بسم الله الرحمن الرحيم
منهج التفسير بالرأي من المناهج المذمومة والمرفوضة في التفسير وقد بحث هذا المنهج بسبب ورود الاحاديث في ذمه والاخطار المترتبة على المفسر في حالة استخدامه والتي قد تؤدي به الى الانحراف عن التفسير وبالتالي يكون مصيره جهنم كما ورد في الروايات ولهذا فان معرفة هذا المنهج التفسيري والاحتراز عن مصاديقه يحظيان بأهمية خاصة عند المفسرين.الجذور التاريخية للتفسير بالراي:
لا يوجد تحديد دقيق لبداية هذا المنهج في التفسير ولكن روي عن النبي صلى الله عليه واله بعض الروايات في ذم هذه الطريقة في التفسير ما يكشف عن ان هذا الطريق بدأ في زمان النبي صلى الله عليه واله ولهذا فانه صلى الله عليه واله ذكر هذا التفسير وذم القائمين به و لايفهخم من الروايات ان هذا العمل سوف يحدث في المستقبل وان النبي صلى الله عليه واله قد تنبأ به.
ثم طرحت هذه المسألة أيضا بعد وفاة النبي صلى الله عليه واله في زمان الائمة عليهم السلام فصدرت عنهم روايات متعددة في ذم التفسير بالرأي بل روي عن الامام علي عليه السلام انه خاطب بعض الأشخاص ونهاهم عنةهذا النوع من التفسير وفي الحقيقة ان بعض هذه الاحاديث ينظر الى بعض الذين فتحوا لهم مدارس في التفسير توازي مدرسة اهل البيت عليهم السلام ثم انتشر هذا المنهج في العصور التالية في بعض كتب التفسير فمن المفسرينى والفرق من قام باتهام بعضهم البعض في استخدام هذا المنهج كما اتهم بعض الكتاب الفخر الرازي صاحب التفسير الكبير واخوان الصفا وبعض الصوفية واحيانا الاشاعرة والمعتزلة باستخدام التفسير بالرأي لتأويلهم ايات القران طبقا لعقائدهم.
وقد بلغ هذا المنهج اقصى ما وصل اليه في العصر الحاضر حيث سعى بعض المنافقين مع ظهور بعض المدارس الالحادية وبالاستفادة من الايات القرانية والتفسير بالرأي – ان يجذبوا شباب المسلمين الى صفوفهم واخفاء مقاصدهم الالحادية تحت هذا الستار وقد اطلق الشهيد مطهري على هذا المنهج تسمية ((المادية المغفلة)) او ((المادية المنافقة))(1)
1.مجموعة اثار الشهيد مطهري ج1 ص460.
تعليق