دور علي عليه السلام وتلاميذه في الفتوحات
فتح فارس والروم كان وعداً نبوياً
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ علي الكوراني
كان النبي صلى الله عليه وآله يدعو الناس في مكة الى الإسلام ويخبرهم بأن الله تعالى وعده أن يورِّث أمته ملك كسرى وقيصر ! فكل من قرأ سيرته صلى الله عليه وآله يجد أن فتح فارس والروم كانا وعداً نبوياً من أول إعلان الدعوة ، وكان المشركون يسخرون من ذلك! واستمر هذا الوعد عنصراً ثابتاً في مراحل دعوته صلى الله عليه وآله ، فكان برنامجاً إلزامياً للسلطة الجديدة بعد وفاته صلى الله عليه وآله ، أيّاً كانت تلك السلطة . ففي سنن البيهقي:7/283: (فوالذي نفس محمد بيده ليفتحن عليكم فارس والروم). وفي الكافي:8/216: (عن أبي عبد الله عليه السلام : لما حفر رسول الله صلى الله عليه وآله الخندق مروا بكدية فتناول رسول الله (صلى الله عليه وآله) المعول من يد أمير المؤمنين (عليه السلام) أو من يد سلمان رضي الله عنه فضرب بها ضربة فتفرقت بثلاث فرق ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : لقد فتح علي في ضربتي هذه كنوز كسرى وقيصر ، فقال أحدهما لصاحبه : يعدنا بكنوز كسرى وقيصر وما يقدر أحدنا أن يخرج يتخلى) . ونحوه في سيرة ابن هشام:2/365 وعندما جاءته رسالة تهديد من كسرى أخبره الله تعالى بأنه سيقتله في اليوم الفلاني: في سيرة ابن هشام:1/45: (كتب كسرى إلى باذان : إنه بلغني أن رجلا من قريش خرج بمكة يزعم أنه بني فسر إليه فاستتبه ، فإن تاب وإلا فابعث إليَّ برأسه ، فبعث باذان بكتاب كسرى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكتب إليه رسول صلى الله عليه وسلم: إن الله قد وعدني أن يقتل كسرى في يوم كذا من شهر كذا ، فلما أتى باذان الكتاب توقف لينظر ، وقال: إن كان نبيا فسيكون ما قال ، فقتل الله كسرى في اليوم الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال ابن هشام: قتل على يدي ابنه شيرويه). و هذا يدل ، على أن الإتجاه الى الفتوحات خطة نبوية وعقيدة معروفة عند المسلمين ، وأنه كان من الواجب على أي سلطة تأتي بعد النبي صلى الله عليه وآله أن تتبنى هذ (الستراتيجية) وتسير فيها .
دور علي عليه السلام وشيعته في الفتوحات
علي عليه السلام يشكو ظلامته وتعمد نسيان دوره في الفتوحات
ثلاثة عناصر تشكل دور علي عليه السلام في الفتوحات
دور أبي ذر رحمه الله في الفتوحات