السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولادته وأسرته: ولد مسلم بن عقيل في المدينة المنورة سنة 22هـ.
والده هو عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، وعمه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وعمه الآخر جعفر الطيار الشهيد في مؤتة، فهو من أكرم الأصول وأطهرها، ومن الذين نشأوا بين خير الآباء والأعمام.
أمه أم ولد (أي جارية) يقال لها علية اشتراها عقيل بن أبي طالب. (مقاتل الطالبيين ص52)
كنيته: أبو داود. زوجاته وأولاده: تزوج بابنة عمه رقية بنت أمير المؤمنين (ع) المعروفة برقية الصغرى، فولدت له عبد الله، وقد رافقت زوجته رقية أخاها الإمام الحسين (ع) مع ابنها عبد الله في خروجه من مكة، فاستشهد عبد الله في كربلاء وأمه تنظر إليه على يد عمرو بن صبيح لعنه الله، حيث أصابه بسهم وكان واضعا يده على جبينه ليتقيه، فأصاب السهم كفه ونفذ إلى جبهته فسمرها به، ولم يستطع تحريك يده فطعنه آخر برمح في قلبه. (أمالي الصدوق ص217 المجلس30 ح1، مقاتل الطالبيين ص62، إبصار العين ص224، الإرشاد ج2 ص107)
كما تزوج مسلم بأم ولد فولدت له محمدا الذي استشهد في كربلاءسيرته: شارك مسلم بن عقيل في معركة صفين سنة 37هـ ولبسالته وشجاعته جعله أمير المؤمنين (ع) على ميمنة العسكر مع الحسن والحسين (ع) وعبد الله بن جعفر الطيار، بالرغم من أن عمر مسلم لم يبلغ آنذاك الثامنة عشر عاما.
بعد موت معاوية وانقضاء مدة الصلح وتخلف معاوية عن بنود الصلح أرسل الإمام الحسين (ع) مسلما في أواخر شهر رمضان سنة 60 للهجرة إلى أهل الكوفة بعد أن كتبوا إليه الكتب يشكون الحال، فأتى مسلم المدينة المنورة وصلى في مسجد الرسول (ص) ثم غادرها إلى الكوفة، ولما وصل الكوفة نزل دار المختار بن أبي عبيدة الثقفي، وبايعه 18 ألفا من أهلها وكانوا يترددون عليه بشكل علني، فأرسل كتابا إلى الإمام الحسين (ع) بتاريخ 12 ذو القعدة مع عابس بن شبيب الشاكري يخبره ببيعة أهل الكوفة له.
شهادته:

استشهد مسلم بن عقيل في الكوفة يوم 9 ذو الحجة سنة 60هـ بعد يوم واحد من خروج الإمام الحسين (ع) من مكة، وبعد مقاومة شديدة قتل فيها جمعا من جند ابن زياد تم إلقاء القبض عليه غدرا من قبل جيش ابن زياد، وقد أمر ابن زياد بقطع رأسه بالسيف وإلحاق بدنه بجسمه، فرفع أعلى قصر الكوفة فقتله بكير بن حمران الأحمري، ثم رميت جثته الطاهرة من أعلى القصر، ودفن بعد ذلك في مشهده المجاور لمسجد الكوفة.