تويت
حديث الاجساد
في هدأة الليل البهيم..
تهدأ فيه الاصوات..
وتغط في نومها العميق..
لكني اسمع همس أصوات
يخالطها البكاء والحنين
وكأنها اشواق الاحبة..
تتبعت الهمس بذهول
فرأيت جسدا مرملا بالدماء
ملقى جانب نهر الفرات..
رأسه مفضوخ..وكفاه مقطوعتان
ومحتضن بصدره قربة ماء خالية
يأن بصوت خفي..
ادركني اخي يا حسين.
تقدمت نحو العراء..
بين الاسنة والرماح..
فرأيت راية مرفوعة بجانب جسد ممتلئ بالسهام
وقد تفجرت من تحته انهار الدماء..
نعم .. هي الكفان المقطوعتان للعباس
تمسكان بالراية عند ذلك الجسد الطريح..
وأذا من بعيد صوت بكاء وأنين
يقترب .. فيقترب .. اكثر
فيا للعجب انه العباس يزحف من مصرعه الى ذلك الجسد المضئ
لكن تصور ذلك المشهد..
جسد يزحف على الثرى..
وكفاه قطيعتان من دون ان يرى..
ورأسه مفضوخ بعمد من حديد..
والدماء من خلفه تجر اذيالها بالالم..
الى ان التقى الجسدان وبدأحديث الاجساد..
(حديث العباس)
سيدي ابا عبد الله ..
يعز علي ان اراك معفرا بدمائك..
اين رأسك المقطوع؟؟..أين صدرك واضلاعك؟؟
أين خنصر يدك؟؟..
من الذي مزق جسدك الشريف؟.. من .. ومن؟..
اعذرني سيدي ابا عبد الله ..
لقد سمعت صرخاتك وهي تخترق السماء..
تطلب فيها النصر..فلم استطع النهوض..
فكلما اردت النهوض يحتضنني الثرى..
وتلاحقك عيني وأنت تجول بين الخيام..
وتنادي وحق جدي انا عطشان..
فيهتز على الرمضاء جسدي..
فهل لي من عذر اخي يا حسين.
(حديث الحسين)
اخي يا عباس..
يعز علي ان اراك ولا احتضنك..
ولكن اين صدري واضلاعي ..
حطمتها الخيول الاعوجية.. وبعثرت جسدي بحوافرها..
واحتزوا رأسي ورفعوه فوق الاسنة والرماح..
ورأسي من فوق السنان يراقب النساء والاطفال..
وأرى أختي زينب..
بحيرة وبكاء..وتلملم النسوة والاطفال..وتنادي بصوتها..
ادركنا اخي يا حسين..
فألملم اشلائي للنهوض ..
فكلما ارتفع جانب.. سقط الجانب الآخر..
اخي يا عباس..
لقد اوفيت حق السقاية..
وجسدت معنى الاخوة والفداء..
فتقبل الله منا ومنك هذا القربان.
انتهى حديث الاجساد
وقفت جانب الجسدين باكيا..
اضرب كفي التحسر والندم..
وكأن بروحي يعرج بها الى السماء..
آيات الزمان تسارعت
حتى تلاشت فأصبحت الى آن..
واذا بالسماء تفتح ابوابها..
وكأن كفوف السماء ..
تسحب روحي .. دون شعور بالارتفاع
نعم هي الحقيقة تجسدت .. فرأيت سكان السموات
تبكي في حالة يرثى لها..
فهناك يبكي جبرائيل..وهناك ينعى ميكائيل
وهناك يقود الملائكة نياح اسرافيل ..
وأرى جنودا من الملائكة
تلبس احرامها في تلبية وعويل ..
فقد آن اوان الحج الاكبر.. يا حسين
يا قطب دائرة الوجود
ويا قبلة الارض والسموات..
ميقاتك العباس .. ومسعاك زينب
فعشقناك حجا كل عام..
فتقبلنا سيدي يا حسين.
السلام عليك سيدي ابا عبد الله وعلى الارواح التي حلت بفنائك..
عليك مني سلام الله ابدا ما بقيت وبقي الليل والنهار.
منقول
في هدأة الليل البهيم..
تهدأ فيه الاصوات..
وتغط في نومها العميق..
لكني اسمع همس أصوات
يخالطها البكاء والحنين
وكأنها اشواق الاحبة..
تتبعت الهمس بذهول
فرأيت جسدا مرملا بالدماء
ملقى جانب نهر الفرات..
رأسه مفضوخ..وكفاه مقطوعتان
ومحتضن بصدره قربة ماء خالية
يأن بصوت خفي..
ادركني اخي يا حسين.
تقدمت نحو العراء..
بين الاسنة والرماح..
فرأيت راية مرفوعة بجانب جسد ممتلئ بالسهام
وقد تفجرت من تحته انهار الدماء..
نعم .. هي الكفان المقطوعتان للعباس
تمسكان بالراية عند ذلك الجسد الطريح..
وأذا من بعيد صوت بكاء وأنين
يقترب .. فيقترب .. اكثر
فيا للعجب انه العباس يزحف من مصرعه الى ذلك الجسد المضئ
لكن تصور ذلك المشهد..
جسد يزحف على الثرى..
وكفاه قطيعتان من دون ان يرى..
ورأسه مفضوخ بعمد من حديد..
والدماء من خلفه تجر اذيالها بالالم..
الى ان التقى الجسدان وبدأحديث الاجساد..
(حديث العباس)
سيدي ابا عبد الله ..
يعز علي ان اراك معفرا بدمائك..
اين رأسك المقطوع؟؟..أين صدرك واضلاعك؟؟
أين خنصر يدك؟؟..
من الذي مزق جسدك الشريف؟.. من .. ومن؟..
اعذرني سيدي ابا عبد الله ..
لقد سمعت صرخاتك وهي تخترق السماء..
تطلب فيها النصر..فلم استطع النهوض..
فكلما اردت النهوض يحتضنني الثرى..
وتلاحقك عيني وأنت تجول بين الخيام..
وتنادي وحق جدي انا عطشان..
فيهتز على الرمضاء جسدي..
فهل لي من عذر اخي يا حسين.
(حديث الحسين)
اخي يا عباس..
يعز علي ان اراك ولا احتضنك..
ولكن اين صدري واضلاعي ..
حطمتها الخيول الاعوجية.. وبعثرت جسدي بحوافرها..
واحتزوا رأسي ورفعوه فوق الاسنة والرماح..
ورأسي من فوق السنان يراقب النساء والاطفال..
وأرى أختي زينب..
بحيرة وبكاء..وتلملم النسوة والاطفال..وتنادي بصوتها..
ادركنا اخي يا حسين..
فألملم اشلائي للنهوض ..
فكلما ارتفع جانب.. سقط الجانب الآخر..
اخي يا عباس..
لقد اوفيت حق السقاية..
وجسدت معنى الاخوة والفداء..
فتقبل الله منا ومنك هذا القربان.
انتهى حديث الاجساد
وقفت جانب الجسدين باكيا..
اضرب كفي التحسر والندم..
وكأن بروحي يعرج بها الى السماء..
آيات الزمان تسارعت
حتى تلاشت فأصبحت الى آن..
واذا بالسماء تفتح ابوابها..
وكأن كفوف السماء ..
تسحب روحي .. دون شعور بالارتفاع
نعم هي الحقيقة تجسدت .. فرأيت سكان السموات
تبكي في حالة يرثى لها..
فهناك يبكي جبرائيل..وهناك ينعى ميكائيل
وهناك يقود الملائكة نياح اسرافيل ..
وأرى جنودا من الملائكة
تلبس احرامها في تلبية وعويل ..
فقد آن اوان الحج الاكبر.. يا حسين
يا قطب دائرة الوجود
ويا قبلة الارض والسموات..
ميقاتك العباس .. ومسعاك زينب
فعشقناك حجا كل عام..
فتقبلنا سيدي يا حسين.
السلام عليك سيدي ابا عبد الله وعلى الارواح التي حلت بفنائك..
عليك مني سلام الله ابدا ما بقيت وبقي الليل والنهار.
منقول