بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
إن جماعة من الحكماء ذكروا إشكالين على الخلود، وزعموا بأن ذلك يمنع المعاد الجسماني واعتبروه شبهة عليه:اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
الإشكال الأول/ بين العدالة والخلود
قالوا: كيف يمكن دوام النار مع ان العقل يدل على انه خلاف العدالة، إذ السيئة تجزي بمثلها لا أكثر، والشرع قد صدّق ذلك كما في الآيات المتعددة: قال سبحانه: (إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)[1] وقال سبحانه: (وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا)[2].
إذن لابد أن تصبح النار ـ ولو بعد حين ـ برداً وسلاماً، والكفار وإن كانوا مخلَّدين إلى ما لا نهاية له فيها، لكن عذابهم لابد له من الانقطاع والزوال، فتصبح النار عليهم برداً وسلاماً بعد ذلك، فقد قال ابن العربي في (الفص اليونسي):
(وأما أهل النار فمالهم إلى النعيم ولكن في النار، إذ لابد لصورة النار بعد انتهاء مدة العذاب أن تكون برداً وسلاماً على من فيها، فنعيم أهل النار بعد استيفاء الحقوق نعيم إبراهيم عليه السلام حين ألقى في النار، وقال: الثناء بصدق الوعد لا بصدق الوعيد، والحضرة الإلهية تطلب الثناء المحمود بالذات فيثني عليها بصدق الوعد لا بصدق الوعيد بل بالتجاوز، وقد قال سبحانه: (فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَه)[3] ولم يقل «وعيده» بل قال: (وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّئِاتِهِمْ)[4] مع انه توعد على ذلك وصرح به، ولابد من حكم الرحمة على الجميع أ أهل الجنة والنار، ولا يلزم ممن كان من أهل النار الذين يعمرونها أن يكونوا معذبين بها، فإن أهلها وعمارها وخزنتها وهم ملائكة، وما فيها من الحشرات والحيات وغير ذلك من الحيوانات التي تبعث يوم القيامة ولا واحدة منها يكون النار عليه عذاباً، كذلك من يبقى فيها لا يموتون فيها ولا يحيون، وكل من ألف موطنه كان به مسروراً وأشد العذاب مفارقة الوطن، ولو فارق النار أهلها لتعذبوا بافتراقهم عما ألفوه، فإن الله قد خلقهم على نشأتين تألف ذلك الموطن، وقد سبقت الرحمة الغضب، ووسعت كل شيء جهنم ومن فيها، والله أرحم الراحمين، وقد قال سبحانه: (وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)[5] ولا يشك إنه أرحم منا بخلقه، فكيف يسرمد العذاب عليهم؟ وقد قام الدليل العقلي على أن الباري تعالى لا تنفعه الطاعات ولا تضره المخالفات، وأن كل شيء جار بقضائه وحكمه، وأن الخلق مجبورون باختيارهم، انتهى.
إلى غير ذلك من كلماته المتفرقة في مختلف فصوصه، وقد تبعه في ذلك القيصري والكائي والشيرازي[6] والكاشاني، منهم ومنا.
واستدل بعضهم على ذلك: بأن السمندر يعيش في النار وهو طائر في الدنيا يلتذ بها، فكيف لا يكون كذلك أهل النار في الآخرة.
واستدل بعضهم: بما رواه البغوي في (معالم التنزيل) عن ابن مسعود قال: (ليأتين على جهنم زمان ليس فيها أحد، وذلك بعدما يلبثون فيها أحقاباً، وأنه ينبت في قعر جهنم الجرجير، وحينذاك يتبدل العذاب رحمة وبرداً وسلاماً).
لكن لا يخفى ضعف هذا الدليل، وقد تقدمت[7] الإشارة إلى أهل النار ربما لا يحسون بالعذاب أحياناً، لأنهم سكارى كما قال سبحانه: (وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى)[8] فإن السكران لا يحس بكثير من العذاب فتأمل، ولأنهم عميان كما قال تعالى: (وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى)[9] والأعمى لا يحس بالعذاب الذي يأتيه من ناحية البصر، ولأنهم أصم فلا يحسون بالعذاب الذي يأتيهم من أسماعهم كما قال سبحانه: (وَهُمْ فِيهَا لاَ يَسْمَعُون)[10].
فقد يمكن القول ـ لو سلمنا ذلك ـ بأن قدر ما يحسون هو بقدر السيئة موزعاً على دوام بقائهم في النار، قال تعالى: (وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ)[11] وقال سبحانه: (تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)[12] وما أشبه ذلك.
هذا بالإضافة إلى احتمال اختلاف دركات جهنم بالنسبة إلى المعذبين.
أما (رواية الجرجير) التي مرت، فهي مرسلة مقطوعة غير مروية في كتب الخاصة إطلاقاً، ولا في الصحاح من كتب العامة، بل في الروايات ردها.
وفقد روي عن الكافي بسنده عن موفق مولى أبي الحسن الكاظم عليه السلام قال: (كان مولاي أبو الحسن عليه السلام إذ أمر بشراء البقل يأمرني بالإكثار منه ومن الجرجير، فيشتري له، وكان يقول عليه السلام: ما أحمق بعض الناس! يقولون: إنه ينبت في واد في جهنم، والله عز وجل يقول: (وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ)[13] فكيف تنبت البقل)[14]؟
وروى حمران قال: «قلت لأبي عبد الله عليه السلام: انه بلغنا أنه يأتي على جهنم حين يصطفق أبوابها، فقال: لا والله إنه الخلود، قلت: (خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّماوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ)[15] فقال: هذه في الذين يخرجون من النار»[16].
واصطفاق الأبواب كناية عن خلوها من الناس، وهو رد على ذكر ذلك.
أما أن الاستدلال بـ (لاَبِثِينَ فِيهَا أَحْقَاباً)[17]، حيث ظاهر الآية أن بعد الأحقاب لا لبث، فيرد عليه: إن إثبات الشيء لا ينفي ما عداه، فلهذا ذكر جماعة من المفسرين[18]: كلما مضى حقب جاء بعده حقب آخر إلى أبد الآبدين، فليس للأحقاب عدة ولا مدة إلا الخلود في النار.. كما يحتمل ذلك بالنسبة إلى البعض فقط..
إلى غير ذلك من التفاصيل التي ذكرناها في تفسيرنا الموضوعي[19]. هذا بالإضافة إلى وجود آيات وروايات متكاثرة تدل على الدوام مثل قوله سبحانه: (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ*أُوْلئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنْصَرُونَ)[20].
وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللّهِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ*خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ)[21].
وقال سبحانه: (خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنْظَرُونَ)[22].
وقال عز وجل: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ)[23].
وقال تعالى: (فَلاَ تَحْسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)[24].
وقال سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُم مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ*يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ)[25].
وقال عز وجل: (وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذابَ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلاَ هُمْ يُنْظَرُونَ)[26].
وقال تعالى: (مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً)[27].
وقال سبحانه: (كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ)[28].
وقال تعالى: (ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)[29].
وقال سبحانه: (وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا)[30].
وأما الروايات التي تدل على الخلود والدوام:
فعن أبي هاشم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الخلود في الجنة والنار، قال: «إنما خلّد أهل النار في النار لأن نياتهم كانت في الدنيا لو خلدوا فيها أن يعصوا الله أبداً، وإنما خلد أهل الجنة في الجنة لأن نياتهم كانت في الدنيا لو بقوا أن يطيعوا الله أبداً ما بقوا، فالنيات تخلد هؤلاء وهؤلاء، ثم تلا قوله تعالى: (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ)[31] قال: على نيته»[32].
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: «يا معشر المسلمين إياكم والزنى فإن فيه ست خصال: ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة، فأما التي في الدنيا فإنه يذهب بالبهاء ويورث الفقر وينقص العمر، وأما التي في الآخرة فإنه يوجب سخط الرب وسوء الحساب والخلود في النار، ثم قال النبي صلى الله عليه وآله: سولت لهم أنفسهم ان سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون»[33].
وقال أبو الحسن الماضي: (إن رسول الله صلى الله عليه وآله دعا الناس إلى ولاية علي عليه السلام ليس إلا، فاتهموه وخرجوا من عنده فأنزل الله: (قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرَّاً وَلَا رَشَداً*قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ) إن عصيته (أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً*إِلَّا بَلاَغاً مِنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ) في علي (وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) في ولاية علي (فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فَيهَا أَبَداً)[34])[35].
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: «اختاروا الجنة على النار ولا تبطلوا أعمالكم فتقذفوا في النار منكسين خالدين فيها»[36].
فعلى هذا، فكل من العقل والنقل لا يدل على ما ذكره هؤلاء، بل مقتضى القاعدة ما ذكرناه من الدوام، لكل الجزاء بقدر العمل موزعاً على هذا الدوام الأبدي، وفيما عداه يكونون كما ذكرته الآيات إلا إذا اقتضى العمل ذلك.
هذا بالإضافة إلى أنا لا نعلم خصوصيات الآخرة إطلاقا، وحتى كثير من الخصوصيات بالنسبة إلى الدنيا، فلماذا العذاب الذي يتلقاه الأطفال والصبيان والمجانين والمشايخ والعاجزين بسبب الزلازل والغرق والحرق والسيل والأمراض المختلفة، وهكذا إنزال مختلف أنواع العذاب على الأمم السالفة والقرون الماضية، فإنه وإن كان يمكن ذكر بعض الحكم فيها، لكن الإحاطة بها لا يعرفها إلا المحيط بكل شيء عزَّ وجل، قال سبحانه: (وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُحِيطٌ)[37].
فرفع اليد عن الضروريات بسبب هذه الشبهات غير صحيح إطلاقاً بالإضافة إلى أنها اجتهاد في مقابل النص.
وما ذكرناه من التوزيع على أيام الأبد صرف إبداء الاحتمال لبعض الظواهر التي ذكرناها، والله ورسوله وأمناؤه أعلم بحقيقة الحال.
الإشكال الثاني/ بين الخلود في الجنة وبرهان التسلسل
إنهم قالوا: كيف يمكن دوام الجنة مع أن ما لا آخر له مثل ما لا أول له، إذ برهان التسلسل الذي يأتي في الأول يأتي في الآخر أيضاً، مثل تطبيق حبلين، ففي الأول يأتي البرهان بالنسبة إلى العلل والمعاليل، وفي الآخر يأتي بالنسبة إلى سلسلتين، مثلاً سلسلة في قصور الجنة وسلسلة في أنهارها، فكيف يمكن ما لا آخر له من الرحمة أيضاً؟
والجواب: إن الاستناد إلى الله سبحانه وتعالى لا يدع مجالاً لهذا الإشكال وأمثاله، وبذلك ظهر الفرق بين سلسلة العلل والمعاليل وبين السلسلتين المنتهيتين إلى الأبد.
لو سلمنا
ولو فرض صحة الاشكالين[38] لا يضر المعاد الجسماني نعيماً وجحيماً، وإنما يزعم تضرر مسألة فرعية وهي «الدوام» ولم يكن الكلام بين الإلهيين والماديين في هذا الفرع، وإنما في «أصل المعاد الجسماني نعيماً أو جحيماً»، والله العالم بحقائق الأمور.
____________________
[1]ـ سورة التحريم: 7.
[2]ـ سورة الشورى: 40.
[3]ـ سورة إبراهيم: 47.
[4]ـ سورة الأحقاف: 16.
[5]ـ سورة يوسف: 92.
[6]ـ الملا صدرا الشيرازي.
[7]ـ تقدمت المسألة في (بحث في العقاب) من كتاب الفقه/ العقائد للإمام الشيرازي الراحل أعلى الله درجاته، ص17.
[8]ـ سورة الحج: 2.
[9]ـ سورة طه: 124.
[10]ـ سورة الأنبياء: 100.
[11]ـ سورة الشورى: 40.
[12]ـ سورة التحريم: 7.
[13]ـ سورة البقرة: 24.
[14]ـ الكافي: ج6 ص368 ح4، والمحاسن: ص518 ب97 ح719.
[15]ـ سورة هود: 107.
[16]ـ بحار الأنوار: ج8 ص346 ب26 ح3.
[17]ـ سورة النبأ: 23.
[18]ـ راجع بحار الأنوار: ج8 ص275 ب24.
[19]ـ يقع هذا التفسير في عدة مجلدات، وهو مخطوط.
[20]ـ سورة البقرة: 85 و86.
[21]ـ سورة البقرة: 161 و162.
[22]ـ سورة آل عمران: 88.
[23]ـ سورة النساء: 56.
[24]ـ سورة آل عمران: 188.
[25]ـ سورة المائدة: 36 و37.
[26]ـ سورة النحل: 85.
[27]ـ سورة الإسراء: 97.
[28]ـ سورة الحج: 22.
[29]ـ سورة السجدة: 14.
[30]ـ سورة السجدة: 20.
[31]ـ سورة الإسراء: 84.
[32]ـ علل الشرائع: ص523.
[33]ـ الخصال: ص320.
[34]ـ سورة الجن : 21 ـ 23.
[35]ـ المناقب: ج2 ص39.
[36]ـ صحيفة الرضا عليه السلام: ص62.
[37]ـ سورة البروج: 20.
[38]ـ إشكال الخلود في النار وإشكال الخلود في الجنة.