تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
لقد وردت في القران الكريم اشارات صريحة تارة ومرموزة تارة اخرى لبيان مكانة عدة نساء فاضلات اشتهرت بالخير والصلاح ومنهن اسيا بنت مزاحم ويبدو من اسمها انها كانت عربية لله من الهكسوس : الحاكم السوسة ، الرعاة او الحكام لله الذين حكموا مصر لمدة ما يقارب القرنين من الزمان والله اعلم فقد تحدت زوجها فرعون بما فيه من جبروت وكبروت واسلمت وامنت بالله هذا هو ما فعلته بالضبط هذه المرأة الانموذج هي اسية بنت مزاحم زوجة فرعون موسى اكثر فراعنة عصره والتاريخ طغيانا وعتوا زوجة ذلك الذي كان يقول: لله انا ربكم الاعلى لله.
وهي ثانية اثنتين ضرب لله بهما مثلا للذين امنوا لتكونا قدوة للذين امنوا على مدى التاريخ الانساني(وضرب لله مثلا للذين امنوا امرأة فرعون اذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين) وهي من اكمل النساء اللواتي قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فيهن: (كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء الا اربع: اسية بنت مزاحم ، ومريم ابنة عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد ) .
لم تزودنا المصادر للاسف شيئا عن سيرة السيدة اسية قبل كفالتها موسى (عليه السلام) فالقران سكت عن المرحلة السابقة على ذلك وما سكت عنه القران نسكت عنه،... وقد اخبرنا القران الكريم عن الموقف الانساني العظيم لأسية في مسألة الرضيع موسى الملقى في نهر النيل في الصندوق فمنذ مر الصندوق الذي يحمل الطفل على مقربة من قصر فرعون ، فلقد التقطه ال فرعون ووضعوه بين يديها وكان فرعون يقتل كل صبي يولد لبني اسرائيل فأراد قتله فأبت عليه قائلة: لله قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى ان ينفعنا او نتخذه ولد لله. لقد القى الله تعالى محبة موسى (عليه السلام) في قلب هذه المرأة الصالحة التي لم يكن لها ولد فتبنته لينشأ في قصر فرعون وسواء كانت مؤمنة قبل ان تهتدي على يد موسى (عليه السلام) او انها امنت فيما بعد فأن الذي يهمنا انها اسلمت برب موسى (عليه السلام) وكفرت بزوجها الذي نصب نفسه ربا في قبال الله بل يزعم انه الرب الاوحد لقد اثرت النعيم المقيم على النعيم العقيم ولأن قصر فرعون كان يسبح بحمده ويقف صفا واحدا لامتثال طاعته لم يكن احدا يجرئ على ان يعلن عن ايمانه او يصرح به ولذا كان هناك (مؤمن ال فرعون) الذي كان يكتم ايمانه وقيل ان اسية كانت مؤمنة تكتم ايمانها والايمان الكتيم نور في الاعماق يمكن ان ينفجر في اية لحظة ترعرع موسى (عليه السلام) في كنف هذه المرأة الصالحة التي منحته حبا صادقا وعناية فائقة ودفاعا مستمينا فلقد كانت سببا في نجاة موسى (من الذبح وكان هو سبب نجاتها من الهلاك بان هداها للايمان ففتحت مسامع قلبها لدعوته وصمتها عن تهديدات فرعون وغدرسته وناصرت موسى (عليه السلام) على عدو الله وعدوه وعدوها فحينما وقفت اسية على مفترق طريق:
1ــ هذا يؤدي الى الجحيم
2ـ وهذا يؤدي الى النعيم
لم تترد في الاختيار اثرت جنة الله الخالدة على جنة فرعون البائدة الزائلة لقد خيرها في ان تعود الى طاعته او ان يصلبها فلم تهن ولم تحزن وقالت بأبا السحرة الذين رفضوا مثلها عبادة فرعون لله فاقض ما انت قاض انما تقضي هذه الحياة الدنيا لله.
لقد كانت اسية جندية صلبة من جنود موسى (عليه السلام) بل من جنود الله البسلاء والجندي من هذا النوع هو اخطر جندي يواجه الطاغية انه يعد بالاف الفرسان بل يعسكر لجب كثيف هذا ما يريده درس القران من ضرب المثل للذين امنوا مؤمنين ومؤمنات بهذه المرأة الشهيدة المؤمنة والله وراء القصد.