المفطر الرابع :هو الكذب على الله ورسوله (ص):فالجانب الفقهي واضح ، اما الجانب الأخلاقي والمعنوي لهذا المفطر فهو ترك رذيلة الكذب مطلقا وبشتى أنواعه وسواء كان ذلك في حال الصوم ،أو في غيره من الأوقات وان كان في شهر رمضان يتأكد النهي عنه وانواعه الكذب عديدة لأنه اما في القول ،أو في النية وهو عدم اخلاصها لله ،بألا يكون الله سبحانه بانفراده باعث طاعاته وحركاته ،بل يمازجه شيء من حطام الدنيا ،واما في الأعمال ،وهو أن تدل أعماله الظاهره على أمر في باطنه لا يتصف هو به ،اي لا يكون باطنه مثل ظاهره ولا خيرا منه .وهذا يرجع الى الرياء ايضا ،وأما في ادعاء التديّن كالكذب في الخوف والرجاء والزهد والتقوى والحب والتعظيم والتوكل والتسليم وغير ذلك من الفضائل الخلقية التي يدعي حصولها لديه ،فالصائم الذي لم يلتزم بذلك فقد كان صومه غير تام ولم يحقق الغرض من فرضه وبالتالي لا تشمله أحاديث المدح للصائمين القائمين . أما المفطر الخامس هو: (رمس تمام الرأس في الماء )والمعنى الفقهي واضح لايحتاج الى توضيح ،أما معناه المعنوي للصائم الحقيقي هو :عدم رمس الرأس في الرذيلة والمذلة والأهانة لان هذا الرأس هو أشرف شيء في هذا البدن لانه يحتوي على النبي الباطني وهو العقل ، والعقل اشرف شيء عند الأنسان وبه كماله وزينته فيكون الرأس هو الذي ينبغي أن يحمل كل المبادىء الاخلاقية ،فلا يجوز رمسه في الرذائل الخلقية وتعطيل دور العقل باستخدام العصبية الرعناء والتصرفات الهمجية التي لاتصدر الا من الصبية والمجانين ،لان الصبي والمجنون هو الوحيد الذي يلقي بنفسه الى المذله والأهانة أما العاقل فيترفع عن ذلك لمكانة عقله ،لذلك على الصائم أن يتجنب كل الأمرين :رمس الرأس في الماء ورمس الرأس في المذلة والأهانة حتى يبقى المؤمن عزيزا شريفا لا تأخذه في الله لومة لائم . (تكملة الحديث في حلقة قادمة انشاء الله تعالى وتقبل الله طاعاتكم )
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
الجوانب الأخلاقية في فهم المفطرات الفقهية (الحلقة الرابعة )
تقليص