بسم الله الرحمن الرحيم
فطر الله عز وجل الإنسان منذ نشأته على حب الاطلاع والتفكير في حقائق ما حوله في هذه الحياة الدنيا والتنقيب عن علل وجودها وربط أسبابها بمسبباتها ومحاولة اكتشافها وتسخيرها لخدمته بما من ّبه عليه من نعمة العقل التي يرتقي بها عن البهائم ويصل بها إلى مصاف الملائكة إذا أحسن استغلالها ... فـــالحمد لله على أنعمه .
لذلك سعى الإنسان جاهداً بكل أوتي من قوة وطاقة للتغلب على الصعاب لإشباع تطفله وفضوله بالتجارب المدروسة تارة وبالمغامرة تارة أخرى, ورغم ما حققه من نتائج علمية باهرة وملموسة على أرض الواقع إلا أن عقله بات ذليلاً أمام عظمة الخالق وعجيب صنعه, معترفاً بعجزه وقصوره عن بلوغ مراتب الكمال العلمي في شتى ميادين الحياة.
وهذا ما أكده القرآن الكريم حينما ضرب لنا أروع مثال في تصوير هذه الحقيقة التي لا غبار عليها كما في سورة الكهف (109): (قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً), وفي سورة لقمان (27): (لَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ ِن بَعْدِهِ سَبْع أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
إن كل ما في هذا الكون الواسع هو آية من آيات الله عز وجل اللامتناهية والتي تكشف عن كلمة من كلماته أي صفة من صفاته الجلالية والجمالية, وتدل على أفعاله المتقنة والحكيمة, فلا يمكن لهذا العقل المحدود أن يحيط علماً وإدراكاً بكل ما يدور حوله ولو للحظة واحدة, فلو فرضنا أن مياه بحار العالم تحولت إلى أحبار وأشجار الكرة الأرضية إلى أقلام من أجل أن يُكتب بها جميع آيات الله تعالى لجفت وانتهت الأحبار ولو أضيف إلى تلك البحار أضعافها, ولتكسرّت الأقلام قبل أن تحصي الآيات والآلاء الإلهية .... فســبحان الله جل جلاله !
فالقرآن الكريم كتاب الله عز وجل وهو خير مصداق على أسرار الخالق وكنوزه المكنونة فيه والتي لا يعلمها إلا من رحم ربي وهم أهل بيت العصمة عليهم السلام الذين اختصهم بذلك وأودعهم كنوز علمه وجعلهم الأمناء والأدلاء عليها إلى قيام الساعة حيث قال: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون).
لذا لابد للإنسان أن يزداد يقيناً وتسليماً بأن فوق كل ذي علمٍ عليمٌ قادرٌ على أن يسلبه ما وهبه إياه أو أن يزيده من فضله, فمتى ما استحضر ذلك في ذهنه, سيجد نفسه صغيراً جاهلاً وحقيراً مهما بلغت منزلته العلمية بين الناس, ولن يطغى, وسيردد دوماً بلسانه وفي قلبه: (رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) ... فشــكراً لله ...
المصدر موقع جمعية الذكر الحكيم
بقلم : أم آيات
فطر الله عز وجل الإنسان منذ نشأته على حب الاطلاع والتفكير في حقائق ما حوله في هذه الحياة الدنيا والتنقيب عن علل وجودها وربط أسبابها بمسبباتها ومحاولة اكتشافها وتسخيرها لخدمته بما من ّبه عليه من نعمة العقل التي يرتقي بها عن البهائم ويصل بها إلى مصاف الملائكة إذا أحسن استغلالها ... فـــالحمد لله على أنعمه .
لذلك سعى الإنسان جاهداً بكل أوتي من قوة وطاقة للتغلب على الصعاب لإشباع تطفله وفضوله بالتجارب المدروسة تارة وبالمغامرة تارة أخرى, ورغم ما حققه من نتائج علمية باهرة وملموسة على أرض الواقع إلا أن عقله بات ذليلاً أمام عظمة الخالق وعجيب صنعه, معترفاً بعجزه وقصوره عن بلوغ مراتب الكمال العلمي في شتى ميادين الحياة.
وهذا ما أكده القرآن الكريم حينما ضرب لنا أروع مثال في تصوير هذه الحقيقة التي لا غبار عليها كما في سورة الكهف (109): (قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً), وفي سورة لقمان (27): (لَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ ِن بَعْدِهِ سَبْع أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
إن كل ما في هذا الكون الواسع هو آية من آيات الله عز وجل اللامتناهية والتي تكشف عن كلمة من كلماته أي صفة من صفاته الجلالية والجمالية, وتدل على أفعاله المتقنة والحكيمة, فلا يمكن لهذا العقل المحدود أن يحيط علماً وإدراكاً بكل ما يدور حوله ولو للحظة واحدة, فلو فرضنا أن مياه بحار العالم تحولت إلى أحبار وأشجار الكرة الأرضية إلى أقلام من أجل أن يُكتب بها جميع آيات الله تعالى لجفت وانتهت الأحبار ولو أضيف إلى تلك البحار أضعافها, ولتكسرّت الأقلام قبل أن تحصي الآيات والآلاء الإلهية .... فســبحان الله جل جلاله !
فالقرآن الكريم كتاب الله عز وجل وهو خير مصداق على أسرار الخالق وكنوزه المكنونة فيه والتي لا يعلمها إلا من رحم ربي وهم أهل بيت العصمة عليهم السلام الذين اختصهم بذلك وأودعهم كنوز علمه وجعلهم الأمناء والأدلاء عليها إلى قيام الساعة حيث قال: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون).
لذا لابد للإنسان أن يزداد يقيناً وتسليماً بأن فوق كل ذي علمٍ عليمٌ قادرٌ على أن يسلبه ما وهبه إياه أو أن يزيده من فضله, فمتى ما استحضر ذلك في ذهنه, سيجد نفسه صغيراً جاهلاً وحقيراً مهما بلغت منزلته العلمية بين الناس, ولن يطغى, وسيردد دوماً بلسانه وفي قلبه: (رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) ... فشــكراً لله ...
المصدر موقع جمعية الذكر الحكيم
بقلم : أم آيات
تعليق