مواقف العبّاس عليه السّلام في أرض كربلاء1 - عدم قبوله أمان ابن زياد:
لمَّا أخذ عبد الله بن حزام ابن خال العبّاس ( عليه السّلام ) أماناً من ابن زياد للعبّاس وأخوته من أُمِّه، قال العبّاس وأخوته: ( لا حاجة لنا في الأمان، أمانُ الله خير من أمان ابن سمية ) .
ولمَّا نادى شمر: أين بنو أختنا ؟ أين العبّاس وأخوته ؟ فلم يجبه أحد، فقال الحُسين ( عليه السّلام ): ( أجيبوه وإن كان فاسقاً، فإنَّه بعض أخوالكم ).
فأجابه العبّاس ( عليه السّلام ): ( ماذا تريد ) ؟ فقال: أنتم يا بني أُختي آمنون، فقال له العبّاس ( عليه السّلام ): ( لعنك الله، ولعن أمانك، أتؤمِّننا وابن رسول الله لا أمان له ) ؟! وتكلَّم أخوته بنحو كلامه، ثمّ رجعوا .
2 - إيصاله الماء إلى معسكر الحُسين ( عليه السّلام ):
لمّا اشتد العطش على الحُسين ( عليه السّلام ) وأصحابه أمر أخاه العبّاس ( عليه السّلام ) فسار في عشرين رجلاً يحملون القرب، وثلاثين فارساً، فجاءوا حتّى دنوا من الماء ليلاً، وأمامهم نافع بن هلال الجملي يحمل اللواء، فقال عمرو بن الحجّاج من الرّجل ؟ قال نافع، قال ما جاء بك ؟ قال: جئنا نشرب من هذا الماء الذّي حلأتمونا عنه، قال: فاشرب هنيئاً، قال: لا والله لا أشرب منه قطرة والحُسين عطشان هو وأصحابه، فقالوا: لا سبيل إلى سقي هؤلاء، إنّما وضعنا بهذا المكان لنمنعهم الماء .
فقال نافع لرجاله: املؤا قربكم فملئوها، وثار إليهم عمرو بن الحجّاج وأصحابه، فحمل عليهم العبّاس ونافع بن هلال فكشفوهم واقبلوا بالماء، ثمّ عاد عمرو بن الحجّاج وأصحابه، وأرادوا أن يقطعوا عليهم الطّريق فقاتلهم العبّاس وأصحابه حتّى ردّوهم، وجاءوا بالماء إلى الحُسين ( عليه السّلام ).
3 - موقفه ليلة العاشر:
أتى أمر من عبيد الله بن زياد إلى عمر بن سعد يستحثه على المنازلة، فركبوا خيولهم وأحاطوا بالحُسين ( عليه السّلام ) وأهل بيته وأصحابه، فأرسل الحُسين ( عليه السّلام ) أخاه العبّاس ومعه جملة من أصحابه، وقال: ( سلهم التّأجيل إلى غد إن استطعت )، فذهب ( عليه السّلام ) إلى قادة العسكر وتكلّم معهم على التّأجيل فأجّلوه .
4 - موقفه يوم العاشر:
لمّا اشتدَّ العطش بالحُسين ( عليه السّلام ) وأهل بيته وأصحابه ( رضوان الله عليهم ) يوم العاشر من المحرَّم، وسمع عويل النّساء والأطفال يشكون العطش، طلب العبّاس ( عليه السّلام ) من أخيه الحُسين ( عليه السّلام ) السّماح له بالبراز لجلب الماء .
فأذن له الحُسين ( عليه السّلام )، فحمل على القوم، فأحاطوا به من كلِّ جانب، فقتل وجرح عدداً كبيراً منهم، وكشفهم وهو يقول:
لا أرهبُ الموتَ إذا الموتُ رَقَا * حتّى أواري في المصَاليتِ لُقَى
نفسي لنفسِ المُصطَفَى الطّهر وَقَا * إنّي أنا العبّاس أغدو بالسّقَا
ولا أخافُ الشّرَّ يوم المُلتَقَى.
ووصل إلى ماء الفرات، فغرف منه غرفة ليطفئ لَظَى عطشه، فتذكَّر عطش الحُسين ( عليه السّلام )، ورمى بالماء وهو يرتجز ويقول:
يَا نفسُ مِن بعد الحُسين هوني * مِن بعدِهِ لا كُنتِ أن تَكُوني
هَذا الحُسين وَارِدَ المَنونِ * وتشرَبينَ بَاردَ المَعينِ
تاللهِ مَا هَذي فِعَال دِيني
فملأ القربة وعاد فحمل على القوم، وقتل وجرح عدداً منهم، فكمن له زيد بن ورقاء من وراء نخلة، وعاونه حكيم بن الطّفيل السّنبسي، فضربه على يمينه، فقطعها، فأخذ ( عليه السّلام ) السّيف بشماله، وحمل وهو يرتجز:
واللهِ إنْ قَطعتُمُ يَميني * إنِّي أُحَامي أبداً عن ديني
وعَن إمامٍ صَادِقِ اليقين * نَجلُ النّبيِّ الطّاهِرِ الأمينِ
فقاتل ( عليه السّلام ) حتّى ضعف، فكمن له الحَكَم بن الطّفيل الطّائي من وراء نخلة، فضربه على شماله فقطعها، فقال ( عليه السّلام ):
يا نفسُ لا تَخشي مِن الكُفَّارِ * وأبشِري بِرَحمة الجَبَّارِ
مَعَ النّبيِّ السّيِّد المختار * قَد قطعوا بِبَغيِهم يَساري
فأصْلِهِم يَا ربِّ حَرَّ النّارِ
فأخذ القربة بِفَمِه، وبينما هو جاهد أن يوصلها إلى المخيَّم، إذ صُوِّب نحوه سهمان، أحدهما أصابَ عينه الشّريفة، فَسالتّ ونبت السّهم فيها .
وأمَّا الآخر فقد أصاب القِربة فَأُرِيق ماؤها، وعندها انقطع أمله من إيصال الماء، فحاول أن يخرج السّهم الذّي في عينه، فضربه ملعون بعمود من حديد على رأسه فقتله .
وقد قال فيه الإمام الحُسين ( عليه السّلام )، حين قتله: ( الآن اِنكَسَرَ ظَهرِي، وقَلَّتْ حِيلَتي ) .
لمَّا أخذ عبد الله بن حزام ابن خال العبّاس ( عليه السّلام ) أماناً من ابن زياد للعبّاس وأخوته من أُمِّه، قال العبّاس وأخوته: ( لا حاجة لنا في الأمان، أمانُ الله خير من أمان ابن سمية ) .
ولمَّا نادى شمر: أين بنو أختنا ؟ أين العبّاس وأخوته ؟ فلم يجبه أحد، فقال الحُسين ( عليه السّلام ): ( أجيبوه وإن كان فاسقاً، فإنَّه بعض أخوالكم ).
فأجابه العبّاس ( عليه السّلام ): ( ماذا تريد ) ؟ فقال: أنتم يا بني أُختي آمنون، فقال له العبّاس ( عليه السّلام ): ( لعنك الله، ولعن أمانك، أتؤمِّننا وابن رسول الله لا أمان له ) ؟! وتكلَّم أخوته بنحو كلامه، ثمّ رجعوا .
2 - إيصاله الماء إلى معسكر الحُسين ( عليه السّلام ):
لمّا اشتد العطش على الحُسين ( عليه السّلام ) وأصحابه أمر أخاه العبّاس ( عليه السّلام ) فسار في عشرين رجلاً يحملون القرب، وثلاثين فارساً، فجاءوا حتّى دنوا من الماء ليلاً، وأمامهم نافع بن هلال الجملي يحمل اللواء، فقال عمرو بن الحجّاج من الرّجل ؟ قال نافع، قال ما جاء بك ؟ قال: جئنا نشرب من هذا الماء الذّي حلأتمونا عنه، قال: فاشرب هنيئاً، قال: لا والله لا أشرب منه قطرة والحُسين عطشان هو وأصحابه، فقالوا: لا سبيل إلى سقي هؤلاء، إنّما وضعنا بهذا المكان لنمنعهم الماء .
فقال نافع لرجاله: املؤا قربكم فملئوها، وثار إليهم عمرو بن الحجّاج وأصحابه، فحمل عليهم العبّاس ونافع بن هلال فكشفوهم واقبلوا بالماء، ثمّ عاد عمرو بن الحجّاج وأصحابه، وأرادوا أن يقطعوا عليهم الطّريق فقاتلهم العبّاس وأصحابه حتّى ردّوهم، وجاءوا بالماء إلى الحُسين ( عليه السّلام ).
3 - موقفه ليلة العاشر:
أتى أمر من عبيد الله بن زياد إلى عمر بن سعد يستحثه على المنازلة، فركبوا خيولهم وأحاطوا بالحُسين ( عليه السّلام ) وأهل بيته وأصحابه، فأرسل الحُسين ( عليه السّلام ) أخاه العبّاس ومعه جملة من أصحابه، وقال: ( سلهم التّأجيل إلى غد إن استطعت )، فذهب ( عليه السّلام ) إلى قادة العسكر وتكلّم معهم على التّأجيل فأجّلوه .
4 - موقفه يوم العاشر:
لمّا اشتدَّ العطش بالحُسين ( عليه السّلام ) وأهل بيته وأصحابه ( رضوان الله عليهم ) يوم العاشر من المحرَّم، وسمع عويل النّساء والأطفال يشكون العطش، طلب العبّاس ( عليه السّلام ) من أخيه الحُسين ( عليه السّلام ) السّماح له بالبراز لجلب الماء .
فأذن له الحُسين ( عليه السّلام )، فحمل على القوم، فأحاطوا به من كلِّ جانب، فقتل وجرح عدداً كبيراً منهم، وكشفهم وهو يقول:
لا أرهبُ الموتَ إذا الموتُ رَقَا * حتّى أواري في المصَاليتِ لُقَى
نفسي لنفسِ المُصطَفَى الطّهر وَقَا * إنّي أنا العبّاس أغدو بالسّقَا
ولا أخافُ الشّرَّ يوم المُلتَقَى.
ووصل إلى ماء الفرات، فغرف منه غرفة ليطفئ لَظَى عطشه، فتذكَّر عطش الحُسين ( عليه السّلام )، ورمى بالماء وهو يرتجز ويقول:
يَا نفسُ مِن بعد الحُسين هوني * مِن بعدِهِ لا كُنتِ أن تَكُوني
هَذا الحُسين وَارِدَ المَنونِ * وتشرَبينَ بَاردَ المَعينِ
تاللهِ مَا هَذي فِعَال دِيني
فملأ القربة وعاد فحمل على القوم، وقتل وجرح عدداً منهم، فكمن له زيد بن ورقاء من وراء نخلة، وعاونه حكيم بن الطّفيل السّنبسي، فضربه على يمينه، فقطعها، فأخذ ( عليه السّلام ) السّيف بشماله، وحمل وهو يرتجز:
واللهِ إنْ قَطعتُمُ يَميني * إنِّي أُحَامي أبداً عن ديني
وعَن إمامٍ صَادِقِ اليقين * نَجلُ النّبيِّ الطّاهِرِ الأمينِ
فقاتل ( عليه السّلام ) حتّى ضعف، فكمن له الحَكَم بن الطّفيل الطّائي من وراء نخلة، فضربه على شماله فقطعها، فقال ( عليه السّلام ):
يا نفسُ لا تَخشي مِن الكُفَّارِ * وأبشِري بِرَحمة الجَبَّارِ
مَعَ النّبيِّ السّيِّد المختار * قَد قطعوا بِبَغيِهم يَساري
فأصْلِهِم يَا ربِّ حَرَّ النّارِ
فأخذ القربة بِفَمِه، وبينما هو جاهد أن يوصلها إلى المخيَّم، إذ صُوِّب نحوه سهمان، أحدهما أصابَ عينه الشّريفة، فَسالتّ ونبت السّهم فيها .
وأمَّا الآخر فقد أصاب القِربة فَأُرِيق ماؤها، وعندها انقطع أمله من إيصال الماء، فحاول أن يخرج السّهم الذّي في عينه، فضربه ملعون بعمود من حديد على رأسه فقتله .
وقد قال فيه الإمام الحُسين ( عليه السّلام )، حين قتله: ( الآن اِنكَسَرَ ظَهرِي، وقَلَّتْ حِيلَتي ) .