بسم الله الرحمن الرحيم
كيف ينسب القرآن الكريم لليهود المعاصرين للنبي الاعظم صلى الله عليه واله قتل انبياء الله بقوله : {قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة : 91] والحال انهم لم يباشروا قتلهم بل لاوجود للانبياء آنذاك ؟! ومثل هذا كثير في القرآن الكريم !
الجواب: انما صح نسبة القتل اليهم لإنهم رضوا بفعل اسلافهم فصار هؤلاء من جنس اولئك لولائهم لهم واتحادهم في العقيدةوالسلوك ، هذا مضافا الى انه اسلوب عربي معروف فمن عادة العرب نسبة الفعل الى شخص مع عدم وقوعه منه لقيام قبيلته به ورضاه بفعلهم ، يشهد على ذلك ما رواه العياشي 1/ 51 عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال الله في كتابه يحكي قول اليهود« إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنا بِقُرْبانٍ» الآية فقال « فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ» وإنما نزل هذا في قوم اليهود وكانوا على عهد محمد ص لم يقتلوا الأنبياء بأيديهم ولا كانوا في زمانهم، وإنما قتل أوائلهم الذين كانوا من قبلهم فنزلوا بهم أولئك القتلة، فجعلهم الله منهم وأضاف إليهم فعل أوائلهم بما تبعوهم وتولوهم .اهـ
بيان ذلك تفصيلا وتأصيلا :
هنا قاعدة جليلة ومهمة وهي وان كانت تنطبق على محل كلامنا الا انها مطردة سيالة في آي الذكر الحكيم ولا ينحصر اجراؤها في مقامنا فحسب بل وبها تنحل كثير من المعضلات فأليك القاعدة مع تطبيقها على مورد حديثنا بلسان صاحب تفسير الصافي في المقدمة الثالثة من تفسيره : " ...إن أحكام الله سبحانه إنماتجري على الحقائق الكلية والمقامات النوعية دونخصائص الأفراد والآحاد كما أشرناإليه سابقا فحيثما خوطب قوم بخطاب أو نسب إليهمفعل دخل في ذلك الخطاب وذلك الفعلعند العلماء وأولي الألباب كل من كان من سنخأولئك القوم وطينتهم فصفوة الله حيثماخوطبوا بمكرمة أو نسبوا إلى أنفسهم مكرمةيشمل ذلك كل من كان من سنخهم وطينتهم منالأنبياء والأولياء وكل من كان منالمقربين الا مكرمة خصوابها دون غيرهم وكذلك إذاخوطبت شيعتهم بخير أو نسب إليهمخير أو خوطب أعداؤهم بسوء ونسب إليهم سوء يدخل فيالأول كل من كان من سنخ شيعتهموطينة محبيهم وفي الثاني كل من كان من سنخ أعدائهموطينة مبغضيهم من الأولينوالآخرين، وذلك لأن كل من أحبه الله ورسوله أحبه كل مؤمنمن ابتداء الخلق إلىإنتهائه وكل من أبغضه الله ورسوله أبغضه كل مؤمن كذلك وهو يبغضكل من أحبه اللهتعالى ورسوله وكل مؤمن في العالم قديما أو حديثا إلى يوم القيامةفهو من شيعتهمومحبيهم وكل جاحد في العالم قديما أو حديثا إلى يوم القيامة فهو منمخالفيهمومبغضيهم. وقد وردت الإشارة إلى ذلك في كلام الصادق (عليه السلام) في حديثالمفضلبن عمر وهو الذي رواه الصدوق طاب ثراه في كتاب علل الشرائع بإسناده عنالمفضل بنعمر قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) بما صار علي ابن أبي طالب(عليه السلام)قسيم الجنة والنار ؟ قال: لأن حبه إيمان وبغضه كفر وإنما خلقت الجنةلأهل الإيمانوخلقت النار لأهل الكفر فهو (عليه السلام) قسيم الجنة والنار لهذهالعلة والجنة لايدخلها إلا أهل محبته والنار لا يدخلها إلا أهل بغضه، قال المفضل:يابن رسول اللهفالأنبياء والأوصياء هل كانوا يحبونه وأعداؤهم يبغضونه ؟ فقال: نعم.قلت فكيف ذلكقال: أما علمت أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال يوم خيبرلأعطين الراية غدارجلا يحب الله تعالى ورسوله ويحبه الله ورسوله ما يرجع حتى يفتحالله على يده،قلت: بلى. قال: أما علمت أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما أوتيبالطائرالمشوي قال اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير وعني به عليا،قلت بلىقال: يجوز أن لا يحب أنبياء الله ورسله وأوصيائهم (عليهم السلام رجلا يحبهاللهورسوله ويحب الله ورسوله. فقلت: لا. قال فهل يجوز أن يكون المؤمنون من أممهملايحبون حبيب الله وحبيب رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنبياء ه. قلت: لا،قال:فقد ثبت أن جميع أنبياء الله ورسله وجميع المؤمنين كانوا لعلي بن أبي طالب(عليهالسلام) محبين وثبت أن المخالفين لهم كانوا له ولجميع حبته مبغضين. قلت: نعم.قال:فلا يدخل الجنة إلا من احبه من الأولين والآخرين فهو إذن قسيم الجنة والنار.قال:المفضل بن عمر. فقلت: له يا ابن رسول الله فرجت عني فرج الله عنك فزدني مماعلمكالله تعالى ؟ فقال: سل يا مفضل. فقلت: أسأل يابن رسول الله فعلي بن أبي طالب(عليهالسلام) يدخل محبه الجنة ومبغضه النار أو رضوان ومالك فقال: يا مفضل أما علمتأنالله تبارك وتعالى بعث رسوله وهو روح إلى الأنبياء وهم أرواح قبل خلق الخلقبألفيعام. قلت: بلى. قال: أما علمت أنه دعاهم إلى توحيدالله وطاعته واتباعأمرهووعدهم الجنة على ذلك وأوعد من خالف ما أجابوا إليه وأنكره النار فقلت: بلى.قال:أفليس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ضامنا لما وعد وأوعد عن ربه عز وجل ؟قلت:بلى. قال: أو ليس علي بن أبي طالب (عليه السلام) خليفته وإمام امته ؟ قال:بلى.قال: أو ليس رضوان ومالك من جملة الملائكة والمستغفرين لشيعته الناجين بمحبته.قلت:بلى. قال: فعلي بن أبي طالب (عليه السلام) إذن قسيم الجنة والنار عن رسولالله (صلىالله عليه وآله) ورضوان ومالك صادران عن أمره بأمر الله تبارك وتعالى،يا مفضل خذهذا فإنه من مخزون العلم ومكنونه لا تخرجه إلا إلى أهله. أقول: وقد فتحهذا الحديثبابا من العلم انفتح منه ألف باب وسيأتي له مزيد انكشاف في المقدمةالرابعة عندتحقيق القول في المتشابه وتأويله ان شأ الله. ومن هذا القبيل خطاب اللهتعالى لبنيإسرائيل الذين كانوا في زمان نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) بما فعلبأسلافهم أوفعلت أسلافهم كانجائهم من الغرق وسقيهم من الحجر وتكذيبهم الآيات إلىعير ذلك وذلكلأن هؤلاء كانوا من سنخ أولئك راضين بما رضوا به ساخطين بما سخطوابه، وأيضا فإنالقرآن إنما نزل بلغة العرب ومن عادة العرب أن تنسب إلى الرجل مافعلته القبيلةالتي هو منهم وان لم يفعل هو بعينه ذلك الفعل معهم. وقد ورد ذلكبعينه في كلامالسجاد (عليه السلام) حيث سئل عن ذلك، فقال: إن القرآن بلغة العربفيخاطب فيه أهلاللسان بلغتهم أما تقول للرجل التميمي الذي قد أغار قومه على بلدوقتلوا من فيهأغرتم على بلد كذا وفعلتم كذا الحديث. وسر هذه العادة في لغتهم ماقلناه. وبهذا التحقيقانحل كثير من المشكلات والشبهات في تأويل الآيات الواردةعنهم (عليهم السلام)..."
كيف ينسب القرآن الكريم لليهود المعاصرين للنبي الاعظم صلى الله عليه واله قتل انبياء الله بقوله : {قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة : 91] والحال انهم لم يباشروا قتلهم بل لاوجود للانبياء آنذاك ؟! ومثل هذا كثير في القرآن الكريم !
الجواب: انما صح نسبة القتل اليهم لإنهم رضوا بفعل اسلافهم فصار هؤلاء من جنس اولئك لولائهم لهم واتحادهم في العقيدةوالسلوك ، هذا مضافا الى انه اسلوب عربي معروف فمن عادة العرب نسبة الفعل الى شخص مع عدم وقوعه منه لقيام قبيلته به ورضاه بفعلهم ، يشهد على ذلك ما رواه العياشي 1/ 51 عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال الله في كتابه يحكي قول اليهود« إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنا بِقُرْبانٍ» الآية فقال « فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ» وإنما نزل هذا في قوم اليهود وكانوا على عهد محمد ص لم يقتلوا الأنبياء بأيديهم ولا كانوا في زمانهم، وإنما قتل أوائلهم الذين كانوا من قبلهم فنزلوا بهم أولئك القتلة، فجعلهم الله منهم وأضاف إليهم فعل أوائلهم بما تبعوهم وتولوهم .اهـ
بيان ذلك تفصيلا وتأصيلا :
هنا قاعدة جليلة ومهمة وهي وان كانت تنطبق على محل كلامنا الا انها مطردة سيالة في آي الذكر الحكيم ولا ينحصر اجراؤها في مقامنا فحسب بل وبها تنحل كثير من المعضلات فأليك القاعدة مع تطبيقها على مورد حديثنا بلسان صاحب تفسير الصافي في المقدمة الثالثة من تفسيره : " ...إن أحكام الله سبحانه إنماتجري على الحقائق الكلية والمقامات النوعية دونخصائص الأفراد والآحاد كما أشرناإليه سابقا فحيثما خوطب قوم بخطاب أو نسب إليهمفعل دخل في ذلك الخطاب وذلك الفعلعند العلماء وأولي الألباب كل من كان من سنخأولئك القوم وطينتهم فصفوة الله حيثماخوطبوا بمكرمة أو نسبوا إلى أنفسهم مكرمةيشمل ذلك كل من كان من سنخهم وطينتهم منالأنبياء والأولياء وكل من كان منالمقربين الا مكرمة خصوابها دون غيرهم وكذلك إذاخوطبت شيعتهم بخير أو نسب إليهمخير أو خوطب أعداؤهم بسوء ونسب إليهم سوء يدخل فيالأول كل من كان من سنخ شيعتهموطينة محبيهم وفي الثاني كل من كان من سنخ أعدائهموطينة مبغضيهم من الأولينوالآخرين، وذلك لأن كل من أحبه الله ورسوله أحبه كل مؤمنمن ابتداء الخلق إلىإنتهائه وكل من أبغضه الله ورسوله أبغضه كل مؤمن كذلك وهو يبغضكل من أحبه اللهتعالى ورسوله وكل مؤمن في العالم قديما أو حديثا إلى يوم القيامةفهو من شيعتهمومحبيهم وكل جاحد في العالم قديما أو حديثا إلى يوم القيامة فهو منمخالفيهمومبغضيهم. وقد وردت الإشارة إلى ذلك في كلام الصادق (عليه السلام) في حديثالمفضلبن عمر وهو الذي رواه الصدوق طاب ثراه في كتاب علل الشرائع بإسناده عنالمفضل بنعمر قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) بما صار علي ابن أبي طالب(عليه السلام)قسيم الجنة والنار ؟ قال: لأن حبه إيمان وبغضه كفر وإنما خلقت الجنةلأهل الإيمانوخلقت النار لأهل الكفر فهو (عليه السلام) قسيم الجنة والنار لهذهالعلة والجنة لايدخلها إلا أهل محبته والنار لا يدخلها إلا أهل بغضه، قال المفضل:يابن رسول اللهفالأنبياء والأوصياء هل كانوا يحبونه وأعداؤهم يبغضونه ؟ فقال: نعم.قلت فكيف ذلكقال: أما علمت أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال يوم خيبرلأعطين الراية غدارجلا يحب الله تعالى ورسوله ويحبه الله ورسوله ما يرجع حتى يفتحالله على يده،قلت: بلى. قال: أما علمت أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما أوتيبالطائرالمشوي قال اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير وعني به عليا،قلت بلىقال: يجوز أن لا يحب أنبياء الله ورسله وأوصيائهم (عليهم السلام رجلا يحبهاللهورسوله ويحب الله ورسوله. فقلت: لا. قال فهل يجوز أن يكون المؤمنون من أممهملايحبون حبيب الله وحبيب رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنبياء ه. قلت: لا،قال:فقد ثبت أن جميع أنبياء الله ورسله وجميع المؤمنين كانوا لعلي بن أبي طالب(عليهالسلام) محبين وثبت أن المخالفين لهم كانوا له ولجميع حبته مبغضين. قلت: نعم.قال:فلا يدخل الجنة إلا من احبه من الأولين والآخرين فهو إذن قسيم الجنة والنار.قال:المفضل بن عمر. فقلت: له يا ابن رسول الله فرجت عني فرج الله عنك فزدني مماعلمكالله تعالى ؟ فقال: سل يا مفضل. فقلت: أسأل يابن رسول الله فعلي بن أبي طالب(عليهالسلام) يدخل محبه الجنة ومبغضه النار أو رضوان ومالك فقال: يا مفضل أما علمتأنالله تبارك وتعالى بعث رسوله وهو روح إلى الأنبياء وهم أرواح قبل خلق الخلقبألفيعام. قلت: بلى. قال: أما علمت أنه دعاهم إلى توحيدالله وطاعته واتباعأمرهووعدهم الجنة على ذلك وأوعد من خالف ما أجابوا إليه وأنكره النار فقلت: بلى.قال:أفليس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ضامنا لما وعد وأوعد عن ربه عز وجل ؟قلت:بلى. قال: أو ليس علي بن أبي طالب (عليه السلام) خليفته وإمام امته ؟ قال:بلى.قال: أو ليس رضوان ومالك من جملة الملائكة والمستغفرين لشيعته الناجين بمحبته.قلت:بلى. قال: فعلي بن أبي طالب (عليه السلام) إذن قسيم الجنة والنار عن رسولالله (صلىالله عليه وآله) ورضوان ومالك صادران عن أمره بأمر الله تبارك وتعالى،يا مفضل خذهذا فإنه من مخزون العلم ومكنونه لا تخرجه إلا إلى أهله. أقول: وقد فتحهذا الحديثبابا من العلم انفتح منه ألف باب وسيأتي له مزيد انكشاف في المقدمةالرابعة عندتحقيق القول في المتشابه وتأويله ان شأ الله. ومن هذا القبيل خطاب اللهتعالى لبنيإسرائيل الذين كانوا في زمان نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) بما فعلبأسلافهم أوفعلت أسلافهم كانجائهم من الغرق وسقيهم من الحجر وتكذيبهم الآيات إلىعير ذلك وذلكلأن هؤلاء كانوا من سنخ أولئك راضين بما رضوا به ساخطين بما سخطوابه، وأيضا فإنالقرآن إنما نزل بلغة العرب ومن عادة العرب أن تنسب إلى الرجل مافعلته القبيلةالتي هو منهم وان لم يفعل هو بعينه ذلك الفعل معهم. وقد ورد ذلكبعينه في كلامالسجاد (عليه السلام) حيث سئل عن ذلك، فقال: إن القرآن بلغة العربفيخاطب فيه أهلاللسان بلغتهم أما تقول للرجل التميمي الذي قد أغار قومه على بلدوقتلوا من فيهأغرتم على بلد كذا وفعلتم كذا الحديث. وسر هذه العادة في لغتهم ماقلناه. وبهذا التحقيقانحل كثير من المشكلات والشبهات في تأويل الآيات الواردةعنهم (عليهم السلام)..."