تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
الَلهّمّ صَلّ عَلَىَ محمد وآل مُحَّمدْ الَطَيبيِن الطَاهرين الأشْرَافْ وَعجَّل فَرَجَهُم ياكريم.
إن مناسبة عيد الغدير تكسب تلك الأهمية الخاصة، لارتباطها بحياة المؤمنين طوال السنة؛ لأنها تثبت أصلا من أصول الدين.. بينما بقية الأعياد، فهي مرتبطة بفروع الدين.. ومن هنا نرى التأكيد الكثير على مثل هذا اليوم العظيم، فهو عيد الله الأكبر!..
في هذه المناسبة التي تتجلى فيها معاني الأخوة بين الموالين
وهي أفضل النعم التي من الله بها على عباده
إن الأخوّة المقصودة هي الأخوّة في الإيمان ، ولا إشكال في عمومها وشمولها لجميع المؤمنين والمؤمنات ، قال تعالى : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) الحجرات / 10
وقال سبحانه : ( فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِه ِ إِخْواناً ) آل عمران / 103 .
وبعبارة أخرى هذه الأخوّة هي تعبير آخر عن الولاية بين المؤمنين ولا إشكال في شمولها للجنسين ، قال تعالى : ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ) التوبة / 71
وقوله تعالى عن المهاجرين والأنصار : ( أُولئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ ) الأنفال / 72 ، فيتولى بعضهم أمر بعض ويدبّر بعضهم أمر بعض وينصر بعضهم بعضاً
وإن كانوا مختلفين من حيث الذكورة والأنوثة .
عن حكم ترديد صيغة المؤاخاة - الوارد استحباب ترديدها بين المؤمنين في عيد الغدير - والتلفظ بها بين الجنسين بأن يقول الرجل للمرأة الأجنبية
أو هي تقول له ( آخيتك في الله وصافيتك في الله وصافحتك في الله وعاهدت الله وملائكته وكتبه ورسله وأنبيائه والأئمة المعصومين عليهم السّلام على إني ان كنت من أهل الجنة
والشفاعة وأذن لي بأن ادخل الجنة لا ادخلها إلا وأنت معي ) فيقول الآخر ( قبلت وأسقطت عنك جميع حقوق الأخوة ما خلا الشفاعة والدعاء والزيارة )
فهل يجوز إجراء هذه المعاهدة وهذا العقد والتآخي بين الرجل والمرأة الأجنبيين ؟
أقول / بناء على استحباب ذلك إما بتمامية الدليل عليه - إن وجد - أو من باب التسامح في أدلة السنن ، فالاستحباب لا يشمل الرجل والمرأة الأجنبيين ، وذلك لأمرين :
الأمر الأول / عدم معهودية هذا التصرف وهذا الفعل بين الرجال والنساء الأجانب من المؤمنين وعدم جريان سيرة المتشرعة بذلك ، فلم يُعهد من المؤمنين تعاهدهم والتآخي فيما بينهم
بهذه الطريقة في عيد الغدير حتى لو كانوا أجانب ، وليس فقط عدم جريان سيرتهم على ذلك بل جريان سيرتهم على العدم ، فقد جرت سيرة المتشرعة على التشدد في العلاقة بين الرجال
والنساء الأجانب ووضع الحواجز فيما بينهم مهما أمكن حتى في مثل العبادات والشعائر الدينية ، وهي سيرة كاشفة عن رأي الشريعة في هذا الصدد كما يشعر بذلك كراهة السلام على الشابة
والمرأة الأجنبية ، مع أن السلام من أعظم شعائر الإسلام وشعاراته واستحباب السلام بين المؤمنين مؤكد لكن ورد كراهة ذلك بين الأجانب أو مع المرأة الشابة وذلك سداً لباب الفتنة ولئلا
يعصى الله تعالى من حيث يُعبد ، فقد يكون ما نحن فيه من هذا القبيل .
الأمر الثاني / أن الاستحباب وارد في حال المصافحة فيضع المؤمن يده على يد أخيه المؤمن ويقول ( آخيتك في الله وصافيتك في الله وصافحتك في الله .... ) وحيث تحرم المصافحة
بين الرجال والنساء الأجانب فلا يكونون مشمولين بهذا الاستحباب .
نعم قد يقال أن هذا التآخي وهذه المعاهدة راجحة في نفسها ولو من دون تحقق المصافحة فعلاً فيمكن إجراؤها ولو من دون مصافحة
لكن هذا - إن تمّ - لا يكفي لتعميم استحباب التآخي بين الرجال والنساء الأجانب لما ذكرناه من أن هذا التصرف بشكل عام خلاف سيرة المتشرعة
وخلاف ذوق الشارع ورأيه في تقنين العلاقة بين الجنسين ، والله أعلم
الَلهّمّ صَلّ عَلَىَ محمد وآل مُحَّمدْ الَطَيبيِن الطَاهرين الأشْرَافْ وَعجَّل فَرَجَهُم ياكريم.
إن مناسبة عيد الغدير تكسب تلك الأهمية الخاصة، لارتباطها بحياة المؤمنين طوال السنة؛ لأنها تثبت أصلا من أصول الدين.. بينما بقية الأعياد، فهي مرتبطة بفروع الدين.. ومن هنا نرى التأكيد الكثير على مثل هذا اليوم العظيم، فهو عيد الله الأكبر!..
في هذه المناسبة التي تتجلى فيها معاني الأخوة بين الموالين
وهي أفضل النعم التي من الله بها على عباده
إن الأخوّة المقصودة هي الأخوّة في الإيمان ، ولا إشكال في عمومها وشمولها لجميع المؤمنين والمؤمنات ، قال تعالى : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) الحجرات / 10
وقال سبحانه : ( فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِه ِ إِخْواناً ) آل عمران / 103 .
وبعبارة أخرى هذه الأخوّة هي تعبير آخر عن الولاية بين المؤمنين ولا إشكال في شمولها للجنسين ، قال تعالى : ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ) التوبة / 71
وقوله تعالى عن المهاجرين والأنصار : ( أُولئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ ) الأنفال / 72 ، فيتولى بعضهم أمر بعض ويدبّر بعضهم أمر بعض وينصر بعضهم بعضاً
وإن كانوا مختلفين من حيث الذكورة والأنوثة .
عن حكم ترديد صيغة المؤاخاة - الوارد استحباب ترديدها بين المؤمنين في عيد الغدير - والتلفظ بها بين الجنسين بأن يقول الرجل للمرأة الأجنبية
أو هي تقول له ( آخيتك في الله وصافيتك في الله وصافحتك في الله وعاهدت الله وملائكته وكتبه ورسله وأنبيائه والأئمة المعصومين عليهم السّلام على إني ان كنت من أهل الجنة
والشفاعة وأذن لي بأن ادخل الجنة لا ادخلها إلا وأنت معي ) فيقول الآخر ( قبلت وأسقطت عنك جميع حقوق الأخوة ما خلا الشفاعة والدعاء والزيارة )
فهل يجوز إجراء هذه المعاهدة وهذا العقد والتآخي بين الرجل والمرأة الأجنبيين ؟
أقول / بناء على استحباب ذلك إما بتمامية الدليل عليه - إن وجد - أو من باب التسامح في أدلة السنن ، فالاستحباب لا يشمل الرجل والمرأة الأجنبيين ، وذلك لأمرين :
الأمر الأول / عدم معهودية هذا التصرف وهذا الفعل بين الرجال والنساء الأجانب من المؤمنين وعدم جريان سيرة المتشرعة بذلك ، فلم يُعهد من المؤمنين تعاهدهم والتآخي فيما بينهم
بهذه الطريقة في عيد الغدير حتى لو كانوا أجانب ، وليس فقط عدم جريان سيرتهم على ذلك بل جريان سيرتهم على العدم ، فقد جرت سيرة المتشرعة على التشدد في العلاقة بين الرجال
والنساء الأجانب ووضع الحواجز فيما بينهم مهما أمكن حتى في مثل العبادات والشعائر الدينية ، وهي سيرة كاشفة عن رأي الشريعة في هذا الصدد كما يشعر بذلك كراهة السلام على الشابة
والمرأة الأجنبية ، مع أن السلام من أعظم شعائر الإسلام وشعاراته واستحباب السلام بين المؤمنين مؤكد لكن ورد كراهة ذلك بين الأجانب أو مع المرأة الشابة وذلك سداً لباب الفتنة ولئلا
يعصى الله تعالى من حيث يُعبد ، فقد يكون ما نحن فيه من هذا القبيل .
الأمر الثاني / أن الاستحباب وارد في حال المصافحة فيضع المؤمن يده على يد أخيه المؤمن ويقول ( آخيتك في الله وصافيتك في الله وصافحتك في الله .... ) وحيث تحرم المصافحة
بين الرجال والنساء الأجانب فلا يكونون مشمولين بهذا الاستحباب .
نعم قد يقال أن هذا التآخي وهذه المعاهدة راجحة في نفسها ولو من دون تحقق المصافحة فعلاً فيمكن إجراؤها ولو من دون مصافحة
لكن هذا - إن تمّ - لا يكفي لتعميم استحباب التآخي بين الرجال والنساء الأجانب لما ذكرناه من أن هذا التصرف بشكل عام خلاف سيرة المتشرعة
وخلاف ذوق الشارع ورأيه في تقنين العلاقة بين الجنسين ، والله أعلم