ في صدفة ، والذي لم يصله غبار ، ولم يلمس بيد ، فيقول ( تعالى) : ( إنا أنشأناهن إنشاءً * فجعلناهن أبكاراً ) الواقعة 35- 36 أي أنه تعالى جل شأنه وعلا خلقهن خلقاً جديداُ دون سبب ، أي من غير أم وأب ، فجعلهن باكرات لم يمسهن أحد من قبل المؤمنين .

ومما ورد في الروايات أن الحورية تلبس سبعين حلة وثوباً ، لكن عظم ساقها يبدو للمؤمنين جلياً من وراء الحلل والثياب كخيط الحرير الذي يرى من وراء الياقوت .

وإن الحور العين في الجنة مطهرات من كل ناحية ، فلا يحضن بل مطهرات من أي قذارة ونجاسة ، ولا يتكبرن ولا يتباهين ، وليس بينهن غيرة ، وكلهن في سن واحدة ، وهي سن السادسة عشر .


المؤمنات كيف يتزوجن في الجنة ؟

النساء المؤمنات اللاتي متن على الإيمان ، واللاتي يمن الله ( تعالى ) عليهن بدخول الجنة ، فإنهن أكثر حسناً وجمالاً من الحور العين بكثير.

فقد نقل العلامة المجلسي ( رحمة الله عليه ) مما استفاده من روايات أهل البيت ( ع) في تفسير الآية الكريمة : ( فيهن خيرات حسان ) الرحمن 70 أنهن النساء المؤمنات العارفات من شيعة آل الرسول ( ص ) ، اللاتي يدخلن الجنة فيزوجن من المؤمنين ،وهم لم يتزوجن في الدنيا ، أو أن أزواجهن ليسوا من أهل الجنة ، فيتزوجن ممن يشأن من أهل الجنة ، وإذا كان لهن في الدنيا عدة أزواج ، فيتزوجن بآخرهم ، أو أفضلهن خلقاً وإحساناً .